أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عيسى مسعود بغني - عمق العلاقات بين الشعبين الليبي والمغربي














المزيد.....

عمق العلاقات بين الشعبين الليبي والمغربي


عيسى مسعود بغني
(Issa Baghni)


الحوار المتمدن-العدد: 8184 - 2024 / 12 / 7 - 22:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك أن العلاقات بين الشعبين الليبي والمغربي كانت في أبهى أيامها منذ أقدم العصور، يدعم ذلك التواجد المغاربي في شمال أفريقيا والإسلام المغاربي المختلف عن لعقلانية المشارقة، إضافة إلى الأصول الجينية الواحدة للشعبين، واشتراكهم تاريخيا كجزء من ممالك شمال أفريقيا المغاربية، ناهيك عن طموح البلدين إلى السير قُدما لبناء دولة المؤسسات في البلدين والتعاون المشترك لصالح الشعبين الشقيقين.
بعد استقلال ليبيا كانت هناك علاقة وطيدة بين المملكة المغربية والمملكة الليبية، تم تفعيل التعاون بعدة اتفاقيات منها قيام شركات مغربية للبناء بتنفيذ مشروع إدريس للإسكان، وهو مشروع كبير على مستوى ليبيا كاملة، وتلك المساكن بنمطين لازالت تساهم في إسكان قطاع كبير من الشعب الليبي، إضافة إلى مساهمة العمالة المغربية الماهرة في بناء المساجد ومقرات الدولة، حيث يبرز المغاربة في زخارف الجبس بلا منازع الى الان.
عند وصول القذافي للحكم في سنة 1969 ساءت العلاقات الليبية المغربية إلى درجة كبيرة بسبب التوجهات الناصرية للقذافي، وفي أول زلاته قام القذافي بتأييد انقلاب أوفقير في 16-8-1972م لاغتيال الملك الحسن الثاني، وهو تدخل سافر في شؤون دولة مستقلة لها قيادة حكيمة، ذلك الانقلاب قوبل بالرفض من الحكومة المغربية فاستقبلت المعارضين الليبيين الفارين من أتون الحكم العسكري في ليبيا، أدى ذلك إلى صناعة القذافي لجبهة البوليساريو في 20-5-1973م وإغداقها بالمال والسلاح، حيث أتذكر جيدا مئات الشاحنات التي تتجه من طرابلس غربا لتصل إلى الساقية الحمراء على بعد قرابة 2000 كم، وبذلك تم إهدار أموال الشعب الليبي وخلق القلاقل للشعب المغربي، واستمر دعم القذافي للبوليساريو لأكثر من 20 عاما. بالمقابل، لم تجد المعارضة الليبية سندا سواء المغرب التي دعمتها وفتحت لها الأبواب لايصال صوتها إلى الشعب الليبي ووفرت لهم سبل العيش الكريم، عندما تنكر لهم الجميع,
بعد ثورة 17-2-2011م في ليبيا، كانت الفرصة سانحة لتوطيد العلاقات الليبية المغربية، وكانت المغرب بمؤسساتها العتيدة، خير سند للشعب الليبي سياسيا وثقافيا، وكان التعامل الشعبي سهلا لوجود أواصر قديمة تم احيائها، قدمت المغرب مساعدات عينية، وأهم من ذلك المساعدات الثقافية والتعليمية، منها البعثات الليبية للدراسة العليا بالمغرب في العلوم الإنسانية وخاصة القانون، ومنها إرسال أساتذة مغاربة للتدريس في ليبيا، والأكثر من ذلك أهمية محاولات المغرب المتعددة لجمع الفرقاء الليبيين من أجل الوصول إلى حلول توافقية، ولقد كلل ذلك بالعديد من الاتفاقيات، منها اتفاق الصخيرات بتاريخ 17-12-2015م والذي نتج عنه إنشاء حكومة الوفاق الوطني بعد 9 أشهر من المداولات في الكثير من دول العالم، وهناك تفاهمات بوزنيقة وغيرها من الاجتماعات والاتفاقيات.
للأسف، رغم عمق العلاقات الوطيدة بين الشعبين، نرى هناك مناكفات بين الحكومتين الليبية والمغربية في الأشهر الماضية، والتي لا مبرر لها، وقد عكرت صفو المواطنين في البلدين، فمن الجانب الليبي فان حكومة الوحدة الوطنية لم تضع كل جهودها لتنمية التبادل التجاري بين البلدين والذي لم يتجاوز 178 مليون دولار سنة 2022م حتى بعد الاتفاق بين وزير الاقتصاد الليبي محمد الحويج ووزير الصناعة والتجارة المغربي رياض مزور في نوفمبر سنة 2023 لزيادة التبادل التجاري بين البلدين، ولم يتم إشراك الشركات المغربية كما هو مع الشركات المصرية في إعادة الاعمار والتي ستستمر في احتكار المشاريع طالما هناك حكومة خاصة للشرق الليبي لأسباب جيوسياسية، رغم شهرة المغرب بالعمالة الماهرة التي لها فرص واعدة مع الحكومة المعترف بها دوليا ومنها المغرب. بالمقابل غياب السفارة والقنصلية المغربية عن مقرها بطرابلس فاقم الوضع للمغاربة المتواجدين في ليبيا مثل تجديد جوازات سفرهم وإقاماتهم، وأن اتصالهم بسفارتهم بتونس به مشقة كبيرة. هناك عمل كبير يتحثم على الحكومتين المضي فيه لتطوير الشراكة بين البلدين ووضع حلول عملية للمشاكل القائمة، منها دعوة الشركات المغربية للعمل في ليبيا وفتح خط جوي وأخر بحري بين الموانئ المغربية وطرابلس والغاء الضرائب الجمركية عن البضائع الوطنية المصدر في البلدين، ومنها إلغاء التأشيرات بين البلدين كما كانت سابقا. أخيرا أن القبول والتفاهم بين الشعبين لا نظير له، والذي يمكن البناء عليه دون الدخول في مناكفات سياسية تكتيكية لا طائل منها.



#عيسى_مسعود_بغني (هاشتاغ)       Issa__Baghni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة حكومة ليبية موحدة برعاية أمريكية لطرد الروس
- الحروب العبثية باسم الدين
- توسنا والاقصاء اللغوي
- لعبة الأمم: وهل للرئاسي الليبي من دور؟
- قصة طائرة لوكربي وفظاعة الموت
- كيف يفهم الغرب الإسلام
- نهاية كابوس المجالس المتهالكة
- الحراك الشعبي ضرورة لتغيير الاجسام القائمة بليبيا
- هل نحتاج إلى خطبة الجمعة في وجود الأوقاف الليبية الحالية؟
- التدخل المصري الهدام في ليبيا
- عسكرة الدولة: إهدار للموارد البشرية
- تنازع الحضارات والاستبداد
- برلمان العار: تقوده الأمم المتحدة للرشد بالسلاسل
- وجه التباين: مواجهة التمرد في ليبيا واثيوبيا
- الدولة الفاشلة والبحث عن الهوية
- مكائد دول الاستبداد: السودان مثلا
- الدور الروسي في ليبيا
- صناعة حاضنة الانقلابات
- نكبات التعليم الجامعي
- القطيعة مع لاعقلانية المشارقة


المزيد.....




- بيستوريوس: لا يجوز أن نكون في موقف المتفرج تجاه ما يحدث في س ...
- أردوغان يعلن -مصالحة تاريخية- بين الصومال وإثيوبيا
- الرئيس التركي أردوغان: اتخذنا الخطوة الأولى لبداية جديدة بين ...
- قوات -قسد- تسقط طائرة أمريكية مسيرة
- -CBS NEWS-: ترامب يوجه دعوة إلى شي جين بينغ لحضور حفل تنصيبه ...
- مجلس النواب الأمريكي يصادق على الميزانية الدفاعية بحجم 884 م ...
- العراق.. استهداف -مفرزة إرهابية- في كركوك (فيديو)
- موسكو تقوم بتحديث وسائل النقل العام
- قوات كردية تسقط بالخطأ طائرة أميركية بدون طيار في سوريا
- رئيس الإمارات وملك الأردن يبحثان التطورات الإقليمية


المزيد.....

- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عيسى مسعود بغني - عمق العلاقات بين الشعبين الليبي والمغربي