|
لماذا كان هذا المجرم طليقا طوال الوقت؟
سعد السعيدي
الحوار المتمدن-العدد: 8184 - 2024 / 12 / 7 - 22:18
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
بعد الاخبار المقلقة من سوريا مع سيطرة فصائل مسلحة على عدة مناطق فيها تقودها ما يُسمى بهيئة تحرير الشام التي هي ليست إلا مجموعة ارهابية، طفت الى السطح شخصية أبو محمد الجولاني زعيم التنظيم.
وقد ذهبنا نبحث في الاعلام عن معلومات عنه. وقد وجدنا في ال «بي بي سي» البريطانية ما اخترنا منها ما يفيدنا هنا كالتالي:
- اسمه الحقيقي هو احمد حسين الشرع.
- قيل إنه درس الطب في العاصمة السورية دمشق لمدة عامين، قبل أن يترك سنته الدراسية الثالثة للانضمام إلى تنظيم القاعدة في العراق بعد الغزو الأمريكي عام 2003.
- يعتقد أنه ارتقى بسرعة في صفوف المنظمة الجهادية، حتى أصبح من المقربين لأبي مصعب الزرقاوي، أحد قادة التنظيم في العرافق.
- لعب الجولاني دورًا محوريًا في تسهيل العمليات عبر الحدود، مستفيدًا من أصوله السورية ليكون حلقة وصل بين المقاتلين الأجانب والمتمردين المحليين الذين نفذوا هجمات وعمليات مسلحة.
- انتقل إلى لبنان في عام 2006 بعد مقتل الزرقاوي حيث قيل إنه أشرف على تدريب الجماعة المسلحة اللبنانية «جند الشام».
- سافر بعد ذلك إلى العراق مرة أخرى، حيث سُجن من قبل القوات الأمريكية لفترة من الوقت.
- انضم إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق بعد إطلاق سراحه عام 2008، لتعود القوات الامريكية وتعتقله مرة اخرى العام 2010.
- مع تحول الثورة السورية إلى نزاع مسلح العام 2011، عاد الجولاني إلى سوريا بتكليف من أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية لإنشاء فرع سوري للتنظيم، حيث أسس ما سُمي «جبهة النصرة» في كانون الثاني من عام 2012. وقد ذكرت مؤسسة «كويليام»، البحثية البريطانية، أن الجولاني لديه «خبرة في العراق»، ما يجعل قيادته لجبهة النصرة «غير متنازع عليها».
- وفي تموز 2016 اعلن الجولاني بان مجموعته قطعت علاقاتها بتنظيم القاعدة، وستُعرف من الآن فصاعداً باسم جبهة فتح الشام. بعدها أعاد هيكلة التنظيم ليصبح هيئة تحرير الشام في 2017. وهي ائتلاف من الفصائل الإسلامية بقيادته.
في العام 2021 قال الجولاني لشبكة «بي بي إس» الأمريكية، إنه تخلى عن أهداف القاعدة في الجهاد العالمي، ويركز الآن فقط على الإطاحة بنظام بشار الأسد، وإرساء الحكم الإسلامي في سوريا. وذكر في الاعلام عن جهات غير معروفة تسعى بشكل واضح الى تقديمه كرجل عملي بان الجولاني قد اثبت قدرته على الموازنة بين العمليات العسكرية والمفاوضات الدبلوماسية والإدارة المحلية، ما جعله شخصية محورية في الصراع السوري. كذلك وانه خلال ما يقرب من عقد من الانقسامات والاندماجات وإعادة التسمية، حاول تصوير نفسه على أنه«براجماتي- غير متشدد» وأن علاقته بتنظيم القاعدة باتت شيئا من الماضي.
تصنفه الولايات المتحدة كإرهابي، وتعرض مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مقابل أية معلومات تؤدي إلى القبض عليه، نظرًا لعلاقاته السابقة بتنظيم القاعدة.
نقول نحن انه يتوضح من المعلومات حول هذا الشخص من كونه قاتلا ارهابيا محترفا من تنظيم القاعدة ممن اوغل بدماء العراقيين لسنوات في بلدهم. وله علاقات وثيقة بالامريكيين الذين دربوه على الاجرام كاشباهه الآخرين من المعتوهين في كليتهم المعروفة باسم معسكر بوكا. لذلك فان الادعاء الامريكي برصدهم لمكافأة بملايين الدولارات للقبض عليه نجده امرا مضحكا والعوبة غير مقنعة. إذ ما يكون الداعي للمكافأة واصحابها هم نفسهم من اطلق سراحه مرتين عندما كان عضوا في القاعدة مثلما يتبين اعلاه؟ الم يكن من الاجدى محاسبته على جرائمه بدلا من اطلاق سراحه؟ والجولاني نفسه في احد المواقع الاعلامية قد سمى معسكر بوكا بمدرسة للجهاد !!
يدعي الجولاني الذي ظهرت له في الاعلام صورة قديمة فيها له ابتسامة تدل على البلاهة الشديدة بانه يركز على الاطاحة بالرئيس الاسد. ونسأله نحن بدورنا عما كانت اهداف التنظيمات الارهابية التي كانت عاملة في سوريا في السابق والتي كان هو من ضمنها إذن؟ الم تكن تسعى هي ايضا الى نفس هذا الهدف؟ فما الذي يميزه هو عنهم الآن؟ كذلك فبشأن ارساء الدولة الاسلامية في سوريا واضح انه لم يستشر السوريين بشأنها. وإلا فمن اين له هذه الثقة الزائدة من انهم كلهم يريدون مثل هذه الدولة؟ وما الذي سيفعله إن رفض السوريون دولته هذه؟ وايضا فالى جانب ادعائه ارساء دولته هذه ادعى ايضا بانه سينشيء دولة مؤسسات. وهو ما يبدو من كونه تخبطا من جنابه وتناقض. مع هذه المحاولة الواضحة لدغدغة مشاعر الناس بهذه الاكاذيب المعسولة نذكّره بان النظام الاسلامي الصارم الذي يريد إرسائه في سوريا هو آخر من يسمح بانشاء دولة المؤسسات هذه. وله في ما يحصل في العراق المجاور عبرة. كذلك فوعوده هذه حول دولة المؤسسات تذكّر بوعود ارهابيي طالبان في افغانستان بشأن الحريات العامة ونفس دولة المؤسسات. إذ لا ضمان لدينا وهو الارهابي الخبير من انه لن ينقلب على وعوده لاحقا بمجرد استتباب الامور له في سوريا مثلما انقلب ارهابيو طالبان.
ان من الواضح بان الجولاني ينفذ اجندات تركية امريكية صهيونية. إذ لا يمكن فصل حملته عن الخارطة التي اعلنها نتنياهو قبل شهرين والتي اطلق عليها خارطة دول النقمة. وكانت تضم بالاضافة الى سوريا ايران والعراق ولبنان. وهو يحاول باقاويله وتخبطه اعلاه التغطية عليها.
السؤال الذي نطرحه هنا لماذا اهملت الاجهزة الامنية العراقية امر هذا الارهابي ولم تسعى لاعتقاله لمحاسبته على جرائمه في العراق؟ اين كان جهازا المخابرات ومكافحة الارهاب منه هو وامثاله على مدى السنوات الماضية؟ اننا نرى مع ذلك بان الوقت لم يفت. فلابد من اطلاق عملية لالقاء القبض عليه وجلبه للعراق للقصاص منه. ويجب عدم الاخذ بما يدعيه بشأن عدم وجود علاقة لما يجري في سوريا بالعراق. فامن العراق هو من امن جواره، ولابد من التحوط لئلا يصبح العراق التالي باي شكل كان على اجندته. ان الجولاني هو ارهابي ولا تعامل مع الارهابيين. ويجب عدم التساهل معه او الاستماع الى ما يقوله.
ولابد من الانتباه في السياق الى ما تفعله تركيا. إذ يبدو ان امور التعاملات التجارية معها قد ادت الى اصابة العراق بالاسترخاء تجاهها. فما تفعله تركيا بمعية هؤلاء الارهابيين في سوريا وبالتعاون مع من تدعي معاداتهم وانتقادهم علانية يجب ان يدفع للانتباه الى انها يمكن ان تحضر شيئا مشابها لنا بمجرد انتهائها من سوريا. فتركيا هي الداعم الرئيسي للارهابيين في الشرق الاوسط واردوغان يثبت هنا انه شخص غادر وانه ليس ممن يمكن الثقة به حول اي شيء.
#سعد_السعيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دعوى قضائية دولية ضد الامريكيين عن جريمة الاعتداء على القوات
...
-
دعوى قضائية دولية ضد الامريكيين عن جرائم حرب القصف الشامل لل
...
-
استخدام صفحات الموسوعة الحرة كأوعية للابتزاز
-
تخبط السوداني لدى محاولاته تأمين مستقبله السياسي
-
محمود المشهداني رئيس مجلس النواب الجديد
-
ما هي نقاط ضعف ترامب؟ اليكم الاجابة
-
تأخير سن التقاعد في اوروبا
-
التحيز لليهود حتى ولو تجاوزوا على كل شيء
-
قانون رئاسة الاقليم الذي يمهد للحرب الاهلية
-
المرجع السيستاني وزواج القاصرات
-
ما مقدار ضريبة الدخل وباقي الايرادات في الموازنة لطفا ؟
-
فرض خبراء الاسلام كقضاة في قانون الاتحادية يخالف الدستور في
...
-
السوداني واشقائه العرب
-
يجب طرد المندلاوي من مجلس النواب واحالته هو والسوداني الى ال
...
-
لابد من طرد العمالة الاجنبية من العراق مع مقترح اجراء الانتخ
...
-
نطالب باحالة النائب عطوان العطواني وكامل اعضاء لجنته المالية
...
-
بعض الكلام لوزير الخارجية الامريكي بلينكن: لا تحشر انفك فيما
...
-
دعوى قضائية دولية ضد الامريكيين عن جرائم حرب لدى قصف المدن ا
...
-
دعوى قضائية دولية ضد الامريكيين عن جرائم حرب لدى قصف البنى ا
...
-
دعوى قضائية دولية ضد الحكومة الامريكية عن جرائم حرب لدى قصف
...
المزيد.....
-
بيستوريوس: لا يجوز أن نكون في موقف المتفرج تجاه ما يحدث في س
...
-
أردوغان يعلن -مصالحة تاريخية- بين الصومال وإثيوبيا
-
الرئيس التركي أردوغان: اتخذنا الخطوة الأولى لبداية جديدة بين
...
-
قوات -قسد- تسقط طائرة أمريكية مسيرة
-
-CBS NEWS-: ترامب يوجه دعوة إلى شي جين بينغ لحضور حفل تنصيبه
...
-
مجلس النواب الأمريكي يصادق على الميزانية الدفاعية بحجم 884 م
...
-
العراق.. استهداف -مفرزة إرهابية- في كركوك (فيديو)
-
موسكو تقوم بتحديث وسائل النقل العام
-
قوات كردية تسقط بالخطأ طائرة أميركية بدون طيار في سوريا
-
رئيس الإمارات وملك الأردن يبحثان التطورات الإقليمية
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|