أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ديار الهرمزي - فقدان القيم الأخلاقية هو فقدان الإنسانية














المزيد.....

فقدان القيم الأخلاقية هو فقدان الإنسانية


ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8180 - 2024 / 12 / 3 - 18:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


القيم الأخلاقية هي الأساس الذي يقوم عليه كيان الإنسان كفرد وكعضو في المجتمع.

إنها المعايير التي تضبط السلوك الإنساني وتحوله من مجرد أفعال غريزية إلى تصرفات تحمل معنى وهدفًا ساميًا.

عندما تفقد هذه القيم، يتحول الإنسان إلى كيان لا يختلف عن الآلة أو الحيوان مدفوعًا بالرغبات والشهوات فقط.

أولاً: القيم الأخلاقية جوهر الإنسانية

ما هي القيم الأخلاقية؟
القيم الأخلاقية هي المبادئ التي تحدد ما هو صواب وما هو خطأ في السلوك الإنساني.

تشمل:

الصدق:
قول الحقيقة والابتعاد عن الكذب والخداع.

الإحسان:
مساعدة الآخرين دون انتظار مقابل.

العدل:
معاملة الجميع بالإنصاف والمساواة.

التواضع، الأمانة، الرحمة، التسامح: قيم تضبط العلاقات بين البشر.

لماذا القيم الأخلاقية جوهر الإنسان؟
الفطرة البشرية:
القيم الأخلاقية جزء لا يتجزأ من طبيعة الإنسان.
منذ الطفولة نجد أن الإنسان يميل إلى العدل ويرفض الظلم.

التمييز عن باقي المخلوقات:
الأخلاق هي ما يجعل الإنسان مختلفًا عن باقي الكائنات الحية.
فهي التي تمنحه القدرة على التفكير في الآخرين وليس في نفسه فقط.

الربط بين الأخلاق والكرامة الإنسانية:
الكرامة الإنسانية لا تتحقق إلا من خلال الالتزام بالقيم التي تحترم حقوق الآخرين ووجودهم.

ثانياً: أثر القيم الأخلاقية على الحياة الإنسانية

القيم الأخلاقية تمنح للحياة معنى:
التوازن الداخلي:
القيم الأخلاقية تجعل الإنسان يعيش في حالة من السلام النفسي حيث يشعر بالرضا عن أفعاله.

تعزيز الهدف:
عندما يلتزم الإنسان بالقيم يصبح لحياته هدف يتجاوز الشهوات اللحظية ويتجه نحو الخير العام.

المجتمع الأخلاقي هو مجتمع مزدهر:
الثقة والتعاون:
القيم الأخلاقية مثل الأمانة والإخلاص تبني الثقة بين الأفراد مما يساهم في تعزيز العلاقات الاجتماعية.

التماسك الاجتماعي:
المجتمعات التي تلتزم بالقيم الأخلاقية تكون أكثر استقرارًا وأقل عرضة للانقسامات والصراعات.

غياب القيم الأخلاقية يؤدي إلى الانهيار:
الأزمات الفردية:
الإنسان الذي يفقد القيم الأخلاقية يعاني من الاضطرابات النفسية بسبب الشعور بالذنب أو الاغتراب عن ذاته.

الأزمات الاجتماعية:
المجتمعات التي تفقد القيم الأخلاقية تصبح مليئة بالفساد، الظلم والصراعات، مما يؤدي إلى تفككها.

ثالثاً: فقدان القيم الأخلاقية = فقدان الإنسانية

الإنسان بدون قيم يصبح أسيرًا لشهواته:
عندما تغيب القيم الأخلاقية يصبح الإنسان مدفوعًا بالرغبات الذاتية مثل الطمع والجشع دون اعتبار لحقوق الآخرين.

يفقد الإنسان تميزه ككائن عاقل وواعٍ ويصبح أقرب إلى الغريزة الحيوانية.

الظلم والأنانية دليل على انحطاط الإنسانية:
فقدان العدل يؤدي إلى الطغيان والاستبداد وهو أبرز دليل على غياب القيم.

الجشع والتكبر يقتل القيم الإنسانية مثل الإيثار والتواضع، مما يجعل الفرد عبئًا على المجتمع بدلًا من أن يكون لبنة فيه.

التاريخ يشهد:
العديد من الحضارات التي فقدت قيمها الأخلاقية انهارت رغم قوتها العسكرية أو الاقتصادية.

الأمثلة تشمل الإمبراطورية الرومانية والحضارات التي انهارت بسبب انتشار الفساد والظلم.

رابعاً: دور القيم الأخلاقية في بناء الإنسانية

تعزيز الأخلاق على المستوى الفردي:
الإنسان الأخلاقي يتعلم كيف يتحكم في رغباته ويضع المصلحة العامة فوق المصلحة الشخصية.

القيم الأخلاقية تجعله قادرًا على التمييز بين الخير والشر واتخاذ القرارات بناءً على مبادئ وليس رغبات.

القيم الأخلاقية لبناء مجتمع سليم:
القانون الأخلاقي:
جميع الأنظمة القانونية مبنية على قيم أخلاقية، مثل العدالة والمساواة.

التعاون والتكافل:
القيم مثل الإحسان والرحمة تشجع على مساعدة الفقراء والمحتاجين مما يخلق مجتمعات متكافلة.

الارتقاء بالإنسانية:
عندما يلتزم الإنسان بالقيم الأخلاقية يصبح نموذجًا يحتذى به مما يساهم في نشر الفضيلة بين الناس.

القيم الأخلاقية تجعل البشرية تتجاوز الأنانية الفردية وتعمل من أجل الخير العام.

خامساً: استعادة القيم الأخلاقية لاستعادة الإنسانية

التعليم والتنشئة:
التعليم الأخلاقي يجب أن يكون جزءًا أساسيًا من المناهج الدراسية.

التربية الأسرية تلعب دورًا كبيرًا في زرع القيم الأخلاقية منذ الطفولة.

دور الدين والفلسفة:
الأديان السماوية والفلسفات الإنسانية تشترك في تعزيز الأخلاق.

القيم مثل العدل، الرحمة، والتسامح موجودة في كل الثقافات، مما يجعلها أساسًا مشتركًا بين البشر.

التغيير يبدأ من الفرد:
استعادة القيم الأخلاقية تبدأ من كل فرد يدرك أهمية الأخلاق في حياته ويعمل على تطبيقها.

يقول النبي محمد ﷺ:
إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.

القيم الأخلاقية هي معيار إنسانيتنا

القيم الأخلاقية هي صمام أمان الإنسان والمجتمع:
تحمي الإنسان من الانزلاق إلى الأنانية والهمجية.

تحمي المجتمع من التفكك والفساد.

غياب القيم الأخلاقية يساوي غياب الإنسانية:
الأخلاق هي التي تمنح الإنسان قيمته ومعناه بدونها، يتحول إلى مجرد كائن يبحث عن بقاءه المادي.

الالتزام بالقيم الأخلاقية هو الطريق نحو بناء إنسانية حقيقية:
الإنسان الحقيقي هو الذي يعيش وفق قيم تخدم نفسه ومجتمعه ويحقق التوازن بين حقوقه وواجباته.

الأخلاق ليست مجرد كلمات بل هي أفعال تعكس جوهر الإنسان وتحدد موقعه في سلم الإنسانية.



#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشيرة الجلالي التركمانية: تاريخها، توزعها، وأهميتها
- الدين الحقيقي يعارض الطغيان
- الحروب الثلاث بين الساسانيين وخانية الترك في القوقاز قبل ظهو ...
- الصراع بين الشعوب والحكام في الدول العربية
- التطوير الذاتي هو المفتاح الذي يؤدي إلى نمو القدرات
- ديمقراطية العراق بين الوهم والحقيقة
- التواجد التركي شرق الفرات قبل العرب وفقًا لموسوعة إيران قبل ...
- المواقف معيار الرجولة
- علاقة اللغات الأورالية-ألتاية باللغة السومرية
- انحناء آمريکا و اسرائیل امام ارادة لبنان
- قبيلة باراك التركمانية
- كل الشعوب لهم تاريخ،ولكن بعض الشعوب بنوا حضارات عبر التاريخ
- غياب إنسان طيب غربة
- مهزلة حقوق الإنسان في حرب غزة
- الفرق بين العقل، المخ، الفكر، والذهن
- كتابة التاريخ ليست مسألة إثبات أو طعن، بل هي أمانة علمية وأخ ...
- في المواقف يظهر الرجال
- الفلسفة وعلم الأخلاق
- هكذا كنا في خانقين
- تجاوز النزعات العصبية والتشدد هو ارتقاء الثقافة إلى مستوى عا ...


المزيد.....




- مصر.. رئيس غرفة الدواء لـ CNN: الشركات حصلت على جزء من مستحق ...
- ناشطة أوكرانية: الوضع في الجبهة أسوأ من أي وقت مضى
- حادثة هزت الشارع الموريتاني في سابقة غير مألوفة أغتصاب جماعي ...
- سكان الضاحية الجنوبية في بيروت يعيدون بناء منازلهم بعد الهجم ...
- سكان كيبوتس -عين هاشولشا- يعيدون بناء المنازل التي تم تدمير ...
- شولتس يرفض التكهنات بشأن وجود قوات ألمانية في أوكرانيا
- من حرّض ترمب للتهديد بـ-جحيم- في الشرق الأوسط؟.. إعلام عبري ...
- بيتر نافارو يعود للبيت الأبيض
- المرشح الرئاسي الأوفر حظا في رومانيا يتعهد بوقف المساعدات ال ...
- فوائد مدهشة لشرب القهوة يوميا!


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ديار الهرمزي - فقدان القيم الأخلاقية هو فقدان الإنسانية