أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر أبوصالح - بين النصر الأخلاقي والعسكري للثورة السورية














المزيد.....

بين النصر الأخلاقي والعسكري للثورة السورية


ثائر أبوصالح

الحوار المتمدن-العدد: 8184 - 2024 / 12 / 7 - 16:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تثبت الأحداث في سوريا من جديد ما تؤكده الثورات عبر التاريخ؛ أن من ينتصر اخلاقياً ينتصر عسكرياً حتى لو طال الزمن، هذا ما حصل في الهند على يد غاندي، وهذا ما حصل بجنوب افريقيا على يد نيلسون مانديلا، واليوم نتمنى أن يحصل في سوريا؛ فالقضية السورية قضية أخلاقية من الطراز الأول؛ مفادها الخلاص من الاستبداد والفساد، وقيام دولة مدنية ديمقراطية تحترم حقوق وكرامة السوريين. فقد خرج السوريون في آذار من عام 2011 ضد الظلم والدكتاتورية، وطالبوا بالحرية، ولكن النظام السوري شيطن الثورة من خلال اسلمتها، وساهمت دول إقليمية كثيرة في حرف الثورة عن مسارها، فتحولت الى حرب دامية كان نتيجتها قتل مئات الآلاف، وتهجير الملايين من أبناء الشعب السوري الى كل اصقاع الأرض.

اليوم، يعود أبناء الذين هُجروا عام 2011 وكانوا اطفالاً، ليستعيدوا زمام المبادرة، مستغلين الظروف الإقليمية والدولية الجديدة، وينطلقوا لاستعادة بيوتهم واراضيهم، تحت مظلة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً)، والمصنفة دولياً منظمة إرهابية، والجيش الوطني المدعوم تركياً، هذه المظلة المرفوضة سورياً ودولياً شكلت في بداية العمليات العسكرية اشكالية أساسية في طريقة تعاطي السوريين والتي تمثلت بالريبة والشك بما ترمي اليه هذه الهيئة، ويبدو أن قيادة هيئة تحرير الشام كانت تدرك ذلك جيداً، ولذلك أكدت ان هناك تحولات شكلية وجذرية في تركيبتها وفكرها، فعلى صعيد الشكل اعلن أبو محمد الجولاني الذي تنازل عن هذا الاسم واستبدله باسمه الحقيقي أحمد الشرع، انه سيقوم بحل هيئة تحرير الشام، اما على المستوى الفكري فيبدو انه حصل تغييراً في طريقة فهمهم للآخر المختلف، وباتوا يقبلون بالتعددية ويحترمون التنوع الديني والطائفي والاثني في سوريا.

هذه التغيرات التي أعلن عنها أحمد الشرع كان عليه ان يثبتها عملياً في سلوك الهيئة وليس في التصريحات فقط، فالبيّنة على من أدّعى وهو مطالب بأن يثبت أن التغيير حقيقي وليس تكتيكاً. وكان الامتحان الأول عند دخول حلب وطريقة تعامله مع السكان بشكل عام والمسيحيين والأكراد بشكل خاص، ويبدو أن الهيئة نجحت في الامتحان الأول بشهادة سكان حلب، وتكرر الامتحان في حماة عند دخول السلمية ذات الأغلبية الإسماعلية، وكذلك نجح في الامتحان بشهادة اهل السلمية، وقد شجعت القوى المتقدمة الجنود في جيش النظام على الانشقاق وعاملتهم بطريقة محترمة مما شجع الانشقاقات الآخذة بالاتساع بين صفوف جيش النظام، هذا إضافة الى البيانات التي صدرت عن الهيئة من تطمين لكل مكونات الشعب السوري، وخصوصاً الطائفة العلوية والتي تعتبر الحاضنة الشعبية للنظام، مع ان هناك قسم لا يستهان به من الطائفة العلوية لا يؤيد بشار الأسد.

ان استقبال الشعب السوري بكل طوائفه لقوات ردع العدوان يعد مؤشراً ايجابياً لما يعكسه من توق للخلاص من هذا النظام الفاسد، ولا يخفى على أحد، أن السوريين يقولون في سرّهم، انه وفي أسوأ الأحوال، ومهما بلغ السوء في هذه القوى، فلن يصلوا حتماً الى مستوى الإجرام والفساد الذي وصل اليه هذا النظام، فكيف وأنهم يرون منهم تعاملاً راقياً وداعماً بكل المقاييس. ان منظر فتح السجون في المحافظات المختلفة، رغم ما فيه من عدم مهنية في قضية التفريق بين السجين السياسي والسجين الجنائي، تكفي لتعطي الأمل للسوريين أن هناك فجراً جديداً بدأ بالبزوغ.

ان تجاوب المحافظات الأخرى مع هذا الحدث، يشكل ايضاً مؤشراً ايجابياً آخراً من حيث اتساع رقعة المحرر من تواجد النظام من جهة، ومن حيث ايمان السوريين بأن التغيير حقيقي وفرصة لا تفوّت للخلاص من هذا النظام، وما يتبعه من ميلشيات إيرانية عاثت فساداً وقتلاً في سوريا منذ عام 2011، فهبّت محافظات درعا والسويداء والقنيطرة واخرجت قوات النظام من حدودها الإدارية، واعلنوا عن قيام غُرف عمليات في الجنوب، وبدأت تخطط للتوجه باتجاه دمشق ليتم محاصرتها من الجنوب والشمال بعد سيطرة قوات ردع العدوان على محافظة حمص لإسقاط النظام بشكل نهائي. وبالتوازي خرجت قوات الجيش الحر والتي تشرف عليها القوات الأمريكية المتواجدة في التنف على الحدود العراقية السورية باتجاه تدمر لضمان عدم تحرك داعش المتواجدة شرقي حمص.

لا شك، ان التعامل مع الساحل السوري والذي تسكن فيه اغلبية علوية هو التحدي الأكبر والأهم لهذه القوى، فعلى هذه القوى اقناع الطائفة العلوية بالتخلي عن هذا النظام الفاسد والذي استغلهم من اجل البقاء على الكرسي غير آبهٍ بما حل بهم، حيث خسرت هذه الطائفة أكثر من مئة ألف شاب من شبابها في هذه المحرقة التي افتعلها هذا النظام للبقاء في السلطة. ان تخلي الطائفة العلوية عن هذا النظام يأتي من خلال الحوار والتطمين، وعدم تحميلهم مسؤولية جرائم النظام، والتأكيد على العدالة الانتقالية، من خلال محاكمة كل من تلطخت يداه بدماء السوريين من كل الطوائف، في محاكمة عادلة وحضارية. ان النجاح في هذه المهمة يمنع من النظام اشعال حرب طائفية تدمر البلاد وتقتل العباد، ولا شك انه سيجرب افتعال حرب من هذا النوع، لعلها تشكل بالنسبة له طوق نجاة، غير آبه بالخسائر سواءً على مستوى الطائفة العلوية أو من الشعب السوري عامة.

اما الامتحان الأكبر لكل القوى على الساحة السورية بعد سقوط النظام، والذي يبدو قريباً، يتمثل بمدى قدرة هؤلاء على إدارة سوريا، من خلال تشكيل مجلس حكم انتقالي يسعى الى صياغة دستور جديد للبلاد، والتحضير لانتخابات برلمانية ورئاسية، والأهم من كل ذلك الاتفاق عل شكل النظام القادم الذي يجب أن يبنى على اسس علمانية، مدنية، ديمقراطية، والسؤال الملح هل ستقبل هذه القوى بهذه المبادئ ام سنقلب عليها؟



#ثائر_أبوصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع الاستراتيجيات في الشرق اوسط
- فاجعة مجدل شمس والدروس المستفادة
- بين الحقيقة وظلالها
- سر النفس البشرية
- رحلة البحث عن الحقيقة
- الوجود بين الوهم والحقيقة
- الموقف السوري من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة
- الطريق الى معرفة الله في الفكر التوحيدي
- بين الهوية والانتماء
- آفة التطرف
- عناق الدب
- ثورة جبل العرب في سوريا
- من نحن؟
- التداعيات المحتملة للتقارب السعودي الإيراني
- مفهوم اللانهاية في الرياضيات وفكرة الألوهة
- قراءة في المستجدات على الساحة السورية
- قراءة سريعة في نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة
- بين إدراك الألم وفلسفة المعاناة
- المجتمعات العربية المراهقة وأزمة التطور
- قوانين هرمس السبعة


المزيد.....




- عارضة الأزياء باميلا أندرسون بإطلالة يغيب عنها المكياج..ما ا ...
- محلل لـCNN: الدبابات الإسرائيلية على بعد 30 كيلومتر من دمشق ...
- احتجاجات طلابية تشل التعليم في صربيا
- ترامب: هذا يوم عظيم لأمريكا
- الصين تخطط لإطلاق قطار -أسرع من الطائرات-!
- روسيا.. إصدار كتب حول الذكاء الاصطناعي لطلاب المدارس
- حمية غذائية تساعد على تخفيف الألم المزمن
- اغتيال حسن نصر الله أم سقوط بشار الأسد؟.. إيران تكشف أي الحد ...
- تقارير غربية: حماس تبدي مرونة بشأن اتفاق وقف النار وتوافق عل ...
- -منصة القاهرة- للمعارضة السورية تعلن موقفها من حكومة البشير ...


المزيد.....

- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر أبوصالح - بين النصر الأخلاقي والعسكري للثورة السورية