|
هل تريد أن تعرف كيف سقط نظام الأسد؟!
بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)
الحوار المتمدن-العدد: 8186 - 2024 / 12 / 9 - 10:01
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
وضعت ذاك العنوان طبعاً لألفت انتباهك ولكي تكمل قراءة المقال وأوصل قراءتي لمجمل المشهد السياسي وكيف أن كرة النار، وليس الثلج، أو بالأحرى كرات النار انطلقت من ثلاث محاور وأحرقت النظام البائد الأسدي البعثي البوليسي الأمني، ليزهر ربيع سوري حقيقي، وليس ربيع إخواني قطري أردوغاني مع حلفائهم الروس والإيرانيين ضمن محور أستانة، نعم منذ سنوات وهؤلاء -وأقصد محور أستانة؛ محور الشر والاستبداد الإخواني مع حلفائهم الإقليميين والدوليين- كانوا يتاجرون بالدم السوري وللأسف بغطاء أوروبي وأمريكي، لكن ومع تغطرس هؤلاء وبالأخص إيران وتحت مسمى "محور المقاومة" ومغامرة حماس وبقرار أمريكي في هجومهم الإرهابي ب 7 أكتوبر وذلك لإفشال ما كانت أمريكا تعمل عليه في قضية التطبيع العربي-الإسرائيلي بقيادة المملكة العربية السعودية وقيام إسرائيل بضرب غزة وحماس ودخول إيران مجدداً من خلال تحريك ذراعها القوي، أو بالأحرى أقوى أذرعها بالمنطقة؛ ونقصد حزب الله، تحت مسمى "ربط الساحات"، وكانت هذه ثاني الأخطاء الإستراتيجية التي وقعت بها إيران وذلك بالرغم من الحنكة السياسية والديبلوماسية لإيران، لكن مثلما يقال؛ بأن "غلطة الشاطر بألف"، وفعلاً كانت بألف حيث وجدت إسرائيل ومن خلفها أمريكا؛ بأن الفرصة باتت سانحة لتدمير إيران، أو على الأقل مبدئياً قطع أذرعها وإخراجها من المنطقة وليس فقط من لبنان، بل من سوريا أيضاً وقريباً العراق وباقي دول المنطقة ولا نستبعد وصولاً لطهران وإسقاط نظام الملالي في طهران واستبداله بنظام يحقق الدولة الاتحادية الفيدرالية لكل شعوبها!
نعم تلك الأخطاء الإستراتيجية القاتلة جعلت إيران تدفع الأثمان الغالية حيث وبعد عام تدمرت غزة وحماس وبعده كان حزب الله وجنوب لبنان وأخيراً جاء الدور على سوريا حيث أستطاع الإسرائيليين والأمريكيين من خلفهم، ليس فقط تدمير وقطع أذرع إيران بالمنطقة، بل وأيضاً إقناع حلفائه في تحالف أستانة بالتخلي عنها، وكانت هذه الطعنة القاتلة، حيث تم إغراء الروس بحل مشكلته مع أوكرانيا وإخراجها من ذاك المستنقع كمنتصر وذلك بجعله يحتفظ بما أحتلتها من الأراضي الأوكرانية ومن جهة أخرى بالإبقاء على قواعدها في الساحل السوري، الإقليم العلوي الذي سيبقى تحت الحماية الروسية، بينما تركيا وبقناعتي تم إغرائها بأن تبقي الشمال الغربي تحت نفوذ ميليشياتها مع بعض التمدد على حساب قوات سوريا الديموقراطية في مناطق تل رفعت والشهباء وربما حتى منبج وصولاً لحدود نهر الفرات، كحدود فاصلة بين الإقليم السني التركي وإقليم شمال وشرق سوريا الذي تحت الحماية الأمريكية، وربما تم الوعد لأردوغان بالعمل والتوسط لدى الأوروبيين لتصبح تركيا ضمن النادي الأوروبي والإنضمام لذاك الاتحاد والذي هو حلم تركيا وأردوغان.
وهكذا رسم الفخ لتركيا، كما وصفها مستشار المرشد الأعلى لخامنئي وذلك عندما قال؛ لم نتوقع بأن تقع تركيا في الفخ وسوف نشرح كيف أن تركيا فعلاً وقعت بالفخ وبعد أن أدركت ذلك ركضت للدوحة للتنسيق مع حلفائها الإيرانيين والروس وبدعم قطري، لكن كان السيف قد سبق العزل، كما يقال، حيث أعتقد الأتراك أو هكذا أفهم لهم؛ بأن الميليشيات الخاضعة له ستهاجم مناطق تل رفع والشهباء وتأخذها من الأكراد، بينما قوات هيئة التحرير ستهاجم على بعض القرى والمناطق التي كان الجيش السوري للنظام قد سيطر عليها وبذلك تعود القوات لخطوطها السابقة بحسب التفاهمات القديمة للدول الضامنة، وبذلك وبعد احتلال عدد من القرى والبلدات ووقوعها بيد المعارضة ستقوى الورقة التركية ليجبر النظام والأسد بالجلوس مع أردوغان.
لكن الذي حصل وكما قلنا؛ بأنها كانت لعبة وفخ وقعت بها تركي، بالرغم من التحذير الإيراني لها وهكذا وجدنا بأن؛ الميليشيات الخاضعة لتركيا اكتفت بالمناطق الواقعة تحت وحدات الحماية الكردية، بينما أكملت هيئة التحرير طريقها وأخذت حلب، بل وأكملت طريقها لحماة وحمص أيضاً ومنعت الميليشيات الخاضعة لتركيا والإخوان من المشاركة معها حيث وجدنا عمليتين؛ إحداهما تحت مسمى "رد العدوان" تحت قيادة هيئة تحرير الشام، بينما جماعات تركيا والإخوان اسموا عمليتهم ب"فجر الحرية" والتي دفعت بها نحو المناطق الشرقية للاصطدام بقوات سوريا الديمقراطية.. وهنا وعندما شعرت تركيا؛ بأنها خدعت وبأن هناك من أوقعتها بالفخ ركضت لقطر وحاولت مع إيران والروس؛ محور أستانة، إيقاف العملية وذلك من خلال الدعوة لوقف العمليات العسكرية والدخول في المفاوضات بين النظام والمعارضة، لكن القرار الأمريكي الإسرائيلي لهيئة التحرير كان واضحاً؛ ألا وهو استكمال الطريق نحو الداخل في وسط البلاد، وبنفس الوقت بدأت إسرائيل بتحريك غرفة عمليات الجنوب وبالمناسبة هؤلاء؛ أي الجماعات المسلحة في الجنوب وصلت ودخلت دمشق قبل أن يصل الجولاني وقواته لدمشق.
طبعأ بقي المحور الثالث والأهم؛ ألا وهي دور قوات سوريا الديمقراطية حيث معبر البوكمال والذي كان أخطر النقاط التي يمكن أن تهدد كل المشروع بالفشل وكان ممر إيران من طهران لبيروت مروراً ببغداد ودمشق وذلك لتغذية أذرعها الميلشاوية في المنطقة بالأعتدة والسلاح وحتى الرجال أحياناً، وهنا تحركت قسد وأغلقت ذلك وكذلك تحركت قوات سوريا الحرة لاستكمال إغلاق الحدود السورية العراقية أمام الميليشيات الحشدية وبذلك استكملت دائرة الإغلاق والخنق على النظام السوري.
لكن كل هذا وذاك ما كان أن ينجح لولا الإجراء الأخير بقناعتي؛ ألا وهو تهديد النظام الإيراني بالإسقاط من خلال توجيه ضربات جوية مباشرة لها من قبل إسرائيل وربما حتى أمريكا حيث لولا ذاك لكانت دفعت بميليشيات الحشد الشعبي العراقي للدخول ومساعدة النظام السوري، أو على الأقل كانت دفعت بالسلاح الجوي السوري لضرب تلك القوات التي كانت تتحرك في وضح النهار من مدينة لمدينة ودون أن تتعرض لضربة صاروخية من طيران حربي أو راجمات صواريخ حيث كانت قوات هيئة التحرير يتحركون ببعض العربات وحتى سيارات عادية والشباب مطالعين أسلحتهم، بل والبعض رؤوسهم من شبابيك تلك السيارات وبتقول رايحين ع العرس مو ع الحرب.
نعم إنني على قناعة تامة؛ بأن كل من إيران والعراق والنظام السوري تم تهديدهم أمريكياً إسرائيلياً باستهدافهم بشكل تدميري إذا لم يرضوا بهذا السيناريو في إسقاط النظام حيث عرفنا أن الروس عقدوا صفقة مع الطرف الآخر، كما أوضحنا، وبالتالي لم تحرك طيرانها وراجماتها، لكن أن تبقى إيران هي الأخرى بدون حركة وتكتفي ببعض الجهود الديبلوماسية، بل وحتى الحشد الشيعي العراقي والحوثيين في اليمن يتوقفون جميعاً وهم يتفرجون على سقوط النظام ومعهم حزب الله اللبناني والأطرف والمضحك أكثر هو عدم تحريك النظام لسلاحه الجوي؛ الطيران، إن كان المروحي أو ثابت الجناح بالإقلاع وضرب تلك الحشود والقوات التي كانت تحتل مدينة وراء مدينة وكأن النظام ومعه كل حلفائه في محور "المقاومة" تحولوا لحمائم سلام بقدرة قادر وهم الذين أرتكبوا الفظائع بحق الشعب السوري والآخرين أيضاً!
إذاً القضية كان فيها "إنّ"، كما ترد في عدد من اللقطات الكوميدية ومنها مسرحية مغربية بنفس الاسم.. وأعتقد قد أوضحنا ليست "إنّ" واحدة، بل عدد من الإنن، لنصل بالأخير ونقول؛ بأن الفخ والطعم الذي بلعه أردوغان لن تنهي فقط النفوذ الإيراني بالمنطقة والذي كان يسيل لعاب تركيا لها وتحلم بأن تتمدد على حسابها، بل سيتم قصقصة أجنحة أو بالأحرى ذيول هذه الأخيرة أيضاً، قلنا ذيول كون تركيا تريد أن تتشبه بالذئاب كرمز عنصري طوراني فاشي لها وليس بنسر يحلق في السماء ولذلك أتباعها ستكون ذيول وليس أجنحة لها، نعم سيتم قص ذيولها هي الأخرى حيث وبعد إخراج إيران وفناء المعسكر الإشتراكي والتهديد الشيوعي، لا وذهاب تركيا نحو المحور الشرقي الروسي الصيني، باتت لا تحظى بتلك الرعاية والدعم الأمريكي، بدليل إن الأمريكان خذلوها حتى في صراعها مع قوات سوريا الديمقراطية ولم يوافقوا على شروط تركيا في القضاء على الإدارة الذاتية، بل والأخطر حالياً هو ما قامت بها إسرائيل وامريكا بأن جعلا هناك نوع من التفاهم بين قوات سوريا الديمقراطية وهيئة تحرير الشام مع حماية ودعم لهما وهو ما سيجعل الورقة التركية الإخوانية ضعيفة بخصوص رسم مستقبل سوريا القادمة الجديدة الاتحادية الفيدرالية.
طبعأ رب قائل يقول؛ هل هذه رواية بوليسية أو من أين لك هذه المعلومات وردي باختصار هو؛ إنها قراءة لمجموعة معطيات وعملي هو الربط والتحليل السياسي لهذه المعطيات التي بين يدينا وعليك أن تفكر بها وتحللها بدورك فقد تأخذ بها أو تقنعني بوجهة نظرك المغايرة وبالحالتين نكون قدمنا فائدة للقارئ الكريم
#بير_رستم (هاشتاغ)
Pir_Rustem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نهاية -رجل غبي- وديكتاتور حمار!!
-
حروبنا الطائفية القادمة
-
المجلس الإسلامي لا يصلح أن يكون بديلاً عن البرلمان العروبي
-
بصراحة تامة؛ سوريا بين التقسيم الطائفي ودولة وطنية لا مركزية
...
-
تركيا إلى أين..؟!
-
شهادة رائعة من سيدة راقية
-
المؤتمر العربي الأول ومبدأ الدولة اللامركزية واسقاطها على ال
...
-
هل تتخلى أمريكا عن قسد لاختلاف أيديولوجي؟!
-
وزير خارجية إسرائيل يدلي بأهم تصريح داعم للكرد!!
-
هل يمكن أن يرتجى أي شيء من الكتابة في زمن السفالة؟!
-
البارزاني -خائن-؟!
-
أردوغان لن يقدر نسخ تجربة بوتين
-
رسالة ونداء للرئيس مسعود بارزاني
-
هل أخطأت الأحزاب الكردية عندما رفضت لقاء الأسد؟!
-
إضاءات على عدد من القضايا الساخنة
-
الهجرة هي مقياسي الأول في تقييم أي تجربة سياسية!!
-
الأحزاب التركية واللعب بالورقة الكردية؛ هل يعيد الأتراك سينا
...
-
تركيا تبحث عن -حسن خيري- آخر!!
-
شرقنا والأيديولوجيات القاتلة
-
لا ثقة بأردوغان وتحالفه السياسي
المزيد.....
-
ما هي أبرز مخرجات الاجتماع بين الفصائل الفلسطينية في دمشق؟
-
الفصائل الفلسطينية:نؤكد ضرورة التلاحم بين الشعبين السوري الف
...
-
بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
...
-
حزب العمال: مع الشعب السوري في تقرير مصيره في إطار سوريا حرة
...
-
بيان صادر عن الفصائل الفلسطينيه في دمشق
-
مجتمع في أوغندا يعود لممارساته القديمة في الصيد والزراعة لحم
...
-
بيان صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
-
س?بار?ت ب? ?ووخاني ?ژ?مي ئ?س?د و پ?شهات? سياسيـي?کاني سوريا
...
-
النسخة الإلكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 582
-
الثورة السورية تسقط الدكتاتورية بعد 13 عاما من النضال
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|