3/12/2005..ونبتدي منين الحكاية

شكري شيخاني

الحوار المتمدن-العدد: 8180 - 2024 / 12 / 3 - 15:48
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    

في مثل هذا اليوم
الساعة الثامنة صباح 3 / 12 / 2005 وقفت امام مدخل لبناية التي اسكن بها سيارة بيجو ستيشن بيضاء ونزل منها ثلاثة من المدنيين ,وقال احدهم حضرتك شكري شيخاني..قلت له نعم ..قال من غير اي شوشرة ولا تلتفت لأحد اركب السيارة.. في الأفلام فقط هناك يقولون معك اذن نيابة وتفتيش اما على ارض الواقع السوري فالامور مختلفة تماما" ياولدي ..المهم ركبت وما ان تحركت السيارة حتى بدأت الاجراءات الأمنية كلبشات وطماشة للعيون واخفض رأسك ..في هذه الاثناء كان ابني الاوسط قد لمح من بعيد ما يجري ومعه سيارة واراد ان يلحق بنا .. سمعت ذلك من العناصر الموجودة معي ..حيث قال احدهم سيدي اظن ان احد اقاربه يلاحقنا.. فاوعز الضابط للسائق بأن يزيد من السرعة ومحاولة تضييع الملاحقة .. طبعا" انا هنا لا حول ولا قوة ؟ ولا أعرف الى أين ؟ ولا أعرف لماذا ؟ وبدأ السباق بين سيارة المخابرات التي اركب بها وبين سيارة ولدي الى ان افلتوا من المراقبة ووجدت نفس امام مدخل لفرع امني موجود في منطقة قريبة من الجمارك الفتالة او ادارة التوجيه المعنوي.... الساعة أصبحت 8 ونص وعلى ما يبدو كان تبديل للعناصر او المناوبات .. ولما شارفت الساعة على العاشرة اخذوني الى غرفة التحقيق ومن هنا نبتدي الحكاية .. ادخلوني الى غرفه مغلقه يعني نظاره منفرده وعلى الساعه 10 تقريبا جاءني احد عناصر واقتادني الى غرفه المحقق, وقتها ما في طماشه ولا كلبشات ,دخلت على المحقق كان يكتب في بعض الاوراق وبادرني بالسؤال الاعتيادي انت فلان ..انا فلان شغلك سنك اعطاني ثلاث اوراق بيضاء قال لي اكتب فيها كل شيء عن حياتك من اول ما وعيت فيها على الدنيا الى لحظه وجودك هنا ,طبعا هذا الكلام يعني لابد ان يكون هناك وقت طويل لاني دخلت في هذا الفرع وانا كان عندي 50 عاما . وعيت على الدنيا عمري سبع سنين او 8 سنين يعني لازم اكتب له عن فترة 42 سنه انا شو عملت وشو صار معي بالاضافه الى كل اقاربي اول شيء اخواتي انتماءاتهم السياسيه حالتهم الاجتماعيه الاقتصاديه مداخيلهم الماديه وكذلك اقاربي بالكامل ,اصدقائي بالكامل(( كويس وقتها ما كنت امل فيس بوك )) ايضا انتماءاتهم السياسيه ا كل ما حولي وكل ما يلوذ بي يجب ان اكتبه على هذه الاوراق وطبعا اعطاني وقت الوقت معك مفتوح اقعد على هذا الكرسي وامامي طاوله وبدات في الكتابه ولم انتهي الا بعد اربع ساعات وانا اعصر دماغي لاكتب كل شيء حتى لا انسى شيء, وطبعا الاوراق الثلاثه لم تكفي فجاءني بخمس اوراق اخرى للكتابه وبدات اكتب كل شيء منذ ان كنت في الصف السادس الابتدائي وما حصل معي ولغايه وجودي في هذا الفرع, هنا انتهت كتابه الاستماره, فقال لاحد العناصر انزله لتحت ... تحت يعني طبعا طماشه هنا في طماشه من اجل ان لا ترى احدا" او احد يعرفك و ما تعرف حالك كيف نازل المهم اغمضوا لي عيوني ونزلت وبدات اعد في درجات التي انزل عليها, كانت بحدود ال 65 درجه تحت الارض ,اوقفوني ونزعوا الطماشة لارى نفسي امام باب مهجع ريثما حتى يفتح الباب وما ان فتح الباب وقام بقذفي الى الداخل ...وجدت نفسي بين 120 تقريبا او 125 شخص تماما موجودين في غرفه مساحتها اربعه امتار في ثلاث امتار ونصف فقط ...للكلام بقيه

#شكري_شيخاني (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل