محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)
الحوار المتمدن-العدد: 8184 - 2024 / 12 / 7 - 16:47
المحور:
الادب والفن
التوقف عن الكتابة سهل جداً.. أما التوقف عن لعب الشطرنج فهو شبه مستحيل بالنسبة إلي..حتى التوقف عن التدخين يبدو أسهل لي وأنا أمارسه حالياً للمرة الثانية بنجاح ، وأصمم على عدم العودة إليه . وحين أحسست بحاجتي إلى سيجارة ابتعت علبة وأبقيتها لدى البائع. قلت له السيجارة كالمرأة ستضطر إلى وصالها طالما هي في بيتك .. لذلك سأبقي العلبة لديك.
أنا مدين لذلك الصديق الذي علمني الشطرنج. كان سجيناً سياسباً .. خرج من السجن مصطحباً عكازاً، لذلك يفضل البقاء في البيت . اقترح أن يعلمي الشطرنج لأسليه في وحدته. وهذا ما حصل .. علمني ليجد بعد أسابيع قد لا تتجاوز الشهرين أنه غير قادر على أن يأخذ مني لعبة! الشطرنج جعلني أثق بنفسي وهذا ما لم يكن قبل تعلمه ، هذا ما أعتقده لكني لا أجزم به ، حتى أنني رحت أعتقد أنني لم أكن أفكر قبل تعلم الشطرنج ..ورغم أن مستواي فوق المتوسط بقليل إلا أنني نادرا ما أجد من يهزمني.. وهذا مؤشر خطير على مستوى العقل العربي.. فهو دون مستوى المتوسط وربما بكثير حسب تقييمي الشطرنجي..
أطلت عليكم والكومبيوتر يندهني متحدياً للعب الشطرنج ، مع أنه يعرف أنه يهزمني على المستويات المتقدمة جدأ.. المستويات التي هزم بها عباقرة الشطرنج.. وهذا مؤشر رهيب على مستوى العقل الصناعي الذي قد يتحكم بمصير العالم ذات يوم، لنبدو أمامه عاجزين . هذه الأيام أرى كائنات من الطيور وغيرها على شاشة النت ، خارقة الجمال ، يبدوالجمال الطبيعي أمامها لا يذكر، رغم أنها تبني جمالها على أسس الجمال الطبيعي ذاتها.
إلى اللقاء بكم في ما سأسميه خواطر حرّة خلال استراحتي التي لن تنتهي إلا بالشروع في عمل ادبي جديد أو تجهيز بعض ما هو مكتوب للنشر ، كمجموعة شعرية أنقد فيها بعض أشعار محمود درويش وأتطرق لحادثة أغضبتني معه ، تركت في نفسي ما أدى إلى كتابة هذه الأشعار في لحظة انفعالية، أو خواطري الفلسفية ، أو مقالاتي المختلفة الكثيرة ..
#محمود_شاهين (هاشتاغ)
Mahmoud_Shahin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟