ابراهيم ابراش
الحوار المتمدن-العدد: 8181 - 2024 / 12 / 4 - 16:13
المحور:
القضية الفلسطينية
من تعقيدات النظام السياسي الفلسطيني ، التداخل ببن التاريخ والحاضر، السياسي والديني، الوطني والقومي والاقليمي والدولي,وما بين الشرعية التاريخية والشرعية الدولية ،،،
لم تحسم القيادة الفلسطينية هذه التداخلات مبكراً واليوم ندفع جميعا الثمن.
تساهلت قيادة حركة فتح في البداية مع الايديولوجيين القوميين من منطلق البعد القومي العربي للقضية في مراهنة أن الوطنية الفلسطينية تتسع للجميع ويمكنها صهر الجميع ،ولكن ما جرى أن الأنظمة القومية العربية زرعت تنظمات موالية لها في منظمة التحرير مثل منظمة الصاعقة التابعة لبعث سوريا وجبهة التحرير العربية التابعة لبعث العراق، كما دعمت هذه الأنظمة كل من انشق عن المنظمة وحركة فتح.
وتساهلت مع الايديولوجيين اليساريين والشيوعيين في سياق نفس المراهنة، فكانوا سبباً في توتير العلاقة مع أكثر من دولة عربية ، وخونوا المنظمة عند توقيع اتفاقية اوسلو ولكن عند قيام سلطة أوسلو
توظفوا في مؤسساتها وشاركوا في حكوماتها ! ثم تمردوا على منظمة التحرير وأنتهى بهم المطاف للتحالف مع الاسلامويين.
وتساهلت قيادة المنظمة وحركة فتح مع الجماعات الإسلاموية وسمحت لها بحرية العمل في مناطق السلطة والمشاركة في الانتخابات العامة بل وتشكيل الحكومة دون إعتراف مُسبق بوحدانية تمثيل المنظمة للكل الفلسطيني و الإعتراف بميثاق المنظمة والتزاماتها الدولية،وانتهى بهم الأمر للانقلاب على المنظمة والسلطة.
من المهم والضروري الآن التحرر من كل الايديولوجيات العقيمة دينية كانت أو دنيوية ،ولملمة الحالة الفلسطينية المتسيبة وإعادة بناء النظام السياسي على أسس وطنية واضحة وكفى جرياًً وراء مصالحات مع من يرفضون الإلتزام بالهوية والثقافة الوطنية ومع كل من يشتغل لصالح أجندة خارجية.
لا يعني ما سبق تبرئة قيادة المنظمة وحركة فتح من الأخطاء وهي كثيرة،وهناك في مؤسسة القيادة من سكت على هذه التدخلات سعيا وراء مصلحة شخصية وآخرون تسترا على فسادهم وعجزهم.
#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟