وليد عبدالحسين جبر
محامي امام جميع المحاكم العراقية وكاتب في العديد من الصحف والمواقع ومؤلف لعدد من
(Waleed)
الحوار المتمدن-العدد: 8179 - 2024 / 12 / 2 - 18:21
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
لماذا لا يتقن العرب بشكل عام والعراقيين بشكل خاص كتابة التاريخ بدون عواطف او احقاد وبالتالي بدون كذب، لماذا حينما يموت شخص يكون ملاك رغم انه في حياته شيطان!
متى نتقن كتابة التاريخ بلا چذب!!
تساؤلات لاحت لي وانا ارى يوميا الكذب الاعلامي في تناول الاحداث والشخوص وكل حزب بما لديهم فرحون ، من اين سيأخذ خلفاءنا الحقيقة ونحن السلف سنورث لهم تاريخ ملئ بالأحقاد والاكاذيب والتزييف والتزوير كما ورثناه من اسلافنا وزدنا عليه اكاذيب وتلفيقات وخرافات واساطير اخرى!
أي حادثة معاصرة لا قديمة فقط تريد ان تقرأ عنها ستجد كتابات تشيطن اصحابها وكتابات تحولهم ملاك!
وبالتالي يفرض عليك التاريخ العربي والعراقي ان تكون قارئا محققا ومدققا لا قارئا مقلدا للمؤرخ مؤمنا بما يطرحه خشية ان يمرر عليك ومن خلالك اكاذيب ما أُنزل بها سلطان!
قبل سنوات دعاني احد الاصدقاء الى وليمة في بيته في مدينتي الصويرة وبعد الغداء جاءني بكتاب كتبه أستاذ جامعي عن مدينتنا وسألني هل اطلعت على هذا الكتاب الصادر حديثا عن المدينة واحداثها من أستاذ واكاديمي ، اجبته بالنفي وأخذت اتصفح صفحاته عن طريق الفهرس في نهايته ، وجذب نظري موضوع عن مهنتي المحاماة وعن روادها في المدينة ، وكما تعرفون كل صاحب مهنة يثير انتباهه ما يتعلق بمهنته ، وذهبت الى الصفحات التي تتعلق بالموضوع واذا أجد هذا الاكاديمي الامين !! يذكر رائد او رائدين من رواد المحاماة ثم يذكر معهم اسماء لا علاقة لها لا بالمحاماة الحقيقية ولا بتاريخ المحاماة فهم جاءوا بطريق الخطأ ام الصدفة الى هذه المهنة العظيمة قبل سنوات قلائل ربما في سنة كتابة هذا الكتاب التاريخي النفيس!
وهكذا زيّف هذا الاستاذ الاكاديمي تاريخ مدينته المعاصر بقصد ام بدونه ولكن نتج عنه كتاب هزيل واضحوكة مجالس المدينة ، غير ان ما نخشاه ان يرحل الضاحكين والعارفين لمهزلة هذا الاستاذ ويكون كتابه في زمن اغبر مصدر تاريخي تأخذ الاجيال منه حقائق!
الامل كل الامل بكليات جامعاتنا الموقرة ان تولي التحقيق في التاريخ الاهمية القصوى وينتج لنا اساتذة الجامعات الحقيقيين تاريخ خال من الاحقاد والعواطف والاكاذيب والخرافات.
#وليد_عبدالحسين_جبر (هاشتاغ)
Waleed#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟