عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 8186 - 2024 / 12 / 9 - 20:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هذا الذي حدثَ، ويحدثُ، وسوفَ يحدثُ للأنظمةِ السياسيّةِ العربيّةِ الرديئةِ والفاشِلة.. إنّما يحدثُ بسبب القدرةِ العجيبةِ لـ "قادةِ" هذهِ الأنظمةِ و "زعمائها" على ممارسةِ الإذلال.
إذلالُ الخُصوم.
إذلالُ "الآخَرِ المُختَلِف"، والإصرارِ على تركيعهِ وسَحقِهِ واستباحتهِ وهدرِ كرامتهِ الشخصيّةِ والبشريّة، وتحويلهِ إلى لا شيء.
سقوطُ هذه الأنظمة، هو النتيجةُ المنطقيّة لـ "منهجيتها" في الحُكم. هذه المنهجيّةُ التي تُرسِّخُ قناعةَ الحاكِمينَ بأنّهم إذا أرادوا أن يكونوا "شيئاً"، فيجِب أن يكونَ "الآخرُ" لا شيء.. وإنّ على "المُتحَكِّمينَ" بالبلادِ والعِباد أن يفعَلوا كُلّ شيءٍ وأيّ شيءٍ لكي يبقى هذا "الآخرُ".. لا شيء.
كُلُّ هؤلاءِ الحُكّامِ دونَ استثناء.. السابقونَ واللاحِقون، الضحايا والجَلاّدون، الأحرارُ "المُستَقِّلونَ" والعبيدُ "التابِعون"، الثُوّارُ والمُرتَزَقة.. كُلّهُم يستخدمونَ المنهجية ذاتها عند استيلائهم على الحُكم.. ويتبادلونَ الأدوار.
والذلُّ نوعان.. ذلٌّ بارِدٌ، وذلٌّ حارّ.
الذُلُّ هو الذُلّ.. لكنَّ الذُلَّ الباردَ أكثرُ إذلالاً من الذُلّ الحارّ.
ذِلُّ الآخرين، أو أسلوب إذلالِهم، عادةً ما يكون.. بارِداً جدّاً.
الويلُ لنا، ولبلداننا، من هذا الذُلِّ الباردِ الذي اعتادَ حُكّامنا أن يتحكّموا بالآخرينَ من خلاله.
حُكّامنا الذين لم يتعلّموا من "فنونِ" الحُكمِ شيئاً، غير فَنِّ الإذلال..
وذلكَ لكي يكونوا هم شيئاً.. وينزعوا عن الآخرينَ جدارتهم في أن يكونوا يوماً.. شيئاً ما.
(للتعرُّفِ على تفاصيلِ الاختلافِ بين الذلّ البارد والذلّ الحارّ، راجِع النصَّ الخاص بذلك على الرابط المذكور في خانة التعليقات).
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟