|
قراءة تفاعلية بين فاطمة شاوتي والأستاذ ميلود فيروشة من خلال مقال حول الفلسفة
فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 8182 - 2024 / 12 / 5 - 09:28
المحور:
الادب والفن
وجهة نظر الأستاذ ميلود فيروشة في موقف الأستاذة فاطمة شاوتي من الفلسفة: أ_ مقال حول اليوم العالمي للاحتفال بالفلسفة :
قبل 10 سنوات كنت هناك يا هيباتيا!
ذاتَ ليْلةٍ فلْسفيّةٍ...
عودةُ الفلسفةِ ضرورةٌ حضاريةٌ :
يغازلني الفضاء الأزرق؛ يقدم من خلال ذاكرته ذاكرة فلسفة ماتزال تحفظ راهنيتها ؛لأن الزمن الآن زمن البحث عن أشكال مقاومة ذاتية؛لأننا نحيا موتنا الحضاري لغياب فكر نقدي يصنع آليات التأمل والتساؤل ؛ولعدم تفعيل بنيات موازية تعليمية وثقافية ؛تساهم في تأسيس وعي متحرر من أسلوب التكرار وإعادة إنتاج موروث يفتقد لعين ثلاثية الأبعاد؛ تمارس تعرية الطابوات والمسكوت عنه ؛في أفق تجديد وتصليب فكر يعاصر تطورات الذهنية التي لامست بعضا من ضوء الحداثة؛ لا على مستوى الخطاب؛ بل وعلى مستوى تطبيق هذا الخطاب، لتجاوز الفصام الفكري والازدواجية الثقافية؛ والاستلاب الماضوي من أجل رؤية استشرافية تحقق تطابقا بين الذات والآخر؛ ليكتشف لغز الحياة في عصر موت الإنسان... كل الشكر للذين يتابعون الشمس تشرق ويحضّون على عدم انطفائها... لهؤلاء تكون الفلسفة ضوء الطريق كي لاتتعثر الأقدام التي لاتتوقف عن السير حافية ؛ولاتتعتم الأعين عن رؤية قوس قزح....
نص في سنة 2014 في ليلة الاحتفال باليوم العالمي للفلسفة : اخترت تقاسمه معكم حين قدم لي المسيو مارك يده الزرقاء...
موْسمُ الْهجْرةِ إلَى الْأصولِ :
ألَمْ أقلْ لكم : إنّنا نحتاجُ دائما إلى صدمةِ الغربِ لِنصْحوَ...؟ ألمْ أقلْ لكم كمْ يلزمُنا من الوقتِ للعولمةِ و العنفِ كي نقفَ أمام الشمسِ... ؟ حلقت ليلة جمعة ١٢ ١١ ٢٠١٤ في فضاء المكتبة الوطنية بالرباط أكدال تحت سماء إسمها: " ليلة الفلاسفة" ابتداءً من السابعة ليلا نظموا لها حفلا و احتفالا... حملت سؤالي: لماذا الفلسفة الآن... ؟ لماذا نحتاج الفلسفة في هذا العصر... ؟ شكرًا للفكر الفرانكفوني الذي بادر شبابه إلى المجيء بكثافة إلى فضاء المعشوقة الملعونة المطرودة من الجنة، لأنها أم الأسئلة، والسؤال بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار... عانقت ليلا مضيئا و دخلت جنة الشيطان المقلق لراحة الأنبياء، و أمْنِ الإجابات النهائية... إنهاالفلسفة التي رفرفت هاربة من جنة الأجوبة إلى نعيم الأسئلة المقلقة، كأسئلة تطرد الوسواس الخناس الذي يجثم على صدورنا ضد خطر داهم هو خطر الزحف الداعشي.... الفلسفة الآن وليس بعد الآن شكرًا للمعهد الفرنسي الذي صالح بيننا و بين معشوقتنا المتمردة صوفيا، الفلسفة أضاءت مصابيحها كل المشاتل و الأوراش المفتوحة، فتطارح الشباب ذكورا وإناثا أسئلتهم المتعبة و المزمنة و المقلقة... إنهم المشّاؤون الجدد وإن بشكل تلقائي، يحملون همومهم في أروقة أدمغتهم المهووسة بقلق السؤال... لماذا الفلسفة الآن... ؟ إنها دعوة لاسترجاع هويتنا: العقل، الشك، النقد ، دعوة لخلخلة كل شيء: الثوابث، و المطلقات، و إنهاء عصر الأوثان و الأصنام. اِحملوا مطرقة نيتشه، واهْدمواالمسلمات و البديهيات. و احْملوا هما واحدا : الفلسفة حقنا جميعا ، الفلسفة ضرورة حضارية بامتياز. أيها العاشقون، و العاشقات ،مزقوا كل الصور النمطية من أجل جنون لذيذ، نتذوقه في معارج صوفية لتحقيق التوحد ووحدة الوجود... ! نحن و الفلسفة ،رهاننا الراهن . فتح الفرانكفونيون جرحنا ، شكرًاوألف شكر لهم ، فابحثوا داخل سراديب عقولنا، و متاحف ماضيناالذي لاينتهي عن حقيقة جديدة، تساعدنا على بناء ذات خلاقة ،تتوخى المعرفة بأدوات الفلسفة . وحدها الفلسفة قادرة على إنجاز مستقبلنا، فاعشقوا الحياة... ! الفلسفة ثقافةالحياة ضد ثقافة الموت التي نشرهادعاة الفكر الماضوي... شكرًا لصدمة الدواعش العابرة للقارات و القاتلة للحدود ، و التأشيرات ،لندخل فضاء الفكر والمعرفةمن أجل الدفاع عن حقنا في الثقافة، و أول شروط هذه الثقافة الفلسفة... كان مهرجانا بكل المقاييس،مهرجانا اكتشفت فيه أن معشوقتي هي الفلسفة، ولا شيء غير الفلسفة، الجمعية المغربيةللفلسفة، مراكز البحث و الدراسات، شبكة القراءة ، فضاءات المعرفة من كل نوع، عانقوا الفلسفة الآن...! وشجعوا على قراءتها...! اخلقوا شبكة خاصة للقراءة و المداومة على الفلسفة...! الفلسفة هويتي، الفلسفة وطني، الفلسفة ديني، صوفياكلمة السر العلنية ، فأهلا بك على طول السنة ياصوفيانا..! صوفيا/ تُمارس الشغب و الجنون، تنعش الذاكرة، تفتح العينين والآفاق، تُوتْر الأجواء، تُسْقط الأوهام، تصنع التوترات كلها مع الماضي و الحاضر من أجل المستقبل، تسائل المنظومات التربوية والأسرية، الإعلامية، النسائية، الثقافية، تفكك اللاشعور الفردي و الجمعي فلتمارسوا العري مع هذه العاشقة العملاقة في زمن الاقزام، و أشباه المثقفين،و الداعين إلى الحداثة وهم مجرد مدّعين ، و الأوصياء على العقول و المشاعر، أهلًا بك صوفيانا إلى سدرة المنتهى، يانبيّةً تعلن العصيان دوما من أجل الحقيقة،ولا شيء غير الحقيقة...! أهلًا بضجيجك في زمن الصمت و التصفيق و الإجماع. أهلًا أهلًا... طلع البدر علينا من تنيات.....
فاطمة شاوتي /المغرب
ب_ وجهة نظر الأستاذ ميلود فيروشة في مقال ل فاطمة شاوتي :
كم هو أساسي، أن نستعيد بعضا من آثارنا،خصوصا ورقة مهمة ،تتعلق بمحبة الحكمة، في زمن أضحت فيه التفاهة مسيطرة، في فضاءات متعددة. لذلك ودوما تستفزنا المبدعة فاطمةشاوتي وكأنها"هيباتيا" نستحضر من خلالها ،زمن الفلسفة كأفق للتفكير والمعرفة، وبديلا لما هو ضحل وساكن. هكذا علمنا الدرس الفلسفي ،كيف يمكننا دحض ماهو مغلف وجاهز ونمطي ومتفسخ.. لذلك فأهمية الفلسفة كطريقة وفن للعيش، لا مندوحة منها. هكذا سعت المبدعة فاطمة من خلال الإحتفاء بالفلسفة، ولايليق بيوم واحد أن يحتفى بها، بل يلزم أن تظل ساكنة بين جنباتنا، كي نسمو بتعلّاتها عبر هذا الوجود والموجودات أيضا. وعطفا عماسبق فالتفكير الفلسفي يقاوم كل أشكال الخنوع والإستبداد، وينتصر للقيم النبيلة والمبادئ الكونية المتعارف عليها. لذلك فكل إنتاجات المبدعة فاطمة لا تخلو من هذه المميزات، فهي تعتنق هذه الأساسيات وتعمل على إرسائها. مقال إشكالي والفلسفة لا تستقيم إلا بالإشكاليات ،لأنها ديدن البدايات.
ج _ رد فاطمة شاوتي على الأستاذ ميلود فيروشة :
ميلود فيروشة هي الفلسفة ولاشيء غيرها رغم هيمنة التكنولوجيا كعلم العصر الراهن، الذي رقْمن الإنسان ليخرج من استعباد الطبيعة إلى استعباد الإنسان، ليصل درجة أقصى وأقسى في الاستعباد حين يحوله العلم رغم إيجابياته المتعددة التي لايمكن إنكارها من كائن ذي كينونة واقعية مادية، بل وواعية أيضا بماهيتها وبماهيات الآخرين إلى كينونة افتراضية رقمية مستلبة عوْلميا وسيبرانيا ، لكنه وضعنا في دوامة أخرى من لعبة العبودية التكنولوجية الرقمية العولمية كإرهاب معاصر، يجد العرب أنفسهم داخل الماكينة الرقمية مجرد قطيع، يستهلك ويُستلَب لدرجة انه صار لايستطيع الاستغناء عن الأنترنت، حتى وهو يجتاز الشارع وهو يجلس مع صديق في مقهى وهو داخل العائلة.. إنه عصر الفردانية المتوحشة جدا أفقدته قيمه الإنسانية؛ وجعلته الإنسان الروبوت المرقمن؛ لايتعلم بالرقمنة بل صار عبدا لها وصار مستلبا بشكل خطير، منذ ولادة الطفل يرقن بأصابعه على محمول أبويه، كأنه يرضع حليب عبودية معاصرة ستقتل ماتبقى من الإنسان... عبودية الرقمنة واستغلال الإنسان على مستوى دماغه بتشغيل دماغ آخر مواز له، هو الذكاء الاصطناعي سيقتل خلاياه الميتة أصلا في الإنسان العربي المقهور المهدور بلغة الدكتور مصطفى حجازي، والآن قتل كإنسان مرقمن بدل تعامله بالرقمنة بلغة الشكدالي... هكذا مسار العلم ينحرف عن أهدافه وحين نتسلح بالفلسفة كمعامل ضروري لتعقيل العلم، يطرح السؤال إلى أية درجة سيصل الإنسان بالتكنولوجيا الرقمية...؟ ألن نتحول إلى كائنات شبحية إذا عوض الأنترنت والحواسيب والذكاء الإصطناعي والربوتات الإنسان ، أشباح تمشي دون أدمغة لأن الآلة الجهنمية سرقت أهم مايميز الإنسان عن باقي الكائنات وهو التفكير... ؟ هذه الأسئلة تحول العلم من مساره الرقمي السالب للحرية إلى باحث عنها بواسطة الفلسفة... الفلسفة تواكب العلم لتحوله إلى سؤال فلسفي، تضطلع به اتجاهات متخصصة قادها "باشلار" تحت مسمى إبستمولوجيا، وهو اتجاه فلسفي خاص بالعلم ونتائجه ومناهجه وأدواته ومبادئ، بل ولغته أيضا... إنها ابستمولوجيا فلسفة العلم مَن تنقذنا من موتنا وتخرجنا من جحيم الرقمنة والعولمة، كي نسائلها بهدف عدم السقوط في فخاخ الاستلاب الرقمي الذي بدأ الآن... إن الرقمنة التكنولوجية سلاح ذو حدين، وعلينا أن نتعامل بالحد الإيجابي ضد حده السلبي، وهذا التمييز تمارسه الفلسفة... لهذا ياصديقي قلت: الفلسفة ضرورة حضارية لكل عصر، والآن نحن في حاجة إليها ضد الذين يحاربون في جبهات الظلام مثل اليمين المتطرف، الذي يغزو الخريطة العالمية كدعششة معاصرة مسلحة بالتكنولوجيا أيضا، يضاف إليها دعششتنا المتخلفة؛ التي تناهض العلم جملة وتفصيلا ... فكيف نُفعّل الفلسفة في عصر يكره الفلسفة... ؟ هو سؤال قديم جديد بدأته الماركسية التي حوربت بأخطر الوسائل، سأله لينين في كتابه "ما العمل...؟"
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة الأستاذ حسن بوسلام في نص الشاعرة فاطمة شاوتي - تَرَاتِ
...
-
قراءة تفاعلية بين الأستاذ حسن بوسلام والشاعرة فاطمة شاوتي من
...
-
شهادة الأستاذ حسن بوسلام في موقف الأستاذة فاطمة شاوتي من الف
...
-
جَنَازَةُ الْكَلَامِ...
-
كَسْرٌ فِي فِنْجَانٍ...
-
قُبْلَةُ الشَّوْكِ...
-
نَبْحَةٌ فِي الْجَحِيمِ...
-
الْمِرْآةُ لَا تَعْرِفُ وَجْهَهَا...
-
رِحْلَةُ الْكَلْبِ الْأَسْوَدِ...
-
نُفُورُ شَهْرَزَادَ مِنَ الْحِكَايَةِ...
-
بَائِعَةُ الْأَحْلَامِ...
-
عُصْفُورُ الْانْتِظَارِ...
-
بُكَاءُ الْمَجَازِ...
-
بُكَاءُ الْأَرْزِ...
-
قراءة تفاعلية في نص -زَهْرَةُ الْقِيَّامَةِ- بين شاعرتين فاط
...
-
قراءة الأستاذ بوسلهام عميمير في نص الشاعرة المغربية فاطمة شا
...
-
الشِّعْرُ كَبِدُ -بْرُومِثْيُوسْ- ....
-
ذَاكِرَةُ الْوَهْمِ...
-
حِينَ يَلِدُ الْفَأْرُ قِطَّةً...
-
الْمَامُوتُ يَعُودُ ثَانِيَّةً...
المزيد.....
-
سنجاب عالق يفوز بجائزة التصوير الكوميدي للحياة البرية لعام 2
...
-
أول رد للمخرج عمر زهران بعد اتهامه بسرقة مجوهرات شاليمار شرب
...
-
رجل أعمال مصري يدعو منتجي الأفلام إلى تصوير أعمالهم في موسكو
...
-
لأول مرة.. فاليري غيرغييف يتولى قيادة أوركسترا باليه -كسارة
...
-
الشاعر السوري أدونيس بعد سقوط بشار الأسد: -المسألة ليست تغيي
...
-
استقبل الان تردد روتانا سينما زمان على القمر الصناعي
-
RT Arabic تنظم في ليبيا ورشة تدريبية تسلط الضوء على تجربتها
...
-
-الزمن الهش- للإيطالية دوناتيلا دي بيتريانتونيو تفوز بأرفع ا
...
-
مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات
...
-
الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|