المهدي المغربي
الحوار المتمدن-العدد: 8184 - 2024 / 12 / 7 - 07:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من كثرة ما يتعاطى الشخص التافه للتبضع بشكل انبهاري هستيري يصبح عبدا طيعا لقانون العرض و الطلب بمعنى يتحول إلى ماكنة استهلاكية ستصير تدريجيا مع الاحساس المتزايد بحب الامتلاك هي الأخرى إلى بضاعة معروضة قابلة ان تتماشى مع منطق السوق من دون أن تحس بأدنى إحراج.
لأن هذا الفضاء النيوليبيرالي الرأسمالي يمتص كل الأحاسيس و يعجنها في قوالب بشرية مع ضغط الاغراء و الاشهار و التشويق و الرغبة في استمالة الناس لأجل إفراغ جيوبها خصوصا اذا كان شيء قليلا.
و الذي يؤدي الثمن البهاض هو الإنسان الفقير الذي ينجر و يستلب حتى أن تظل دوامة حياة التفاهة التي أساسها الاشهار و جعل الناس تتبع السائد و كل ما يخدم الرأسمال الاحتكاري دون أن تتحكم في سيرها العادي و كأنها خاضعة لتنويم مغناطيسي من درجة فقدان العقل حيث بهذا الشكل تتحول العملية الاستهلاكية من ضرورة إلى غريزة لاشعورية و كلما هو غريزي يكون بالأساس اندفاعي قلما يساير العقل و المنطق.
و بدوافع أخرى برانية خارجة عن طاقة الإنسان تراه يراهن على التمظهرات البورجوازية التي تغري على انها هي القيمة الإنسانية المطلوبة و فيها تكمن السعادة و ما هذه الصيغة إلا لحظة لاستهلاك المشاعر العابرة قد تعبر عن مضمون اجوف يبدو للناظرين حقيقة و هي مجرد أوهام.
ان عادات المجتمع الرأسمالي المتناقض شيء ملفت للانتباه أنها غاية في السطو على طباع الناس حتى انها تحول ما هو بسيط كثقافة شعبية إلى مادة استهلاكية و أن يستغل منطق السوق هذا اللعين كل ما فيها من بساطة و موروث ثراتي.
يتبع في الموضوع...
مع اصدق التحيات.
#المهدي_المغربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟