أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن ميّ النوراني - محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا (4)















المزيد.....

محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا (4)


حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)


الحوار المتمدن-العدد: 8178 - 2024 / 12 / 1 - 02:44
المحور: الادب والفن
    


عقدنا جلسة تشاورية؛ جلستُ قبالة ماريا، وجلستْ بهيجة قبالة الحمارة، وتركنا بيننا مساحة تسمح للطفلين بحرية اللهو... رفرفت فوقنا راية بيضاء ناصعة تلف قلبا كأنه من بلّور تتماوج فيه كل الألوان... حضننا النور الدافئ... تبادلت عيوننا الابتسامات وخفقت قلوبنا بالحب المبتهج ونهضنا وتشابكت أكفّنا ورقص الطفلان وسطنا على أنغام موسيقى كونية كانت تعزفها جوقة ربِّيّة نورانية... قالت الحمارة: ما فعلناه بهم أنا وأبنائي كان بسب قرار أصدره القاضي يأمر بفصلنا عنكم، وترحيلنا من غزة إلى تل أبيب!
قالت ماريا: رددنا كيدهم إلى نحرهم!
قالت بهيجة: يريدون اكتشاف سر إنجاب حمارتنا لأطفال آدميين من أب كنعاني!
قلت: ميل الميزان الديموغرافي لصالح الكنعانيين العرب، سلاح فتاك لن يقووا على هزيمته!
قالت ماريا: سننتصر بالحب النابض في قلوبنا وأرحام نسائنا وحمائرنا...!
قهقهت الحمارة وقالت: أنا لستُ حمارة؛ لكن لا عليكم، واصلوا تسميتي باسم الحمارة وإلى حين!
أطرقت بهيجة وقالت: لن يسمحوا لنا بإقامة المهرجان!
قالت ماريا: لسنا بحاجة إلى موافقتهم!
قالت الحمارة: راية الحب البيضاء هي الخطر الأشد على ظلاميتهم وعنصريتهم وانغلاقيتهم وعدوانيتهم!
أنشدنا ومعنا الطفلان والراية والقلب البلّوري: سننتصر... لا محالة سننتصر... الحب دائما... دائما... ينتصر! وقهقهنا ورقصنا ونحن لا نزال ننشد: سننتصر... لا محالة سننتصر... الحب دائما... دائما... ينتصر!
حضنت بهيجةُ ماريا، وأمطرتها بقبلاتها الشغوفة الحانية وقالت لها: أعدّي خطاب افتتاح المهرجان... قدّمت الحمارة أوراقا بيضاء وقلما سماوي المداد، لماريا... وفجأة، انشق الهواء عن ضجيج طائرات عسكرية إسرائيلية مروحية، هبط منها جنود مدججون بالسلاح؛ حاصرونا وصرخ قائدهم بحنق وغيظ متفجر: أين تختفي الحمارة وطفلاها وابوهما الآدمي؟!
لم نعرْهم اهتماما ولم نجب! انسحب الجنود خائبين مهزومين وغاب أزيز الطائرات من الأفق!
قالت ماريا: سيغيب ظلمكم وظلامكم وجهلكم وفسادكم وسينتصر الحب في وطني!
عادت بهيجة إلى حجرتها، ولحق بها الطفلان وأمهما الحمارة. وقفنا ماريا وأنا نتأمل النجوم الشاهقة، وخال لي أنها تهبط واحدة بعد أخرى وتدنو منا بخشوع المصلين وتصافحنا وتحضننا بحنان وشغف ثم تعود إلى الصعود... داعبتُ خصلات الشعر المنسدلة على كتفيّ وظهر وصدر ماريا، وتسللت أناملي برقة لمداعبة حنايا جسمها المتوقد المشتهى، فالتصقنا وحملتُها إلى داخل دار خلوتنا واهتز الكثيب تحتنا وحملتنا النشوة إلى غيبوبتنا الصوفية وغفونا ورأيتُ في المنام أننا أفقنا على بريق يخطف الأبصار منبعث من عدسات آلات تصوير تحاصرنا من كل اتجاه، واندفعت أياد خشنة غليظة فظة فشدت وثاقنا عرايا ملتصقين ودفعت بنا إلى قاع آلية مصفحة نقلتنا إلى زنزانة ضيقة في سجن السرايا وسط غزة حُشرنا فيها ونحن لم نزل عرايا ملتصقين؛ ولم تفارقنا راية الحب البيضاء وظلت منيرة خفاقة فوقنا وحولنا! داعب النعاس المطمئن جفوننا، فألقت ماريا رأسها على صدري واتكأت رأسي على جدار الزنزانة الخشن، واستغرقنا في نوم ناعم هانئ حتى ايقظتنا يد غليظة نزعتنا من بين الجدران العفنة ودفعتنا إلى قفص واطي السقف وضيق داخل قاعة محكمة كانت غاصّة بنساء ورجال إعلام بأجهزة تسجيل وكمرات تصوير فوتوغرافي وتلفزيوني، ورجال بلباس مدني يحملون مسدسات على جنوبهم! كان القاضي يعتمر بعمامة إسلامية هزيلة، تلتف تحت قلنسوة دينية يهودية سوداء!
لا زلتُ أنا وماريا في الحلم عاريين تحت بطانية كئيبة رثة أُلقيتْ علينا، وكنا شاردين بعيدا عما تضج به قاعة المحكمة خارج قفصنا؛ كنت أنا وماريا موثقين وجها لوجه وكان ظهْر ماريا نحو القاعة، وارتجّ هواء القفص برجّتينا فسقط الغطاء كالح اللون كريه الرائحة عن بدنينا، فالتهمت العيون الشبقة الجوعى ردفيّ ماريا المكورين كقبتين عاجيتين وهزّت ردفيها فاهتزت القاعة وانتفض القاضي فوق كرسيه وانتفض كل من في القاعة ثم أدارت ماريا لي ظهرها بمشقة لشدة ربطنا وهوت ساجدة فهويت فوقها، فأنا وهي كنا جسما واحدا ذا شقين، وهوت كل النساء فهوى القاضي فوق أقرب امرأة منه وهوى الرجال كل واحد فوق أقرب امرأة منه، وصمد من بين الجميع مصور التلفزيون الرسمي الإسرائيلي... اهتزّ كل ذكر وأنّت كل امرأة في القاعة وأُدميت ونهض القاضي دائخا وتبعه كل الساجدين بين الألايا الأنثوية وكانوا كلهم دائخين أيضا؛ أما أنا وماريا فقد واصلنا صلاتنا... عاد القاضي إلى مقعده، كان حاسر الرأس، فانتفض وصاح بغضب أين قلنسوتي؟ فردت امرأة وهي لا تزال ساجدة: تحتي! فاسرع الحاجب وأعاد القلنسوة ومعها العمامة للقاضي، فوضع القاضي القلنسوة اليهودية فوق راسه، وكان يسيل منها دم ومنيّ انحدرا إلى جبينه وعينيه ووجنتيه وشفتيه ولحيته وعنقه، وأعلن الحاجب بدء جلسة محاكمتي أنا وماريا؛ لكن النسوة الساجدات نهضن واستوين واقفات يتوجعن ولم يزل نصفهن الأسفل عاريا يسيل من مؤخراتهن خليط من اللونين الأحمر والأصفر وأدرن كلهن ظهورهن للقاضي واشرن إلى مواضع آلامهن ثم أستدرن وبصقن ورفسن الهواء وخرجن من القاعة بعد أن قالت ضحية القاضي أنها ومعها الأخريات جسَدن إجلالا لراية الحب البيضاء المرفرفة حول القلب البلّوريّ الخفاقة فوق الساجدَين في قفص الاتهام! وتضامن رجال الإعلام مع زميلاتهم وانسحبوا من القاعة باستثناء مندوب التلفزيون الإسرائيلي الحكومي! وانسحب الحاجب وكثير من رجال الأمن أيضا!
تململتْ ماريا في حضني فصحوتُ نصف صحو وشددتُ ذراعي حول خصرها واستغرقني نومي من جديد واستأنفتُ الرؤيا فإذ بالقاضي غدا قردا بلا ذنب وقفز فوق المنضدة وداس العمامة والقلنسوة ففزع من تبقى في القاعة وفروا ثم عاد القاضي إلى هيئته الآدمية بهي الطلعة مرفوع القامة واتجه نحو قفصنا وأدى تحية عسكرية وقال: العار لنا والمجد لكما؛ وانحنى وخطا إلى الخلف لم يستدبرنا وهو ما يزال يؤدي لنا التحية ويردد: العار لنا والمجد لكما...! وعلى عتبة باب القاعة انحنى واختفى؛ فتقدمت منا الحمارة فكسرت قفل القفص الغليظ وفكت قيدنا وخفضت ظهرها فركبناها، ماريا في حضني وأنا وراءها؛ فصافح أول شعاع الشمس عينيّ فنهضتُ من نومي مبتسما منشرحا... ونهضت ماريا من نومها وقصصتُ عليها رؤياي فأجلستني فوق حجرها وسألتني: ماذا ترى؟ قلت: راية الحب البيضاء عالية ترفرف في النور المبتهج وفي حضنها القلب البلّوري ينبض واراه يرتقي وينزل! فقالت: أبشرْ وقُمْ فبشِّر!

*اطلب/الرواية الكاملة بالتواصل مع الكاتب على واتساب 972592588528+



#حسن_ميّ_النوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا ( ...
- محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا ( ...
- محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا ( ...
- المبادرة الكنعانية: بيان الإطلاق - مفتوح للحوار قابل للتعديل ...
- أَنا هُداكُنَّ أُخَيَّاتيْ فَاتَّبِعْنَنِيْ
- قرآن القرآن | تفسير (المغضوب عليهم) و(الضالين) في سورة الفات ...
- كنعان وطن واحد مفتوح لعاشقيه من الناس أجمعين
- طِبّ الرَّبَّة البَهْجة
- يعترينا حياء من الفعل الجنسي.. لماذا؟
- حكاية ابنِ المصلوبةِ أُمِّه
- رواية هدى والتينة (22)
- رواية: هدى والتينة (21)
- رواية: هدى والتينة (20)
- رواية: هدى والتينة (19)
- رواية: هدى والتينة (18)
- رواية: هدى والتينة (17)
- هدى والتينة (16)
- رواية: هدى والتينة (15)
- رواية: هدى والتينة (14)
- رواية: هدى والتينة (13)


المزيد.....




- الكويت.. قرار بسحب الجنسية من الفنان داود حسين والمطربة نوال ...
- بغداد تحتضن مؤتمر الأدب الشعبي الأول الخاص بالأبوذية
- -الروبوت البري-.. فيلم يُلهم الآباء ويتحدى ديزني وبيكسار
- سحب الجنسية الكويتية من الفنان داود حسين والمطربة نوال
- الكويت تسحب الجنسية من الممثل داود حسين والمطربة نوال
- ضمن حملة شملت الآلاف.. الكويت تسحب الجنسية من فنانين بارزين ...
- شاهد.. ضربة قاضية تنهي نزالا بفنون القتال المختلطة بعد 48 ثا ...
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 85 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- الكويت تسحب الجنسية من المطربة نوال والفنان داود حسين
- موقع: اعتراف بوريس جونسون بتنظيم حرب بالوكالة ضد روسيا أمر م ...


المزيد.....

- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن ميّ النوراني - محراب البهجة: راية الحبّ البيضاء - رواية تؤسس أدبا كنعانيا (4)