رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 8186 - 2024 / 12 / 9 - 10:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أي ثورة تحدث في العالم لها شروط وأسس وقواعد، منها أن يكون لها قادة أكفاء معروفين للشعب، وغير تابعين لقوى خارجية، وأي ثورة تتبع أو تستند على الدعم الخارجي ستكون تابعة لمن ساندها، وهذا الأمر نوه إليه ميكافيلي في كتابه "الأمير" يقول للأمير في حالة الاستعانة بقوات خارجية لتثيبت الأمير في الإمارة: "إذا استعنت بدولة قوية ستبلعك وتكون تابع لها، وإذا استعنت بمرتزقة سيخربون إمارتك، ولإعطاء أمثلة حية على ذلك نعود إلى الثورة العربية الكبرى التي تعاونت مع الإنجليز والفرنسيين وخرجنا من الحرب (منتصرين على الأتراك) ومنهزمين في وطننا لأنه تم احتلالنا من قبلهم، وعندما تعاونت (المعارضة) العراقية مع الأمريكان في عام 2003، تم تفكيك الدولة العراقية وتحويلها إلى طوائف وتم تقسيم العراق طائفا وها هو يعيش في (أحلا) حرية!!، وليبيا أيضا بعد أن (تحررت) من حكم (الطاغية القذافي) أصبحت تعيش في بحبوحة وحرية لا ينعم بها الأمريكان ولا حتى الفرنسيين!!.
كلنا يعلم أن الأنظمة العربية برمتها أنظمة قمعية وأخت ... لكن بالنسبة لسورية وما جرى فيها، فهو مرتبط بما يجري في فلسطين ولبنان، فلم يبق أمام المشروع الأمريكي الصهيوني (شرق أوسط جديد) سوى هذه القوى، فبعد أن تم القضاء على الصف الأول من قيادة حزب الله، وتم خنق غزة وفلسطين، لم يبق إلا سورية، فكان لا بد من التخلص منها، وهذا ما حصل.
الأتراك لهم مطامع في شمال سورية، وهم يعتبرون حلب جزء من تركيا، والأمريكان يعملون على تفتت سورية إلى دول، من هنا نجدهم يقفون مع الأكراد ويحمونهم ويمدونهم بالسلاح والعتاد والتدريب، وها نحن نرى بشائر (الخير) بدأت باحتلال (إسرائيل) أراضي جديدة من سورية، وها هي تضرب المعسكرات ومراكز الأبحاث ونحن (نحتفل مبتهجين بالنصر وبالتخلص من الطاغية).
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟