أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدي سيد محمد محمود - صراع البقاء: نظام الأسد بين القوة العسكرية والتحولات الإقليمية















المزيد.....

صراع البقاء: نظام الأسد بين القوة العسكرية والتحولات الإقليمية


حمدي سيد محمد محمود

الحوار المتمدن-العدد: 8185 - 2024 / 12 / 8 - 00:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعتبر الحرب السورية واحدة من أكثر الصراعات تعقيدًا وألمًا في تاريخ العالم المعاصر، حيث كانت بدايةً لحركة احتجاجية سلمية ضد نظام بشار الأسد الذي حكم سوريا بقبضة حديدية لعقود، ولكنها سرعان ما تحولت إلى حرب مفتوحة، شهدت تداخلات إقليمية ودولية ومعارك دامية دمرت البلاد وشردت الملايين من شعبها. منذ بداية الثورة في عام 2011، كان العالم يراقب لحظة بلحظة سقوط نظام الأسد المحتمل، إلا أن التدخلات العسكرية الكبرى، لا سيما من روسيا وإيران، استطاعت أن تقدم دعمًا عسكريًا مباشرًا للحفاظ على النظام القائم. لكن، رغم هذا الدعم الجارف، يظل النظام السوري في وضع لا يُحسد عليه، وهو مهدد من الداخل والخارج، حيث تتسارع الانشقاقات في صفوفه، ويتزايد سخط الشعب السوري على ممارسات النظام التي اجتاحت جميع مفاصل الحياة في البلاد.

لقد ارتكب بشار الأسد العديد من الأخطاء الاستراتيجية والسياسية التي جعلت نظامه مهددًا بالانهيار. اختار القمع المفرط على حساب الحوار والتفاوض، وعمل على سحق تطلعات شعبه نحو التغيير والإصلاح بدلاً من فتح قنوات للحوار. سياساته الطائفية، وعجزه عن معالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي كانت تعصف بسوريا قبل اندلاع الثورة، أضافت وقودًا على نار الغضب الشعبي، ليجد نفسه محاطًا بأعداء داخليين وخارجيين، ويعاني من فقدان السيطرة على أراضٍ واسعة.

في هذه الأثناء، وبينما يواجه النظام السوري ضغوطًا غير مسبوقة، تظل روسيا وإيران الحليفين الرئيسيين الذين يتمسكان ببقاء الأسد في السلطة، لكن كلما طال أمد الحرب، تتباين مصالح هذين الحليفين. هل ستستمر موسكو وطهران في دعم النظام الذي أصبح عبئًا على استقرار المنطقة، أم ستتخليان عن الأسد إذا اقتضت الضرورة؟ هذه الأسئلة تظل قائمة في وقت يعاني فيه النظام من خسائر عسكرية فادحة، بينما يتزايد الحديث عن مرحلة ما بعد الأسد.

إن قضية سقوط نظام بشار الأسد ليست مجرد مسألة داخلية تخص سوريا فقط، بل هي معركة ذات أبعاد إقليمية ودولية، تحمل في طياتها تأثيرات كبرى على التوازنات السياسية في منطقة الشرق الأوسط. هذا الصراع المفتوح على جميع الاحتمالات يطرح تساؤلات محورية حول مستقبل سوريا، والأثمان التي سيدفعها الشعب السوري في سبيل الحصول على الحرية والاستقرار، في ظل القوى الكبرى التي تتحكم بمصير النظام والمعارضة في آن واحد.

الأخطاء التي ارتكبها بشار الأسد:

- التصعيد العسكري والقتل الجماعي: عندما بدأ الاحتجاجات في سوريا عام 2011، كان يمكن لبشار الأسد أن يتعامل مع مطالب الشعب بإصلاحات سياسية وتحسين الأوضاع الاقتصادية. لكن بدلاً من الاستماع للمطالب الشعبية، قرر استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين. هذا التصعيد أدى إلى تحول الاحتجاجات السلمية إلى صراع مسلح، مما أوجد موجة من العنف والعنف المضاد. قتل المتظاهرين بالرصاص، واستخدام الأسلحة الثقيلة ضد المدنيين، واستخدام الأسلحة الكيميائية في مراحل لاحقة زاد من معارضة النظام داخلياً وخارجياً.

- التمسك بالسلطة والرفض لإصلاحات حقيقية: بشار الأسد فشل في تقديم أي نوع من الإصلاحات السياسية الحقيقية التي قد تهدئ من غضب الشعب. تصوره للحل كان ضيقًا، حيث تمسك بقوة بالسلطة واختار القمع بدلاً من التفاوض أو الإصلاح. فشل النظام في فتح حوار سياسي شامل مع المعارضة أو تسوية سياسية حقيقية.

- تفكك الجيش السوري: في بداية الثورة، بدأ الجيش السوري يعاني من حالة تفكك داخلي. انشقاقات كبيرة في صفوف الجيش، سواء من الضباط أو الجنود، شكلت ضربة كبيرة للنظام. العديد من الضباط الذين رفضوا قمع الشعب انضموا إلى الجيش الحر أو المعارضة المسلحة، مما أضعف قدرة الجيش السوري على البقاء موحدًا وقويًا.

- الفساد والمحسوبية في نظام الأسد: ازدادت حالة الفساد بشكل كبير داخل النظام السوري خلال فترة حكم بشار الأسد، وخاصة في العقد الأول من حكمه. الاقتصاد السوري تدهور بسبب السياسات الفاسدة للمسؤولين الحكوميين، مما خلق حالة من الاستياء العام. استغل النظام شبكة من المحسوبية والفساد، وهو ما أدى إلى إفقار فئات واسعة من الشعب السوري.

- التعامل مع الحركات الإسلامية: مع تصاعد النزاع، بدأت الحركات الإسلامية الراديكالية مثل "داعش" و"جبهة النصرة" في الاستفادة من حالة الفراغ الأمني والانقسام في البلاد. بشار الأسد لم يواجه هذه الحركات بطريقة فعالة، مما جعلها تتوسع وتزيد من قوتها، حيث حاول تصوير نفسه في الإعلام كحامي للنظام العلماني ضد الإسلاميين، لكنه لم يكن قادرًا على إضعافهم بشكل حاسم.

- الفشل في تحسين الوضع الاقتصادي: شهد الاقتصاد السوري تدهورًا كبيرًا نتيجة العقوبات الدولية والحرب المستمرة، ما أثر بشكل مباشر على حياة المواطنين. الاقتصاد المتهالك والفقر المتزايد أديا إلى المزيد من السخط ضد النظام.

موقف روسيا وإيران:

- موقف روسيا: منذ بداية الحرب، كانت روسيا داعمًا أساسيًا للنظام السوري من خلال الدعم العسكري والسياسي. روسيا تعتبر سوريا جزءًا من مصالحها الإستراتيجية في الشرق الأوسط، وتحرص على الحفاظ على قاعدة طرطوس البحرية والوجود العسكري في المنطقة. ومع ذلك، فإن روسيا ليس لديها رغبة في أن يظل النظام السوري على حساب مصالحها الأكبر. في حال تأكدت روسيا من أن بقاء الأسد أصبح مستحيلاً أو يشكل عبئًا على مصالحها في المنطقة، فإنها قد تقرر تخليها عنه، خاصة إذا وجدوا فرصة لتحقيق تسوية سياسية لا تشمل الأسد أو يتضمن بقاءه في شكل أقل تأثيرًا.

- موقف إيران: إيران هي أحد أكبر حلفاء النظام السوري، حيث تعتبر سوريا نقطة ارتكاز في مشروعها الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط، وهي تعتبر بقاء الأسد جزءًا أساسيًا من محور المقاومة. كما أن إيران قد قدمت دعمًا عسكريًا مباشرًا عبر ميليشيات مثل حزب الله، وأيضًا من خلال إرسال مستشارين عسكريين. رغم هذا الدعم الكبير، فإن إيران قد تجد نفسها أمام صعوبة في استمرار هذا الدعم إذا زادت الضغوط العسكرية أو السياسية على النظام السوري، خاصة إذا كانت هناك خسائر كبيرة على الأرض. في حال تم تهديد وجود إيران في سوريا من خلال تغيرات جذرية في ميزان القوى، قد تفضل طهران التفاوض مع القوى الكبرى أو تغيير موقفها من الأسد، لكنها ستسعى في الوقت ذاته للحفاظ على نفوذها في المنطقة.

هل سينهار نظام الأسد؟

بالنظر إلى الأخطاء التي ارتكبها بشار الأسد، ورغم الدعم الكبير من روسيا وإيران، فإن النظام السوري يواجه تهديدات جادة لبقائه:

- التحولات العسكرية والسياسية: مع تقدم المعارضة المسلحة في العديد من المناطق مثل حلب، حمص، وحماة، فإن النظام السوري يعاني من نقص في قدراته العسكرية. إذا استمرت هذه الهزائم أو تصاعدت على الأرض، فإن النظام سيجد نفسه في موقف أضعف. في حال سيطرة المعارضة على مناطق استراتيجية أخرى، قد تجد روسيا وإيران أنه من الأفضل البدء في تغيير موقفهما تجاه الأسد لتجنب انهيار النظام بشكل كامل.

- الضغوط الخارجية: العقوبات الدولية، ودعم بعض القوى الإقليمية المعارضة للنظام، إضافة إلى التغيير المحتمل في أولويات القوى الكبرى (مثل روسيا وأمريكا) قد تؤدي إلى مزيد من العزلة الدولية للنظام السوري.

- الانقسامات الداخلية: مع تصاعد الانشقاقات داخل الجيش، وفقدان النظام لسيطرته على أجزاء كبيرة من سوريا، يبدو أن هناك أملًا ضئيلًا لبقاء النظام على المدى الطويل.

باختصار، إذا لم تتمكن روسيا وإيران من إيجاد تسوية سياسية تكفل بقاء بشار الأسد على الأقل في شكل رمزي، فقد يشهد النظام انهيارًا تدريجيًا. مع تقدم المعارضة المسلحة وحالة التفكك التي يعاني منها النظام، فإن السؤال ليس فقط حول ما إذا كان النظام سيسقط، بل حول الطريقة التي سيتغير بها موازين القوى في سوريا في المستقبل القريب.

إن ما آلت إليه الأوضاع في سوريا من دمار شامل وتشرد ملايين البشر، لم يكن محض صدفة أو نتيجة لظروف عابرة، بل هو نتاج سلسلة من الأخطاء السياسية والاستراتيجيات القمعية التي ارتكبها نظام بشار الأسد، بالإضافة إلى تدخلات إقليمية ودولية معقدة ضاعفت من مأساة الشعب السوري. فبينما كان يمكن لسوريا أن تكون نموذجًا للإصلاحات السياسية والتنمية المستدامة، اختار النظام أن يواجه تطلعات شعبه بالحديد والنار، محولًا ثورة شعبية سلمية إلى صراع طائفي مسلح امتد لسنوات، تزداد خلالها المعاناة وتتسع دائرة الخراب.

لكن في ظل هذا الظلام الدامس، تبقى أسئلة مفتوحة حول مصير بشار الأسد ونظامه. هل سيستمر في التمسك بالسلطة على الرغم من انهيار قاعدة دعمها؟ وهل سيجد الحلفاء التقليديون مثل روسيا وإيران مصلحة في الوقوف بجانبه في ظل التغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة؟ ما يبدو واضحًا هو أن النظام السوري، رغم الدعم العسكري والسياسي، لا يزال يواجه تهديدات وجودية سواء من الداخل، حيث تتزايد الانشقاقات والأزمات الاقتصادية، أو من الخارج حيث تتغير موازين القوى بشكل قد يغير كل المعادلات.

إذا كانت سوريا اليوم قد أصبحت ساحة لتصارع القوى الكبرى، فإن الشعب السوري هو من دفع الثمن الأكبر. ما يعانيه هذا الشعب من قتل وتشريد ودمار يظل جرحًا مفتوحًا في ضمير الإنسانية، ويفرض على الجميع مسؤولية أخلاقية في البحث عن حل نهائي يحقق العدالة والحرية، ويعيد بناء ما تم تدميره. في النهاية، تبقى سوريا في مفترق طرق مصيري: إما أن تتحقق آمال شعبها في الحرية والكرامة، أو أن تظل أسيرة للصراعات والعنف الذي قد يمتد لعقود قادمة.

إن الإجابة على هذه الأسئلة، مهما كانت معقدة، ستظل مشروطة بمقدار قدرة السوريين على الوقوف معًا، وبمقدار التزام المجتمع الدولي بحل عادل وشامل يعيد السلام إلى سوريا، ويضع حدًا لمعاناة شعبها، ويصون تاريخه وحضارته.



#حمدي_سيد_محمد_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منهج الفينومينولوجيا: استكشاف الحقيقة عبر تجربة الوعي
- نحو مؤسسات نزيهة: معركة مكافحة الفساد وبناء الشفافية في العا ...
- الأخلاق السياسية في الفلسفة الغربية: بين الإلزام الأخلاقي وح ...
- الدولة العميقة في الجزائر: قوة خفية تشكل مصير الأمة
- الاغتراب في الفلسفة الأوربية: جدلية الذات والعالم في سياق ال ...
- الوضعية المنطقية: فلسفة العقلانية الصارمة بين طموح العلم وحد ...
- الدولة العميقة: السلطة الخفية التي تحدد مسار الحكومات
- الحياة والقوة في فكر أمبرتو إيكو: قراءة في التفاعل بين الأخل ...
- إشكالية العقل والإيمان: الغزالي في مواجهة تاريخية مع ابن سين ...
- الإرادة الإلهية والحرية الإنسانية: تأملات في جدلية القضاء وا ...
- إرادة الحياة: بين الزهد والتحدي في فلسفة شوبنهاور ونيتشه
- أزمة المعنى في الفلسفة الحديثة: جدل العدمية والبحث عن الغاية
- علم الله الأزلي وخلق القرآن: قراءة فلسفية في عقيدة المعتزلة
- العدالة التربوية في العالم العربي: تحديات الواقع وآفاق التغي ...
- الأمم المتخيلة: تفكيك جذور القومية وإعادة تشكيل الهوية في عص ...
- الشريعة والقانون: النظرية الإسلامية في ظل التحولات المعاصرة
- الاستئثار بالسلطة وتهميش العدالة: قراءة في أزمة الدولة القُط ...
- إشكالية الحكم والسلطة في فكر المعتزلة: قراءة عقلانية
- الإبادة المعرفية: معركة الذاكرة والهوية في العالم العربي
- من الحق الإلهي إلى العقد الاجتماعي نظريات الحكم في العصور ال ...


المزيد.....




- الرئيس التركي أردوغان: اتخذنا الخطوة الأولى لبداية جديدة بين ...
- قوات -قسد- تسقط طائرة أمريكية مسيرة
- -CBS NEWS-: ترامب يوجه دعوة إلى شي جين بينغ لحضور حفل تنصيبه ...
- مجلس النواب الأمريكي يصادق على الميزانية الدفاعية بحجم 884 م ...
- العراق.. استهداف -مفرزة إرهابية- في كركوك (فيديو)
- موسكو تقوم بتحديث وسائل النقل العام
- قوات كردية تسقط بالخطأ طائرة أميركية بدون طيار في سوريا
- رئيس الإمارات وملك الأردن يبحثان التطورات الإقليمية
- أوكرانيا على موعد مع صاروخ روسيا -الرهيب-
- فيديو.. اكتشاف نفق سري ضخم في جبال القلمون


المزيد.....

- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدي سيد محمد محمود - صراع البقاء: نظام الأسد بين القوة العسكرية والتحولات الإقليمية