أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - النعومة في رواية -النور يأتي من خلف النافذة- إبراهيم جاد الله وحنان جبيلى عابد














المزيد.....

النعومة في رواية -النور يأتي من خلف النافذة- إبراهيم جاد الله وحنان جبيلى عابد


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8180 - 2024 / 12 / 3 - 15:48
المحور: الادب والفن
    


النعومة في رواية
"النور يأتي من خلف النافذة" إبراهيم جاد الله وحنان جبيلى عابد
الأعمال الروائية المشتركة محدودة عربيا، وحتى عالميا، وهذا يعود إلى أن الروائي يريد أن يكون وحده في رسم عالمه بعيدا عن مشاركة أو تدخل الآخرين، وأذكر هنا رواية "عالم بلا خرائط" التي تشارك فيها "عبد الرحمن منيف وجبرا إبراهيم جبرا" وهناك رواية "الحب في زمن الكورونا" التي تشارك فيه "محمد عارف مشه، وكميل أبو حنيش، ونفين عياصرة" وتأتي رواية "النور يأتي من خلف النافذة" كإحدى هذه الاستثناءات.
إذن نحن أمام رواية (استثنائية) على صعيد التألف، ولكن على صعيد السرد لا يجد القارئ أية تباين في اللغة أو في الأحداث، وهذا ما جعل سرد الرواية وأحداثها وشخصياتها موحدة ومنسجمة، من هنا يمكن تناول الرواية في جلسة واحدة، وهذا يعود إلى طبيعة أحداثها (الناعمة) حيث تتناول علاقة حب بين "زكريا المصري وإيلياء الفلسطينية" وتتوج هذا العلاقة بالزواج رغم (اختلاف) الدين بينهما، فزكريا مسلم وإيلياء مسيحية، وهذا ما أعطى الرواية بعدا اجتماعيا، الحب ينتصر على الدين، ولا يمكن لأي عائق أن يكون حائلا بين المحبين.
واللافت في الرواية دقتها في تناولها للمكان، فعندما يتحدث "زكريا" عن رحلته إلى فلسطين، ودخوله مدينة رام الله والناصرة نجده يذكر المكان بتفاصيله الدقيقة، وهذا يحسب لسرد الروائي، بمعنى أن (الساردين) يعرفان تفاصيل المكان وبدقة.
ومن ميزات الرواية أنها تتناول موضوع المسرح في فلسطين وتذكر "جوليانو خميس" الذي استشهد على أبواب مسرح الحرية في مخيم جنين، حتى أن الإهداء جاء له: "إلى روح جوليانو مير ـ خميس، إلى روح عبد الرحمن عرنوس" وتناول مسرح عشتار ودوره في إحياء وتعريف الجمهور الفلسطيني بمسرح (المنبر، المضطهدين) وهذا ما جعل (فكرة) الرواية ناعمة، فالشخصيات مثقفة، تهتم بالأدب والمسرح، وتتنقل من دولة إلى أخرى ـ وهذا نادر الحدوث فلسطينيا ـ لأن الاحتلال يحول دون حرية تنقل الفلسطيني، وأيضا لوجود إجراءات روتينة قاتلة عند الدول العربية، تجعل قدوم الفلسطيني إليها وكأنه انتقال إلى كوكب آخر، وهذا ما زاد أحداث الرواية تعقيدا، فكيف لفلسطينية أن تتزوج مصريا وهي تحتاج إلى إجراءات استثنائية لتحصل على إقامة قانونية في مصر، وكذلك الحال بالنسبة لزكريا الذي أذا أراد القدوم إلى فلسطين لا بد من موافقة دولة الاحتلال، وهذا زاد زواجهما تعقيدا.
وأعتقد أن هذا (التعقيدات) هي من جعل أحداث الرواية مثيرة، مسلم يحب مسيحية، ومصري يتزوج فلسطينية، فمن خلال تتويج العلاقة بالزواج وانتصار إيلياء وزكريا على المجتمع وعلى أنظمة الدول، يقودنا إلى أن المثقفين يستطيعون تحقيق ما يردونه مهما كانت الصعوبات والعوائق أمامهما، وإذا ما توقفنا عند الحوار الذي تم بين إيلياء وأمهما: "ـ تفضلي يا ست إيلياء هاي آخر ترباتي فيك، تحبي وتتزوجي... قصدي الاستاذ زكريا تبعك، إنت قد العيشة هناك هو بقدر يعيشك مثل ما أنت عايشة هون؟" ص108 وبين زكريا وشقيقته: "عاوز تتجوز من إسرائيل يا زكريا؟ موش كفاية ياخويا الحملة اللي ضدك اللي بقالها فترة عشان مرواحك لهناك في فلسطين" ص118، نصل إلى أن الحوار هو وسيلة المثقف لإقناع الأخرين بوجهة نظره، وليس العنف والقسوة، وهذا ما كان من إيلياء وزكريا اللذان نجحا في تجاوز كل العوائق ووصلا إلى الزواج.
هذا هو العمود الفقري للرواية وأحداثها، لكن بما أنها تتحدث عن فتاة فلسطينية، فكان لا بد من تناول الواقع العربي بشيء ـ حتى لو قليل ـ فمثلا عندما يلتقي "زكريا بأبي إلياس" يرحب به قائلا: "نورت الناصرة وشرفتنا يا حبيبنا يابو عبد الناصر الغالي" ص103، وهذه إشارة إلى مكانة عبد الناصر عند الفلسطينيين، وكيف ينظرون له، وفي يحص العراق والتغييرات الجذرية التي أحدثها الحصار والاحتلال الأمريكي عليه، يحدثنا عن "الدكتورة هدى" بقوله: "القادمة من بروكسل، وهي العراقية الفاعلة في حركة المسرح العراقي سنوات طويلة قبل أن تداهمها حمى الهجرة لبلاد الغرب" ص30، كل هذا يجعلنا نقول إننا أمام رواية ناعمة، هادئة على صعيد الشخصيات والأحداث وحتى المكان، فبداية اللقاء بين زكريا وإيلياء كان في شرم الشيخ، لينتقل بعدها إلى رام الله والناصرة، وهذه الأماكن بعيدة ـ نسبيا ـ عن الحروب وما فيه من قسوة وعنف.
الرواية من منشورات عيون للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى
2023.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنوع والتعدد في ديوان -شغف الأسئلة- منذر يحيى عيسى
- القهر في قصيدة -اعتذار- سامي البيتجالي
- كتاب -زهرات في قلب الجحيم-[*] للمحامي حسن عبادي
- الصراع في رواية “كليوبترا الكنعانية” لصبحي فحماوي
- الأفيون
- التاريخ وفنية التقديم في رواية -حكي القرايا- رمضان ا لرواشدة
- التَّعدد والتَّنوُّع في المجموعة القَصصيَّة -طَرْقٌ على جدار ...
- دفء الآباء عبد السلام عطاري
- المكان في رواية -كرك موبا، رسائل المدينة- عبد الهادي المدادح ...
- التميز في رواية خزانة الأحذية تغريد أبو شاور
- الأحداث السورية في رواية -مدائن الرب-[*] للكاتبة هند زيتوني
- الموت الناعم في قصيدة نوستالوجيا بعلية مهدي نصير
- الثبات في ديوان غيم على قافية الوحيد محمد لافي
- المكان في قصيدة -وردة على باب الحبيبة- علي البتيري
- البعل والخصب في ديوان -في ظل آب- سلطان الزغلول
- الحرب والأحداث في رواية أخبار نصف جيدة المتوكل طه
- السرد وشكل التقديم في رواية أخبار نصف جيدة المتوكل طه
- طوفان الأقصى في رواية -أخبار نصف جيدة- للمتوكل طه
- كتاب الصهيونية في أمريكيا محمد حافظ
- تألق الطفل في رواية حمروش جميل السلحوت


المزيد.....




- بعد الحادثة المروعة في مباراة غينيا ومقتل 135 شخصا.. جماعات ...
- -عاوزه.. خلوه يتواصل معي-.. آل الشيخ يعلن عزمه دعم موهبة مصر ...
- هل تعلمين كم مرة استعارَت أمي كتبي دون علمي؟!
- رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية تركي آل الشيخ يبحث عن ...
- رحيل الفنان المغربي مصطفى الزعري
- على طريقة الأفلام.. فرار 8 أشخاص ينحدرون من الجزائر وليبيا و ...
- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - النعومة في رواية -النور يأتي من خلف النافذة- إبراهيم جاد الله وحنان جبيلى عابد