محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8184 - 2024 / 12 / 7 - 22:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يقول سلطان تركيا رجب طيب اردوغان (وليس فيه شيء طيب غير الاسم) ان هدف " المعارضة" هو دمسق. وهو يامل في تقدم هذه المعارضة نحو العاصمة السورية. لكن الأمر الذي يتجاهله أردوغان هو ان في سوريا ثمة أكثر من معارضة. واذا كان يقصد المعارضة التابعة له فهذا أمر لم يكن خافيا على احد ولا يحتاج إلى المزيد من التوضيح.
وفي رأيي المتواضع أن هدف الرئيس التركي هو أن يستمر السوريون في قتل بعضهم البعض بغض النظرعن المسميات والصفات والرايات. وفي نهاية المطاف يبقى المستفيد الوحيد هو الكيان الصهيوني.
أن ترويج رجب طيب اردوغان للمعارضة التي دخلت مدنا وبلدات سورية وبهذه السهولة دليل على أن الرئيس التركي كان، منذ فترة طويلة، يتآمر بالمال والسلاح والدعم السياسي مع "المعارضة" التي يصفّق لها وينشر أخبارها وتقدمها في الميدان. ويطلق على عناصرها صفة المقاتلين. وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال من هذا النوع: هل يسعى طيب اردوغان إلى اقامة نظام تابع له في سوريا؟ كما حصل للنظام العراقي التايع لايران من أجل الوصول الى صيغة "توازن اقليمي" في المنطقة. حتى تتحول سوريا، كما تحول العراق قبل ذلك، الى حديقة خلفية لجني الارباح وتوسيع النفوذ او ورقة ضغط ضد من يرفع صوته مطالبا بحقوقه.
لقد تعوّدنا، منذ أكثر من عقدين من الزمن، على رؤية نماذج من المعارضين تطفو على سطح الأحداث. وتقوم وسائل الإعلام، التي تدسٌ السم في العسل، كقناة الجزيرة" القطرية مثلا، بعملية التسويق والتشويق لهؤلاء الشخوص الذين يأتون عادة من المجهول. وتصنع منهم ابطالا في زمن خال من البطو لات الحقيقية. ثم تتولى الدولة العميقة، وهي موجودة في كل دولة تقريبا، تبنّي افكارهم وتوجهاتهم التي كانت وما زالت سببا في خراب البلاد والعباد.
ان قناع "المعارضة" اصبح السلعة الاكثر رواجا في اسواق السياسة الدولية. خصوصا في منطقة الشرق الاوسط، التي تحوّلت الى حقل تجارب للاسلحة الامريكية المتطورة، وسوقا واعدة للبضائع الاجنبية بمختلف الانواع، وساحة مفتوحة على مصراعيها لتصفية الحسابات السياسية في بلدان الآخرين..
#محمد_حمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟