عبدالله المخلوق
الحوار المتمدن-العدد: 8185 - 2024 / 12 / 8 - 23:27
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
بعد مغادرة الرئيس السوري المخلوع، يبقى السؤال الأهم: إلى أين سيتجه الثوار؟ الخيارات المطروحة متعددة، وتتراوح بين الانحياز إلى المعسكر الغربي، أو المعسكر الشرقي، أو تبني موقف متوازن بين الطرفين، وربما اختيار عدم الانحياز إلى أي منهما.
الوضع الراهن معقد ومتغير، ويعتمد بشكل كبير على العديد من العوامل السياسية، الاجتماعية، والعسكرية. كل خيار يحمل في طياته فرصًا وتحديات، إلا أن القرار النهائي قد يتحدد بناءً على المصالح الوطنية وأولويات الشعب السوري.
ومن الخيارات المطروحة نجد :
1. الانحياز إلى المعسكر الغربي:
قد يفتح هذا الخيار الباب أمام دعم اقتصادي وسياسي، لكنه قد يحمل معه تأثيرات خارجية تؤثر على سيادة القرار الوطني.
2. الانحياز إلى المعسكر الشرقي:
يتميز هذا الخيار بمنافع عسكرية واستراتيجية محتملة، لكنه قد يؤدي إلى اعتماد مفرط على قوى إقليمية قد لا تتماشى رؤاها مع المصالح السورية.
3. تبني موقف متوازن (غربي /شرقي):
هذا الخيار يتيح للثوار الاستفادة من الطرفين دون الانحياز الكامل، لكنه يتطلب دبلوماسية بارعة وإدارة دقيقة للعلاقات الدولية.
4. عدم الانحياز إلى أي معسكر:
يعتبر هذا الخيار الأنسب لتحقيق استقلالية القرار الوطني، ولكنه يتطلب قدرة عالية على الاعتماد الذاتي والتعامل بحذر مع التحديات الداخلية والخارجية.
إذن الوضع السوري ما بعد رحيل الرئيس المخلوع، مليء بالتحديات والفرص. القرار الذي سيتخذه الثوار سيكون له تأثير كبير على مستقبل سوريا. من المهم مراقبة التطورات بحذر والعمل على تفادي أي سيناريو قد يؤدي إلى حرب أهلية محتملة.
كذلك، من الضروري أن تكون المصلحة العامة هي المحدد الأساسي لأي عمل سياسي مستقبلي. كما إن تجنب الانحياز لأي معسكر قد يقلل من احتمالات التورط في صراعات دولية ويزيد من فرص تحقيق الاستقرار الداخلي. فالعلاقات الدولية تقوم على المصالح المتبادلة، ومن الأفضل أن تنبع القرارات السياسية من إرادة الشعب السوري لضمان مستقبل أفضل للجميع، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدولة سوريا، احتراما لسيادتها وتجنب ما قد يؤدي إلى حروب أهلية محتملة.
#عبدالله_المخلوق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟