محمد طالبي
(Mohamed Talbi)
الحوار المتمدن-العدد: 8183 - 2024 / 12 / 6 - 20:13
المحور:
الادب والفن
لشيخ و الزاوية
منتجع تامدةـ،في كامل اناقته،يزيده خرير المياه و زقزة العصافير من على أشجار باسقة تعاند السماءيزيده بهاء وجمالا. كانت اول زيارة له الى "زاوية الشيخ" المدينة التوأم لمدينة القصيبة، كانت المدينتان تشبهان تفاحة من تفاح الجبال الشهي. شطرت الى نصفين متماثلين،مدينتات صغيرتان تعانقان جبال الاطلس الشامخة و تنامان بين احضانها،كما ينام الوليد على صدر حنون. خرج من المنتجع،نظر دات اليمين ثم دات الشمال.،قرر أن يسلك طريق الشمال،ووهو يسير الهنيهة.مرت بالقرب منه فتاة مسرعة الخطى،وكأنها في سباق مع الزمن،سباق كي لا تتأخر عن موعد مهم.استاذنها في السؤال،ردت بالايجاب:
-نعم أخويا شنو حب الخاطر؟
- الله يخليك فين جا الكاراج؟
- فين باغي تركب
- القصيبة.
- أيت حسكو؟
- حشمت تقول ليك فين حنا
انفجرا بعدالحوار القصر ضحكا.أخبرته بعدها ان طريقيهما تقاطعها بعد استفساره لها،اخبرته ايضا أنها طانت تسرع الخطى لتصل الى الكاراج حتى تتمكن من السفر الى القصيبةـ،لتتفقد احوال خالة لها،داربينهما حوار تلقائي،دون خلفيات تذكر،كانا على سجيتيهما و كأنهما صديقان حميمانتبادلا اطراف الحديث عن منتجع تامدة.اختلفا في المقارنة بين هذا الأخير و منتجه تاغبالوت كل طرف تعصب الى انتماءه الجغرافي.و اعتبره هو الافضل،اهتلفا حول معايير جمال المرأة،اءا عتبرت مصاحبته ان جمال فتيات"الزاوية" لا يضاهي جمال ا الاوفتيات السويد..فيما اعتبره ان فتياة بلاده لا يضاهيه اي جمال في الكون.
هي دابا انا كان بان ليك خيبوعة ياك؟
حاشا انت جميلة الجميلات-
-ايوا هاكاك.
- العز للحكام،
لم تتمالك الفتاة نفسها عند سماع تعليقه الاخير،فضحكت حتى ظهرت غمازنيها.
- أجي شنو سميتك أنت بعدا؟
- بوعزة سعادة القايدة.
كان يحفظ طريق الكاراج عن ظهر قلب لكن صوتا قادما من اعالي الجبال،من أشجار الارز،من التين من الزيتون،من الرمان، من اللوز.. من الجوز صوت قادم يتحدث باسم كل خيرات البلاد.صوت قادم ليندره انه سيحزن كثيرا، ان هو تجرأ على اقتحام عالم الفتاة التي تسرع الخطى أمامه .و لانه كان ملك التحديات،لم يعر ادنى اهتماما للتحدير المباغث, اقتحم العالم الخفي للفتاة المسرعة الخطوات.
وهو يبتسم في وجهها أعاد ترديد بيت شعر امازيغي قديم يقول :
-اداي شور ايغصان اناس اي لعداب اورا
#محمد_طالبي (هاشتاغ)
Mohamed_Talbi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟