أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ابراهيم ابراش - أحداث سوريا ومشروع الشرق الأوسط الجديد














المزيد.....

أحداث سوريا ومشروع الشرق الأوسط الجديد


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 8185 - 2024 / 12 / 8 - 20:18
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ما يجري في سوريا ومع سوريا ليس وليد اللحظة حتى وإن كان البعض ربطه بهزيمة حزب الله في جنوب لبنان والمواجهة مع إيران وتفكيك حلفائها بل له جذور أعمق من ذلك وحتى سابق على ظهور ما يسمى التهديد الإيراني ومحور المقاومة.
منذ بداية ما يسمى الربيع العربي بل قبل ذلك عند سقوط نظام صدام حسين ونحن نحذر مما يجري وأن الأمر ليس ثورة شعبية من أجل الديمقراطية واسقاط أنظمة مستبدة بل مؤامرة متعددة الأطراف لتفكيك العام العربي كأمة لها الحق بالوحدة والتحكم بثرواتها وخيراتها وتقرير مصيرها بنفسها أو كدول بحدودها القائمة لصالح صناعة شرق اوسط جديد قائم على القوميات والطوائف والمذاهب المتطاحنة والمتصارعة، الأمر الذي يعطي لإسرائيل ميزة التفوق وللغرب وخصوصا واشنطن فرصة العمل المريح لاستغلال خيرات المنطقة وبيع الأسلحة وتعزيز نفوذها في سياق صراعها الاستراتيجي مع روسيا والصين.
لا شك أن كل الأنظمة العربية التي شهدت ثورات أو ما يسمى (ربيع عربي) مثل العراق وسوريا وليبيا واليمن وتونس ومصر لم تكن ديمقراطية وفيها انتهاكات لحقوق الإنسان ولحقوق المواطنين من غير طائفة او قومية الحاكم.
ولكن هل الجماعات المسلحة التي ركبت موجة الثورة كانت تؤمن بالديمقراطية وتسعى لها؟ وهل الغرب وبعض الدول الخليجية ودول الجوار الذين دعموا ومدوا بالمال والسلاح جماعات المعارضة المسلحة كانوا بالفعل يسعون لدمقرطة هذه الدول وكانت حريصة على الدفاع عن حقوق الإنسان في هذه البلدان؟ وهل أصبحت الأوضاع في الدول التي شهدت ما يُسمى الربيع العربي أفضل حالا الآن مما كانت قبله؟
لا ننتقص من حق الشعوب بالسعي للحرية والانتقال نحو الديمقراطية ومواجهة كل أشكال الدكتاتورية والاستبداد، والأنظمة العربية كلها مستبدة، ولكن الذي جرى لم يكن كله في سياق الانتقال الديمقراطية بل في سياق صناعة (الفوضى الخلاقة) كما تريدها واشنطن كإحدى أدوات صناعة الشرق الأوسط الجديد والكبير، وقد رأينا كيف تم تهميش واستبعاد القوى الشبابية والديمقراطية من المشهد في بداية الثورة وركب موجة الثورة قوى في غالبيتها اسلاموية ظلامية مأجورة للغرب ولدول الجوار.
الآن ومع سقوط نظام الأسد فإن مشروع الشرق الأوسط الجديد ومنذ بداية الاشتغال عليه عام 2004 حقق تقدما ملموسا اعتمادا على المؤشرات التالية:
- تفرد واشنطن في منطقة الشرق الأوسط وتراجع النفوذ الروسي والصيني، حتى إن روسيا لم تحاول حماية نظام الأسد في الهجوم الأخير وتركته لمصيره المحتوم.
- غياب أي موقف عربي موحد تجاه ما يجري في سوريا وعموم المنطقة حتى على مستوى الدول الكبيرة والمؤثرة مثل مصر والعربية السعودية بالرغم من خطر الفوضى والجماعات المتطرفة يهددها أيضا.
- تمدد ونجاح المشاريع المنافسة والمعادية للأمة العربية تاريخيا، المشروع التركي الطوراني والمشروع الصهيوني، حتى المشروع الفارسي الإيراني استفاد من حالة الانهيار والفوضى في العالم العربي.
- استفادة اسرائيل من كل ما يجري حيث تفردت بالشعب الفلسطيني قتلا واستيطانيا كما جرى في حرب الابادة والتطهير العرقي في غزة، ثم تفردها بحزب الله الذي قال إنه سيساند أهالي غزة.
-تسارع التطبيع العربي مع اسرائيل في زمن الرئيس ترامب.
-تراجع الفكر القومي العربي والحركات القومية العربية وحتى غاب المفكرون والمنظرون للعروبة وانتشار. تفكير وثقافة اسلاموية متخلفة تتعارض مع قيم العصر وحتى مع الدين الإسلامي الصحيح.
ولكن ذلك لا يعني النجاح الكلي لهذا المخطط وللجماعات المشاركة فيه لأن انهيار الأنظمة التي تم الثورة عليها أسس لحالة فوضى وفقر وانتشار الفكر الظلامي والمتخلف والأنظمة البديلة التي قامت ليست ديمقراطية، الأمر الذي سيعجل بثورة جديدة ستكون هذه المرة ثورة ديمقراطية حقيقية.
بعد سقوط نظام الأسد فإن الأمر في سوريا مرشح لمزيد من التدهور والفوضى لأن جماعات المعارضة متباينة عرقيا وطائفيا ومذهبيا ومن حيث ارتباطاتها الخارجية، وستستمر حالة الفوضى لسنوات، وهذا النجاح السريع للجماعات المسلحة سيشجع الجماعات الأخرى كالقاعدة وداعش وغيرها لإعادة تنظيم وترتيب أوضاعها بتوجيه وتنسيق مع واشنطن والغرب وتركيا لتتحرك في أماكن أخرى.، وللأسف تحولت الجماعات الجهادية المسلحة إلى أهم جماعات المرتزقة في العالم ومستعدون لتأجير أنفسهم لمن يدفع المال.
انتهى نظام الأسد في سوريا وقلة فقط من سيأسفون عليه. ولكن بسبب طبيعة الجماعات المسلحة التي أسقطت النظام وتعدد انتماءاتها الطائفية والمذهبية والعرقية وتعدد مرجعياتها الإقليمية والدولية، فإن ما جرى ليس ثورة شعبية خالصة تندرج في سياق الانتقال الديمقراطي.
لذا نتمنى ألا يكون مستقبل سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد نفسه مصير العراق بعد صدام حسين ومصير ليبيا بعد معمر القذافي ومصير اليمن بعد سقوط علي عبد الله صالح، وحمى الله سوريا من الفوضى والحرب الأهلية، وحمى فلسطين وشعبها مما يجري في العالم العربي.
[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد سقوط نظام الأسد في سوريا
- اسم على غير مسمى
- ما زلت أتساءل،،،
- اذا كان الإيمان بالله لا يتعارض مع العقل فلنحكم العقل
- من نصدق الواقع المأساوي أم الانتصارات الوهمية؟
- حرب حزب الله، تبدد أوهاما وتؤكد حقائق
- التحرر من الايديولوجيات العقيمة
- ما الذي يجري في سوريا، ولماذا الآن؟
- الحقيقة الوحيدة في هذه الحرب هي الشعب الفلسطيني
- لم يتأسس محور المقاومة من أجل فلسطين
- كلهم انتصروا إلا أصحاب القضية
- على حركة حماس أخذ عبرة من التاريخ ومما جرى مع حزب الله
- حماس وأخذ عبرة مما جرى مع حزب الله
- عن أية أمة يتحدثون؟
- ستستمر الحرب على شعب فلسطين حتى لو توقفت على جبهة الشمال
- اسىئة تحتاج لإجابة من حركة حماس
- تفرقهم السياسة نظريا ويوحدهم الفساد عمليا
- قرار مهم بالرغم من استحالة تنفيذه
- ما هو سر الهيمنة الأمريكية؟
- جماعةالإخوان المسلمين والقاعدة وداعش، دور مطلوب رغم الفارق


المزيد.....




- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
- ما هي أبرز مخرجات الاجتماع بين الفصائل الفلسطينية في دمشق؟
- الفصائل الفلسطينية:نؤكد ضرورة التلاحم بين الشعبين السوري الف ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- حزب العمال: مع الشعب السوري في تقرير مصيره في إطار سوريا حرة ...
- بيان صادر عن الفصائل الفلسطينيه في دمشق
- مجتمع في أوغندا يعود لممارساته القديمة في الصيد والزراعة لحم ...
- بيان صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- س?بار?ت ب? ?ووخاني ?ژ?مي ئ?س?د و پ?شهات? سياسيـي?کاني سوريا ...
- النسخة الإلكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 582


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ابراهيم ابراش - أحداث سوريا ومشروع الشرق الأوسط الجديد