أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - غالب المسعودي - المثقف والسلوك الاستفزازي المرضي















المزيد.....


المثقف والسلوك الاستفزازي المرضي


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 8179 - 2024 / 12 / 2 - 12:03
المحور: قضايا ثقافية
    


غالبًا ما يرتبط هذا السلوك بمشكلات نفسية عميقة، مثل اضطرابات الشخصية النرجسية.هذا السلوك الباثولوجي يمكن فهمه من خلال عدة زوايا ثقافية وفلسفية.في المجتمعات التي تعزز الفردانية أو الشهرة تشجع على سلوكيات استفزازية وذلك بالتغطية الإعلامية للسلوكيات الشاذة، وتروج لفكرة أن سلوك بعض الأفراد الذين يسعون لتشكيل هويتهم يكون من خلال التحدي والمخالفة و سلوكيات شاذة .عوامل أخرى تؤدي الى مثل هذه التصرفات منها الرغبة والانتماء مجموعات معينة تدفع بعض الافراد وتبني على سلوكيات غير معتادة منها لتقليد سلوكيات وتصرفات استفزازية وهي وسيلة للتعبير عن مشاعر خاصة وتاكيد الحاجة المستمرة للاهتمام،هناك بعض النقاشات حول مسؤولية الفرد عن تمظهر تأثيرات هذه السلوكيات الباثولوجية في الفلسفات الأخلاقية المختلفة والتقييم لهذه السلوكيات وكيف تؤثر،تحتاج للتحليلً العميقً للعوامل الثقافية، النفسية، والفلسفية و تاثيرها .
العلاقة بين السلوك الباثولوجي والفقر
الفقر يمكن أن يؤدي إلى مستويات عالية من الإجهاد والقلق، مما يعزز السلوكيات الباثولوجية. الضغوط المالية تدفع الأفراد إلى اتخاذ قرارات غير صحية أو تصرفات متهورة، الأفراد الذين يعيشون في ظروف يواجهون فيها نقصًا في الفرص التعليمية والمهنية، يزيد من إحساسهم بالعجز ويدفعهم إلى سلوكيات غير تقليدية لإثبات الذات أو البحث عن الانتباه. الفقر غالبًا ما يكون مرتبطًا بالتهميش الاجتماعي، مما يؤدي بالافراد إلى الانتماء إلى مجموعات معينة تتبنى سلوكيات باثولوجية. البحث عن الهوية والانتماء يدفع الأفراد لتبني سلوكيات غير مقبولة يمكن أن تؤثر سلبًا على الصحة النفسية، حيث ترتبط بمعدلات أعلى من الاكتئاب والقلق، وهذا بدوره يزيد من احتمالية اتخاذ سلوكيات باثولوجية كوسيلة للتعامل مع الضغوط النفسية للأفراد ،في ظروف الفقر ينحدر الدعم الاجتماعي الضروري، مما يعيق القدرة على التكيف السليم مع الضغوط، وبالتالي تعزيز السلوكيات الاستفزازية أو غير الصحية، بينما لا يمكن اعتبار الفقر سببًا مباشرًا للسلوك الباثولوجي، فإن الظروف المرتبطة به يمكن أن تساهم في ظهور مثل هذه السلوكيات. من المهم معالجة العوامل الاجتماعية والاقتصادية لتحسين الصحة النفسية وتقليل السلوكيات السلبية.
مدعوا الثقافة والسلوك المرضي
هذا السلوك المرضي أحيانا يكون موجه نحو قامات علمية وادبية دون الشعور بالادانة الذاتية. حيث يقوم بعض مدعي الثقافة بمهاجمة أو استهداف قامات علمية وأدبية،هذا يعكس عدة جوانب نفسية وثقافية، بعض الأفراد يسعون لجذب الانتباه من خلال انتقاد الشخصيات البارزة والزاخرة بالابداع، معتقدين أن ذلك سيزيد من شهرتهم أو يبرزهم في الساحة الثقافية، يشعر هؤلاء الأفراد بأنهم غير ملزمين بالقيم الأخلاقية أو بالاحترام تجاه الآخرين، مما يدفعهم إلى اتخاذ مواقف استفزازية دون الشعور بالذنب ،الغيرة من نجاح الآخرين تدفع البعض إلى انتقادهم بشكل غير مبرر، حيث يسعون لتقليل قيمة إنجازات الآخرين لرفع مكانتهم الخاصة في بعض الأحيان، يؤدي وجود ثقافة نقدية مفرطة عند البعض إلى تشجيع السلوكيات السلبية، حيث يُعتبر الهجوم على الشخصيات العامة نوعًا من "الجرأة" أو "الذكاء،قد يفتقر هؤلاء الأفراد إلى الوعي الذاتي أو القدرة على تقييم تأثير سلوكياتهم على الآخرين، مما يجعلهم غير مدركين للأضرار التي تسببها تعليقاتهم في وسائل الإعلام الاجتماعية، وتعزز هذه السلوكيات من خلال تشجيع الصراعات والجدالات كوسيلة لجذب الانتباه، مما يزيد من انتشار هذه الأنماط السلوكية،هذا النوع من السلوك يمكن أن يؤدي إلى تآكل القيم الثقافية والأدبية، ويقلل من الاحترام المتبادل بين المثقفين. من المهم تعزيز ثقافة الحوار البناء والاحترام المتبادل لمواجهة هذه الظواهر.
الجذور البدائية للسلوك الاستفزازي
يمكن أن تكون هناك علاقة بين الجذور البدائية للإنسان والسلوك الاستفزازي المرضي المحتمل. الجذور البدائية تشمل الغرائز الأساسية مثل الغضب، الدفاع عن النفس، والرغبة في السيطرة. هذه الغرائز يمكن أن تظهر في سلوكيات استفزازية في مواقف معينة، حيث يسعى الأفراد إلى فرض قوتهم أو إثبات وجودهم. في المجتمعات البدائية، كانت النزاعات والتنافس على الموارد أمرًا شائعا. يمكن أن يمتد هذا السلوك إلى العصر الحديث، حيث يشعر بعض الأفراد بأنهم مضطرون للقتال من أجل مكانتهم أو اعتراف المجتمع، الأفراد الذين يعانون من ضغوطات نفسية أو مشاعر الإحباط يلجأون إلى السلوك الاستفزازي كوسيلة للتكيف مع هذه الضغوط، مما يعكس استجابة بدائية للبقاء،الجذور النفسية البدائية قد تتجلى في الصراعات الداخلية بين الرغبات الاجتماعية والأخلاقية. بعض الأفراد يشعرون بأن السلوكيات الاستفزازية تمنحهم القوة أو السيطرة في سياقات يشعرون فيها بالضعف ،الثقافات التي تعزز التنافسية أو الفردية تؤدي إلى تعزيز السلوكيات الاستفزازية كوسيلة للتميز أو البروز، مما يعكس جوانب من الجذور البدائية التي لا تزال موجودة في النفس البشرية. يمكن القول إن السلوك الاستفزازي المرضي قد يكون له جذور في الغرائز البدائية، لكن العوامل الثقافية والنفسية تلعب دورًا كبيرًا في كيفية تجلّي هذه السلوكيات في العصر الحديث.
التوهم المرضي وتاصيل السلوك الاستفزازي
عامل التوهم المرضي له دور محتمل في تأصيل السلوك الاستفزازي المرضي. الأفراد الذين يعانون من التوهم المرضي يكون لديهم تصورات غير واقعية عن أنفسهم أو عن الآخرين. هذه التصورات يمكن أن تؤدي إلى استجابات عدائية أو استفزازية عندما يشعرون بأنهم مهددون أو مُعَرضون للنقد،التوهم المرضي غالبًا ما يرتبط بمشاعر القلق والتوتر، هذه الحالة النفسية يمكن أن تعزز السلوكيات الاستفزازية كوسيلة للتعامل مع المشاعر السلبية، حيث يسعى الشخص إلى الدفاع عن نفسه أو إثبات قوته، الأفراد الذين يعانون من التوهم المرضي قد يشعرون بالحاجة إلى السيطرة على مواقف معينة، مما يدفعهم إلى التصرف بطرق استفزازية لإظهار قوتهم أو إحباط أي تهديدات محتملة، التوهم المرضي يمكن أن يؤدي إلى عدم فهم الآخرين بشكل صحيح، مما يزيد من التوترات في العلاقات. ويمكن أن يحفز ردود فعل عدائية أو استفزازية في محاولة لحماية النفس ، قد يلجؤون إلى السلوك الاستفزازي كوسيلة للدفاع عن أنفسهم ناتجة عن التوهم المرضي الذي يجعلهم يشعرون بوجود تهديدات غير حقيقية ،يمكن القول إن التوهم المرضي يمكن أن يسهم في تأصيل السلوك الاستفزازي المرضي من خلال تعزيز التصورات الخاطئة وزيادة مشاعر القلق والتوتر. هناك العديد من الأمثلة على سلوكيات استفزازية تكون مرتبطة بالتوهم المرضي، الأفراد الذين يعانون من التوهم المرضي قد ينتقدون الآخرين بشكل مفرط أو غير مبرر، معتقدين أنهم يتعرضون للهجوم أو التقليل من شأنهم ،استخدامهم اللغة العدائية أو الاستفزازية في النقاشات، حيث يُعتقد أن الشخص الآخر يحاول إهانتهم أو التقليل من قيمتهم ،اتخاذ مواقف دفاعية مفرطة، مثل التهديد أو التصعيد في النقاشات، بسبب شعورهم بأنهم مهددون حتى لو لم يكن هناك تهديد حقيقي، تحدي الآخرين بشكل متكرر أو استهدافهم في مواقف اجتماعية، كوسيلة لإثبات قوتهم أو تفوقهم ،نشر الشائعات أو المعلومات المغلوطة عن الآخرين كطريقة للتعبير عن الغضب أو الانتقام بناءً على تصور خاطئ عن نواياهم ،عدم الاعتراف بالأخطاء أو عدم تقديم الاعتذار حتى في الحالات التي يكون فيها الشخص أنه أساء التصرف بوضوح، بسبب شعورهم بأن ذلك سيظهرهم بمظهر الضعيف، التحول من النقاشات العادية إلى نزاعات حادة بسبب سوء الفهم أو التفسير الخاطئ لنوايا الآخرين. هذه السلوكيات يمكن أن تؤدي إلى سوء العلاقات الاجتماعية وتسبب مشكلات في التواصل. التوهم المرضي، بسبب تأثيره على الإدراك والشعور بالتهديد، يمكن أن يسهم بشكل كبير في ظهور هذه السلوكيات العدائية. يمكن أن يكون التوهم المرضي والسلوك الاستفزازي مظهرين من مظاهر الاستجابة للضغوط السلبية الناتجة عن التهديدات المعيشية ونقص التعليم.لذا على المثقف تعزيز بيئات صحية وداعمة لتجاوز هذه الظواهر التي تحول الإنسان الى كائن بدائي في اطارالمعرفة والتطور الحضاري.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -التناغم المسبق- الليبنتزي والسياق العربي
- رماد التفاهة وانقراض السياق
- الراسمال الرمزي وتسويق الوهم
- هل الموتى يتعلمون
- التداوي بالفلسفة ام بالاعشاب
- الراسمال الرمزي ودوره في ترسيخ الاستلاب في الشرق الأوسط
- هل الغباء جريمة يعاقب عليها القانون
- عولمة التفاهة والشخصية المسخ
- الكفالة والعبودية
- استخدام التفكير النقدي لانتاج كتابة ابداعية بواسطة الذكاء ال ...
- الانسان الروبوت ومأسسة الجهل
- النقد الوجودي للميتافيزيقيا
- العقل البدائي والاحلام
- الدهشة والتفاهة
- ضرورة الدولة فلسفيا
- أساطير و بدايات
- تاريخ الكذب لدى الانسان
- ذهنية التغافل
- السماح بالتعليق والتصويت في الحوار
- روايات بلا احداث نقد وتحليل


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في الضفة الغربية و-يجبر- عائلا ...
- -ديب سيك- تطبيق صيني يغير معادلة الذكاء الاصطناعي العالمي.. ...
- الأزهر يعلن رفضه القاطع لمخططات تهجير الفلسطينيين
- إقالة 12 مدعيا شاركوا بمحاكمة ترامب
- أميركا تواصل ترحيل مهاجرين إلى غواتيمالا وتتجاوز الأزمة مع ك ...
- سوريا.. ضبط شحنة كبيرة من الحبوب المخدرة على معبر نصيب الحدو ...
- حرصا على كرامتهم.. كولومبيا تخصص طائرات لإعادة مواطنيها المر ...
- مجلس الشيوخ يصوت على تعيين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة
- تاكر كارلسون: بلينكن بذل كل ما بوسعه لتسريع الحرب بين الولاي ...
- دراسة تتوقع ارتفاع الوفيات في أوروبا بسبب شدة الحر بنسبة 50% ...


المزيد.....

- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - غالب المسعودي - المثقف والسلوك الاستفزازي المرضي