|
عاش النظام .... سقط النظام
اسماء عيسى سلامه
الحوار المتمدن-العدد: 8185 - 2024 / 12 / 8 - 17:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مشهد دراماتيكي عاشته سوريا خلال الأيام الماضية. حيث تمكنت قوات (المعارضة السورية) من الاستيلاء على المدينة تلو الأخرى، ووصلت إلى دمشق خلال ايام معدودة. نعم، سقط نظام الأسد. بدأت (الثورة) في سوريا منذ الخامس عشر من شهر آذار في العام 2011، تحولت بعدها سوريا إلى ساحة حرب لأطراف خارجية متعددة، روسيا وإيران الداعمة لنظام بشار الأسد، وتركيا والولايات المتحدة وبعض الدول العربية التي شاركت (الثوار) في الحرب ضد النظام وحلفائه، ودولة الاحتلال التي استباحت الأجواء السورية. ولأكثر من ثلاثة عشر عاما عاشت سوريا حالة الحرب والحصار، ولجأ ملايين السوريين إلى مختلف دول العالم، كما امتلأت المعتقلات السورية بآلاف السجناء السياسيين. بغض النظر عن الموقف من النظام السوري (السابق)، وعن الموقف من (الثوار)، سواء من حيث الجهات الداعمة والأجندات التي تقف خلفهم، إلا أنه لا بد من الإشارة إلى العديد من النقاط في المشهد السوري الحالي وربما القادم: أولا: تخلى الحلفاء عن النظام بين عشية وضحاها، إيران يبدو أنها تعيد حساباتها منذ الحرب على غزة، موقفها الداعم من حماس تغير وإن لم تصرح بذلك علانية، كما أن موقفها من حزب الله ايضا تشوبه الشبهات، والآن ترفع يدها الداعمة عن النظام السوري، وروسيا ايضا تخلت عن دعم الأسد ولم تتصدر للدفاع عنه على الأرض، وربما تكون استضافتها له على اراضيها اقصى ما تقدمه له في الوقت الراهن. يبدو أن التركيز الروسي على أوكرانيا جعلها تحسم تواجدها في سوريا. ثانيا: قدمت الأحداث الحالية في سوريا فرصة ذهبية لدولة الاحتلال، حيث دخلت قواتها البرية حتى القنيطرة، تذرعت في البداية بأنها تقف إلى جانب القوات الدولية لصد هجوم تعرضت له، ثم بأنها تريد تأمين الحدود الشمالية، في كل الأحوال دخلت الأراضي السورية. هل ستعود للانسحاب؟ ثالثا: (حياد) الولايات المتحدة الأمريكية مما يجري على الأرض السورية. فقد صرح الرئيس الأمريكي المنتخب (دونالد ترمب) بأن الحرب في سوريا ليست حرب الولايات المتحدة ولا مبرر للتدخل فيها. لماذا تتدخل الولايات المتحدة وما يجري الآن ما كانت تسعى له؟ رابعا: حققت تركيا نقطة لصالحها على الأرض، هي الداعم الأساسي للعناصر المسلحة، كان التوقيت ممتازا لتحقيق النصر على النظام والإطاحة به، وليس مستغربا أن تكون على علم بالمواقف الروسية والإيرانية، وتأكدها من عدم التعرض للمسلحين. خامسا: كان جليا من اليوم الثاني أن القوات السورية تخلت عن النظام، فأخبار انسحاب القوات من كل مدينة كان يدخلها المسلحون تشير بكل وضوح إلى عدم رغبة قيادة القوات المسلحة في الاشتباك، فقد قضي الأمر في القيادة وتخلت عن الرئيس، كذلك خبر هروب ما يقارب الفي جندي سوري إلى العراق هو دليل آخر على موقف القوات السورية من الأحداث. فانتهت حقبة عاش النظام. سادسا: مكان الرئيس السوري الحالي -وإن لم يعلن ذلك صراحة على وسائل الإعلام- فهو لن يبعد عن الحليف الروسي، سلمت روسيا الجمهورية السورية، وتعهدت بحماية الرئيس السابق. هل من الممكن أن تتدخل روسيا لاحقا كما تدخل الاتحاد السوفييتي السابق في أفغانستان؟ لكن روسيا الآن ليست الاتحاد السوفييتي، بل وليست وريثته. الرئيس السابق (الأسد) ومن خال طريقة تعاملة مع الأمور منذ بداية ما كان ثورة في سوريا وما مارسه مؤيدوه من عنف وقمع ضد السوريين لم تترك مجالا أمام الشعب السوري إلا أن يحتفل بزواله وأتباعه. نعم قمع حزب البعث الإشتراكي السوري شعبه متخذا من التصدي للإمبريالة ستارا، ولكن ذلك لم يكن من الحكمة على الإطلاق. النتيجة أن الإمبريالة التي تذرع بالتصدي لها هي ذاتها من تشعر بالارتياح من سقوطه الآن. سابعا: ما لا يمكن إلا الفرح له هو خروج آلاف المعتقلين من السجون السورية، من قضوا عشرات السنوات في الذل والإهانة سواء لمواقف سياسية معارضة أو ظلما وبهتانا. نحن شعب نعي جيدا معنى الاعتقالات ونفرح لكل من يعانق الحرية التي نتمنى أن ينعم بها أسرانا. ثامنا: ماذا بعد؟ كيف ستكون سوريا بعد النظام؟ من الصعب التكهن بتفاصيل المشهد السوري القادم، ولن تخرج توقعاتنا عن كونها آمال بأن يكون القادم يحمل الأفضل للاشقاء في سوريا، أملا في أن تحافظ سوريا على وحدتها، وأملا في أن ينعم الشعب السوري بالحرية الحقيقية، وأملا في عودة كل لاجئ سوري إلى وطنه معززا مكرما، وأن تعود سوريا إلى مكانتها وكينونتها. مهما كانت النتائج الخاصة بالجمهورية السورية، فإن مما لا شك فيه أن هناك خريطة جديدة للمنطقة قيد التنفيذ، حيث انسحاب المعسكر الشيعي من دول المنطقة، وإعادة تشكيل توازنات جديدة في الشرق الأوسط. كل هذه الملفات التي يتم التعامل معها واحدا تلو الآخر تسبق تسلم الرئيس ترمب لزعامة البيت الأبيض في العشرين من كانون ثاني القادم. تحدث عن لبنان وغزة، وها هي سوريا ايضا تأتي طواعية، وكأن المنطقة تتهيأ لترتيب جديد.
#اسماء_عيسى_سلامه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الرئيس التركي أردوغان: اتخذنا الخطوة الأولى لبداية جديدة بين
...
-
قوات -قسد- تسقط طائرة أمريكية مسيرة
-
-CBS NEWS-: ترامب يوجه دعوة إلى شي جين بينغ لحضور حفل تنصيبه
...
-
مجلس النواب الأمريكي يصادق على الميزانية الدفاعية بحجم 884 م
...
-
العراق.. استهداف -مفرزة إرهابية- في كركوك (فيديو)
-
موسكو تقوم بتحديث وسائل النقل العام
-
قوات كردية تسقط بالخطأ طائرة أميركية بدون طيار في سوريا
-
رئيس الإمارات وملك الأردن يبحثان التطورات الإقليمية
-
أوكرانيا على موعد مع صاروخ روسيا -الرهيب-
-
فيديو.. اكتشاف نفق سري ضخم في جبال القلمون
المزيد.....
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
المزيد.....
|