خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)
الحوار المتمدن-العدد: 8184 - 2024 / 12 / 7 - 15:41
المحور:
الادب والفن
شعرت بإحباط كبير. فلقد حاولت صعود الأدراج للمرة الخامسة دون جدوى. كانت كلما وصلت لبضع درجات وجدت نفسها تعيد الكرّة كما لو أن لا شئ حدث. كانت على إدراك تام بقيمة ما كانت تقوم به رغم عدم قدرتها على ذلك.
فلقد سبق لها أن إجتازت البهو الكبير و تقدمت بخطواتها حتى في حالات الظلام مدركة تماما متى تمد يدها لإشعال الضوء. حاولت مرة أخرى و هي تتحسس الحائط بيديها لتتأكد من أن الصورة معلقة في نفس المكان و فكرت في أن الظلام الدامس قد يعطي الأشياء عمقا أبعد و حجما أكثر مما تستحق.
عزمت على أن تعيد الكرة. وضعت قدمها على الدرجة الأولى و ثبتت يدها على القدم الأيمن لتبدأ في الصعود. كان كل شئ على ما يرام فالأدراج هي ذاتها و تناسق المسافات بينها يعزز من الثقة، فقط الألوان بدت مختلفة شيئا ما. لم تكترث إذ كثيرا ما استعملت الدرج للصعود و النزول. فالأدراج حقيقة علمية وضرورية و لا نستطيع شيئا دونها. فكرت في أن تتراجع قليلا و أن تستعمل طريقة الكلاب الصغيرة إن كان ذلك أسهل.
وصلت إلى منتصف الأدراج مثبتة أقدامها جيدا. شعرت باهتزاز خفيف كاد أن يعيدها إلى مكانها الأول.
نظرت إلى الأدراج بإمعان إذ أن إرتباكا قد أصابها، فلقد شعرت بأن الأرضية أصلب من ذي قبل و أن أدراج الخشب استُبدلت بمربعات السيراميك البيضاء و السوداء و أن المربعات و لسبب ما كانت تتكاثر فجأة و تتمدد ثم تتقلص في خفة و هي تسبح في تيارات مائية لن يراها أحد.
#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)
Khadija_Ait_Ammi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟