أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد فجر سلوم - هل أصبح خيار الصِفر التركي -صِفرا - ؟















المزيد.....


هل أصبح خيار الصِفر التركي -صِفرا - ؟


عبد الحميد فجر سلوم
كاتب ووزير مفوض دبلوماسي سابق/ نُشِرَ لي سابقا ما يقرب من ألف مقال في صحف عديدة

(Abdul-hamid Fajr Salloum)


الحوار المتمدن-العدد: 8182 - 2024 / 12 / 5 - 11:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بداية أودُّ التنويه أن هذا المقال نُشِرَ في 15 / 11 / 2011 في أكثر من صحيفة. أي قبل 13 عاما. وقصدتُ إعادة نشرهِ اليوم لِما يحتويه من معلومات توضِّح خلفية السياسة التركية، والنوايا التركية إزاء سورية. وفيما يلي المقال:
عندما تولى الأكاديمي أحمد داوود أوغلو في أيار 2009 حقيبة الخارجية التركية خلفاً لمواطِنه علي باباجان وصفَهُ دبلوماسيْ تُركي "عتيق" بأنه الرجل القادر على "تعبئة النبيذ القديم في زجاجات جديدة " .
فأحمد داوود أوغلو سبق وأكّد في كتابه (العُمق الاستراتيجي Strategic Depth ) الصاد عام 2001 أن تركيا قد أصبحت بلداً مفتاحاً في المنطقة وأنها خدمت كقاعدة متقدمة لحلف الناتو خلال الحرب الباردة واستخدامها اليوم لموقعها الجيو- استراتيجي، والجيو- بولتيكي وخاصة في الشرق الأوسط سوف يجعل منها لاعباً عالمياً.
إذاً تركيا بمعنى آخرا تبحث عن دور لها بعد الحرب الباردة وهو يقترح السُبُل للعب هذا الدور.
هذه النظرية تُناقض النظرة القديمة التي سادت لزمنٍ لدى الساسة الأتراك الذين اعتبروا موقع تركيا الجغرافي وتاريخها هما المشكلة الكبرى.
ولكن ربما من يقولون حاليا: أننا نعيش في أضعف جزء من العالم مُحَاصَرين دوما بكافة أشكال الصراعات، غير أننا نرى اليوم موقعنا الإستراتيجي حسابا استراتيجيا.
وفي حفل تنصيبه كوزير للخارجية التركية صرّح أوغلو: أن السياسة الخارجية لتركيا قد تغيرت من (التوجُّه نحو الأزمة Crisis-Oriented) إلى الرؤية ( Vision) وأنّ لدى تركيا حالياً (رؤية سياسة خارجية أقوى) إزاء الشرق الأوسط والبلقان ومنطقة جنوب القوقاز، وهي لم تعد تكتفي برد الفعل على الأزمات وإنما لَحظِها قبل اندلاعها والتدخُّل.
**
نظرية "العمق الاستراتيجي" لدى داوود أوغلو تقوم على أساسين: الموقع الجيو- استراتيجي، والعُمق التاريخي. ويعتقد أوغلو أن تركيا تتمتع بالعامِلَين. فموقعها يؤهلها للتأثير في المناطق الجيوــ بوليتيكية، وإرثها العثماني يؤهلها أيضاً لتكون إسلاميا القوة الإقليمية الأهم.
ويعتقد داوود أوغلو أن تركيا لا يجب أن تعتمد على لاعب واحد وإنما عليها أن تبحث حثيثاً عن سُبل لتُوازِن علاقاتها وتحالفاتها حتى تتمكن من المحافظة على استقلالها وتُشَكِّل ثقلاً على المسرح الإقليمي والعالمي وهذا ما يتطلب من تركيا (تصفير) خلافاتها مع محيطها الإقليمي وإيجاد حلول وتسويات لكل ذلك، واستعارَ تعبير ما يُعرف (خِيار الصِفر Zero Option ) وإطلاقهِ على هذه الحالة. وهو التعبير أو المُصطَلح الذي سبق وأُطلِقَ على الاقتراح الأمريكي في أوائل عهد الرئيس ريغان عام 1981 والقاضي بسحب كافة الصواريخ النووية المتوسطة المدى (السوفيتية والأمريكية) من أوروبا، ومن ثمّ تَوَسّع هذا المصطلح (خيار الصفر) ليشمل فكرة إزالة الأسلحة النووية في كل مكان.
ولكن وكما يُقال في المثل العامّي (حسابُ الحقل لم ينطبق على حساب البيدر) والتنظير في الكتب الأكاديمية والجامعية شيء والتطبيق الفعلي على أرض الواقع شيء آخر، فأحمد داوود أوغلو استخدم (خيار الصفر) بمعنى أكاديمي وسياسي وليس بمعنى رقمي حسابي، إلا أن هذا الخيار تحول إلى صفراً، بالمعنى السلبي والحساب الرقمي، أي سقط كلية على أرض الواقع وفي الممارسة الدبلوماسية والسياسة التركية في كل محيطها الإقليمي ولم يعد شيئاً، جرَّاء التدخل التركي السلبي في هذا المحيط .
**
فتركيا أوغلو وأردوغان، الطامحة لتسوية خلافاتها مع محيطها الإقليمي لم تكن بالأساس على استعداد للتنازل عن أي شيء يمس مصالح تركيا في كل محيطها الإقليمي وهي أرادت أن تُسَوّي هذه الخلافات على حساب الجيران الآخرين.
فليست على استعداد للتحدث حول اسكندرون السورية المغتصبة عام 1939 والتي أسموها (هاتاي)،
ولا عن (أرمينيا الغربية) التي كانت تشكل مع أرمينيا الشرقية (الحالية) جمهورية أرمينيا الأولى التي تأسست عام 1918 بعد الحرب العالمية الأولى، ولكن بعد استيلاء روسيا على أرمينيا عام 1920(وأصبحت جمهورية سوفييتية) تنازلت عنها لتركيا بموجب معاهدة "بريست ليتوفسك" في روسيا البيضاء، وفي إطار التسويات بعد الحرب العالمية الأولى، وأسموها (شرق الأناضول) وتُعادل ثلثي أراضي أرمينيا حاليا،
ولا تقديم أية تنازلات في قبرص أو في بحر إيجة أو لِجيرانها في الشمال وفي البلقان.
فما معنى خيار الصفر بعقيدة داوود أوغلو ؟.
إنه يعني ببساطة ترسيخ الوضع الحالي لتركيا مع كل محيطها الإقليمي والاعتراف لها رسميا بحدودها الحالية التي تضم ضمنها أراضي الغير، ونزع الاعتراف من هذا المحيط بهذا الواقع وذلك كله لمصلحة تركيا مقابل أن تقبل تركيا فقط علاقة حسن الجوار بما يرتدُّ عليها مكاسب اقتصادية وتجارية. ومن ثم البحث لتركيا عن الدور المفقود بعد الحرب الباردة عندما كانت تُشَكل خط الدفاع الأول عن الناتو في مواجهة الشيوعية السوفيتية.
**
خِيار أوغلو هذا لا يعني في جوهره سوى المُكر والخُبث والدهاء وعودة الهيمنة العثمانية الجديدة بلباس جديد وهذا امتدادٌ للتاريخ التركي المرير والذي تَبَدّل عبر التاريخ تحت أسماء متعددة من السلاجقة الأتراك وحتى العثمانيين الأتراك واليوم الأردوغانيين الأتراك تحت عنوان "العمق الإستراتيجي".
وكل ذلك حصل وما زال يحصل باسم الإسلام الذي تعاملوا معهُ بنظرة ضيِّقة، بعيدة عن التسامح مع أبناء الطوائف الأخرى، وهذا كان موضع انتقاد (الأزهر) لأفعال العثمانيين بعد المجازر التي ارتكبوها بحق أبناء تلك الطوائف المتنوعة. من ينسى شهداء 6 أيار في دمشق وبيروت؟.
وطبعا كان لا بد أيضا من بعض الإخراج والمسرحيات كتلك التي شاهدناها أحيانا إزاء الفلسطينيين وهذه ضرورة لكسب المصداقية أولا، ورفع يافطة الشعارات البرَّاقة والجذَّابة.
**
فجوهر النوايا والأطماع والهيمنة التركية لم يتغير وما يتغير هو فقط الجِلد الخارجي. وها نحن نشهد اليوم مرحلة جديدة وسعي تركي جديد للهيمنة على العالم العربي باسم الديمقراطية وتحت ستار وخديعة الانتماء الديني وتسخير القوى الدينية المعادية للفكر والتوجه القومي العربي (ضد أبناء دمها وجلدتها ) كجسرٍ لإعادة هذه الهيمنة، في الوقت الذي يشتد به التركي تعصبا لبني قومه ويرفض أن يتقدم عامل الدين على حساب الرابط القومي مع أي من الشعوب التي تنتمي للطورانية التركية، أي رابطة الأقوام التركية الثقافية والعرقية، وهي الرديف لرابطة العروبة لدى أمة العرب.
**
فهم يعيدون إنتاج التاريخ العثماني بقوالب وأوانٍ جديدة للهيمنة على العرب، تماما كما حصل في الماضي عندما استعمروا هذه الأمة أربعمائة عام باسم الدين، ناهبين ثرواتها ومستغلين كفاءاتها وقاتلين أبنائها في حروبهم التوسعية، ومُهَمِّشين العنصر العربي وساعين حتى للقضاء على اللغة العربية التي هي لغة القرآن الكريم وإحلال التركية مكانها والقتل على الهوية المذهبية وفرض كل أشكال الجهل والتخلف حتى باتت إلى يومنا هذا كلمة (عِصْمَلّي) تُطلَق في مجتمعاتنا العربية على كل عقل جامد ومُتَيبس ومنغلق ومحدود ومتخلف .. الخ.
والهدف الحقيقي لتركيا اليوم هو استثمار واستغلال هذا الوقت الضائع من تاريخ العرب والنفخ في الروح العثمانية التي فارقتها قبل حوالي قرن من الزمن بالتحالف بين الزعامة العربية في حينه وكل من فرنسا وبريطانيا ضد الأتراك.
والتركي، عضو الناتو، يثأر اليوم بالتحالف مع الفرنسي والبريطاني والأمريكي ضد العرب انطلاقا من مصالح متقاطعة ومتبادلة ومشتركة مبنية على قواعد جديدة مع هذه القوى الغربية وتقاسم الهيمنة والنفوذ والخيرات. فالغرب بحاجة للدور التركي باسم الدِّين في المنطقة، وتركيا بحاجة للغرب كي يقبلها كجزءٍ من العالم الغربي في الاتحاد الأوروبي، ويُوكِل لها دورا تلعبه بثوب جديد وجِلد جديد وتبادُل المصالح والمنافع على حساب كل الشعوب العربية.
**
وعندما يقف احمد داوود أوغلو أمام نُخبة من الكُتّاب الأتراك ليلة 8 / 10 / 2011 ويرمي بنفسه بقوة في الحضن الغربي، لعَلّهُم يتلقفوه، فيُصرّح أن تركيا جزءاً من المعسكر الغربي فإنما هو يؤكد كل ما سلف ذكره وأن تركيا مازالت جاهزة لتشارك هذا الغرب أطماعه الاستعمارية، ولكنّ هذا الغرب الذي عانى كثيرا من الأتراك عبر التاريخ لا يريد تركيا جزءاً منه وهذا ما أوضحه الرئيس الفرنسي ساركوزي بشدة لدى زيارته لأرمينيا في 7 / 10 / 2011 عندما قال: إن تركيا لا تُعتبر جزءا من الإتحاد الأوروبي (أي من الغرب) مطالبا إياها بقوة أيضا للإقرار بماضيها والاعتراف بالمجزرة الأرمينية، مما خلق نوعا من التراشُق الدبلوماسي بين الطرفين، إذ ردّ داوود أوغلو قائلا : أنه على فرنسا أن تواجه ماضيها الاستعماري قبل إعطاء الدروس للآخرين عن كيفية مواجهة التاريخ.
وفي تعليق لأحدهم حول هذا التراشق قال: من المُضحك ذلك، فالطرفان يُشبهان من إشتَغَلتا بتلك "الصنعة" حتى شاب الرأس وعندما اختَلَفَتا بدأت كل منهما تتحدث عن عِفّتها مُتّهمة زميلتها بقلة الشرف.
فالطرفان تركيا وفرنسا ذات ماضٍ استعماري بغيض، وقد خرَقَتَا مع بعض معاهدة (سيفر للسلام Sevres ) المُوَقِعَتان عليها في 10 آب 1920 وتم بموجبها تحديد حدود تركيا، ثم بالتواطؤ بينهما تم توسيع حدود تركيا غربا خرقا لتلك الاتفاقية وضمِّ لواء اسكندرون وانطاكية السوريين بعد 19 عاما من تلك الاتفاقية، أي عام 1939 .
**
ولكن بالمقابل فهذا الغرب يقبل أن تكون تركيا قاعدة متقدمة له في المنطقة، ونصبَ الرادار الأطلسي المتعلق بالدرع الصاروخي في شرق أوروبا على أراضيها، ولا يُمانع أن تلعبَ تركيا بإشرافه وضمنَ ما يرسمهُ لها على الساحة العربية فقط، وتصريح أوغلو رسالة مفادها أن تركيا اليوم عادت لتلعب مع هذا الغرب الاستعماري دورا استعماريا جديدا بأساليب وطرق جديدة.
هذا رغم أن استطلاعا أجراه (مركز أبحاث بيو) ومقره واشنطن خَلُص الى أن نسبة 17% فقط من الشعب التركي تعتقد أن مستقبل تركيا في أوروبا بينما رأت 25% أن مستقبلها هو في الشرق الأوسط. وربما أن تركيا بهذه السياسة سَتَسْتَفِز الشرق، ولن تكون جزءا من الغرب.
**
ومن هنا يمكن القول أن "خيار الصفر" بالمعنى الذي طرحه داوود أوغلو قد سقط سياسيا ودبلوماسيا وإعلاميا وأكاديميا وأخلاقيا وأضحى صِفرا حسابيا بلا قيمة وذلك أمام انبعاث المشاعر العثمانية القومية المتعصبة والطامعة والُمغَلّفة بلبوس الدين. وبدل أن تصبح الخلافات صفرا فقد ارتفعت حرارتها إلى حد الغليان أحيانا.
فلِجهة العلاقة مع أرمينيا وقَّعت تركيا وأرمينيا في 10 / 10 / 2009 بروتوكولين في زيورخ برعاية سويسرا لتطبيع العلاقات وإقامة العلاقات الدبلوماسية إلا أن هذين البروتوكولين لم يشهدا النور ولم يتطبع شيء مع أرمينيا، بل ربما توترت الأمور أكثر.
وفي قبرص مازال كل شيء يراوح مكانه منذ احتلال قسمها الشمالي في تموز وآب 1974 ، بل أن التصعيد بلغ مرحلة جديدة مؤخراً عندما بدأت قبرص (الجنوب) أعمال الحفريات لاستكشاف الغاز والنفط من شرق المتوسط بمساهمة شركات أمريكية وإسرائيلية، فسارعت تركيا لتوقيع اتفاقية مع القسم الشمالي المحتل من قبرص للتنقيب المشترك عن المصادر الطبيعية (النفط والغاز) وزادت من بوارجها الحربية في شرق المتوسط .
أما مع اليونان فما زال النزاع قائماً حول السيادة على بحر إيجة، ولم يتم حتى الآن التوصل إلى أي اتفاق حول تحديد المياه الإقليمية والمجال الجوي الوطني والمناطق الاقتصادية الخالصة والاستفادة من الجرف القاري ومناطق الطيران التي يجب الإعلام عنها مسبقاً وحالة الجُزر اليونانية المنزوعة السلاح.
وكذلك مع العراق مازالت القوات التركية تتوغل عشرات الكيلومترات خرقاً للسيادة بذريعة ملاحقة المتمردين الأكراد ولم تُعِر أي اهتمام لكل الاحتجاجات والشكاوى العراقية.
ومع سورية وبعد أن وصلت العلاقات أوجها في فترةٍ ما والتَغَت حتى سِمات الدخول بين البلدين فقد أدّى التدخل التركي السافر والمتحيّز بقوة في الشأن الداخلي السوري إلى تراجع تلك العلاقات وَبَدَت كأنها عادت لمربعها الأول.
وحتى على الصعيد التركي الداخلي فلم تتصالح تركيا مع ذاتها وإعطاء أبناء الأعراق والمذاهب الأخرى حقوقهم، فهي ما زالت تنظر إلى هؤلاء، وعددهم يفوق نصف عدد مواطني تركيا، إلى أنهم جماعات لها خصائص ثقافية واجتماعية فقط ولكن لا يعترفون بها كمذاهب وقوميات لها حقوقها ويجب أن تمارسها بحرية وذلك في خرقٍ سافر أيضا للمادة 141 من معاهدة "سيفر" التي تعهدت تركيا بموجبها "بحماية حياة وحرية كل سكان تركيا دون تمييز للمولد والقومية والعِرق والدين وأن من حق الجميع الممارسات الحرة ، العامة والخاصة، لأية عقيدة ودين ومُعتقد".
وفي ذات المعاهدة في المادة 142 تم وصف القيادة التركية التي جاءت للسلطة منذ الأول من تشرين ثاني 1914 (أي منذ بداية الحرب العالمية الأولى) أنها نظام إرهابي ( Terrorist Regime ) ورموز ذاك النظام هم من يتغنى بإرثهم اليوم السيد داوود أوغلو، وأردوغان.
**
وما أود التأكيد عليه ختاما أن أمتنا العربية لا يمكن أن تقوم لها قائمة ما لم تتمسك بحبل القومية العربية وجوهرها العروبي، أسوة، على الأقل، بالأتراك والأمم الأوروبية وسواهم، وتؤمن بها كرابطة تتقدم على أية رابط آخر ديني أو مذهبي، كما الحال لدى كافة أمم الأرض. ولكنها العروبة الحضارية ذات البُعد الحضاري المتنور الذي يضمُّ في طيّاته، ويستوعب، كافة المكونات المتعددة على الأرض العربية دون أي تمييز.
فهناك من يتمسك بقوميته ويتعصب لها بشكل أعمى وتستنفرُ أمّته كلها إذا تعرض أحد أبنائها للخطر في أي مكان، ولكنه ينكر على العرب هذه الرابطة لأنه يعلم أنها ستجعل من العرب قوة لا يمكن قهرها، فيسعى بكل قواه لتنمية العصبيات الطائفية والمذهبية لدى العرب على حساب الرابط القومي وهذا أخطر تآمر على كينونة ومستقبل هذه الأمة.
ومن المؤلم والمحزن أن هناك من داخل هذه الأمة من يسير في هذا المشروع الثقافي والفكري الخطير ويساهم في تمزيق أمته خدمة لمصالح خصومها وأعدائها، والتاريخ لن يرحم هؤلاء سواء كانوا يتصرفون عن جهل أو عمد. فالإسلام قد يكونُ بُعدا من أبعاد العروبة وليس بديلا عنها، فليس كل العرب مسلمين.
وهناك أبعادٌ أخرى عديدة ولكن عندما تذوب الرابطة القومية لمصلحة الدين فهذا اعتداء على القومية وعلى الدين الذي رسوله عربي وقرآنه عربي، وكل هذا اعتراف بعروبة العرب، فبأي حق ننسف كل ذلك ونلغيه؟.



#عبد_الحميد_فجر_سلوم (هاشتاغ)       Abdul-hamid_Fajr_Salloum#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم يعقد المؤتمرات وإسرائيل ماضية في إجرامها
- الرئيس الأسد معه الحق في كل كلمة قالها في خطابه أمام القمة ا ...
- صح النوم يا عرب.. صح النوم يا مُحلّلين
- إنها حربٌ عالمية ثالثة ونتائجها سترسِمُ وجه العالم من جديد
- جرائم وإرهاب إسرائيل هي عقيدة توراتية
- التنافس بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري يُقسِّم الشعب الأمر ...
- إسرائيل وداعميها هم من يتحملون مسؤولية كل هذه الدماء
- لِمَ الاستغراب من خطاب نتنياهو؟ وماذا يعني الرئيس بوتين أن ا ...
- أخطر قرار إسرائيلي منذ قيام إسرائيل
- تركيا التائهة بين الشرق والغرب والمعتدية على سورية
- الناتو في ذكراه ال 75 يُدشِّن بداية حرب بارد/ ساخنة جديدة
- ما سِرُّ اندفاعة أردوغان للمصالحَة مع دمشق؟
- هل التحذير من حرب عالمية ثالثة هو في مكانهِ أم مُبالغٌ فيه؟
- هل ستتغير سياسات الاتحاد الأوروبي بعد انتخابات البرلمان الأو ...
- تعيين سفير سعودي في سورية
- المِزاج الأوروبي يتغير إزاء فلسطين فهل سيتغير المزاج الأمريك ...
- قمّة المنامة مع ذكرى النكبة واستمرار مسلسل العجز العربي
- معاداة السامية أم معاداة الجرائم الإسرائيلية؟
- الحلقة السادسة والأخيرة من موضوع الحصانة الدبلوماسية بعنوان: ...
- الحلقة الخامسة من موضوع الحصانة الدبلوماسية بعنوان: مصادر ال ...


المزيد.....




- جراح قديمة وطاقة جديدة في عاصمة الثورة السورية
- غيراسيموف: قلة التدريب بسبب العقوبات الأمريكية وراء انهيار ا ...
- دوجاريك: إسرائيل لا تزال ترفض توصيل المساعدات إلى شمال غزة
- أكثر من مليون قتيل وجريح.. الأركان الروسية تحصي خسائر كييف خ ...
- حزمة مساعدات عسكرية أمريكية لأوكرانيا بأكثر من مليار دولار ب ...
- زاخاروفا تعلق على إمكانية رفع -هيئة تحرير الشام- من قائمة ال ...
- شاهد.. شركة فضاء يابانية تلغي رحلة قمر صناعي بعد دقائق من ال ...
- مقتل شخصين على الأقل إثر اصطدام طائرة بمبنى شحن في هاواي
- نتنياهو يمثل أمام المحكمة من جديد بتهم فساد
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد فجر سلوم - هل أصبح خيار الصِفر التركي -صِفرا - ؟