سلوى فاروق رمضان
الحوار المتمدن-العدد: 8180 - 2024 / 12 / 3 - 00:10
المحور:
الادب والفن
كنت جالسة أنتظر محطتى في صمت، وفجأة صرخ رجل بجانبي أفزع من حوله وقال أرجوك أتركني أرجوك أتركني لم أستطع النوم أتركني ساعة واحدة يغمض لي جفن، أرجوك أنا متعب أريد الراحةساعة واحدة فقط حرام عليك، ظن الجميع إنه يتحدث في هاتفه، فنظروا على أذنه فلم يجدوا شيئاً، وعندما أوقنوا إنه يتحدث إلى نفسه خشوا منه وبعدوا، ومن منا لا يخشى المجذوب!
أنا أيضآ خشيت لكن ليس منه، خشيت لإني أرى من يتربع بعقله ويتحكم فيه ويقتله ويحيا هو، رأيت كل حياته أمام عيني، فكل من خذلوه يجتمعون الآن بصوت رجل واحد ويقلقون راحته وهو يراهم ويصرخ فيهم أملآ بالنجاة، لقد عرفت من قبل معنى وطنآ محتل ولكن قبل اليوم لم أكن أعرف معنى إنسان محتل مجرد من مشاعره وأفكاره وإرادته ويسكنه أخر بين جلد ولحم وأعصاب وفكر، أكانوا يفرضوا عليك أشياء لم تستطع التوافق معهم؟ أشنوا حربآ عليك ياأخي وهزمت بها فإستوطنوا روحك؟
رأيت فيه مرآتي فكل هذا الضجيج الذي يحدث فيه يحدث داخلي أنا وأصارعهم كما يصارعهم ولكن بصمت دون إزعاج الآخرين وحدي المنزعجة، الفرق بيننا إنه قال ما يحدث بداخله فسموه مجنونآ وأنا اكتم فإسمي عاقله، وعندما يأتيني الصوت أقتله بالعمل بالمرح المفتعل لأريه أنني المنتصره، أريد هزيمته مره واحده فقط واحده ولو بالإدعاء.
#سلوى_فاروق_رمضان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟