أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن صاحب - نشوء وسقوط الدول.. نماذج متغيرة!!















المزيد.....

نشوء وسقوط الدول.. نماذج متغيرة!!


مازن صاحب

الحوار المتمدن-العدد: 8184 - 2024 / 12 / 7 - 10:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعل ابن خلدون اول من اشار إلى (عمران) الحكم مقابل (سقوطه) في مقدمته الشهيرة.. فيما بات العامل الداخلي حالة توظيف دولية في إسقاط الدول هكذا سقطت الدولة العباسية بالغزو المغولي ثم سقطت الدولة الصفوية بالغزو العثماني المباشر ثم سقطت الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى.
مقارنة كل ذلك بما ورد في كتاب (أربعة قرون من تاريخ العراق) المترجم من قبل المرحوم جعفر الخياط.. يؤشر إلى نموذج الاقطاع الزراعي لضمان دفع الضرائب للوالي في بغداد او البصرة او الموصل.. فيما ترك لهذا الاقطاع الذي منح حق زراعة اراضي بمساحات كبيرة مقابل حماية الطرق وفرض الولاء للسلطان سواء في الاستانة العثمانية او تبريز الصفوية!!
العامل الذي تداخل مع كلا الحالتين.. نفوذ شركة الهند الشرقية التي كانت تحت إدارة وزارة المستعمرات البريطانية في زحم التنافس على الموارد بين الدول الصناعية الأوروبية... فكان الحصول على القطن والصوف الرخيص من أولويات هذه الشركة التي سرعان ما انتقلت مع اكتشاف النفط وظهور عصر المكائن لدفع البواخر تحولا نوعيا في توظيف كل عوامل التضارب والتضاد المجتمعي في نظام إدارة سياسي يتناوب وفق نموذج الحاكم الأجنبي.. مرة صفويا وأخرى عثمانيا حتى حسم الاتراك ضمان وجودهم في العراق.
هذه النماذج المتغيرة في إدارة السلطة للعراق في عصور مظلمة لم تغادر اليات ومعايير قياس كفاءة نظام الحكم ما بعد الانتداب البريطاني. مقابل اعتراف خليجي بفضل الإمبراطورية البريطانية في منح عوائل بعينها سلطة الحكم !!
ومع متغيرات الأفكار ما بين القومية والماركسبة مقابل الرأسمالية.. تم التستر على فظائع الخلافات البينية في إدارة السلطة داخل بعض الدول العربية لاسيما العراق بعد ١٩٥٨.. ومصر بعد ١٩٥٢.. تحت عنوان عريض لمواجهة التهديدات الصهيونية وتحرير فلسطين.. فيما الأصل في قياس كفاءة إدارة السلطة ان يكون وفق عقد اجتماعي دستوري يساوي بين المنفعة العامة للدولة والمنفعة الشخصية للمواطن.. هكذا وظفت الدوائر المخابراتية تعميق تلك الفجوات بين إدارة السلطة وبين مجموعات وشرائح سكانية.
وفق هذا التصور عرض المرحوم ياسر عرفات امام مؤتمر قمة بغداد ١٩٩٠ خارطة إسرائيلبة لتقسيم الدول العربية طائفيا وقوميا.. وربما تكون أقرب إلى تلك الخارطة التي رفعها نتين ياهو امام الجمعية العامة للأمم المتحدة لتؤشر بين الدول العدوة والدول المطبعة مع كيانه الصهيوني!!
واذا كان بول كندي. الفيلسوف الأمريكي المعروف قد حدد اسباب سقوط ونشوء الدول بعوامل الاقتصاد وإدارة المعرفة والإنتاج في الدورة الاقتصادية الرأسمالية وتاثبراتها على المواطن في الرفاهية.. هناك نموذج اخر قدمه بول كندي للمشرع الأمريكي بعنوان (الاستعداد للقرن الحادي والعشرين) والذي كان محور مناقشات مجموعة من مراكز التفكير وبيوت الخبرة الأمريكية لوضع الاستراتيجية الأمريكية للقرن الحادي والعشرون باعتبار ان سقوط جدار برلين أنهى القرن العشرين أمريكيا!!
فحوي الاستعداد الدي دعا اليه بول كندي هو القدرة على التنافس الاستراتيجي مع خصوم اقتصاديا. وتصفية مواقع جغرافية عسكريا بكونها نقاط تهديد للأمن القومي الأمريكي ومنه الامن الإسرائيلي!!
لذلك استعاد بعض الأفكار في كتابه عن سقوط ونشوء الدول لتوظيفها في هذه (التصفية).. ونصح فيما نصح به عن الاستراتيجية الخارجية إعادة توصيف تعريف العدو من خلال المصالح فقط مقابل إشاعة ثقافة حقوق الإنسان والتنمية الاقتصادية التي توظف فيها الشركات الكبرى بعض الأرباح في مساعدة الشعوب التي وصفها ب(المغلوبة)!!
كل ذلك يؤكد ان التاريخ الإنساني منذ كتابات ابن خلدون حتى كتابات بول كندي.. مرورا بمعايير التنمية المستدامة وحقوق الإنسان الاقتصادية والاجتماعية.. انما تؤكد على مقياس كفاءة إدارة السلطة في مجتمعات تراكمت في كينونتها تضارب المصالح بعناوين مقدسة مرة طائفيا وأخرى وقوميا... تتحول إلى خرائط تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ وتصنيف صهيوني بين العدو والمطبعين.. السؤال كيف يمكن إيقاف تداعيات مخاطر وتحديات هذه النماذج المتغيرة على العراق؟؟
التفكير من خارج صندوق العملية السياسية ومن خارج الولاءات الفكرية يمكن أن يؤشر إلى أن الصهيونية العالمية متواجدة منذ مؤتمر بازل ثم وعد بلفور حتى طوفان غزة مرورا بنكسة ١٩٤٨ ثم ١٩٦٧ وحروب جنوب لبنان واتفاقات كامب ديفيد ثم وادي عربة وصولا إلى اتفاقات اوسلو لتنته عند قرار القمم العربية بطرح حل الدولتين.. مقابل حل الدولة الواحدة الذي يطرحه محور المقاومة الإسلامية بقيادة فيلق القدس الإيراني.
الواضح عند استعار نيران الحرب الشاملة الصهيونية ضد اي معارضة لصفقة القرن وفتح الصفحات الجديدة لمشروع الشرق الأوسط الجديد.. نأت إيران الثورة والدولة بوطنها من ولوح حرب شاملة مكلفة على اراضيها واكتفيت بحرب استنزاف مفتوحة بالوكالة .. بما جعل عنجهية الحرب الصهيونية في غزة وجنوب لبنان مرحبا بها من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ناهيك عن بعض الدول العربية!!
هكذا تظهر معالم متجددة لسقوط ونشوء الدول.. ومثل هذه المعالم ربما تهدد ذات جغرافية الدولة الإيرانية.. او تواجه نماذج من الصفقات بين واشنطن وموسكو في مقاربة جغرافية بين الشرق الأوسط الجديد والحرب الأوكرانية.. وسبق وان عقدت موسكو صفقة احتلال العراق بعقود لم تتجاوز بصعة مليارات الدولارات.. كما فعلتها الصين.. ويمكن إعادة ذات النموذج في المتغيرات المقبلة.
كل ذلك يكرر القول.. ان تراكم فشل الإدارة السياسية لدول المنطقة مرة بالقفز إلى أفكار خارجية قومية او إسلامية او ماركسية.. او الانكفاء على تمايز طبقي في العدالة والانصاف لتوزيع الثروة الوطنية.. او الاستغراق في مفاسد المحاصصة وامراء عوائل الأحزاب السياسية كما يحصل في عراق اليوم... كل ذلك عوامل ضعف في معايير قياس كفاءة إدارة السلطة.. فيكون التأثير السلبي الصهيوني نموذجا للحروب بالوكالة وتسويق الاضاليل وتجديد الجاهلية السياسية والاقتصادية والاجتماعية لديمومة ذات الثغرات التي جاءت في مقدمة ابن خلدون.. ولكن في عالم الذكاء الاصطناعي الجديد.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!



#مازن_صاحب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة الأمم.. روليت اللاعبين!!
- العصر الصهيوني الجديد.. وادوار (النخب الواعية)!!
- الحرث السوري ومناجل الفرقاء!!
- الإسلام السياسي وخطاب (المرجفين)
- تجار الحروب.. وتفاهة النفاق!!
- نخب الأحزاب الواعية.. النقد المقصود!!
- الفصائل العراقية ولعبة الأمم!!
- فريق ترامب. تضارب مواقف عراقية!!
- قراءة أولية.. ما قبل ترامب. ما بعد بايدن!!
- العراق على صفيح حرب ساخن.. أصحاب المصالح وإدارة القرار!!
- المشروع الصهيوني.. تداعيات الشرق الأوسط الجديد
- في الليلة الظلماء.. يفتقد جيش!!
- مستنقع الاحتلال وسلطة القرار!!!
- بوصلة (عراق واحد وطن الجميع)
- الحرب الصهيونية واسلحة التواصل الاجتماعي!!
- عام على طوفان الأقصى.. لا صوت يعلو على صوت المعركة!!
- الحرب.. شاملة ام مفتوحة.. ومعركة المصير؟؟
- الحرب والسلام.. لعبة عض الأصابع!!
- صخب وضجيج بلا عراق واحد وطن الجميع!!
- الرئيس الإيراني في نيويورك.. إعادة ضبط ام توزيع ادوار؟؟


المزيد.....




- عارضة الأزياء باميلا أندرسون بإطلالة يغيب عنها المكياج..ما ا ...
- محلل لـCNN: الدبابات الإسرائيلية على بعد 30 كيلومتر من دمشق ...
- احتجاجات طلابية تشل التعليم في صربيا
- ترامب: هذا يوم عظيم لأمريكا
- الصين تخطط لإطلاق قطار -أسرع من الطائرات-!
- روسيا.. إصدار كتب حول الذكاء الاصطناعي لطلاب المدارس
- حمية غذائية تساعد على تخفيف الألم المزمن
- اغتيال حسن نصر الله أم سقوط بشار الأسد؟.. إيران تكشف أي الحد ...
- تقارير غربية: حماس تبدي مرونة بشأن اتفاق وقف النار وتوافق عل ...
- -منصة القاهرة- للمعارضة السورية تعلن موقفها من حكومة البشير ...


المزيد.....

- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن صاحب - نشوء وسقوط الدول.. نماذج متغيرة!!