|
غابة بلا أسدُها هل ينفع الزئير لاحقاً
عصام محمد جميل مروة
الحوار المتمدن-العدد: 8185 - 2024 / 12 / 8 - 20:12
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
خلال اليوم الثاني عشر بعد سلسلة اعلانات عن ردع العدوان الصفة الغائرة التي ربما يعتبرها البعض تكملة لمشروع فتح شهية السلطان التركي رجب طيب اردوغان ، حينما سمح لتلك المجموعات المغضوب عليها من قبل ، سواء اتفق معي او اختلف كثيرون في التفصيل بعد مداولة قراءة ما بعد سكوت اصوات الغارات الاميركية والاسرائيلية منذ فجر 26 - 27 تشرين الثاني الماضي غداة توقيع اتفاق مشبوه مع الحكومة اللبنانية وتفويض من حزب الله الى رئيس المجلس النيابي الاستاذ نبيه بري اكبر حليف تاريخي للمد السوري على مدار اربعة عقود ماضية مباشرة ، بعد سقوط الشاه الايراني و وصول الامام الخميني الى تحقيق نصراً غير متوقع في المنطقة العربية الفاصلة ما بين الخليج العربي او كما يُسمى الممر الفارسي قبل إتساع اهمية قصوى لغياب شاه ايران محمد رضى بهلوي ، اخر الشاهنشاهية وربما كذلك يتوجب علينا قراءة دقيقة للحالة التي ترتبط مباشرة مع اخر مستجدات سقوط النظام السوري خلال هذه الفترة الوجيزة بعد وقف الحرب على لبنان وعدوان ايلول وكلنا نتذكر تقدم متصدراً بشار الاسد صورة مجموعة رؤساء الدول التي شاركت في مؤتمر الرياض وهناك مَنْ تساءل وتفاجأ بهذا الظهور للرئيس السوري بعد شطبه عبر سنوات عديدة من الجامعة العربية والاسلامية واصبح شخصية منبوذة وغير نافذة حسب تحليلات المرصد السوري لحقوق الانسان الذي إعتمدت على معلوماته كل انظمة دول التطبيع المنتظر منذ ولاية دونالد ترامب الاولى2016 - 2020 ، ربما كان رسم خارطة طريق الشرق الاوسط الجديد هي التي ساعدت على هذا السقوط المتسارع رغم الضمانات التي غطتها الانظمة العربية للرئيس السوري بشار الاسد في اخر جلسة حيثُ كان المفروض كما يُقال ان يطرد كل اشكال الحراك للحرس الثوري الايراني وفرع فيلق القدس وقطع دابر دعم حزب الله !؟. بعدما تلقوا هزيمة كبيرة في لبنان والجميع يدرى اهمية دور المقاومة ومحورها وقائدها السيد حسن نصرالله الذي تم استهدافه واغتياله بطريقة عنيفة ! كانت قد لاقت إعجابا وإحسانًا لدى العديد من اركان الدول الذين ناقشوا مرحلة ما بعد نهاية حزب الله ودوره الريادي في حلف الممانعة والمقاومة الاسلامية على وحدة الساحات ، التي ازعجت الكيان الصهيونى بعدما اتسعت رقعة التهديدات للصواريخ العابرة فوق فضاء دول عربية مطبعة واخرى تنتظر دورها بعد توقف الحرب . فكانت ليلة 27 - نوفمبر غير سابقاتها على الاطلاق في سرعة الانتشار للعشرات من الالاف للميليشيات الارهابية كما يسميها البعض وفي مقدمتهم رجب طيب اردوغان متفقاً مع انظمة متعددة ولكن لماذ كان اعلان هجوم تلك الليلة ومغزاها الذي حَيَّر كبار الذين لهم علاقة مع دعم نظام الاسد من الجانب الروسي وحتى من دور ايران ورعاية قيادة فيلق القدس على الاراضي السورية والعراقية وصمت يمني ، و داخل مؤسسات حزب الله في جنوب لبنان وعلى الحدود مع سوريا . فكان الهجوم المباغت على اول واكبر مدينة سورية حلب بعد العاصمة دمشق والمعروف ان معظم سكان تلك المنطقة من الطائفة السنية الكريمة التي تناصب العداء ضد الاقلية العلوية من ابناء الشعب السوري حيثُ تتبوأ مراكز كبيرة لقيادة الجيش العربي السوري الذي كانت رسالته واضحة بعد حرب تشرين المجيدة عام 1973 التي فصلت المسارات عن نهج التطبيع والركوع تحت اقدام إسرائيل عبر خطط الماكر هنري كيسنجر الذي كان بحوزتهِ مقررات توزيع الحصص وتقسيم الدول التي تحارب اسرائيل مهما طال آمد حكامها على غرار حافظ الاسد وخليفته بشار الذي وصل الى الحكم تحت ظروف ضبابية خصوصاً بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان وبداية مشروع مواجهة الصهاينة عبر تشكيل المقاومة والممانعة التي دعمتها ايران وكان قائدها ورافع لوائها السيد حسن نصرالله وشق مُعَبِداً الطريق للدور الايراني في محور الصراع الفلسطيني العربي ضد صهاينة الغدر . لكننا اليوم غداة اعلان التبخر السريع للنظام السوري قد تم حسب مخططات امريكية صهيوني برعاية السلطان التركي الذي بارك موجة الهجوم الواسع و في خلال عشرة ايام تحقق ما لم يكن في الحسبان في عدم التصدي الرسمي السوري المدعوم من روسيا وايران، لا بل كانت المدن والقرى التي يتمركز عليها الجيش السوري كانت تسقط كأحجار لعبة الدومينو والشطرنج التي تحتاج الى اعصاب كافية لدراسة الخصم ونظرته وردات افعاله . لكن إسرائيل كانت تراقب منذ انطلاق فوضى متابعة مشوار ازاحة النظام السوري . كأنها اسرائيل قد اخدت وعداً مدروساً من هيئة تحرير الشام من بقايا القاعدة وجبهة النصرة والجيش الحر السوري المنشق وكل المجموعات الارهابية المرابطة داخل مدينة ادلب المطلة على تركيا . في عدم الاتجاه نحو مرتفعات الجولان التي تبعد عن دمشق مسيرة نصف يوم جرياً على الاقدام كما يُحسب في دراسات تحركات الجيوش . وربما من السابق لأوانه الحديث عن فرضية "" غابة بلا اسدها هل ينفع الزئير لاحقًا "" اذا ما عددنا اخطاء النظام منذ رحيل الاب حافظ الاسد الذي ترك عرينه بسب المرض دون تحصين دور سوريا في السلام ونفوذها في الحرب ، فكانت فوضى خلاقة كبيرة إنغمس خلالها النظام السوري بعد اندلاع الربيع العربي الذي ادى الى اطاحة الانظمة العربية القديمة التي حكمت منذ مطلع السبعينيات وربما ألرئيس السوري الوحيد الذي تفوق وانتصر على ما اطلق عليه فرصة التفاوض من باب المفاتحة وتبادل الخبرات مع المعارضة السورية التي إفتضحت في ما بينها وتوزعت بين احضان المملكة العربية السعودية و تركيا وقطر والامارات العربية وتعاون بعض اركانها مع الموساد علناً ، وكان التداخل عام 2013 - 2014 قد كاد يؤدي الى حرب كبري بعدما جيَّش باراك اوباما المجتمع الدولى للقيام بعملية عسكرية قيصرية لإزاحة بشار الاسد بالقوة . فتصدت ايران وصرح حينها المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية السيد علي خامنئي ان مَن يفتح الحرب الواسعة لا يتمكن من اعادة مفاتيح اقفالها . فتم لجم المعارضة ، وكانت روسيا جاهزة في إستخدام المطارات لردع المعارضة إرضاءاً لرغبة الأسد و زئيرهِ الطاغي . وخلال العشرة اعوام الاخيرة من عمر النظام السوري كان يتخبط ما بين مواقف مواجهة اسرائيل من جهة ، ومغازلة محور المقاومة والممانعة من جهة آخرى علمًا ان الجميع يدرى مدى خطورة عدم مواجهة مباشرة عسكرية ضد إسرائيل كأتفاقية مسبقة ، رغم التحفظ لقوى الممانعة التي كانت تكتفي بمدها الاستراتيجي للأسلحة الثقيلة التي وصلت الى المقاومة في لبنان. خلال الايام القادمة سوف ينبلج نور مُصطنع تقودهُ الولايات المتحدة الامريكية وعرابها في المنطقة رجب طيب اردوغان الذي لَهُ فقط منفرداً الضغط على هيئة تحرير الشام ، التي سوف توقع على اتفاقات مباشرة مع الكيان الصهيونى حسب مقتضيات اتفاق مُبرم لإبعاد دور روسيا - وايران - عن تأثير مباشر لدعم حلف المقاومة الذي قاوم إسرائيل ويقاوم وسوف لن يتوقف والايام بيننا .
عصام محمد جميل مروة.. اوسلو في / 8 كانون الاول - ديسمبر / 2024 / ..
#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مقدمة فضيحة الشرق الاوسط الجديد
-
غضب الصهاينة عالى اللهجة
-
عندما يتكرر المشهد العظيم
-
محكمة جنائية لا تعترف إسرائيل بقيمتها
-
النقد اللاذع لبابا الفاتيكان
-
القهر و الإنزلاق من حقبة الى اخرى
-
الأكثر إستعصاءً حلول ناقصة
-
الخشية على لبنان أم الخوف من عودة المقاومة
-
عودة إثارة كتاب نار وغضب الذي فضح ترامب
-
الشرر الامريكي يتطاير
-
عنصرية الدولة الصهيونية تطال الموظفين
-
الحرب المفترسة على مرأى و مسمع الجميع
-
مبايعة الكيان الصهيونى قبل الخروج
-
إرادة الردع تتألق مع قوافل الشهداء
-
مناظر الارض المحروقة من وراء الستار
-
إصاباتهم دائمًا طفيفة وإصاباتنا بليغة
-
ما من حدث على الأرض إلا و امريكا تُراقبهُ
-
دعاية جديدة لمؤتمر دولى حول لبنان
-
وجه أخر للحرب الطويلة
-
أكاد لا أُصدق ان الهرم الخامس مات
المزيد.....
-
عارضة الأزياء باميلا أندرسون بإطلالة يغيب عنها المكياج..ما ا
...
-
محلل لـCNN: الدبابات الإسرائيلية على بعد 30 كيلومتر من دمشق
...
-
احتجاجات طلابية تشل التعليم في صربيا
-
ترامب: هذا يوم عظيم لأمريكا
-
الصين تخطط لإطلاق قطار -أسرع من الطائرات-!
-
روسيا.. إصدار كتب حول الذكاء الاصطناعي لطلاب المدارس
-
حمية غذائية تساعد على تخفيف الألم المزمن
-
اغتيال حسن نصر الله أم سقوط بشار الأسد؟.. إيران تكشف أي الحد
...
-
تقارير غربية: حماس تبدي مرونة بشأن اتفاق وقف النار وتوافق عل
...
-
-منصة القاهرة- للمعارضة السورية تعلن موقفها من حكومة البشير
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|