عبدالباقي عبدالجبار الحيدري
الحوار المتمدن-العدد: 8184 - 2024 / 12 / 7 - 22:28
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
قلعة أربيل تُعتبر واحدة من أقدم المستوطنات البشرية المأهولة باستمرار في العالم، وقد مرّت عبر تاريخها الطويل بعدد كبير من الحضارات التي تركت بصمتها عليها. تقع القلعة في مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، وهي اليوم موقع تراث عالمي مُعترف به من قِبل اليونسكو. فيما يلي أبرز الحضارات التي مرت بها القلعة وأدوارها التاريخية:
1. الحضارة السومرية (الألفية الثالثة قبل الميلاد)
كانت أربيل (أو "أربا إيلو" بالسومرية) مركزًا دينيًا وتجاريًا مهمًا.
لعبت القلعة دورًا في الطقوس الدينية المتعلقة بعبادة الإلهة "عشتار"، حيث كانت موقعًا مقدسًا.
2. الحضارة الأكادية والبابلية
أصبحت أربيل جزءًا من الإمبراطورية الأكادية ثم البابلية.
القلعة كانت مركزًا إداريًا وتجاريًا، ومحطة في طريق التجارة بين بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس.
3. الحضارة الآشورية (القرن 14-7 ق.م)
في العصر الآشوري، كانت أربيل مركزًا ثقافيًا ودينيًا مهمًا للإمبراطورية الآشورية.
عُرفت القلعة كمركز لعبادة الإله آشور، ولها أهمية عسكرية بسبب موقعها الاستراتيجي.
4. الإمبراطورية الميدية (القرن 7 ق.م)
استولى الميديون على أربيل بعد انهيار الإمبراطورية الآشورية.
تم استخدام القلعة كمركز إداري ومنصة لمراقبة المنطقة.
5. الإمبراطورية الأخمينية الفارسية (القرن 6-4 ق.م)
أصبحت أربيل جزءًا من الإمبراطورية الأخمينية.
القلعة كانت محطة رئيسية في الطرق الملكية الفارسية.
6. الإمبراطورية السلوقية (القرن 4-2 ق.م)
بعد الإسكندر الأكبر، أصبحت أربيل ضمن الإمبراطورية السلوقية.
شهدت القلعة فترة من التوسع والتطور العمراني.
7. الإمبراطورية الفرثية والساسانية (القرن 2 ق.م - 7 م)
تحولت أربيل إلى نقطة استراتيجية في الصراعات بين الروم والفرس.
القلعة أصبحت مركزًا دفاعيًا أساسيًا.
8. الفترة الإسلامية (القرن 7 - 14 م)
فتحت أربيل على يد المسلمين في القرن السابع الميلادي.
أصبحت القلعة مركزًا إداريًا وثقافيًا في ظل الحكم الأموي والعباسي، وازدهرت كمركز تعليمي وتجاري.
9. الإمبراطورية المغولية (القرن 13 م)
دخل المغول المنطقة وفرضوا سيطرتهم عليها.
القلعة تعرضت لبعض التدمير، ولكنها استمرت في لعب دور إداري.
10. الفترة العثمانية (القرن 16-20 م)
كانت القلعة مقرًا لحكام المنطقة ومركزًا دفاعيًا.
شهدت القلعة تطورات في تخطيطها العمراني.
11. الفترة الحديثة والمعاصرة
مع القرن العشرين، بدأت القلعة تفقد دورها الدفاعي لتصبح منطقة سكنية.
في العقود الأخيرة، بدأت أعمال ترميم واسعة للحفاظ عليها كموقع تراثي.
أهمية القلعة عبر العصور
لعبت أدوارًا متعددة: مركز ديني، إداري، تجاري، وعسكري.
تُعد شاهدًا حيًا على التفاعل الحضاري والتاريخي بين الشرق الأدنى القديم والحضارات المختلفة التي مرت بالمنطقة.
ترميم القلعة وإدراجها ضمن قائمة التراث العالمي يعكس أهميتها المستمرة كرمز تاريخي وثقافي.
#عبدالباقي_عبدالجبار_الحيدري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟