أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - ضحكة في زمن الحروب: السلام والتعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين من خلال الكوميديا والرمزية














المزيد.....

ضحكة في زمن الحروب: السلام والتعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين من خلال الكوميديا والرمزية


بن سالم الوكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 8181 - 2024 / 12 / 4 - 21:14
المحور: كتابات ساخرة
    


في عالم مليء بالتوترات والصراعات، يبدو الحديث عن السلام وكأنه حلم بعيد المنال، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ولكن، ماذا لو كان الحل أبسط مما نعتقد؟ ماذا لو كان السلام يكمن في لحظة بسيطة من الفهم المتبادل والضحك؟ في هذا المقال، ننغمس في فكرة أن الكوميديا والضحك قد يكونان أداة غير تقليدية ولكن فعالة للوصول إلى التعايش بين الشعوب المتنازعة. نقدم هذا الطرح من خلال عرض فني حكواتي يتناول موضوع السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، باستخدام الرمزية والكوميديا الساخره.

في أحد الأيام في قلب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تجمع عدد من الشخصيات من كلا الجانبين في مكان واحد، مكان لا تجمعه السياسة ولا الاتفاقات الدولية، بل هو مجرد ساحة صغيرة لضحكة قد تكون بداية لحل غير تقليدي. بين هذه الشخصيات كان هناك أبو عادل، الفلسطيني الذي يملك قلبا مليئا بالحكمة وفما لا يوقفه الضحك حتى في أصعب الأوقات. بجانبه كان موشيه، الإسرائيلي الشاب سريع الغضب، ولكن لديه نزعة للمزاح حتى في أحلك الظروف. ثم سارة، الفلسطينية التي تؤمن أن الحلول السياسية لا تعدو كونها معقدة، وأن العودة إلى الأساسيات قد تكون الحل، وأخيرا دافيد، الإسرائيلي الأكبر سنا، الذي يتنقل بين ماضيه الحزين وذكرياته الثقيلة، ويظن أن الضحك ليس سوى وسيلة للهروب من الألم.

تبدأ الحكاية في مشهد رمزي حيث يجتمع هؤلاء الشخصيات الأربعة حول طاولة صغيرة في حديقة نائية، ليس للتفاوض حول حقوق الأرض أو الحدود، بل للبحث عن طريقة للضحك معا. الحوار بين الشخصيات يبدأ بتساؤل بسيط: "هل يمكن أن ينجح السلام إذا بدأنا بالضحك؟" يقول أبو عادل، الذي لا يستطيع أن يمنع نفسه من الضحك في لحظات الأزمة، إنه ربما حان الوقت أن يتوقف الجميع عن تعقيد الأمور ويبدأوا في السخرية من أنفسهم. موشيه، الذي لم يكن يصدق في البداية، يبدأ أيضا في المزاح معتقدا أن الضحك قد يكون أداة لتحقيق الفهم بين الطرفين. بينما ترى سارة، التي عادة ما تبتسم ساخرة من الواقع، أن المشكلة ليست في الضحك بحد ذاته، بل في ما يأتي بعده.

ورغم أن دافيد يتردد في البداية، إلا أن الجلسة تسير في اتجاه غير تقليدي تماما. الضحك يبدأ يتحول إلى نقاش هزلي حول قضايا جادة، والنكت تندلع حول المواقف السياسية المعقدة. "لماذا لا يمكن للسلام أن يلعب كرة القدم؟ لأنه دائما ما يتعرض للركلات!" يتبادلونه، في لحظة تجمع الجميع على ضحكة واحدة، تشبه لحظة انفتاح بسيط في بحر من التوترات.

وهنا، يبدأ العرض في تبني الرمزية. فالضحكة، التي كانت في البداية مجرد وسيلة لتخفيف الأجواء، تتحول إلى أداة لفهم الواقع المشترك بين الجميع. الجدران التي كانت تفصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين في عقولهم، بدأت تتلاشى. الضحك، الذي كان يعتبر سمة تافهة في قضايا كبيرة كهذه، يصبح عنصرا رئيسيا في البناء العاطفي بين الطرفين. كأنما يكتشف الجميع أنه إذا استطاعوا أن يضحكوا معا، فقد بدأوا أولى خطوات التعايش الفعلي.

لكن، وبطريقة هزلية أيضا، لا يكتمل السلام بتلك اللحظة البسيطة. بعد الضحك، يتسائل الجميع: هل يكفي أن نضحك لنجد السلام؟ هل يضمن ذلك زوال الأحقاد والاختلافات؟ كما لو أن كل واحد منهم أدرك أنه لا يمكننا التغلب على الماضي بمجرد نكتة، ولكن تلك النكتة قد تكون المفتاح الذي نبدأ به بناء شيء أكبر.

وفي ختام العرض، يتوقف الحكواتي ليطرح سؤالا أمام الجمهور: هل السلام في المنطقة ممكن؟ هل يمكن للفلسطينيين والإسرائيليين أن يتجاوزوا خلافاتهم عبر لحظات مشتركة من الفهم، والضحك، والإنسانية؟ "ربما يبدأ السلام من الضحكة الأولى" يجيب الحكواتي، في نهاية العرض، تاركا الجمهور في تأمل طويل.

على الرغم من أن العرض يضع الضحك في قلب الأزمة، إلا أنه لا يستخف بعمق التحديات التي تواجه كلا الشعبين. وإنما هو دعوة لفتح قنوات تواصل قد تكون غير تقليدية، ولكنها في النهاية قد تكون الطريق إلى فهم الآخر. تماما كما في هذا العرض الكوميدي الذي يخلط بين السخرية والرمزية، بين الحزن والضحك، فإن السلام لا يأتي دائما من الحلول الكبرى، بل أحيانا من لحظات بسيطة ومشتركة يمكن أن تبني جسرا بين القلوب المتألمة.



#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون فلتر: يا للقدر! من قطع الأشجار إلى قطع الرؤوس
- العزوبة: حياة الرفاهية أم فخ الوحدة؟
- الاستمطار الصناعي في المغرب: حلم السماء التي لا تمطر
- نتنياهو في قبضة القدر: اعتقال غفلة!
- -أزمة الكهرباء في جماعة وليلي زرهون: بين التهميش والتمييز وغ ...
- -وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية: إعلان رسمي عن علما ...
- حقوق الإنسان: من خطب المهرجانات إلى متاجرة الضمير
- -محمد وأمنية ما بين السخرية والفلسفة: حين يتلاقى حسن الخاتمة ...
- عريضة شعبية تطالب الملك بمحاسبة وزير العدل وهبي وإقالته من م ...
- الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن: أداة سياسية أم عقبة أمام السل ...
- عيد الاستقلال المغربي: بين الفرح والاختلافات الاجتماعية
- -القصاص أم السياسة؟ السعودية تنفذ حكم القتل في خيانة وطنية و ...
- العالم اليوم: قانون الغاب في ثوب جديد
- المهداوي: ضحية النظام أم بطل مسرحية درامية؟
- الدينامية الجديدة في العلاقات المغربية الفرنسية على ضوء قرار ...
- إسرائيل: ضحية نفسها في مسرحية عالمية
- -التغطية الإعلامية للأميرة للا خديجة: بين المظهر والتأثير ال ...
- سيارات الدولة: رموز الفساد الإداري في المغرب وضرورة الإصلاح ...
- -الأعداء: سلاح سياسي أم مجرد وهم درامي؟-
- ماكرون: -خنجر المغاربة- في قلب المقاومة الفلسطينية


المزيد.....




- زاعما سرقة فكرته.. المخرج المصري البنداري يحذر من التعامل مع ...
- جرأة محفوفة بالمخاطر.. شهادات علنية لضحايا اعتداء جنسي تتحدى ...
- الفرانكو- جزائري يخرج عن صمته ويعلق بشأن -فضيحة حوريات-
- نافذة جديدة على العالم.. مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة ا ...
- شون بين يتحدث في مراكش عن قناعاته وتجربته في السينما
- تكريم مؤثر للفنانة المغربية الراحلة نعيمة المشرقي في مهرجان ...
- بوتين يتذكر مناسبة مع شرودر ويعلق على رجل أعمال ألماني سأله ...
- على طريقة أفلام الأكشن.. فرار 9 سجناء من مركز اعتقال في نيس ...
- -الجائزة الكبرى للشعر الأجنبي- في فرنسا لنجوان درويش
- الخنجر.. فيلم من إنتاج RT يعرض في مسقط


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - ضحكة في زمن الحروب: السلام والتعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين من خلال الكوميديا والرمزية