أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن ميّ النوراني - محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا (7)















المزيد.....


محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا (7)


حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)


الحوار المتمدن-العدد: 8182 - 2024 / 12 / 5 - 22:46
المحور: الادب والفن
    


*اطلب/ي الرواية كاملة من المؤلف بالاتصال على واتساب 972592588528+

سرنا على امتداد شاطئ يافا... تقع مضافة جوليا عند نقطة التقاء مدينة يافا مع مستوطنة تل أبيب مع شاطئ البحر الأبيض المتوسط... راية الحب البيضاء بقلبها البلّوري النابض، ترفرف فوق بوابة المضافة الواسعة المشرعة، وتنبعث في سمائها ألحان ناعمة تتراقص نغماتها مع نسائم تداعب العصافير وأغصان الشجر... موسيقى وزقزقة وحفيف وخرير وهدير وابتسامات وهناء... جلسنا كل على أرجوحة: أنا وماريا وجنينها وبهيجة وجنينيها وجوليا وجنينها وسارّة وجنينها والحمارة وهابيلة وهابيل!
منذ الآن، أنتِ الناطقة الإعلامية باسم راية الحب البيضاء يا جوليا... قبّلت جوليا جبيني وتلقت تهنئة حارة من كل منا، وتقدمت الحمارة منها ورفعت رأسها وقالت: لن أدخر جهدا أنا وقبيلي من ورائي لتقديم العون لك ولراية الحب البيضاء! وقالت ماريا: كلنا معك يا جوليا، وانحدرت دمعتان من عينيّ سارّة وحضنت جوليا وحضنتنا كلنا فردا فردا... وتمتمت: أشكرك يا ربة الحب المبتهج أن أنعمت عليّ بالأمن بعد الخوف والسلام بعد النار والحياة بدل الموت والعزة بعد الذل والمنعة بعد الضياع والأهل بعد الهجر والنصر بعد الخذلان والنور بعد الظلمة والبهجة بعد الكآبة والحرية بعد الاستعباد والتفاؤل بعد القنوط والرواء بعد الظمأ والشبع بعد الجوع والصحة بعد السقم والاستمتاع بعد العذابات والإخصاب بعد الجدب ولامست راحتُها بطنها وهمست: حياة البهجة فلتكن دائما حياتك يا جنيني!
تحمل جوليا بطاقة هوية إسرائيلية تخولها حرية العمل الدعوي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي! قالت لسارّة: ستكوني ذراعي الأيمن! سارّة تحمل بطاقة هوية إسرائيلية أيضا! أنا وبهيجة بدون بطاقات هوية، وماريا تحمل هوية إسرائيلية ملغاة، والحمارة والطفلان لا حاجة بهم إلى اعتراف من أية سلطة أرضية، وتحمل الأجنة الأربعة شهادات ميلاد رحمية! أنا وماريا وبهيجة والحمارة والطفلان فارون من مطاردة مشتركة بين سلطة الأمن الإسرائيلي غاصبة وطننا، وسلطة تغتصب سلطة الله وحقنا في الحرية وتتهمنا بالتجديف والفسوق والزندقة!
في اليوم التالي، نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلي إعلانا مدفوع الثمن مذيلا بتوقيع جوليا سارّة، يدعو إلى كلمة سواء بين الناس أجمعين ألا نؤمن إلا بالله ربّا للخلق أجمعين واحدا لا شريك له وبحق الإنسان وكل خلق سواه في السلام والعدل والحرية المبتهجة والاستمتاع والكرامة والحب في النور!
وتحت شمس الضحى الربيعي وفي أريج أزهار يعبق بها فناء جوليا الفسيح البهيج، وأنا مخمور برائحة أنثوية فائرة غامرة عارمة هادرة، التفّت نسائي الأربعة حولي باسمات المحيا عاريات النهود الشامخاتِ على صدورهن وفي قلبي وفي قلوبهن تنبض أرحامهن بأبنائي... تمايلين واستدرن وأطلقن تأوهات العاشقات وأرخين جفونهن وشفاههن وشعورهن ومددن أذرعهن وأملن خصورهن وثنين جذوعهن وهززن أردافهن وقلن معا بغنج سافر ساحر: هيت لك ولبيك يا بهجة الحب لبيك... اشتعل الجمر في رأسي وتدفق الدم وانتصب خمري وصعدتُ السلّم قفزا ولحقتني جوليا جذلى وارتمينا تحت السماء المفتوحة بنا علينا وارتقينا مجدولَين بروح واحدة إلى فوقنا! وارتمت ماريا بيننا وارتقينا نحن الثلاثة ثم ارتقينا أنا وبهيجة وأنا وسارّة معنا ماريا وجوليا أيضا... وأخذنا النوم ونحن وحدة جسدية متقدة وأرواحا نورانية حرة محبة مبتهجة متعانقة!
- نبني معا يا خليلاتي ونرتقي!
- في الصحو والنوم معا يا أبانا الذي معنا!
- في السراء والضراء معا يا حبيباتي وأمهات أبنائيَ وجدات أحفادي!
- وأنا وطفلاي وقبيلي معكم!
جوليا عربية درزية، ويقع بيتها وسط بيوت عربية وإسرائيلية، ويجاورها من الجنوب عجوز أصلع الرأس حليق الشارب، ذو لحية ملطخة بصبغة حناء، تترنح فوق أنفاس مخنوقة؛ ومن الشِمال شاب أعزب طويل القامة محني الظهر أوروبي السحنة، ذو ضفائر تتدلى أمام أذنيه الكبيرتين المفلطحتين العجفاوين... وكان الاثنان واقفين على سطحي منزليهما، يتلصصان علينا ونحن نؤدي صلاة الحب أنا ونسوتي الأربعة!
دق جرس الباب الخارجي... هبطت جوليا وهي لا تزال حرة من الثياب، وقفزت الحمارة وطفلاها، من فوق إلى أرض الشارع المطل عليه بيت ضيافتنا، وسمعتُ جوليا تصرخ في وجهي الجارين: انصرفا أيها الوقحان القبيحان! تجاذباها وحصراها بينهما واحد من الأمام والآخر من الخلف؛ نهقت الحمارة وقفز الطفلان فوق أكتاف البغاة وعصرا رأسيهما بأكفهما عصرا ضاغطا عنيفا وعضّا آذانهما فصرخا وانحلت قبضة أذرعهما حول جوليا ثم رفستهما الحمارة بأربعتها في عجيزتيهما وخِصيتهما...سقط الباغيان على وجهيهما يئنان ويصرخان ويتخبطان، وسحبهما الطفلان كلا إلى عتبة منزله...
- ماذا يريدان؟!
- راوداني عن نفسي!
- رجلا دين عاهران ملعونان!
- منافقان هزيلان!
- تاجرا دين رخيصان!
- رفقا خليلات قلبي، رفقا... ارفعي يا حمارة راية الحب البيضاء فوق منزليهما...
- الحق إني عطفتُ عليهما، وسالت دموعي من أجلهما، وتمتمت في سري: لا ينبغي لي أن أكسر خاطريهما؛ لكن الطفلان انتزعاني من مشاعري قبل أن أطفئ نارا كانت تتأجج حولي وتحرق ضاغطيّ بدني بينهما!
- قلبك ينبوع حنان لا ينضب يا الحبيبة الأثيرة يا جوليا...
- الحب حنان يتدفق!
- خشينا أنا وطفلاي أن يجهضا حملك بهمجيتهما!
- محرومان!
- بائسان!
- مقهوران!
- معذوران!
- الاستمتاع حق مشروع مشاع!
- أعطى الله كلا منا آلة ليستخدمها لا ليقتلها!
- اخَوانا هما منا ولنا!
- نحن محبون ولسنا معذبين!
- ونبشر العالمين بالحياة في نعيم!
- لا بالموت والجحيم!
- افعلي ما أمرتك به يا أم هابيلة وهابيل!
في المساء، حل الجاران في فضاء جوليا، ضيفين حليقين وسيمين رقيقين مهذبين باسمي المحيا! تسامرنا بعض الوقت وقدمت جوليا لهما الماء الزلال والشاي الأخضر بالنعناع وأطايب الفاكهة والمكسرات والقهوة بحب الهال، وأهدتهما عطرا مستخلصا من أزهار حديقتها، ثم استاذنا للانصراف وانحنيا وقبّلا ظهور أكفّ النساء ووجنات الطفلين وداعبت أناملهما شعر عنق الحمارة وربّتا على ظهرها وقبّلاه، وعانقاني بحرارة، وانسحبا بوقار لم يديرا لنا ظهريهما ولوّحا لنا بأياديهم الأربعة ولوحنا لهما بأيادينا وهزت الحمارة ذيلها، حتى غابا عن نواظرنا... وكان الجيران من كل نحو في شرفاتهم وفوق سطوح منازلهم، يشاهدوننا ويبتسمون ويحنون رؤوسهم ويطيّرون القبلات ويرمون الورود والشوكولاتة حولنا...
- كسبنا جولتنا الأولى يا جوليا...
- الحب هو الفائز دائما...
- المجد للحب...
- المجد للمحبين العاملين...
- المجد للحكمة الواعية المحبة المبتهجة...
- المجد لراية الحب البيضاء وقلبها البلّوري النابض بالحياة...
- المجد للإنسان هنا والآن وعلى امتداد المكان والآتي من الزمان...
- المجد للحرية المبتهجة بالسلام...
- المجد لنا في علوّنا ونقاء قلوبنا وصفاء نفوسنا ونور عقولنا وطهارة أيادينا...
- المجد للحنان يا فضاء الحنان والعطر الفوّاح يا البريئة الحرة الشريفة الكريمة المليكة فوق عرشنا الواسع الشاهق يا حبنا الأبيض الساطع الخالد يا جوليا...
قال هابيل: سيغدو بيت جوليا منتدى يتردد إليه أهل يافا وتل أبيب، أطفالا ونساءًا ورجالا ومتدينين وملحدين وعلمانيين وساسة واقتصاديين وصحافيين وكتّابا وأدباءأ وفنانين وأكاديميين وناشطين مدنيين بيضا وسمرا وسودا محبين مبتهجين متفائلين وعابسين بائسين متشائمين ميسورين ومعوزين راضين وساخطين ومقيمين وعابرين... أبواب منتدى جوليا مفتوحة لا تغلق... وآفاقها مفتوحة لا حدود لها...
- هنا جنّة الحرية المبتهجة بنورانية الحب العالي...
- هنا مملكة الإنسان...
- هنا السلام حيّا ساطعا مطلقا كريما عادلا مشاعا...
قالت هابيلة: ثم سيتسع المدى، ويصير منتدى جوليا منارا يأتيه الناس من كل كنعان...
- أرض كنعان وطن الإنسان والحرية...
قالت الحمارة: وسوف يتسع ويتسع، وسيكون قبلة الناس أجمعين...
- أرض كنعان وطن حر مفتوح للناس أجمعين...
بعد منتصف الليل، كنت استلقي على أرجوحتي بين أزهار جوليا، دخلت فتاة سمراء البشرة، مجعدة الشعر فطساء الأنف نحيفة الجسم خلابة الرائحة... كانت تترنح... ارتمت على ارجوحة قريبة من أرجوحتي، مدت ذراعها نحوي، لمستُ ظهر كفها، ناعم كالحرير... غابت في نوم عميق حتى أيقظتها بلابل الصباح؛ انتفضت وتساءلت بارتباك: أين أنا؟!
- من أين أنتِ أيتها الكريمة؟!
- مهاجرة من أثيوبيا!
- يهودية!
- ادعيتُ أني ابنة امرأة يهودية!
- ما اسمك؟
- كوثر!
- مسلمة؟!
- أبي مسلم وأمي مسيحية!
- وأنت؟!
- لا اشغل نفسي بالأمر!
أقبلت جوليا مبتسمة المحيا وقالت مازحة: إنا أعطيناك الكوثر؛ أضافت: اصعدا إلى المرقاة، سأعدّ لكما إفطاركما أيها العروسان! شفتا كوثر ممتلئتان ومكورتان وبارزتان؛ إليتاها ممتلئتان ومكورتان وبارزتان أيضا... خلعت ملابسها... سبحانك ربي ما أجمل ما صنعت؛ تمثال من شوكولاتة الكاكاو يتماوج بين أربعتي، لا يذوب تحت لساني وأنا أذوب وأسْكر؛ نهض ما تبقى مني وركع وسجد وصلى ورتّل: ربتي إني عرفتك في جمال ما أبدعتَ فلا تحرميني من حبي لك وحب ما أبدعِتِ يا بهجة حريتي يا السلام!
غبتُ منذ صعدت أنا وكوثر، عما كان يجري حولي... كانت سيارة شرطة إسرائيلية، قد حملت جوليا إلى مقر الشرطة الرئيسي في تل أبيب:
- أنتِ تأوي في بيتك جماعة تهدد أمن إسرائيل!
- كلا!
- لدينا أدلة دامغة!
- كلها مزورة!
- سنحيلك إلى القضاء، وهو يبت في أمرك!
- لا شرعية لك أيها الضابط المخدوع ولا شرعية لقضاء دولة غاصبة!
- إيواء كنعانيين من غزة مطلوبين للأمن الإسرائيلي جريمة يعاقب عليها القانون الإسرائيلي عقابا قاسيا!
- تهديدك لا يخيفني أيها الضال!
- سأصدر الآن أمرا بتحويلك إلى النيابة العامة، وسأرسل قوة للقبض على عشيقك الماجن وعلى ماريا وبهيجة!
- وسارّة؟!
- سأسلمها لعشيرتها!
- خسئت؛ ستحصد الخيبة!
تلقى الضابط المحقق اتصالا هاتفيا:
- تفضل!
- افرج عن جوليا فورا!
- لكنها مجرمة وتأوي مجرمين!
- نفّذ؛ الأمر صدر من المستوى السياسي!
- هذا انتهاك للقانون ويُفقد الجهاز الأمني هيبته!
- يرتكز أمن إسرائيل على افتراق العرب؛ أسأل جوليا عن طائفتها وستعرف السبب الكامن وراء الأمر بإخلاء سبيلها!
- من أية طائفة أنت أيتها السيدة جوليا؟!
- من طائفة راية الحب البيضاء!
- أقصد يا سيدتي: من أية طائفة عربية في إسرائيل أنت؟!
- أنا من شعب كنعان، صاحب الحق الشرعي في كل أرض كنعان!
- هالو.. من أية طائفة هي؟!
- من طائفة الدروز!
- لماذا تخفين عني طائفتك؟!
- الدروز عرب أقحاح وكنعانيون شرفاء كرام!
- تستطيعي العودة الآن؛ أما المطلوبون لنا المقيمون عندك، فسأرسل قوة لاعتقالهم؛ أرجو أن تتحلي بالحكمة وتتعاوني معنا!
- لن يمسهم سوء؛ ستحفظهم راية الحب البيضاء وقلبها البلّوري النابض!
مع انتهاء جوليا من حديثها، حوّمت طائرة مروحية فوقنا، وحاصرتنا قوة من الشرطة مدعومة بآليات عسكرية، وصاح مكبر صوت: سلّموا أنفسكم، ولا تحاولوا الهرب! وأردف الصوت الغاصب المتوحش المرتعش: إذا لم تسلموا أنفسكم بهدوء، فسنقتحم البيت ونقبض عليكم جميعا، أما إذا قاومتم بأسلحة تخفونها فسندك المكان بالقنابل المدمرة! وعلى الفور، وعلى مرأى من البغاة، حملتني الحمارة أنا وماريا وكوثر على ظهرها، وحملت هابيلة سارّةَ وحمل هابيل بهيجةَ وحلّقنا في فضاء الحب المفتوح...
هتفت جوليا: الحب ينتصر! وهتفت أزهار حديقتها: العدوان يندحر!
وألقى صبية يافا ونساؤها ورجالها ومعهم نفر من صبية ونساء ورجال تل ابيب، الحجارة على المروحية والآليات العسكرية وسيارات الشرطة وهي تولي الدبر وتضرط من مؤخراتها...
وظلت راية الحب البيضاء ترفرف شامخة وارتقى في السماوات نورها وازداد سطوعا وابتهاجا وحرية!
وعدنا من فوق البحر البعيد إلى فوق بيت الحب وتعرّت جوليا وأسدلت شعرها الناعم على كتفيها وظهرها وتدلّى فغطى نصف ردفيها وتعرينا أنا وماريا وبهيجة وسارّة والطفلان كانا دائما عاريين واصطففنا والحمارة خلفنا تحمي ظهورنا وجوليا أمامنا وجهها إلينا وأُوحِيَ إلى جوليا إنك أنتِ الإمام وأنا راية الحب البيضاء ربتكم فهيا فصلِّوا في قلوبكم صلاة نور بهجة حب وحرية... ومنذ البدء وفيما تلا، تنزّل الوحيَ على جوليا واعية مسموعا واضحا مكتوبا على صحف محفوظة في النور لا تُمحى وتظل جديدة فيها حياة ونعيم لا ممات وجحيم لا تأكلها دابة ولا تنقضها المتغيرات الحادثات ولا تناقض الكونيات الروحيات الطبيعيات والحاجات...
- أين كوثر؟!
- ترفض الصلاة معنا!
- لماذا؟!
- تتهمنا بالتحيز ضد اللون الأسود!
- ماذا تعني؟!
- تقول إن تاريخ الأديان العربي خال من نبية أو نبي لوّن الله بالسواد جلده!
- اسألي ربتك يا جوليا: لماذا لم تبعث الآلهة العربية أنبياء سود الجلود!
- أجيبي يا ربتي!
- لأنهم بيض القلوب!
- ولكن ها كوثر ترنو لنبوة!
- كوني يا كوثر نبية!
وأُوْحِيَ إليّ: إنّا أعطيناك وأهلك الكوثر فصلّوا مع جوليا الإمام وكوثر النبية... وأُوْحِيَ إلى كوثر ما أُوْحيَ إلى جوليا:
في سرَّك و/أو جهْرك صلِّ صلاة المحب المبتهج.. قل/قولي: يا حبّي وبهجتي، أنت ربِّتي أنت كنزي الثمين لا ينفد خيرك ولا يغادر.. نعمتي أنت يا حب يا بهجة.. أشكرك ربتي على نعمتك على خلقك أجمعين.. تنعمين أنت كل حين وتزيدي كلما حان جديد.. أنت حرية النور والحب المبتهج ومن طبع حرية النور الحب المبتهج أن ينعم ويزيد!
خفضنا رؤوسنا ثم رفعناها فرتّلت كوثر بصوت عذب حنون وصدرها يرنو شامخا إلينا وعيوننا تغازله وخصرها اللدن الرهيف يتماوج فوق حوضها المشع الفسيح وأريج جسمها الغض عبق خمر معتق يملأ صدورنا ويرقّص قلوبنا:
بنور حب مبتهج حر يملأ وعيك وشعورك قلْ وقولي: هبيني والخلقَ أجمعين، حبا أنت خلقتني به والخلقَ أجمعين، وهبيني بهجة أنت بها خلقتني ولها أنا والخلق أجمعين.. يا حبي وبهجتي أنا والخلق أجمعين، أنت حريتي ومجدي أنا والخلق أجمعين.. هبيني صبرا على من ضلّ عن طريقك طريق النور والحرية والحب والبهجة والسلام والعدل لي، وللخلق أجمعين..
ورتّلت جوليا:
أنت يا حبي وبهجتي وحريتي ومجدي ربَّة الحُلم والحِلم إليك أبرأ من كل سخط فهبيني الصبر على كل أذى وشيطان رجيم...
تقدمت سارّة خطوة وحدقت في الهواء ورفعت كفيها ودعت:
وهبيني أنا والخلق أجمعين مجد المحبين المبتهجين أحرار القلوب المضيئين...
أجهشت بالبكاء وتمتمت:
عتت ريح قومي وتجبرت وأظلمت قلوبهم وتحجرت وقست أياديهم وأدمت طهارتي ورجمت عفتي فاغفري ربتي لأمي وأبي وإخوتي وكل عشيرتي واهديهم إليك ثم رديني إليهم رد سالم إلى سالمين...
ثم رفعت صوتها ورتلت بنبرة أسيانة ولكن بثقة:
أنت لي وللخلق أجمعين سند ومدد... بحبي وبهجتي ونوري وحريتي أنت سند مدد إذا الأرض أقفرت واكفهرت الأيام وأرّقتني الليالي وأظلمت سمائي أنت نوري أنت خزائن الخير أنت بطبعك لا تغلقي أبواب خزائن خيرك فانعِمي عليّ بكل خير يا من لا ينضب خيرك، أنا والخلق أجمعين...
قالت ماريا بصوت خاشع وقلب مبتهج:
خير الخير أنت يا ربة بهجتنا ونور عقلي وحريتي وبهجة قلبي والحب منك ولك والخلق ومنهم أجمعين... فهبينا خيرَ الخير وهبي الخيرَ كله لي أنا وللخلق أجمعين...
قالت جوليا:
أُوحِيَ إليّ أن صلّوا فرادى وجمعا دَوْما يا بنات وابناء أمي وأبي وفرادى وجمعا، دَوْما انطلقوا... بقلوبٍ وعقولٍ نورانية حرة مبتهجة محبة منفتحةٍ طاهرةٍ متفوقةٍ مثابرة صابرة انطلقوا... في دروب الحياة انطلقوا.. اطلبوا الخير فربّة الخير أودعت كنوز الخير في حبّكم وبهجتكم وانطلاقة أرواحكم وعقولكم وسواعدكم وارجلكم.. ربّة الخير أودعت كنوز الخير في قلوبكم وعقولكم وسلَّمتكم بأياديكم مفاتيحها.. بالحب والبهجة والعقل وكرامتكم افتحوا بأياديكم خزائن الخير التي فيكم وحولكم هي لكم جمعا وفرادى هي لكم...
قالت كوثر بمحيا منتش منير باسم:
ربّة النور الذي فيكم وبكم وحولكم بالبهجة والحب تناديكم في العتمة وفي الضياء: انطلق/ي يا الحرّ/ة الكريم/ة بالبهجة والحب والحكمة، أكون أنا الأكوان كلها لك ومعك...
رفعت راسها وراحتيها المكتنزتين وأطلقت نظراتها وتابعت بصوتها الرخيم:
أيها الإنسان... فيك نور يمده نورك الأبدي... وفي الزمان ظلام يعدو عليك ويقسو ويغلق الأبواب خارجك، يسعى لخنقك وموتك فلا تطْوِ/ي شراعك في البحر الصاخب اللّجيّ وافتح/ي كنز الكنوز فيك وابتهج... بهجة حب ابتهج واصبر/ي صبر العاليات العالين وأحبب/ي حياتك وصلِّ/ي لربتك ربِّة الخير كله، صلاة الحبّ والبهجة... بقلبك حاضرا في نورك الأبدي صلّ/ي صلاتك وفي النور انطلق/ي مقبلا/لة على الحياة لا مدبرا/ة... الشيطان يريدك مدبرا/ة فاقبِل/ي على الحياة مؤمنا/ة بالحياة محبا/ة مبتهجا/ة؛ تُقبل عليك الحياة محبة لك وبك مبتهجة...
قالت بهيجة:
تمسكوا بالحكمة... وداوواِ الداء بسيد الدواء: بهجة الحب جوهرة الحكمة سيدة الدواء! حكمة النور عروتنا الوثقى... تمسّكوا بالعروة الوثقى يهديكم النور الذي فيكم وحولكم للطريق القويم...
قالت سارّة مطمئنة النفس:
كنوز الخير لها طريق... حب النور طريقنا إليها... الشياطين الجاهلة الظالمة الجائرة تقف لنا بالمرصاد على الأبواب... فلا تحزنوا أيها الأحرار، أنتم الأعلون أنتم الأكرمون... بالنور الذي فيكم، ببهجة حبكم بحكمتكم أنتم الأعلون الأكرمون... أنتم الماجدون فلا تهنوا ولا تحزنوا...
وقالت جوليا:
أُوحيَ إليّ أن أعطِ/ي البابَ الموصد ظهرَك... ببهجة الحب أعطِ/ي الباب الموصد ظهرك... ابتسم/ي من قلبك للشياطين بحب وبهجة وصلِّ/ي لربتك فاسأليها الهدى للخير لك وللأكوان كلها وبالإيمان الحكيم الراسخ القوي انطلق/ي...
قالت كوثر:
أُوْحِيَ إليّ أن اصبر/ي صبرك الجميل العميق واسترخٍ/ي وابتهج/ي واحبب/ي حياتك أنت احبب/ي الحياة كلها واستنشق/ي هواء نقيا ببهجة بعمق ببطءٍ وتأنّ وازفر/ي ببهجة بعمق ببطءٍ ثماني مرات جدِّد/ي هواء صدرك وانهض/ي بحب مبتهج وانطلق/ي... بحكمة البهجة والحب انطلق/ي تأتيك كنوز الخير والطيبات المباركات...
ابتسمت ماريا وأشرقت بالنور البهيج عيناها ووجهاها ودفعت نهديها للأمام وقالت بصوتها الساحر:
بهجة الحب هي خير الخير وأطيب الطيبات وابرك البركات... بهجة الحب هي أصفى الخير وهي الخير فوق كل خير... واصعد/ي منك إلى فوقك بطلب الفوق وصلِّ/ي دائما صلاة التطهر والتفوق والتحقق بالبهجة والحب والحكمة والنور والحرية...
صاح شاب من شرفة تطل علينا:
فرادى وجمعا دَوْما صلّوا... ربِّ أنتَ النور الذي به كنت وأكون...
صاحت فتاة عارية الصدر تقف في أعلى شرفة تطل علينا:
ربّتي أنت تفوقِّي وتحققي... أحبكِ وأبتهج بحبك أنتِ حريتي وأنا فهبيني وهبي الخلق أجمعين إخوتي قوة حبٍّ وبهجة ننهض بها وننطلق... بك يا بهجة الحب التي تقوى بها روحي، أنا أنهض... وفي دروب مجدي أنا أنطلق...
تكلمت الحمارة بوقار فقالت:
بإرادة الحياة والخير أنا أنهض... وانطلق...
وقلنا جميعا وقال مَن حولَنا نساءا ورجالا وأطفالا:
تقبّلي ربِّتنا/ربنا صلاتنا والخلق أجمعين...
قالت راية الحب البيضاء: تقبلتها فاقبلوا أنتن/م قبولي... ابتهجوا تحابّوا تراحموا اصنعوا سلاما في قلوبكم بعقولكم بأيديكم... اصنعوا مجدكم وخلودكم قبل مماتكم أنا حياتكم...
قال الطفلان بوجهين متوهجين مغتبطين وصوت ملائكي رنيم:
صلوا قياما وقعودا وعلى جنوبكم... لربتنا/لربنا المثلِ الأعلى صلّوا... لكَ ربتنا/ربَّنا الطيباتُ المباركاتُ ولنا ولك المجدُ ولنا... فتقبَّل/ي منّا حبنا وبارك/ي بهجتنا... يا ربتنا ياربنا يا نورنا يا بهجة حبنا وحريتنا... يا عدل يا سلام...
انحنينا معنا مَن حولَنا وقلنا بخشوع المؤمنين الشاكرين بصوت واحد وراحات أكفنا اليمنى على قلوبنا وأقدامنا اليسرى عارية أمامنا:
آمين... آمين...!
وتعانقنا بقلوب منيرة محبة مبتهجة متفتحة الأزهار مطمئنة راضية تنعم بالوئام والسلام والحرية... ولوّحت الأيادي لنا... ولوّحت أيادينا لمن حولَنا من إنس وطير ودابة وشجر... وعاد موج البحر يهدر...

*اطلب/ي الرواية كاملة من المؤلف بالاتصال على واتساب 972592588528+



#حسن_ميّ_النوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا ( ...
- محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا ( ...
- محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا ( ...
- محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا ( ...
- محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا ( ...
- محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا ( ...
- المبادرة الكنعانية: بيان الإطلاق - مفتوح للحوار قابل للتعديل ...
- أَنا هُداكُنَّ أُخَيَّاتيْ فَاتَّبِعْنَنِيْ
- قرآن القرآن | تفسير (المغضوب عليهم) و(الضالين) في سورة الفات ...
- كنعان وطن واحد مفتوح لعاشقيه من الناس أجمعين
- طِبّ الرَّبَّة البَهْجة
- يعترينا حياء من الفعل الجنسي.. لماذا؟
- حكاية ابنِ المصلوبةِ أُمِّه
- رواية هدى والتينة (22)
- رواية: هدى والتينة (21)
- رواية: هدى والتينة (20)
- رواية: هدى والتينة (19)
- رواية: هدى والتينة (18)
- رواية: هدى والتينة (17)
- هدى والتينة (16)


المزيد.....




- المغني الإيطالي آل بانو: مشتاق لروسيا
- القضاء يرفض إلغاء إدانة ترامب بقضية الممثلة الإباحية
- القضاء يصدر حكمه بشأن إدانة ترامب في قضية الممثلة الإباحية
- مؤسسة سلطان العويس تعلن عن برنامج احتفاليتها بمئويته
- وزير الخارجية الإيطالي يأمل بترجمة العلامات الإيجابية الأولى ...
- تونس تودّع الممثل القدير فتحي الهداوي
- -أشكودرا- الألبانية.. لؤلؤة البلقان الطبيعية ومنارتها الثقاف ...
- الفنان السوري جمال سليمان يكشف عن عمل درامي يتناول كواليس -س ...
- كاتب إسرائيلي: احتلال القنيطرة مسرحية لا تمحو فشل 7 أكتوبر
- كاتب إسرائيلي: احتلال القنيطرة مسرحية لا تمحو فشل 7 أكتوبر


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن ميّ النوراني - محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا (7)