أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - سامح أبو هنود قصيدة -كن بين شكك واليقين-














المزيد.....

سامح أبو هنود قصيدة -كن بين شكك واليقين-


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8184 - 2024 / 12 / 7 - 22:29
المحور: الادب والفن
    


عندما يستخدم الشاعر صيغة أنت المخاطب فهذا يحفز القارئ ليتقدم من النص/القصيدة، وبما أن الفاتحة متعلقة بالعقل "شكك واليقين" فهذا يمثل دعوة لاستخدام الفكر/العقل وليس العاطفة، فهل القصيدة عقلية أم فيها شيء من العاطفة/الروح، هذا ما سنجيب عليه بعد أن ندخل إلى القصيدة التي يفتتحها الشاعر بهذا المقطع:
"كن بين شكّكَ واليقينِ ..
مسافةً
واكتب على طولِ الطريق
هزائمكْ"
نلاحظ أن هناك (انفعال/توتر) حاضرا من خلال الدعوة المتطرفة "اكتب هزائمك" فما هذه الكتابة عن الهزائم، وهل يحتاج القارئ لتذكيره بألمه، بانكساره/بوجعه؟ وكلنا يعلم أن استخدام فعل الأمر يستفز المتلقي، حيث يشعر بأن هناك (سيد) أعلى منه يخاطبه، فلماذا يستخدم الشاعر هذا الشكل في الخطاب؟ وهل هناك مبرر له؟
"واغسل بأنِّكَ بعد كلّ
تشهّدٍ
وجهَ الخطيئة ثم بثّ
تمائمكْ"
نلاحظ أن الشاعر يركز على تذكير المتلقي بواقعه القاسي، متناول الدين وما فيه من إيمان وعبادات، لكن هناك تلاقي بين فاتحة القصيدة وهذا المقطع بتناوله لثنائية التناقض "الشك/القين، اغسل/الخطيئة" وبما أن الأولى متعلقة بالعقل، والثانية بالدين/الروح، فهذا يشير إلى (انحراف) القصيدة عن خطاب المقدمة، وأن هناك ما هو جديد يتجاوز الفاتحة، من هنا نجده يأخذنا إلى عالم الطبيعة من خلال:
"وجهان للوجع النقيِّ
أراهما
وجهاً يغطي في يديه
مشائمكْ

وتطيرُ من وجهٍ اليقين
حمامةٌ
بيضاءُ ترسمُ بالهديل
غمائمكْ .."
اللافت في هذا المقطع وجود ثنائية المعنى التي نجدها في: "وجهان/وجها، يغطي/غمائمك، حمام/الهديل" ووجود التناقض في: "للوجع النقي يغطي/تطير" ونلاحظ أن هناك ميل نحو البياض/الهدوء نجده في الطبيعة والكتابة/الفن: "بيضاء، ترسم، تطير، حمامة، الهديل" وهذا ما خفف على الشاعر وجعله يستخدم صورة شعرية: "للوجع النقيِّ/وتطير من وجه اليقن حمامة/ ترسم بالهديل" فهذه الصور ما كانت لتأتي لو استمر الشاعر يكتب من خلال العقل/اليقين، فقد (تخلى) عن صيغة فعل الأمر، وأخذ نهجا جديدا في الخطاب يتمثل في استخدام الصور الشعرية، وهذا ما يجعلنا نقول إن هناك خروج عن الفاتحة والسير على خطى الشعر وما فيه من خيال:
"وأساك أغنيةٌ تفيضُ
بحزنها
والعودُ يفضح في اللحون
رتائمكْ

والقلب يتلو ما تَيّسرَ
نبضَهُ
والليل يهدي للنجوم
نمائمكْ"
يتقدم الشاعر اكثر نحو الصور الشعرية مما جعل المقطع متألقا بجمال متعدد الأوجه، فنجد الكتابة/الفن في: "أغنية، العود، اللحون" ونجد الطبيعة في: "تفيض، الليل، النجوم" وهذا المقطع مطلق البياض، حيث تجتمع الفكرة مع اللفظ في خدمة المضمون، وبما أن هناك صور شعرية نجدها في: "أغنية تفيض بحزنها" وهذا ما يجعل البياض ناصعا.
يعود الشاعر إلى الصيغة أنت الخاطب (المباشرة)، مقدما نصيحة للمتلقي بقوله:
" كُنْ يا بْنَ هذا البُؤسِ أنتَ
ولا تَكُن
إلا رؤىً لا تَستَبيحُ
عزائِمَكْ"
نلاحظ حرص الشاعر على المتلقي من خلال: "يا بن، أنت" وتذكيره بواقعه البائس من خلال: تكرار "كن" فصيغة الخطاب وما فيها من أمر تعيدنا إلى فكرة التناقض التي نجدها في "كن ولا تكن، البؤس وعزائمك" وهذا الأمر يقودنا إلى فكرة صراع التي يقدمها الشاعر في "الشك واليقين، اغسل/الخطيئة" كما نجدها في ثنائية الخطاب، الخطاب (المباشر) المقرون بفعل الأمر وما فيه من قسوة، وخطاب الطبيعية، الكتابة/الفن الذي يحرر القارئ من القسوة والشدة ويأخذه إلى عالم الخيال والصور الشعرية.
إذن الشاعر يقدم فكرة التمرد/الثورة بأكثر من شكل، الشكل المباشر وآخر مستتر خلف الألفاظ وما فيها من بياض وسواد.
الشاعر يذكر المتلقي بحقيقة تتمثل في:
"كَم حاربوكَ وَظَلَّ صَوتُكَ
صادِحَاً
والرُيحُ كَم عابَت عَليكَ
نَسائِمَكْ

كَمْ خالَفوكَ نِكايةً
وتباينوا
وحفظتَ ما واتى هواكَ
وَوَاءَمكْ"
نجد أن هناك (مباشرة) صريحة وواضحة تتناول واقع المتلقي/الفلسطيني/الثائر، فالصراع ما زال محتدما بين "الريح ونسائمك، تباينوا وحفظت، وخالفوك وواءمك" وكأن هناك دعوة للاستمرار في خوض الصراع وعدم الاستلام أو التسليم بالواقع، من هنا نجده يذكر القارئ بهذه الحقيقة:
"وبَقيتَ كالرّمحِ الخَطيْ
مُتَحَفّزاً
رَغمَاً وَهَمُّهُمُ التِقاطَ
غَنائِمَكْ"
كان يفترض أن ينهي الشاعر القصيدة عند هذا المقطع، لكن بما انه شاعر، والقصيدة تمثل جزءا أساسيا من كينونته، فكان لا بد أن يستعيد ذاته كشاعر، من هنا نجده يختم القصيدة بهذه المقطع:
"فقصيدتي ملّت ثواءك
فانتضت
ثوب الملول ولا تريد
سوائمك

لتظل في روح الفصول
قصيدةً
عصماءَ لم تُخدع بعذبِ
سمائمكْ"
اللافت في الخاتمة أنسنت القصيدة وإعطائها صفات بشرية "ملت، عصماء" وبما أن الحديث متعلق بأنثى/بالقصيدة، وهذا يثير المتلقي بعد أن يجد القصيدة/الأنثى "انتفضت، لتظل" فكيف سيكون حال الرجل إذن!؟
بهذا الشكل يكون الشاعر قد استكمل وأتم دعوته للثورة/للتمرد، ولم يبق أمام القارئ إلا السير إلى الأمام مكملا طريقه ومحافظا على دربه.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصائد -أنا وليلى- للشاعر موسى أبو غليون
- الإثراء الثقافي والثراء الإنساني في كتاب -الثرثرات المحبّبة- ...
- النعومة في رواية -النور يأتي من خلف النافذة- إبراهيم جاد الل ...
- التنوع والتعدد في ديوان -شغف الأسئلة- منذر يحيى عيسى
- القهر في قصيدة -اعتذار- سامي البيتجالي
- كتاب -زهرات في قلب الجحيم-[*] للمحامي حسن عبادي
- الصراع في رواية “كليوبترا الكنعانية” لصبحي فحماوي
- الأفيون
- التاريخ وفنية التقديم في رواية -حكي القرايا- رمضان ا لرواشدة
- التَّعدد والتَّنوُّع في المجموعة القَصصيَّة -طَرْقٌ على جدار ...
- دفء الآباء عبد السلام عطاري
- المكان في رواية -كرك موبا، رسائل المدينة- عبد الهادي المدادح ...
- التميز في رواية خزانة الأحذية تغريد أبو شاور
- الأحداث السورية في رواية -مدائن الرب-[*] للكاتبة هند زيتوني
- الموت الناعم في قصيدة نوستالوجيا بعلية مهدي نصير
- الثبات في ديوان غيم على قافية الوحيد محمد لافي
- المكان في قصيدة -وردة على باب الحبيبة- علي البتيري
- البعل والخصب في ديوان -في ظل آب- سلطان الزغلول
- الحرب والأحداث في رواية أخبار نصف جيدة المتوكل طه
- السرد وشكل التقديم في رواية أخبار نصف جيدة المتوكل طه


المزيد.....




- RT Arabic تنظم في ليبيا ورشة تدريبية تسلط الضوء على تجربتها ...
- -الزمن الهش- للإيطالية دوناتيلا دي بيتريانتونيو تفوز بأرفع ا ...
- مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات ...
- الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و ...
- -أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة ...
- الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
- “من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج ...
- المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ ...
- بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف ...
- عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - سامح أبو هنود قصيدة -كن بين شكك واليقين-