لماذا يستهدف الغرب سورية؟

حسام عامر

الحوار المتمدن-العدد: 8185 - 2024 / 12 / 8 - 15:56
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

الكاتب: ستيفن جوانز

ترجمة حسام عامر

ترغب أمريكا بتنصيب حكومة موالية للإمبريالية في دمشق بشدة منذ عام 1957 على الأقل، عندما حاولت هندسة انقلاب في سورية لكنه فشل. في عام 2003، بدأت أمريكا بشن حرب اقتصادية على سورية، وفي عام 2005، بدأت أمريكا بتمويل جهات معارضة من أجل حشد الطاقات لتغيير نظام الحكم.

الى جانب أن أمريكا منزعجة من تحالف سورية مع ايران، ومن دعمها لحزب الله ولحركة التحرر الوطني الفلسطينية، تبدي سورية توجها تتشارك به مع كل الدول التي يستهدفها الغرب: النزعة نحو التنمية الاقتصادية المستقلة والموجهة ذاتيا. يظهر هذا التوجه في ملكية الدولة للقطاعات المهمّة، وتقديم الدعم المالي للشركات المحلية، والضوابط على الاستثمار الأجنبي، ودعم السلع الأساسية. تقوّض هذه الإجراءات من فرص جني الأرباح من قبل الشركات والبنوك والمستثمرين التابعين للدول الأجنبية، وبما أن رؤساء تلك الأطراف لديهم نفوذ كبير جدا في واشنطن والعواصم الغربية الأخرى، ترسم السياسات الخارجية الغربية لخدمة مصالحهم.

تشكو وزارة الخارجية الأمريكية من أن سورية "فشلت في الانضمام الى الاقتصاد العالمي الذي يزداد ترابطا،" ويقصدون بذلك أن سورية فشلت في بيع شركات القطاع العام لمستثمرين القطاع الخاص، ومن بينهم أصحاب مصالح مالية في نيويورك ولندن وباريس وفرانكفورت وتورنتو. كانت وزارة الخارجية الأمريكية متضايقة من أن هناك "أسباب أيديولوجية" تستمر في منع حكومة الأسد من تحرير الاقتصاد السوري. بسبب هوس البعثيين الأيديولوجي بالاشتراكية، "ما زالت خصخصة الشركات الحكومية محدودة،" و"ما زالت الحكومة تتحكم بالاقتصاد الى حد كبير."(1)

صحيفة الوول ستريت جورنال ومؤسسة هيريتيج فاونديشن أيضا منزعجين من سورية. اشتكوا أن "بشار الأسد، الذي تولى الرئاسة بعد والده حافظ الأسد عام 2000، لم ينفذ وعوده بإجراء إصلاحات على اقتصاد سورية الاشتراكي." بالإضافة الى ذلك، اشتكوا من أن "الدولة تسيطر على الكثير من النشاطات الاقتصادية، و...تهمش القطاع الخاص وتمنع التنمية المستدامة للشركات والقطاعات الجديدة. هناك اختلالات كبيرة في الحرية المالية بسبب تدخل الدولة وتحكّمها بالأسعار...يستمر التدخل الكبير للدولة بإعاقة نشاطات ريادة الأعمال...ضوابط العمل جامدة، ويعاني سوق العمل من تدخل وسيطرة الدولة...تقيّد العوائق غير الجمركية والممنهجة من حرية التجارة الى حد كبير جدا. يواجه الاستثمار الأجنبي عوائق بسبب الإجراءات الحكومية الصارمة، والتدخل المباشر للدولة، وعدم الاستقرار السياسي. على الرغم من ازدياد عدد بنوك القطاع الخاص بثبات منذ أن سمح لها بالعمل لأول مرة في عام 2004، لكن ما زال نفوذ الحكومة في القطاع المالي كبيرا."(2)

تذكر دراسة أعدتها مكتبة الكونغرس عن سورية أن "بنية الاقتصاد والحكومة اشتراكي،" وتشير الى "استمرار تحكّم الحكومة بالقطاعات الاستراتيجية،" وأنه "بإمكان الكثير من المواطنين الحصول على مساكن حكومية مدعومة وأن الكثير من السلع الأساسية مدعومة بشكل كبير،" و"أن أعضاء النظام ذو الأقدمية يعيقون تحرير الاقتصاد."(3)

بالمجمل، تشبه سورية الى حد كبير الدولة الاشتراكية التي تصورها مؤسسو حزب البعث العربي الاشتراكي، وليست منصّة لتضخيم رؤوس أموال البنوك والمستثمرين والشركات التابعين للدول الأجنبية. بالتالي، من وجهة نظر النخب التي ترسم السياسة الخارجية الغربية، من الضروري تغيير النظام السوري الملتزم بالتنمية الاقتصادية المستقلة والموجهة ذاتيا.

المراجع:
(1)U.S. State Department website. http://www.state.gov/r/pa/ei/bgn/3580.htm@econ. Accessed February 8,2012.
(2)Index of Economic Freedom 2012. http://www.heritage.org/index/country/syria. Accessed February 8, 2012.
(3)U.S. Library of Congress. A Country Study: Syria. http://lcweb2.loc.gov/frd/cs/sytoc.html


ملاحظة المترجم: هذا المقال مقتبس من كتاب نشره الكاتب ستيفن جوانز على مدونته عام 2015 وعنوانه:
Promoting Plutocracy: U.S.-Led Regime Change Operations and the Assault on Democracy

#حسام_عامر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات