أميمة البقالي
أميمة من المغرب، كاتبة ، باحثة، ناشرة و مؤلفة باللغتين العربية والإنجليزية.
(Oumaima Elbakkali)
الحوار المتمدن-العدد: 8183 - 2024 / 12 / 6 - 20:11
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الإيمان بالقضاء والقدر هو أحد أركان الإيمان الستة في الإسلام، وهو من الأمور التي تعمّق صلة المسلم بربه وتُعينه على فهم الحياة وتقبّل أحداثها. يُعرّف القضاء والقدر بأنهما علم الله السابق بكل ما كان ويكون، وتدبيره المحكم لأمور الخلق.
مفهوم القضاء والقدر
القضاء: يشير إلى حكم الله الأزلي الذي كتبه في اللوح المحفوظ.
القدر: هو تنفيذ هذا الحكم الإلهي في الواقع وفقًا لعلم الله وإرادته.
الإيمان بالقضاء والقدر يشمل أربع مراتب رئيسية:
1. العلم: الإيمان بأن الله يعلم كل شيء، سواء كان ظاهرًا أو باطنًا، ماضيًا أو مستقبلاً.
2. الكتابة: الإيمان بأن الله كتب كل شيء في اللوح المحفوظ منذ الأزل.
3. المشيئة: الإيمان بأن كل ما يحدث هو بمشيئة الله، فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن.
4. الخلق: الإيمان بأن الله هو خالق كل شيء، من أفعال العباد إلى الظواهر الكونية.
أثر الإيمان بالقضاء والقدر في حياة المسلم
1. الطمأنينة والراحة النفسية: المسلم المؤمن بالقضاء والقدر يعيش مطمئنًا لأنه يدرك أن كل ما يصيبه هو بتقدير الله وحكمته، سواء كان خيرًا أو شرًا.
2. الرضا والتسليم: الإيمان بالقضاء والقدر يُعين المسلم على تقبّل الابتلاءات والمحن، والرضا بما قسمه الله له.
3. تعزيز التوكل على الله: يدرك المسلم أن الجهد والعمل مطلوبان، لكنه يعتمد على الله في النتائج، متوكلاً عليه.
4. التحرر من القلق: يبعد الإيمان بالقضاء والقدر الإنسان عن الهموم والخوف المفرط من المستقبل، لأن المستقبل في يد الله.
التوازن بين القضاء والقدر والعمل
الإيمان بالقضاء والقدر لا يعني التواكل وترك العمل، بل على المسلم أن يبذل جهده في كل ما يفعله، مع الإيمان بأن النتائج بيد الله. النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اعملوا فكلّ ميسّر لما خُلق له" (رواه البخاري ومسلم).
الإيمان بالقضاء والقدر يُغرس في قلب المسلم الثقة بحكمة الله وعدله، ويقوده إلى حياة مليئة بالسلام الداخلي واليقين الراسخ. فهو يعلّمنا التوازن بين السعي والعمل وبين الرضا والتسليم، مما يجعل حياتنا أكثر استقرارًا وسعادة.
#أميمة_البقالي (هاشتاغ)
Oumaima_Elbakkali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟