|
غضب الصهاينة عالى اللهجة
عصام محمد جميل مروة
الحوار المتمدن-العدد: 8178 - 2024 / 12 / 1 - 20:25
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
في كل نهاية للحروب التي تفتعلها إسرائيل وكيانها الصهيوني الغاشم الذي لا يعترف إطلاقاً في بقاء اجواء السلام على حدودها حتى بعد غوصها عدة خطوات لتعميم فرصة ابقاءها دولة مُهددة من جيرانها على مدى التاريخ إبان كل خطواتها التوسعية التي خاضتها في حروبها ذات الاوجه الهجومية ولم تكن يوماً اطلاقاً في موقف ومن موقع المدافع . لا في حرب العدوان الثلاثي عام 1956 حينما جرت إسرائيل فرنسا وبريطانيا الى مغامرة عدوان على جمهورية مصر العربية التي كانت تخرج رويداً من ايادى المماليك الى الضباط الاحرار حينما قسموا وتعاهدوا ان الكيان الصهيونى المفتعل بإمكاننا ازالته اذا ما صار التحريض الاعلامي يخدم ثورتنا ، فحدث العدوان وانتهت من هناك مرحلة جديدة من نمط مخطط يهودي صهيوني ، مُصان دولياً على الاقل من تلك الدولتين الاستعماريتين بعد خطط وعد بلفور وسايكس بيكو وازاحة فلسطين من الخارطة وجعلها خيالاً منسياً . الى حين تأكدت إسرائيل كونها صاحبة فكرة البقاء فشنت مجدداً عدوانها على دول جوارها في نكسةٍ اقوى من تحدى عدوان الحلف الثلاثي 1956 - ولاحقاً طرد ابناء الارض من جوار القدس الشريف حيثُ بلغ السيل الزبى ايامها في الإغتصاب والمجازر وحرق المساجد والكنائس!. ولكنها كانت الدعايات الاعلامية لردع إسرائيل اقوى كثيرا من فعاليتها لا سيما توافق العالم قاطبة على وضع حداً للعرب في تعزيزاتهم وتهديدات متتاليه لدولة إسرائيل. فتعطلت حينها لغة المقاومة وتم التحضير السري والعلني لما كان يسعى اليه الرئيس جمال عبد الناصر بعد النكسة ولكنهُ انتقل الى جوار ربهِ عام 1970 قبل ثلاثة اعوام من نظرية الحرب الحقيقية المدوية التي كادت ان تؤدى بطرد الصهاينة من ديارنا في حرب رمضان والغفران والعبور اكتوبر عام 1973 التي قادها ألرئيس انور السادات الى جانب ألرئيس حافظ الاسد ، لكن كالعادة هم انتصروا ونحن فشلنا ، والوضوح جاء بعد نظرية وفلسفة الاستسلام من خلال افكار ثعلب ماكر اسمه هنري كيسنجر الذي كان يحاور السادات من جهه ، ويضرب الانخاب مع غولدا مائير على الضفة الاخرى فكانت هزيمة ، ونكبة مكملة للغة انتصار اكتوبر الفاشل . هنا في هذه المقدمة التي من الواجب الحديث عبرها لكي توازي ما نحنُ بصدده غداة الحرب الحالية التي اعادت نغمة فلسطين في البال الى الواجهة السياسية ودائرة الاعلام فكانت حصيلة عملية طوفان الاقصى في غلاف غزة جرأة فعلية ودقيقة خطط لها معظم قادة حركة حماس الذين اصروا على غوص غمار تجربتهم او كما يقول محللون انها اخر مجازفة كبيرة ضد الكيان بهذا الشكل الذي رفع التصعيد كما نشاهده الان في التدمير والتهجير الممنهج امام اعين زعماء الدول العربية والاسلامية التي اصبحت تنظر من خلف الابواب مستمعة كما قال الشاعر الثوري العراقي مظفر النواب ان القدس تُغتصبُ وانتم تحتفلون بفض بكارتها من خلف الستائر المخملية ، والنوافذ المُحكمة داخل مكاتبكم . كما كانت الحرب الدائرة الأن هي ربما الاعنف نتيجة الفرط الواضح في معادلة التسلح ما بين المقاومة وحلف الممانعة الذي تقوده ايران بين مزدوجين على الاقل في تسمية الحرس الثوري فيلق القدس لأهمية العاصمة المناطة لفلسطين في سيرتها العربية والاسلامية ، قديماً وحديثاً ولاحقاً مهما تبدل الوقت وصارت الحروب تتأجج فعليًا على الارض ، وربما صدمت الجميع في هذا الشكل لتوسيع الحرب منذ ثلاثة او اربعة عشر شهراً ، و وصلت الى اربعة دول في لبنان وسوريا والعراق واليمن وحتى قائدة الحلف الممانع شن هجمات وتلقى مثلها في اول مرة من تاريخ توسع إسرائيل نيران حروبها لكي تحقق مُرادها في ارساء مشروع التطبيع ! وقطار مسار السلام الشامل ، الذي من الممكن الان في عز الحرب بداية النقاش الجدي في فرضه على جيران إسرائيل وهذا بدا واضحاً خلال مرات عديدة عندما كانت إسرائيل تُزار من قِبل داعميها وعندما كان جزار غزة ولبنان بينيامين نيتنياهو اثناء خطبهِ العنصرية عبر الكونغريس في اثارة غضب إسرائيل وتململها من الاتهامات الموجهة ضدها في انتهاك حقوق الانسان ، والمذابح والمجازر والابادة والتطهير العرقي ضد ابناء قطاع غزة وضد المدنيين الفلسطينين اينما وجدوا ، وعندما فُتحت الحرب كاملة بعد توسعها ضد حزب الله وبيئته حينما بات واضحاً تأثر الكيان الصهيونى على جبهة الشمال نتيجة نزوح وطرد و فرار المستوطنين ومغادرة حصونهم بفضل صواريخ المقاومة عبر حدود جنوب لبنان. والحكاية معروفة ومدروسة ومدروكة ونتائجها بدأت مباشرة بعد اتفاق وقف اطلاق بين حزب الله وإسرائيل بالوكالة عبر الوسطاء الدوليين وفي مقدمتهم آموس هوكشتاين الضابط السابق في مرتزقة جيوش إسرائيل وممثل وحامل ملفات عديدة بين الحكومة اللبنانية وإسرائيل منذ سنوات عديدة قبل عدوان ايلول الذي توسع بعد اغتيال قائد المحور الشهيد حسن نصرالله ونائبه الى جانب العديد من قادة الممانعة والمقاومة في حركة حماس واخرهم القائد البطل والمهندس لعملية غلاف غزة وطوفان الاقصى الشهيد يحي السنوار. ربما الان نشاهد غصب الصهاينة عالىَّ اللهجة لا سيما اذا ما قرأنا في مسيرة الاتفاقات والمعاهدات خلال الحروب ونظرتها الابعد لمشروعها التفتيتي والمذهبي لتقسيم المقسم وتجزيئ المجزأ فها هي في نفس الليلة رفعت منسوب مؤامراتها داخل سوريا رغم الصمت الذي كان طيلة سيران الاحداث الاخيرة خلال عدوان ايلول رغم تدمير وقصف إسرائيل وشنها غارات ضد مواقع حزب الله في دمشق وجوارها ، وصولاً الى استهداف القنصلية الإيرانية . و القضاء على العديد من قادة محور المقاومة الممانع في جوار العاصمة السورية ، فكانت الحكومة السورية اشبه بالغائبة لا بل لم تتدخل في مواجهة الغارات المتكررة على دمشق والجولان والجوار . لكن عمليات الالتفاف على قوات النظام السوري في مدينة حلب السورية منذ ايام عديدة كانت اشبه بتقطيع اوصال النظام السوري المحاصر في وسط دمشق ، وكانت هيئة تحرير الشام شبه المنسية والمتقوقعة داخل مقاطعة إدلب الشمالية والتي لها منافذ وحيدة لإمداداتها عبر تركيا . التساؤل الكبير والخطير لماذ في هذا التوقيت سُمح لتلك الفصائل الإرهابية ان تطرد بقايا الجيش وبقايا فصائل حزب الله من تلك المنطقة رغم وجود قواعد روسية ومنصات صواريخ تحمى النظام السوري اضافة الى الحرس الثوري الإيراني . يبقى التساؤل في خدمة الكيان الصهيونى الذي حضر لإكتمال مشروع الشرق الاوسط الجديد على طريقة فرق تسد . المواقف العربية والاقليمية وحتى الدولية ضعيفة جداً في تماشيها مع وضع حدِ لإسرائيل و مخططها التوسعي والا كيف لنا النظر الى مواقف تركيا الدولة الوحيدة في حلف شمال الاطلسي الناتو ، ولها سفارة متبادلة مع الكيان الصهيونى . ولم تحرك ساكناً سوي بياناتها العاجزة والتي لا تخدم الا مصلحتها . فلماذا تحولت من مراقب الى مُشارك الان والسماح لقوات هيئة تحرير الشام وفروع الجولاني والبقية ، والذين يلتفون حولهم . في تنظيم عمليات ممنهجة على طريقة طوفان مدينة حلب واحتلالها وطرد وقتل رجال الشرطة والجيش المرابطة في المراكز دون مقاومة ، رغم سقوط المئات من الضحايا خلال ساعات قليلة غير واضحة المعالم الا لخدمة الكيان الصهيونى الذي ينتظر مزيداً من اتساع مجال الحروب والنزعات المذهبية التي تخدمهُ .
عصام محمد جميل مروة.. اوسلو في / الاول من كانون الاول- ديسمبر/ 2024 / ..
#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عندما يتكرر المشهد العظيم
-
محكمة جنائية لا تعترف إسرائيل بقيمتها
-
النقد اللاذع لبابا الفاتيكان
-
القهر و الإنزلاق من حقبة الى اخرى
-
الأكثر إستعصاءً حلول ناقصة
-
الخشية على لبنان أم الخوف من عودة المقاومة
-
عودة إثارة كتاب نار وغضب الذي فضح ترامب
-
الشرر الامريكي يتطاير
-
عنصرية الدولة الصهيونية تطال الموظفين
-
الحرب المفترسة على مرأى و مسمع الجميع
-
مبايعة الكيان الصهيونى قبل الخروج
-
إرادة الردع تتألق مع قوافل الشهداء
-
مناظر الارض المحروقة من وراء الستار
-
إصاباتهم دائمًا طفيفة وإصاباتنا بليغة
-
ما من حدث على الأرض إلا و امريكا تُراقبهُ
-
دعاية جديدة لمؤتمر دولى حول لبنان
-
وجه أخر للحرب الطويلة
-
أكاد لا أُصدق ان الهرم الخامس مات
-
عندما قالت المقاومة لا لإسرائيل
-
تمهل أيُها القاتل قبل الجردة الاخيرة للحسابات المُستباحة و أ
...
المزيد.....
-
هل مفهوم -صفر نفايات- أمر قابل للتحقيق في مشهد الطعام حقًا؟
...
-
بوتين يوافق على ميزانية دفاعية قياسية لروسيا.. كم تبلغ؟
-
ستراسبورغ تتألق في موسم عيد الميلاد وتحتضن الزوار في أقدم أس
...
-
غارات جوية للجيش السوري على إدلب تخلف 25 قتيلًا وروسيا تقيل
...
-
صفقات الأسلحة تزدهر في جميع أنحاء العالم - خاصة في روسيا
-
مادة ربما تغير حياة البشر.. ما هو -مسحوق الكربون-؟
-
ماسك يعلق على قرار الرئيس الأمريكي العفو عن نجله هانتر
-
-واينت-: الظروف مثالية للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة
-
كرات نانوية للحماية من الإشعاع!
-
عواقب نمط الحياة الخامل على الصحة
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|