أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام عقراوي - ليفهما الجميع: التغييرات تحدثها التدخلات الدولية و ليس الشعوب.. الثورات الكوردية مثالا.















المزيد.....

ليفهما الجميع: التغييرات تحدثها التدخلات الدولية و ليس الشعوب.. الثورات الكوردية مثالا.


هشام عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 8185 - 2024 / 12 / 8 - 02:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذه ليست المرة الاولى التي نتحدث فيها عن العوامل الرئيسية التي تؤدي الى نجاح الثورات و الحركات السياسية و ملخصها أن التناقضات الدولية و مصالحها في منطقة من المناطق و القوة التي تمتلكها تلك الدول هي التي ترجح كفة جهة على أخرى و تضمن نجاح ثورة من الثورات أو حركة من الحركات.
لو كانت الشعوب تتمتع بنسبة ولو قليلة من الذكاء و الادراك لقامت بتحليل الوضع على ذلك الاساس و ليس على أساس قوة الاحزاب التي تقود حركة شعب من الشعوب.
كمثال ليس بالبعيد رأينا كيف الشعب المصري أطاح بالرئيس حسني مبارك و ترأست الجماهير حركة الاخوان المسلمين في مصر و في وقتها أعتقدت أمريكا أن حركة الاخوان المصرية هي نفسها التي أسستها أمريكا من أجل أضعاف الفكر اليساري لدى الشعوب العربية و الاسلامية. وصول الاخوان الى الحكم في مصر كشف وجة حركة الاخوان الحقيقي و قامت أمريكا و دول المنطقة من أمثال السعودية بالاتفاق على أنقلاب عسكري بقيادة السيسي و تم أعدام رئيس الاخوان و هرب الباقي من الاخوان الى تركيا.
ليبيا أيضا هو مثال قريب على أتفاق دولي لاسقاط القذافي و لولا التحالف الامريكي الاوربي و سكوت روسيا و الصين لما أستطاع الليبيون من أسقاط معمر القذافي.
سوريا اليوم هو الاخر مثال واضح على التدخل الدولي و فشل ثورتها عندما قامت روسيا و ايران بدعم نظام الاسد و لم تنجح حركة السورييين على الرغم من الدعم التركي و الامريكي و الاوربي للمعارضة السورية. أستمر القتال في سوريا لسنوات و الى اليوم. و لم تكن المعارضة السورية لتنجح لولا أضعاف أيران في سوريا و لبنان و تغيير الموقف الامريكي تجاه الاسد في معادلة تدخل ضمن حل حتى الازمة الاوكرانية بين روسيا و ترامب. و هنا نتأكد أن نجاح المعارضة السورية مرتبط بشكل رئيسي بالدعم الدولي و الموازنات الدولية و ليس بقوة المعارضة و تدريبها العسكري. و اليوم أذا أنتهى الدعم التركي و الامريكي للمعارضة فأن النظام السوري سيعود كما كان.
و لنعد الى الكورد و ثوراتهم و نبدأها من الاخير أي الكورد في سوريا. فالكل يعلم لولا وحدة المصالح الامريكية مع الكورد في الحرب ضد داعش التي أجهدت أمريكا في العراق لما أستطاع الكورد الاحتفاظ بتلك الاراضي و لولا ضعف النظام و عدم أستطاعته الحفاظ على كامل الاراضي السورية لما استطاع الكورد النجاح. حتى سيطرة الكورد على أراضيهم في سوريا أتت بشكل سلمي و ليس بالحرب فهناك الى الان المربعات الامنية في أغلبية مدن غربي كوردستان أي أن النظام أنسحب من المناطق الكوردية بمحض أرادته. و بما أن الادارة الذاتية في شمال و شرق سوريا هي نتيجة تجمع المصالح الامريكية و ضعف النظام السوري فأنه بمجرد أنتهاء المصالح الامريكية و الاسرائلية في المنطقة فأن الادارة الذاتية سيكون من الصعب بقاءها على الاقل في شكلها الحالي.
و لكي نكون واقعيين فأن شكل النظام الذي يلي النظام السوري الحالي في سوريا سوف يكون العامل الاساسي في بقاء الادارة الذاتية من عدمه. فلو تم تشكيل دولة داعشية في سوريا فأن أمريكا و اسرائيل سوف تقوم بتشكيل مجاميع أخرى ضدها حتى لو تخلت الادارة الذاتية و قسد عن مناطقهم. أما أذا تشكلت دولة صديقة لأمريكا و اسرائيل فأن أمريكا سوف تتخلى عن الكورد و عن أباء الكورد. فقط في حالة تشكيل دولة ديمقراطية فأن الجميع سيحصلون على حقوقهم.
و اذا كانت التجربة الكوردية الحالية في سوريا هي الاولى في حجمها في تأريخ الكورد و مصيرها غير معلوم، فأن الكورد في شرقي كوردستان و في جنوب كوردستان لديهم تجارب عديدة من الاستغلال الدولي لهم و بعدها تخليهم عنهم. فثورة قاضي محمد في شرقي كوردستان ابان الحرب العالمية الثانية قامت بدعم روسي و تم تأسيس ما يسمونة الكورد جمهورية كوردستان في مهاباد و فشلت أيضا بأتفاق روسي أيراني أمريكي. و بعدها قامت ثورة أخرى بدعم عراقي أمريكي خلال ثمانينات القرن الماضي ابان الحرب العراقية الايرانية و فشلت أيضا بعد أتفاق العراق مع ايران سنة 1988.
في العراق قامت ثورة الشيخ محمود في السليمانية و تم تأسيي مملكة السليمانية بدعم عثماني ضد الانكليز أبان الحرب العالمية الاولى و فشلت الثورة بعد أن أنتهت الدولة العثمانية ووصل أتاتورك الى الحكم في تركيا سنة 1923. و بهذا التحالف الكوردي مع الدولة العثمانية تم معاقبة الكورد من قبل بريطانيا و فرنسا و تم تقسيم كوردستان.
بعدها قامت ثورة البارزاني ضد نظام عبدالكريم قاسم في ستينات القرن الماضي بدعم من شاه أيران و أمريكا ضد حكومة عبدالكريم قاسم التي كانت موالية للاتحاد السوفيتي و يسارية و كادت أن تنجح الثورة و لكن شاة ايران قام بالاتفاق مع صدام و أنتهت بهذا الاتفاق الثورة و توجة البارزاني الى أمريكا.
بعد قدوم الخميني الى الحكم و زيادة العداوة بينة و بين صدام قامت أيران بدعم الثورة الكوردية مجددا في العراق و لكن الثورة هذه أيضا أنتهت سنة 1988 بعد أتفاق الخميني مع صدام.
فقط بعد أن دخل صدام الكويت و قام بتلك الحماقة عندها بدأت أمريكا و أيران بدعم الكورد في العراق مرة أخرى و استمر الدعم الامريكي الى الان وهذه التجربة لم تفشل الى الان بسبب بقاء الدعم الامريكي و لربما ستبقى لفترة أطول حيث أن النظام العراقي تم تغييرة الى نظام شبة ديمقراطي يؤمن ببعض حقوق القوميات في العراق. و لكن في حال أنتهاء الدعم الامريكي و أنشاء دولة قومية في العراق فأن هذه التجربة أيضا قد تصبح قاب قوسين أو أدنى.
و هنا نرى أن جميع الثورات و الحركات الكوردية قامت بسبب توافق مصالح دول مع القضية الكوردية و فشلت تلك الثورات الكوردية بعد أنتهاء أو زوال تلك المصالح. و قوة الصراعات بين الدول في المنطقة هي التي ترجح النجاح على الفشل.
لذا نقولها مرة أخرى أن الشجاعة و التضحية هي ليست الاساس في تشكيل الدول و تحقيق العدالة بل أن المصالح الدولية هي التي تقود كل شئ فأوكرانيا لا تستطيع الصمود اسبوعا أمام روسيا لولا الدعم الامريكي الاوربي. و هذا يعني أن فشل الثورات الكردية لا يعني أبدا فشل القائمين بها بل تعني أن الكورد الى الان لم يفهموا المعادلات الدولية و يضعون كل بيضاتهم في سلة دولة أو دولتين و تنكسر تلك البيضات بزوال مصالح تلك الدول.



#هشام_عقراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الكورد عملاء لأسرائيل أم المجاميع العربية السنية الاسلامي ...
- -ترويض الشعب-.. بدلا من أن يفرض الشعب النزاهة على الحكومة و ...
- الكورد و (وعد نتانياهو) اليهودي ألاسرائيلي كوعد (بلفور) البر ...
- داخليا، ماذا وراء المشروع التركي لأوجلان؟ و لماذا قام العمال ...
- نار المحتلين و نار القوى الكوردية بمثقفيها موجهه نحو الكورد ...
- الكورد و النضال بالعواطف... كركوك خارج الاقليم و صمت القوى ا ...
- السب و الشتم سلاح الضعفاء. لغة بعض المثقفين الكورد المفضلة و ...
- أفول نجم القيم و المبادئ الانسانية و تأثيرها على حركات التحر ...
- لماذا قاموا بتوريط أوكرانيا في هذه الحرب؟ الكفاءات، الحبوب، ...
- البعض من المثقفين الكورد و التطبيل للحرب الاوكرانية و التحال ...
- غياب التحليلات الاستراتيجية و غلبة الاحاسيس حول الحرب الاوكر ...
- في جنوب كوردستان، لو كنت (جيفارا) أو (رسولا) فأن العميل هو ا ...
- ثورات التحرر و الوقت المناسب... تجربة غربي كوردستان و أشياء ...
- أستراتيجية الاستخبارات الامريكية: تقسيم الشيوعيين و المسلمين ...
- القوى الكوردية أسرى العامل الاقليمي و صعوبة الاعتماد على الع ...
- ماذا سيحصل في سوريا و ما هي الخطة الامريكية.. الجزء الثاني و ...
- فقاعة ترامب حول الشمال السوري الاسباب و الاحتمالات. هل فعلا ...
- مع الاسف لا أأمن بالبرجوازية -الوطنية- منها و غير الوطنية..
- ميثاق كوردي و أعتراف بأبادة الكورد المسلمين للايزديين.. أي ح ...
- أهداف الرعاية (العثمانية) المتواصلة لبعض القيادات الكوردية.


المزيد.....




- عارضة الأزياء باميلا أندرسون بإطلالة يغيب عنها المكياج..ما ا ...
- محلل لـCNN: الدبابات الإسرائيلية على بعد 30 كيلومتر من دمشق ...
- احتجاجات طلابية تشل التعليم في صربيا
- ترامب: هذا يوم عظيم لأمريكا
- الصين تخطط لإطلاق قطار -أسرع من الطائرات-!
- روسيا.. إصدار كتب حول الذكاء الاصطناعي لطلاب المدارس
- حمية غذائية تساعد على تخفيف الألم المزمن
- اغتيال حسن نصر الله أم سقوط بشار الأسد؟.. إيران تكشف أي الحد ...
- تقارير غربية: حماس تبدي مرونة بشأن اتفاق وقف النار وتوافق عل ...
- -منصة القاهرة- للمعارضة السورية تعلن موقفها من حكومة البشير ...


المزيد.....

- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام عقراوي - ليفهما الجميع: التغييرات تحدثها التدخلات الدولية و ليس الشعوب.. الثورات الكوردية مثالا.