أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله احمد التميمي - التسويق الفيروسي والفنون المعاصرة














المزيد.....

التسويق الفيروسي والفنون المعاصرة


عبدالله احمد التميمي
فنان وباحث

(Abdallh Ahmad Altamimi)


الحوار المتمدن-العدد: 8180 - 2024 / 12 / 3 - 08:10
المحور: الادب والفن
    


في هذا العصر الرقمي، أصبحت الفنون المعاصرة لا تقتصر على كونها تجربة جمالية تعرض داخل صالات العرض، بل تحولت إلى صناعة ورواية قصص تُروى وتنتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي، بفضل التسويق الفيروسي الذي يُعيد تعريف مفهوم الترويج وكيفية تقديم الأعمال الفنية للمتلقي على مستوى العالم بشكل غير تقليدي.
الفن المعاصر غالبا ما يتميز بمرونته وقدرته على اثارة التساؤلات وإثارة النقاش حوله، مما يجعله أكثر توافقًا مع طبيعة الإعلام الرقمي. لم تعد اللوحات أو المنحوتات مجرد أعمال تُعرض لتُشاهد فقط، بل أصبحت قصصًا تنبض بالحياة من خلال تفاعل الجمهور معها بصورة شبكية "خوارزمي". هذه الديناميكية في سرعة الانتشار تفتح للفن آفاقًا جديدة في تسويق الابداع حيث يُمكن لأبسط الأفكار المثيرة للاستفزاز أن تتحول إلى ظاهرة تلاحقها وسائل الاعلام.
من أبرز الأمثلة على ذلك، لوحة "الموزة" المثيرة للجدل للفنان الإيطالي ماوريتسو كاتلان، التي ظهرت لأول مرة في معرض آرت بازل بميامي عام 2019 تحت عنوان "Comedian". كان هذا العمل المفاهيمي عبارة عن موزة مثبتة بشريط لاصق رمادي على الجدار، وهي فكرة قد تبدو للبعض عبثية وسخيفه، لكنها في الواقع حملت في طياتها رسالة عميقة حول حجم الأله الاعلامية الرأسمالية على مستوى العالم. فضلا على تسليط الضوء على اعادة تعريف الفن في العصر الرقمي.
ما جعل هذا العمل محط الأنظار، لم تكن الفكرة فقط في الرسالة، بل الطريقة التي اجتاحت بها وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي بعد أن بيعت بمبلغ 120,000 دولار. حيث انه في غضون ساعات، تحول هذا العمل المفاهيمي إلى محتوى انتشر على المواقع الإلكترونية بشكل شبكي مثل الفيروس، حيث تداولها الملايين على صفحاتهم مصحوبا بتعليقات ساخرة ومناقشات حول حقيقية الرقم الذي تم دفعه على هذا العمل .
التسويق الفيروسي هنا اعتمد على المستخدمين لنشر الرسالة، مما لعب دورًا محوريًا في هذا النجاح، فضلا عن السخرية والتعليقات والجدل الذي تم إدارته حول قيمة "الموزة" كمفهوم فني، ساهم ايضا في إبقاء العمل في دائرة الضوء لفترة، مما أدى إلى تحويله من عمل بسيط إلى سلعة تسبتدل بالمال حتى وصل سعرها في مزاد سوثبي مؤخرا الى 6 ملايين دولار على ما اعتقد.
من هنا تبرز فكرة صناعة الخبر والصوره، وكيف يمكن ان يكون المتلقي على منصات التواصل الاجتماعي مساهم في الترويج للمنتج، في حال تمت مشاركته او التعليق عليه. وهذا ما يسمى بالتسويق الفيروسي الشبكي. فالهدف هنا لم يعد مجرد بيع العمل الفني، بل إشراك الجمهور في التعليق وسرد قصص عن هذا الخبر، وتحويله إلى جزء من النقاش اليومي على مستوى العالم.
في ظل هذه الديناميكية المتسارعه، بات الابتكار في تسويق الفنون المعاصرة ضرورة لا غنى عنها. فالإعلام الرقمي الوسائطي، بقوته وانتشاره، يمكن ان يساعد الفنانين في الوصول إلى شريحة اكبر من جمهور صالات العرض التقليدية، مما يجعل أعمالهم ليست فقط لتجميل الجدران وجذب زملائهم الفنانين، بل مساحة لحوارات ممتدة في العالم الرقمي على مستوى العالم. وبذلك، يصبح الفن المعاصر الوسائطي، شاهدًا على كيفية تحول الإبداع إلى ظاهرة تُحدث تأثيرًا يتجاوز حدود الجدران الصامته.



#عبدالله_احمد_التميمي (هاشتاغ)       Abdallh_Ahmad_Altamimi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفن التشكيلي السيبراني
- لنْ أقولَ لا لكنني لنْ أقولَ نعمَ أيضا
- لماذا نخاف من اللون؟
- فن صناعةِ الفكرةِ
- الفن التشكيلي المعاصر والاستثمار
- الفن واقتصاد الخوف
- الفن مقابل المال
- الفن المعاصر في الحالة الغازية
- اثر التكنلوجيا في التلقي ما بين القصيدة واللوحة
- ما هو NFT
- عين العقل
- المعلم
- كيف تقرأ الشكل الدال
- ما هو الشكل ؟
- الاشكال الرمزية
- ما هو أثر الجيل الخامس (5G)
- هندسة المدن الذكية ما بعد الكورونا
- الذكاء الاصطناعي وهندسة المعرفة
- إنترنت الاشياء والذكاء الرقمي
- الاستثمار في الفن التشكيلي


المزيد.....




- بعد الحادثة المروعة في مباراة غينيا ومقتل 135 شخصا.. جماعات ...
- -عاوزه.. خلوه يتواصل معي-.. آل الشيخ يعلن عزمه دعم موهبة مصر ...
- هل تعلمين كم مرة استعارَت أمي كتبي دون علمي؟!
- رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية تركي آل الشيخ يبحث عن ...
- رحيل الفنان المغربي مصطفى الزعري
- على طريقة الأفلام.. فرار 8 أشخاص ينحدرون من الجزائر وليبيا و ...
- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله احمد التميمي - التسويق الفيروسي والفنون المعاصرة