سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8185 - 2024 / 12 / 8 - 14:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قبل 9 أعوام من الان، وعندما إعتمد مجلس الامن الدولي التابع للأمم المتحدة القرار 2254 كحل لإنهاء الأزمة السورية. ويهدف القرار إلى الانتقال السياسي ووضع حد للأوضاع الاستثنائية في سوريا، لکن وعلى الرغم من أن هذا القرار قد حظي بقبول أممي واسع، غير أن الملا خامنئي وميليشياته العميلة وتحت زعم"الدفاع عن مرقد السيدة زينب"، وقفوا على الضد من هذا القرار وعملوا على تعزيز نظام الدکتاتور بشار الاسد وهو الامر الذي ساهم بإفشال عملية الانتقال السياسي في سوريا وجعل الجهود الدولية لإنهاء الصراع غير فعالة.
هذا الاجراء الخطير الذي قام به الطاغية خامنئي، قد کلف نظام الملالي کثيرا ولاسيما بعد أن غرق في الوحل السوري من قمة رأسه الى أخمص قدميه، وحتى إنه وبحسب ماذکرت المعلومات المستقاة من التقارير المختلفة عن التورط الايراني في سوريا فقد تم إنفاق ما لا يقل عن 50 مليار دولار من أموال الشعب الايراني على يد الارهابي المقبور قاسم سليماني وهذه الاموال الطائلة تم تبديدها من أجل المحافظة على النظام السوري في وقت کان الشعب الايراني يعاني من أسوأ الاوضاع المعيشية والاقتصاد الايراني في حالة يرثى لها، ومن أجل تبرير موقف النظام، فقد إعترف مسٶول لجنة الامن في برلمان النظام، حشمت الله فلاحت بيشه عن غير قصد بجزء من هذه النفقات في 21 مايو 2020، قائلا: "عندما ذهبت إلى سوريا، قال البعض إنني أنفقت الكثير! ولكن أكرر، ربما أعطينا 20 إلى 30 مليار دولار لسوريا، ويجب أن نستردها. وأنفقت أموال شعبنا هناك"، بيد أن مهدي طائب، رئيس إستخبارات حرس النظام السابق والقائد في قاعدة العمار قال في تصريحات في 15 فبراير 2013، الذي إعتبر سوريا بمثابة"المحافظة الخامسة والثلاثون" وهو يشير الى الاهمية التي يضعها النظام للنظام السوري قائلا:" إذا هاجمنا العدو وقرر أخذ الأهواز أو سوريا، فالأولوية لنا أن نحتفظ بسوريا لأنه إذا احتفظنا بسوريا، يمكننا استرداد الأهواز. ولكن إذا خسرنا سوريا، لا يمكننا حتى الحفاظ على طهران"، وهذه التصريحات تٶکد على دور سوريا ليس فقط كأرض، ولكن كحجر زاوية في استراتيجية إيران الإقليمية.
ومن المفيد جدا التنويه من إن إطلاق طائب على سوريا تسمية"المحافظة الخامسة والثلاثون ومحافظة استراتيجية"، لما تبرزه من الدور الحيوي الذي تلعبه في الهلال الشيعي والعمق الاستراتيجي الذي يدعيه خامنئي والملالي التابعة له. ومع ذلك، فإن هذا الادعاء مهدد الآن أكثر من أي وقت مضى بسبب التحولات السياسية والضغوط الداخلية والدولية ضد نظام بشار الأسد، مما يمثل ضربة استراتيجية كبيرة لنظام الخامنئي.
على أثر التطورات الاستثنائية التي حدثت في سوريا وتضعضع أوضاع النظام السوري وزيادة المٶشرات على قرب سقوطه الحتمي الذي أصبح کأمر واقع، فإن النظام الايراني يشعر بحالة من الخوف والهلع ربما تفوق تلك التي يشعر بها النظام السوري ذاته، لأنه يعلم بأن وقت محاسبته من قبل الشعب والمقاومة الايرانية على معظم جرائمه وفساده إثارته للحروب وتإقاره وتجويعه وقتله للشعب الايراني قد بات قريبا وقريبا جدا.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟