أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد احمد الغريب عبدربه - ملاحظات وملامح عدة في الخطاب السينمائي















المزيد.....

ملاحظات وملامح عدة في الخطاب السينمائي


محمد احمد الغريب عبدربه

الحوار المتمدن-العدد: 8178 - 2024 / 12 / 1 - 04:47
المحور: الادب والفن
    


المدرك العقلي والحسي في السينما
تمثل السينما صورة وادراكا حسيا فيما يتعلق بالتعرف عليها، او حتي الوصول الي التلقي معها، فالادراك الحسي يعتبر مدركا مهما وكليا في كل الفنون، وخاصة مع صورة السينما. والمدرك الحسي، هو الابستمولوجي التجريبي، وليس لابستمولوجي العقلي، فالمعرفة هنا تأتي عند طريق التجريب او التجربة او الادراك الحسي، وذلك يؤسس لفكرة ان كل خطابات العقل والذهن في السينما هي ليست في مصلحة الفيلم، او العمل الفني في السينما، وان كان محاولات الذهن والعقل تكون في دروب الابستمولوجي التجريبي، او تخدم سياقات الصورة والتخيل.
وهنا يصبح الابستمولوجي العقلي طريق للتخيل، وحاضر في الصورة والسينما، ولكن بشروط وخاضعة لخطابات الغياب، فحضوره في الصورة يكون مشروطاً بالابستمولوجي التجريبي، او يكون في سياقات التخيل والشعور او حتي اللاشعور.
فمن يذهب لصالة السينما او يشاهد التلفاز، لا يعمل عقله بالأساس او المسيطر عليه هو الادراك الحسي او الشعور اكثر من العقل . وذلك يمثل منطقة خطيرة جدا في المعرفة، وانسانية جدا، لانها تذهب الي مشاعر الانسان، لذا هناك الايديولوجي والسياسي والسلطوي والتغييب كل ذلك يستحدم ضد المشاهد، بجانب الاغراق المعرفي والذهني، وافراط في الجماليات والتكوين، كل ذلك يعتبر سلبا للعمل الفني في السينما.. ومخالفا للغة الفيلم، او حتي اعتباره عملا فنيا جاداً، او حسناً يرضي ذوق واهتمام المتلقي.

السينما البطيئة ورؤية هيدجر
السينما البطئية والزمن وعلاقة هيدجر بهم حيث دعا الي الشعر والصمت الإنساني وكل ذلك في افلام بيلاتار واوربا الشرقية، واستاذه المجري ميكلوس يانشو والروسي الكسندر دوفجنكو، وآخرون . حيث دعا الي التأمل الصامت للوجود الانساني والانجذاب الصوفي للشعر هما الامكانيات الوحيدة التي تتيح التواصل بين البشر، وهذه الدعوة الفلسفية كما قلنا تكون في سينما التصوف والذهن والتجريب لدي كبار المخرجين، لذا هيدجر يعتبر فيلسوفا حاضر في السينما، وهذا السينما الشاعرية تحمينا كما يشير هيدحر من السقوط اليومي النمطي في عالمنا الثرثار، حيثيدعو الي عدم السقوط في فخاخ اللغة اليومية الروتينية، وتحقيق التواصل الحقيقي بين البشر والانفتاح علي الانية علي نفسها وعلي العالم، والبعد عن النمطية والتكرار، وهي موجودة في السينما البطيئة كما يشير مارتن هيدجر.

جماليات الماضي
يتمثل الزمن الفائت في لحظة مكثفة في حضورها يهرب العقل من تصورها لذا يتأكد منها عن طريق شعوره الجمالي والمتعي ... فالماضي يقبض بقوة علي الإنسان فهناك كثافة كبيرة تشعر الفرد بجماليات الإنسان السابق... وتحدث صورة تخيلية تعكس الإنسان المعاصر والمدرك الماضي والحاضر يستأنث الماضي .. ولكن بسلطوية مطلقة فالماضي اسبق من الحاضر والحاضر أضعف أو يصارع الماضي في السلطة ايهما اقوي كل هذا الصراع شعوري ينظمه الحس الجمالي الذات وليس العقل الذي يستقبل نتيجة الصراع في الاخر ليقرر ما توصل إليه، ولذا الماضي عندما يحضر في الصورة والسينما نجده قوي للغاية، وتأثيره يحتاج الي صورة غير معقولة ومهتزة، وبها عالي التوتر.

اللغة السينمائية والفنية
تتداخل اللغة السينمائية مع لغة المخرج الفنية، او لغة الفيلم نفسها، فالعادة لدي المخرجين هو استخدام لغات سينمائية معتادة، او تقنيات سينمائية محددة سلفاً مع اضافة ابعاد ابداعية خاصة بالمخرج ولكنها لا ترقي لتشكل خطابات لغوية سينمائية جديدة او لها بصمة للمخرج، وهي لدي الافلام التجارية، او الافلام العلمية، او الافلام ذات السلاسل، ويتميز الفيلم ذو اللغة السينمائية الخاصة بالتجديد في اتجاهين، الاول فيما يتعلق بتقديم تقنيات سينمائية جديدة علي مستوي اللغة، والاتجاه التاني هو ابراز لغة سينمائية خاصة به، فهناك لغة فلسفية تميز بعض المخرجين مثل جودار وبيلاتار وتاركوفسي الروسي، والكسندر بيتروفيتش اليوغسلافي وهكذا من مبدعين ومطورين السينما في ولذا تعتبر اللغة لديهم متجاوزة لقواعد اللغة السينمائية وتكسرها بشكل دائم، فلذا لا يمكن الوقوف عندهم.
وهناك ما يجيد تنفيذ الفيلم وفقا للقواعد السينما ويجعل من الميزانسين للصورة دائما بشكل سليم، ولكنه لا يكسر القواعد، ولكنه ايضا لا يصنف افلام تجارية او عادية انما صورة جيدة وفقا للغة السينما، وهنا تتوافق معاها الرؤية الفنية لديهم، وهم مثل سورنتيو الايطالي، وسكورسيزي الامريكي، وايضا صلاح ابو سيف المصري، وطلبة رضوان، وابراهيم عفيفي ذو التوجه اليساري المخالف.

اللاجدوي لدي بيرسون
القلق واليأس والإحباط واللاجدوي تيمات أساسية عند روبير بريسون الفرنسي فالشخصيات لديه حائرة وذات وجوه قلقة مجتژأة فكانت لديه روح وجودية محبطة ارتحت بين التداولية الدينية اللاهوتية وبين اليأس الانطولوجي الفائر يلاحظ أن اللغة السينمائية وتيماتها لدي بريسون غير تقليدية لذا وجب البحث عن كاميرا وجودية تقاس بمقاييس فلسفية ذات أبعاد تقنية محددة سلفا فلا يمكن أن تكون اللغة السينمائية لديه عاقلة لخطابها المعتاد وهناك لسانية تفكيكية في جماليات الصورة لديه فالتعامل تقليدية لمخابئ ومعايير الصورة لدية بمنهج أصولي وقواعدي هو ظن خائب أو تحليل واهن فهناك علي سبيل الافتراض مساحات لسانية في إبعاد الصورة لديه قد تجاوزت التقاليد اللغوية الصورة وهناك أبعاد شعرية أو شاعرية اخترقت معايير الجماليات السينمائية أو قواعد الشعر فهناك بصمة بريسونية شديدة الخصوصية وجلية المعني والوجود ومناحي الإثبات فهناك القول بالحيرة الجمالية لدي هذا النوع من الابداع الصوري وجماليات تحريك المعني بكاميرا تمتلك عيون خاصة.

هيجلية السينما
لعل التقسيم الهيجلي للروح المطلقة والروح الموضوعية اقرب لفهم ابعاد السينما واتجاهاتها .. فالروح المطلقة هي تتعلق بالفن والفلسفة والدين والروح الموضوعية تتعلق بالموضوع ليس سوي في المجتمع .... وهنا تظهر انقسامات السينما من حيث هيجلية مطلقة في افلام الكبار أو النظرية السينمائية مثل جودار الفرنسي وجاراموش الأمريكي وسينما الصحبة في مصر والتونسي ناصر خمير والمخرج الإيراني كيارستامي والتقسيمات التلاتة تعني افلام تتعلق بفن مطلق عظيم لنفسه فالمطلق هنا يشير إلي نقطة ليس لها موضوع فهي ذاتها موضوع .. فالكل هنا حاضر وايضا الوعي وخاصة الوعي والكلي في هذا النوع وايضا انواع المطلق كل ذلك يرتبط بنوعية هذه الأفلام...

بارت في السينما
رولان بارت يفكك رولان بارت، في سيرته الذاتية في كتاباته، انه يجسد نفسه كصورة مرئية، ينظر دائما الي المرآة لكي يكتب ما يحلو له من تفلسف ونقد ادبي واشياء فكرية اخري، انه يتحيز للتخيل والصورة في الكتابة، انه يعيش في اجواء سينمائية رائعة، فهو رائد تفكيك الكتابة الاسطورية ولذة النص، والصورة في الكتابة، كلما قرات لرولان بارت شعرت اني في حضور السينما، كيف ان بارت بعيد تمام البعد عن الحقيقة الصلبة للامور، فهو بصدد حقيقية تخيليلة للاشياء، فهو حالم يريد حواف الحقيقة، مابعدحداثي حذق، ينجذب نحو الصورة والتخيل البصري الدائم للامور .
بارت يبحث عن بارت في الكتابة ولا يجد، يتخيل نفسه حروف وادب وصورة، واساطير محلقة في سقف الحجرة، يتلذذ بحواف الحقيقية، هو سارد سينمائي رائع، مخرج بارع لدواعي التخيل والبعد عن التشدد والعقلانية العامة في تفسير الامور والاشياء التي تحيط بالانسان.
يكتب شذرات عن اللامعقول والحالم في الاشياء، ينتبه لاشياء تخليلة نقية حالمة، تفتح امام الانسان مساحات اخري من الحقيقة الغير فجة والمادية للواقع الذي يعيشه، هو يسمح للانسان المعاصر ان يكون انسان بعيدا كل البعد عن التشيؤ واللانسانية وحياة البرير في عمق المدينة، فلديه دعوات في كتاباته نحو حياة جديدة للانسان..



#محمد_احمد_الغريب_عبدربه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كريستيان ميتز ضد البلاغة ومبادئ الشعر في السينما
- كريستيان ميتز وملامح السينما وبصرياتها العلاماتية
- الكسندر دفجنكو في فيلمه الارض ما بين شاعرية الصورة وقصيدة ال ...
- كريستيان ميتز لا للجماليات ونعم للدلالة والسينما اللامعقولة ...
- اضاءات وشذرات في فلسفة كانط
- اسطورة الغائب والكرامات لدي خيري بشارة بين التشريح الانثروبو ...
- المراحل التاريخية الاربعة لفلسفة الجندر او النسوية الغربية
- صور الحياة وتحليل المعني في اللغة عند الفيلسوف النمساوي لودف ...
- الشاعر محمد حربي يقابل الاكاديمي المتعطل احمد نبيل حبسة في ب ...
- تاريخ حقيقي ام واجهة تاريخية “ السردية التاريخية في الفلسفة ...
- الحضور الفلسفي الكانطي ودقته العلمية وسينماه
- نقد الأنا والاخر في الفكر المصري المعاصر
- ملامح وسمات الفكر لدي احمد عبد الحليم عطية
- فلسفة ونظرية القيم عند احمد عبد الحليم عطية : تطبيقات وامثلة ...
- السينما والعقل في الايام الاخيرة لكانط
- المخرج البولندي بافل بافليكوفسكي في فيلمه “ايدا”
- تحليل جمالي لفيلم “ايدا”: البحث عن عالم آخر
- الأخوان داردين والاقتراب من نفسانية روبير بريسون
- عدمية الحلم بين فيلليني وأنطونيوني
- فلسفة الفيزياء والرياضية في ضوء النموذج الارشادي لتوماس كون


المزيد.....




- الكويت.. قرار بسحب الجنسية من الفنان داود حسين والمطربة نوال ...
- بغداد تحتضن مؤتمر الأدب الشعبي الأول الخاص بالأبوذية
- -الروبوت البري-.. فيلم يُلهم الآباء ويتحدى ديزني وبيكسار
- سحب الجنسية الكويتية من الفنان داود حسين والمطربة نوال
- الكويت تسحب الجنسية من الممثل داود حسين والمطربة نوال
- ضمن حملة شملت الآلاف.. الكويت تسحب الجنسية من فنانين بارزين ...
- شاهد.. ضربة قاضية تنهي نزالا بفنون القتال المختلطة بعد 48 ثا ...
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 85 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- الكويت تسحب الجنسية من المطربة نوال والفنان داود حسين
- موقع: اعتراف بوريس جونسون بتنظيم حرب بالوكالة ضد روسيا أمر م ...


المزيد.....

- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد احمد الغريب عبدربه - ملاحظات وملامح عدة في الخطاب السينمائي