أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مضر خليل عمر الكيلاني - تحت الرماد نار حرب مقدسة















المزيد.....

تحت الرماد نار حرب مقدسة


مضر خليل عمر الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 8185 - 2024 / 12 / 8 - 14:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أ.د. مضر خليل عمر
ليس للحقيقة وجه واحد ، وقد كتب ت. س. اليوت قصيدة توضح هذا من خلال وصف فاقدي البصر لجسم فيل حسب اي جزء من جسمه تلمسوه ، ، فاحدهم تلمس اذن الفيل ، والثاني ذيله ، والاخر رجله و الرابع بطنه ، والخامس خرطومه . كل واحد منهم اعطى صورة و تشبيها للفيل تختلف كليا عن الاخرين ، ولم يكذبوا ، فهكذا بدا لهم الفيل وتصوروا شكله . لقد افتقدوا النظرة الشمولية فقط ، وهكذا حال معظمنا عندما نتحدث عن شيء رأيناه بام اعيننا دون ان تكون لنا فرصة للنظر من زاوية اخرى ، او التعرف على منظور الاخرين ومواقفهم تجاه الامر نفسه . لست سياسيا ، ولا معني بتحليل الوقائع و تتبع مسارتها المبهمة (دوامة الاراء المتناقضة و المتضاربة في كثير من الاحيان) ، ولست منجما يدعي المعرفة بالمجهول كذبا و تدليسا ، ولكني ارى ان التحليلات السياسية في الغالب منحازة و تنقصها الشمولية ، لذا كتبت هذا المقال .
كجغرافي ، فان مسرح الاحداث يهمني فهو من صلب اختصاصي الاكاديمي . يصاحب ذلك ، ايماني العميق بان الجغرافيا كعلم و كمعلومات معنية بالسياسة بمعناها المحلي Policy و العالمي Politics وذلك لانها من ابرز واهم مدخلات عملية صناعة القرار . لذا افترض ان للجغرافي قدرة على تاشير جوانب معينة تفسر مسير الاحداث طبقا لتخصصه الجامعي الدقيق ، ومعرفته بمنطقة الدراسة . فالخبرة الجغرافية خير عين اضافية لصانعي القرارات ، وقد اثبت التاريخ والاحداث صدق ذلك . وما يهم جغرافيا ويساعد في تفسير الاحداث (السياسية على وجه الخصوص) المعرفة الحقة بموضع مكان الحدث (ما يحتويه من كنوز طبيعية وبشرية وتاريخية) و موقعه الجغرافي (ما يحيط به من دول ومسالك نقل دولية) ، وتكتمل الصورة (نسبيا) بمعرفة تاريخ علاقات الموضع اقليميا ودوليا . فللمكان وجهان مكملان لبعضهما البعض : التاريخ والجغرافيا ، يحددان هويته و طبيعته و مستبقله .
في قناعتي الشخصية ان هناك ثلاثة مستويات تتحكم في الاحداث الكبيرة (السياسية على وجه الخصوص) ، على المحلل السياسي ان يدركها كلها (وهذا شيء شبه مستحيل) ليكون تحليله صائبا و واقعيا وبعيدا عن شبهات الانحياز فعلا لما يجري على الساحة . المستويات الثلاث هي ، المستوى الاول والمهم جدا : العقيدة (الدينية ، السياسية ، الاقتصادية ، الفكرية) لصانعي القرارات ومن بيدهم زمام الامور . المستوى الثاني : المفاوضات والمساومات والاتفاقات المبطنة التي جرت وتجري خلف الابواب (تحت الطاولة) بين من تعنيهم الاحداث ويهتمون بامر المسرح الجغرافي قيد الدرس . المستوى الثالث : بمعرفة هذين المستويين بتفاصيل و وضوح ، حينها يتمكن من اجراء التحليل الموضوعي و عندئذ يتحقق التمكن من تفسير ما يجري على المسرح الجغرافي و التكهن بمسار الاحداث بموضوعية وتجرد بعيدا عن الاهواء .
كانت حركة الاستكشافات الجغرافية منظمة رسميا وبدعم شعبي كبير (التجار و القراصنة والمغامرين الشباب) لمعرفة جوانب واماكن كثيرة كانت مجهولة بالنسبة لهم ولعامة الناس (ومازال هناك الكثير الى وقتنا الراهن ما هو مستورا و غير معروف في الكثير الكثير من جوانب الكرة الارضية ومعطياتها – فوق الارض وتحتها وتحت الماء) . وكان لرسامي الخرائط و المعنيين بالدراسات الميدانية (جغرافيين ، مهندسين ، علماء اجتماع - انثروبولوجي ، وغيرهم) يد طولى في عملية الاستكشاف الجغرافي (سكان وطبيعة وبيئة) اولا ، وعملية توجيه المسئولين الرسميين و الرأسماليين لاستغلال البلدان والاراض البكر التي تم التعرف عليها لاول مرة ثانيا .
بعد ذلك ، ومع الثورة الصناعية وتطوراتها التقنية وبروز الراسمالية الصناعية وجشعها الذي لا حد له ولا رادع ، تم استعمار واستغلال البلدان المكتشفة حديثا ونهبت خيراتها و تم تهجير سكانها الاصليين واخذوا كعبيد وخدم . وعندما بدأت الشعوب بالثورة لطرد المستعمر ، خرج الاستعمار من الباب ليعود من الشباك ، مما جعل اهل تلك البلدان يتمنون المستعمر بدلا من الحكام الجدد . فمقولة ان الشعب المستعمر يسلك سلوك المستعمر بعد ان يتحرر (رسميا) من الاستعمار كانت وما زالت حقيقة مرة . تفاقم الامر سوء عند خروج الشركات الراسمالية عن طوع دولها بتعدد جنسياتها ، بادئة مرحلة جديدة من الاستعمار الشفاف ، من خلال عولمة راس المال والانتاج والاستهلاك وبالمحصلة النهائية التحكم بالقرية العالمية ثقافيا وحضاريا واقتصاديا وبيئيا .
انقل ادناه بعض ما وقع تحت يدي من كتابات عن الموقف الفكري (العقيدة والايمان) للغرب الاوربي والامريكي ، تجاه الشعوب المستعمرة عامة و تجاه الاسلام خاصة . ولا ننسى النظريات الجيوسياسية ذات الصلة بمنطقة الشرق الاوسط (نظرية الارض القلب و غيرها) ، فكما قال احد الجغرافيين سابقا ، اي شيء مرتبط بكل شيء . فالهدف الاستراتيجي للحكام الغربيين والراسماليين هو نفسه ثابتا لم يتغير عبر الزمان والمكان . رافق ذلك اتساع رقعة هيمنة مؤسسات الاخوة ، مثل الماسونية والصهيونية بحيث اصبح مسموح لاعضائها بالاعتراف بالانتماء لها بعد ان كان ذلك محرما ، يعرض الشخص للقتل مباشرة من قبل (الاخوة نفسها) و - او اعدائها ومعارضيها .
عقيدة الغرب المتغطرس
عند التساؤل عن العقيدة التي تحكم قادة الغرب وتوحد مواقفهم تجاه منطقة الشرق الاوسط بالذات ، كما وردت في كتابات غربيين في مصادر علمية وليس صحافة او منشورات خاصة وجدت الاتي ، ((إن وجهات نظر كانط الواضحة ترقى إلى تبرير شامل للشعور بالتفوق الأخلاقي الأوروبي الذي يكمن وراء فكر التنوير . كان العالم تحت سيطرة العين / الأنا الأوروبية ، التي كانت نظرتها تمثل حكم العقل المتحضر. وفي نهاية المطاف ، بالنسبة إلى كانط : إن سكان الأجزاء المعتدلة من العالم ، وخاصة الجزء المركزي ، يتمتعون بجسد أكثر جمالاً ، ويعملون بجدية أكبر، وهم أكثر مرحًا ، وأكثر تحكمًا في عواطفهم ، وأكثر ذكاءً من أي عرق آخر من البشر في العالم . ولهذا السبب ، في جميع نقاط الزمن ، قام هؤلاء الناس بتعليم الآخرين والسيطرة عليهم بالأسلحة. )) ( )
هذه العقيدة ترسخت اكثر بارتباطها بعقيدة اخرى سائدة في اوربا والولايات المتحدة الامريكية ، التي مفادها : ((إن التفكير الأوروبي المركزي ، الذي يستند إلى علم التنوير، وتقنيات الثورة الصناعية ، واقتصاد السوق و/أو الفلسفات اليهودية – المسيحية)) . تتضح الصورة اكثر بالنص الاتي (( . تمثل الخطابات اليهودية و المسيحية والعلمية الوقت من خلال خط زمني تشير فيه الأسهم إلى المستقبل ، مما يؤدي إلى بناء مفهوم خطي للوقت . تعزز أفكار التطور والداروينية الاجتماعية هذا بكونه تقدمًا يمكن تحديده - حركة حتمية نحو مستقبل واحد . تساهم مفاهيم التقدم والتنمية والسبب والنتيجة في هذا الإحساس المسلم به : إن الزمن الخطي يشكل أساسًا لمفاهيمنا الأكثر عزيزة عن "التقدم" ــ إيماننا الجماعي بالتحسين التدريجي المستمر للمجتمع البشري والتكنولوجيا والفكر. )) ( )
وهم لا يتناهون عن منكر فعلوه ، بل يتباهون به ، ((أن حرق المحاصيل ، وإفراغ الصوامع ، وأسر النساء والأطفال "ضرورات مؤسفة يجب على أي شعب يرغب في شن حرب على العرب أن يقبلها" . ثم واصل القول إنه في الجزائر يجب أن يكون هناك تشريعان متميزان تمامًا لأن هناك مجتمعين منفصلين تمامًا ، المستعمرين والمستعمرون ، وأن المستعمرين فقط هم من سيحظون بالحماية القانونية لحقوقهم . )) وقد ((عبر فرانسيس فوكوياما (2001) ، في مداخلة قصيرة له بعنوان "الغرب انتصر" ، عن شكل خبيث من الغطرسة والجهل لا يضع الغرب في قلب الحضارات العالمية ، الماضية والحاضرة والمستقبلية فحسب ، بل ويشوه في الوقت نفسه الحضارة غير الغربية والإسلامية على وجه التحديد بطريقة تحاكي هيجل في منتصف القرن التاسع عشر)) ( )
فالعقيدة المتحكمة بالعالم حاليا ، عنصرية استعلائية تنظر الى الشعوب الاخرى نظرة دونية و ترى ان من حق حكام الغرب التصرف بمصير الشعوب الاخرى و ممتلكاتهم . فما يقومون به لا يعد خروجا على القيم والاخلاق والمبادئ ، بل هو تطبيق لها يحمدون عليه ، ويستحقون جوائز اخرى غير جائزة (نوبل وربعه) . لقد استفادوا فعلا من تجارب عراب الاستعمار (ابو ناجي) – بريطانيا في سياسة فرق تسد ، واتبعوها بدقة وامانة مع اضافات نوعية وعصرية ، في استغلال ابناء الشعوب الاخرى في الحروب دون تقديم خسائر بشرية من جلدتهم . فنراهم يعززون التفرقة الطائفية والقومية و الدينية و يشكلون المليشيات و فصائل المرتزقة من تلك الطوائف ومن فقراء الشعوب الاخرى ، وحتى دون أن يخسروا اي من التكلفة المالية للحروب والمشاكل التي يفتعلوها ، ( اذ أن التمويل من عملائهم في المنطقة نفسها) ، بل انهم ينتفعون ماديا وسياسيا من بيع الاسلحة والذخيرة لمعالجة مشكلة البطالة في بلدانهم المصنعه للسلاح .

الارهاب المفتعل و محاربته
حدثت اعمال شغب وتمرد قام بها الشعب الامريكي على حكومته جراء الخسائر الفادحة في فيتنام ، مطالبا بعدم الدخول في حروب خارج اراضي الولايات المتحدة طالما الارض الامريكية محمية بمحيطين عازلين كبيرين . تفتق العقل الصهيوني الخبيت لمعالجة هذا الامر بمسرحة 11- نوفمبر - 2001 ، وتكالب ساسة الغرب واتحدوا رسميا و عمليا بشكل غريب لمحاربة الارهاب الاسلامي المتطرف . وتسائل بعض الكتاب عن (( كيف يمكن تعريف "الإرهاب" و"مكافحة الإرهاب" في ظروف جيوسياسية محددة ؟ هل سيعمل خطاب "مكافحة الإرهاب" بالطريقة نفسها التي عمل بها خطاب مكافحة الشيوعية والاحتواء أثناء الحرب الباردة ، مما يسمح للقادة الاستبداديين والدول المحورية بإعلان كون أعدائهم "إرهابيين" وتبرير الحروب كونها ضرورية ل"مكافحة إلارهاب" ؟ إن التحالف الأميركي الروسي ضد "الإرهاب الإسلامي" مثير للاهتمام في هذا الصدد ، حيث صورت إدارة بوتن حربها ضد جمهورية الشيشان المنشقة كونها تنوعًا وطنيًا خاصًا بها . وعلى موضوع عالمي ، تصبح مكافحة الإرهاب به ذريعة لانتهاكات حقوق الإنسان . ولقد اتسمت الصراعات في البلقان ، وإسرائيل وفلسطين ، وسريلانكا ، والهند وباكستان ، بتوطينات تكتيكية للخطاب العالمي لمكافحة الإرهاب . وما إذا كانت الولايات المتحدة سوف تفقد تدريجياً حماسها لحملتها الصليبية العالمية ضد الإرهاب مع تزايد التكاليف ، هو أيضاً سؤال مفتوح . ))
وفي مكان اخر جاء : ((ومن بين العواقب المترتبة على أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول والحرب التي تلتها ضد تنظيم القاعدة وحركة طالبان في أفغانستان أنها أدت إلى تجديد القصص الحضارية والدينية حول الهوية والاختلاف . والإسلام الراديكالي هو الخارج الذي يتم من خلاله إعادة تصور وإعادة تشكيل مجتمع جديد من "الدول المتحضرة" . وفي أوروبا ، أسفر هذا السيناريو عن تقليص الخطاب القائل بأن أوروبا في مواجهة روسيا ، وإحياء الخطاب القائل بأن أوروبا في مواجهة الإسلام . والآن أصبحت روسيا والولايات المتحدة وأوروبا جزءاً من التحالف الدولي "للدول المتحضرة" ضد الإسلام المتطرف .))
وهناك من يقول : ((بل إن البعض يقترح أن تنضم روسيا في وقت ما في المستقبل إلى حلف شمال الأطلسي ، وهو التحالف الذي أنشئ لاحتواء قوتها . وفي الأشهر التي أعقبت الحادي عشر من سبتمبر/أيلول ، اقترح رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني أن الغرب متفوق بطبيعته على العالم الإسلامي وأنه "ملزم بغزو الشعوب الجديدة وفرض ثقافتها عليها" . لقد فعلت ذلك مع العالم الشيوعي وجزء من العالم الإسلامي ، ولكن للأسف فإن جزءاً من العالم الإسلامي متأخر عن ذلك بـ 1400 عام )) ( )
ومن الضرور معرفة انه : ((قد تم تنفيذ هذه المرحلة الكلاسيكية من الاحتواء على المسرح العالمي من أواخر الأربعينيات إلى عام 1989، مع فترة فاصلة قصيرة في أواخر السبعينيات في ظل رئاسة جيمي كارتر . أما المرحلة الأخيرة من الاحتواء ، والتي نعيشها في العصر الحالي ، فتتعلق باستهداف محدد لما يتم تصويره على أنه "دول مارقة" مثل العراق وكوريا الشمالية وليبيا - الدول التي تعد محرضة و/أو حامية للجماعات والمنظمات الإرهابية . إن احتواء هذه الدول وعزلها يشكل جزءاً من استراتيجية أميركية تهدف إلى "التفوق العالمي" ، وهي الاستراتيجية التي لها آثارا مهمة على الطريقة التي نؤطر بها مناقشاتنا حول العالم والديمقراطية )) ( ) .
اذن الامر اعمق و اوسع من ان ينحصر التفكير في الموارد الطبيعية في منطقة الشرق الاوسط ، (فاستغلالها قائم اصلا وهو حاصل تحصيل لا جدال حوله) ، رغم اهمية ذلك للرأسمالية و لالة الحرب وماكنتها . و لعل ذريعة الدين الابراهيمي وحماية الاقليات الدينية والتراث اليهودي في المنطقة ، ما هي الا كساء جديد لحرب صليبية متفق عليها بين حكام الغرب وتم اقرارها وتنفيذها . والاسلوب الافضل لتحقيق ذلك ، والمتبع منذ القديم (فرق تسد) ليس بين الطوائف والملل والقوميات فقط ، بل بين الاماكن ايضا ( تجزئة الدول الى اقاليم) و تحجيمها وتهميشها لاحقا .
السبيل الاخر لتنفيذ هذه الاجندة باضعاف مجتمعاتها اجتماعيا واخلاقيا واقتصاديا و سياسيا ، وذلك من خلال تسفيه الدين و تشويه صورته ، مستغلين اعتقاد الكثير بتجار الدين وسياسوه الذين يجسدوه بما يلبسوه و يمارسوه من شعائر امام الجمهور . فمن خلال هؤلاء (كادوات لها مكانتها الاجتماعية و العقائدية) ، يتم الطعن بالدين ورموزه الحقيقين والابتعاد عن سياقاته وجوهره الاصيل . فمحاربة الاسلام لا ولن تكون وجها لوجه في الوقت الراهن (على الاقل) ، بل بالطعن الخفي والتحريف المتعمد لنصوصه و تشويه صورة رموزه الاصليين .
المضحك – المبكي والمؤلم حقا ان الحرب (المقدسة) ضد الاسلام قد خطط لها من قبل دهاقنة السياسة الغربية ، ويتم التنفيذ حاليا من خلال صراع دموي بين المسلمين انفسهم كطوائف وكتل فئوية و تنظيمات (عسكرية – سياسية) ، ويتم الصرف عليها باموال محلية كليا . معنى ذلك ، ان العدو يخطط وينفذ المسلمون بانفسهم مراده و هدفه ولا يتكلف الغرب لا خسارة بشرية ولا مادية ، بل فائدة مزدوجة (بيع سلاح و تصفية الاجواء له ) . نجحت الصهيونية – الماسونية بجدارة في تحقيق مراميها واهدافها .

العولمة والتحكم بالعالم
حققت الراسمالية (ولكن بطريقتها الخاصة هي اهدافها) من خلال مفاهيم وممارسات الفوضى الخلاقة و ديمقراطية الحوكمة (منظمات المجتمع المدني) ، و الاهتمام بالانسان نفسه (الجندر والمثلية) وغيرها من مفاهيم بدأت المنظمات الدولية تطالب بممارستها وتفرضها على جميع الشعوب . وللاعلام الغربي دور كبير وعميق جدا لتحقيق هذا . فالعولمة في منتهى حقيقتها ، هي عولمة المفاهيم والاساليب وطرز الحياة التي تجعل الشعوب خاضعة للراسمالية ، شعوبا غير منتجة ، مستهلكة ، سارحة مع وسائل الاعلام الفاضح و الموجه ، فاقدة للتواصل الذاتي المباشر مع افراد مجتمعها المحلي ، منفتحة على مجاميع لا يجمعها معها لا مكان معين ولا زمان محدد (من خلال الانترنيت و اجهزة الهاتف النقال) . لقد فقدت المجتمعات المحلية وحدتها و هويتها الذاتية . في الحقيقة ، يتم الان بناء وتشكيل مجتمعات جديدة ، بلا هوية ولا طموح ولا مستقبل ، لا احد يعلم ما ستكون عليه بعد عقد من الزمان .
بعض المشاكل موجودة من السابق ، ولكنها تطورت وتبلورت لتصبح عصية على المعالجة الانية – المكانية ، لانها اضحت عالمية التاثير والتأثر : الفقر ، التلوث ، الاحتباس الحراري ، الهجرة ، الجريمة ، الكوارث الطبيعية ، وغيرها . وقد عقدت مؤتمرات محلية و اقليمية و عالمية لمناقشتها ومن مختلف الجوانب والمعطيات . وكانت النتيجة المتفق عليها عالميا : ((أن العالم ككل هو الوحدة المناسبة لمعالجة تلك القضايا التي لها تداعيات عالمية . ولا يوجد شيء اسمه حل لقضية "محلية" ينظر إليها بمعزل عن سياقها الأوسع .)) ( )
يعني هذا ، ان ما سببته الدول الصناعية من مشاكل بيئية (استنزاف موارد طبيعية ، تردي وتدني البيئة ، الانحباس الحراري) وانعكست سلبياتها على بيئة الكرة الارضية باكملها ، على الدول الاخرى (المتضررة) ان تساهم في التخفيف منها و معالجتها . هذا في الجانب الطبيعي ، يضاف الى ذلك في الجانب البشري ، تصدير المجتمع الغربي مشاكله و سلوكياته اللا اخلاقية الى شعوب العالم الاخرى (الجريمة المنظمة ، الفقر ، المخدرات ، تجارة الرقيق الابيض ، التشرد ، وغيرها ) ، التي ستكون مرتعا خصبا لعملاء ومنفذي السياسة الامبريالية . ولا ننس منظمات المجتمع المدني و المنظمات التابعة الى الامم المتحدة التي تصرخ باعلى اصواتها (انقذوا العالم) . فعلى الشعوب الاخرى ان تدفع ضريبة العيش على الكرة الارضية التي يتحكم بها الراسماليون . هذه هي العولمة في حقيقتها و واقعها ، عولمة الراسمالية الامبريالية المتغطرسة .



#مضر_خليل_عمر_الكيلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إعلان حزب البعث وتعهد الجولاني وفيديو يربط الأسد بالمخدرات.. ...
- كاميرا CNN تتجول داخل قصر بشار الأسد.. شاهد ما رصدته وما قال ...
- إسرائيل وسوريا ما بعد الأسد: تحركات مؤقتة أم خلق وضع جديد؟
- المكسيكيون يودعون نائبهم بينيتو أغواس أتلاهوا بعد مقتله في ه ...
- ملابسات اغتيال بمسدس صدئ!
- هل يكفّر زوكربيرغ عن ذنبه بحق ترامب؟
- قدري جميل: الحوار بين السوريين يجب أن يخلو من أي تأثير خارجي ...
- إعلام فلسطيني: 15 قتيلا على الأقل بقصف إسرائيلي استهدف منزلا ...
- مجلة -تايم- تختار ترامب -شخصية العام-
- السجائر الإلكترونية تثير القلق مجددا.. مراهق كاد يفقد حياته ...


المزيد.....

- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مضر خليل عمر الكيلاني - تحت الرماد نار حرب مقدسة