|
الوافد الأخير بيت العمة دبة ، الببغاء يغطّ في النوم
طلال حسن عبد الرحمن
الحوار المتمدن-العدد: 8177 - 2024 / 11 / 30 - 09:55
المحور:
الادب والفن
الوافد الأخير
بيت العمة دبة ، الببغاء يغطّ في النوم
الببغاء : خ خ خ خ " يفزّ خائفاً " آآآآ .. " يتلفت حوله " صوت اطلاقة " يصمت " سمعتها لأول مرة ، عند منتصف الليل ، لكن العمة دبة ، كانت تشخر ، لم تسمعها ، إنها دبة " يصمت " أم أنّ ما سمعته كان كابوساً ؟ " ينصت " الثعلب اللعين .
الثعلب يدفع الباب ، ويدخل مسرعاً خائفاً
الثعلب : أيها الببغاء .. الببغاء : العمة دبة قالت لك ، لا أريد أن أرى وجهك مرة أخرى . الثعلب : لقد جنت العمة دبة .. الببغاء : بالعكس ، كان عليها أن لا ترى وجهك ، منذ البداية . الثعلب : ستأتيك بكارثة . الببغاء : لا كارثة إلا أنتَ . الثعلب : لقد أمسكت بإنسان . الببغاء : " مذهولاً " ماذا ! الثعلب : وقد تأتي به إلى هنا . الببغاء : تكون قد جنت فعلاً . الثعلب : " يتراجع " ها هي قادمة .. الببغاء : إنسان ! يا للجنون . الثعلب : فلأهرب قبل أن تأتي ، ومعها أسيرها ، الإنسان " يخرج مسرعاً " . الببغاء : يا ويلي ، لقد جاءتني بكل الكائنات الغريبة ، والمتوحشة ، والآن قد تأتيني بأشدهم .. ، حقاً لقد جنت " ينصت " ها هي قادمة .
تدخل العمة دبة ، ومعها يدخل رجل
الببغاء : إنه إنسان حقاً .. العمة : " تشير إلى الببغاء " أعرفك بصديقي العزيز ، الببغاء . الرجل : " ينحني قليلاً " أهلاً وسهلاً . الببغاء : " يُحدق فيه صامتاً " .... العمة : " تشير إلى الرجل " إنسان .. الببغاء : أعرف . العمة : رأيته في الغابة ، ومعه بندقية . الرجل : آسف ، صدقيني ، كما قلتُ لكِ ، لم أطلق منه اطلاقة واحدة ، على كائن من كائنات هذه الغابة . الببغاء : بسخرية " كان يحملها للزينة . الرجل : وقد رميتها ، كما رأيتِ ، في أعماق البحيرة . الببغاء : منذ أن ظهرتَ ، على وجه هذه الأرض ، قبل آلاف السنين ، وأنت تقتل ببندقية أو بغير بندقية . الرجل : لكن ، يا صديقي ، أنا من دجن مئات الأنواع من الحيوانات ، وقد رعيتها ، وحميتها من الكائنات المتوحشة والضواري ، وسفاكي الدماء . الببغاء : لتسفك دماءها أنت ، وتفترسها .. الرجل : أنا إنسان . الببغاء : العمة دبة ، حكت لي حكاية ، ذات مرة ، حكاية لها دلالتها .. العمة : الحكايات كلها ، من صُنع الإنسان . الرجل : " ينظر صامتاً إلى الببغاء " .... الببغاء : قالت العمة دبة ، مرّ ذئب ، ذات ليلة ، ببعض الرعاة ، يشوون حملاً ةعلى النار ، ليفترسوه بطريق متحضرة ، فقال في نفسه ، لو كنت أنا من يفترس هذا الحمل ، لقالوا ذئب متوحش . الرجل " يُطرق رأسه صامتاً " .... العمة : يُقال إن الإنسان آخر من ظهر على الأرض . الرجل : نعم ، بعد أن انقرضت الدينصورات ، ومعظم الكائنات الضخمة . الببغاء : ويبدو أن باقي الكائنات ، بمن فيهم أنت ، سينقرضون على يديكَ . الرجل : كلا ، فأنا ، الإنسان ، بنيت القرى والمدن و .. الببغاء :النمل والنحل أيضاً يبنون .. الرجل : وأنا من دجن الأغنام والأبقار والمواشي و .. الببغاء : النمل سبقك في هذا ، فقد دجن المن ، وهو يرعاه ، كما ترعى أنت الأغنام .. الرجل : وأنا من زرع الحقول والغابات و .. الببغاء : النمل بدأ الزراعة قبلك ، فزرع الفطر مثلاً . الرجل : " متردداً " وأنا .. " يصمت " .. الببغاء :أنت ماذا ؟ الرجل : " بصوت مختنق " عائلتي تنتظرني .. الببغاء : " ينظر إلى العمة دبة " .... الرجل : زوجتي ، وطفلاي ، ابني وابنتي ، وهم قلقون عليّ الآن . الببغاء : أيتها العمة .. العمة : نعم . الببغاء : أنتِ تعرفين كلّ شيء ، حدثينا عن .. الإنسان . العمة : " تشير إلى الرجل " الإنسان موجود أمامنا ، وهو يعرف عن نفسه أكثر مما أعرف ، فليتحدث هو عن نفسه . الرجل : " يتطلع إليهما صامتاً " .... العمة : تفضل ، تحدث عن .. الإنسان . الرجل : ما أعرفه ، أن الإنسان كان آخر من وفد على الأرض .. العمة : نعم ، فقد سبقته النباتات ، ثم الكائنات المائية ، ثم الطيور .. الببغاء : نحن .. العمة : ثم الثدييات ، أي نحن الدببة والآخرين ممن يرضعون صغارهم . الرجل : وخلال تلك الأزمان السحيقة ، ظهرت الكائنات الضخمة ، مثل الدينصورات ، وبعد مليون سنة تقريباً ، انقرضت هذه الكائنات ، وفي مقدمتها الدينصورات . العمة : ويُقال أنها انقرضت قبل حوالي سبعين مليون سنة . الرجل : وبعدها ظهر الإنسان .. الببغاء : ليته لم يظهر . العمة : " بعتاب " ببغاء .. الببغاء : يُقال أن إنساناً قال مرة ، الحياة مبنية على القسوة والافتراس ، وأسوأ القساة المفترسين هو الإنسان . الرجل : الإنسان حرّ ، يدرك ما يراه . العمة : " بنبرة مصالحة " لا ننسى ، أن للإنسان عقل ، وهذا ما يميزه عن الكثير من الكائنات الأخرى . الرجل : وهو أول من استخدم عقله للتغلب على قوى الطبيعة .. الببغاء : وعلى الكائنات الأخرى . الرجل : فتعلم الصيد ، وتدجين الحيوانات ، والزراعة ، والبناء .. العمة : " تهز رأسها موافقة " .... الرجل : فبنى أعظم الحضارات فيما بين النهرين ، ومصر ، واليونان ، والهند ، والصين ، و .. الببغاء : لكن كلّ هذا لم يمنعه من القتل ، فقتل الكائنات الأخرى ، بل وقتل الكثير من أبناء جنسه أنفسهم . الرجل : " يطرق رأسه ويصمت " .... الببغاء : أيتها العمة ، أنتِ لم تتكلمي . العمة : أنت تكلمت ، وكذلك الإنسان . الببغاء : أريد أن تتكلمي أنتِ أيضاً ، فلابدّ أن لكِ رأيكِ . الرجل : " ينظر إلى العمة دبة متوجساً " .... العمة : رأيي أن في الإنسان ، الكثير من عادات الكائنات الأخرى .. الببغاء : " يهمهم " هم م م م . العمة : وكذلك الكائنات الأخرى ، فإن فيه الكثير من عادات الإنسان . الببغاء : أنتِ العمة دبة حقاً .. العمة : " تبتسم " .... الببغاء : هذا يعني ، إنك لا تدينين الإنسان . العمة : أنا أدين كلّ ما هو سلبي ، سواء في الإنسان ، أو في الكائنات الأخرى .
يدخل الثعب ، ومعه طفلان ، طفل وطفلة
الببغاء : الثعلب ؟ الثعلب :" ينظر إلى العمة دبة " عفواً ، هذان الطفلان ضلا في الغابة ، وهما يبحثان عن أبيهما ، فأتيتُ بهما .. الطفلان : " ينظران إلى أبيهما فرحين " بابا ! الرجل : طفلاي .. الطفل : " يركض إلى أبيه " بابا .. بابا .. الطفلة : " تركض إلى أبيها " بابا .. بابا .. الرجل : " يعانق طفليه " .... الطفل : ماما قلقة جداً عليكَ .. الطفلة : وبدون علمها ، خرجتُ أنا وأخي ، نبحث عنك في الغابة .. الطفل : ولو لم نلتقِ بهذا الثعلب الطيب " ينظر إلى الثعلب " لما عثرنا عليك . الثعلب : " يلوي رأسه متأثراً " أطفال أبرياء ، إنه أبوهما . الطفل : هيا يا بابا ، ماما تنتظر . الطفلة : هيا ، هيا يا بابا . الرجل : " ينظر إلى العمة دبة " .... الثعلب : " للطفلين " أنتما لا تعرفان العمة دبة على حقيقتها ، إنها مثال للرحمة والمحبة والتسامح والسلام . العمة : " تبتسم " .... الببغاء : صدق الثعلب ، رغم أنه ثعلب . العمة : " للطفلين " خذا أباكما ، واذهبا ، لا تدعا أمكما تنتظر أكثر . الرجل : " يبتسم بارتياح " أشكرك . العمة : " للثعلب " دلهم على الطريق ، هيا . الثعلب : سمعاً وطاعة .
الرجل وطفلاه يخرجان ،ومعهما الثعلب ، العمة والببغاء وحدهما
إظلام
12 / 11 / 201
سمكة فوق الشجرة
بيت العمة دبة ، الببغاء أمام القفص
الببغاء : منذ يومين ، والثعلب غائب ، لعله ذهب فعلاً إلى الجبل الأخضر ، وصعد إلى قمته ، ليأتي بذلك النبات الغريب ، الذي يصيب من يأكله بجنون مؤقت ، يستمر يومين أو ثلاثة أيام " يغالب ضحكه " كم أخشى أن يدسه في طعام العمة دبة ، فيصيبها .. " يضحك ثم يكتم ضحكته " العمة دبة ، لو أكلت من هذا " يغالب ضحكه " العمة دبة مجنونة ، آه " يصمت " لكن اللعين ، قد يدسه لي ، فأجن ، وقبل أن أفيق من الجنون ، يكون قد حقق حلمه ، وأكلني ، الويل له " ينصت " ها هو قادم ، فلأحذره يدخل الثعلب مسرعاً ، ويحدق بجنون في الببغاء
الببغاء : الثعلب ! الثعلب : أيها الببغاء ، سأجن ، إن لم أكن قد جننتُ فعلاً . الببغاء : لابد أنك صعدت إلى " يشير إلى الخارج " القمة . الثعلب : أي قِمة ؟ الببغاء : الجبل الأخضر . الثعلب : عمّ تتحدث ؟ يبدو أنك جننت . الببغاء : العمة دبة قالت .. الثعلب : دعني من العمة دبة ، وما قالته ، أنا أقول لك إنني أكاد أجن ، لقد رأيتُ ما لم يره أحد فوق .. الببغاء : فوق قمة الجبل .. الثعلب : كلا ، ليس فوق قمة الجبل ، فأنا لم أذهب إلى الجبل ، وإنما فوق شاطئ النهر . الببغاء : رأيت النبات الغريب ، الذي ينمو فوق قمة الجبل الأخضر ، لعل أحدهم قد وضعه فوق الشاطئ ، فأكلت منه . الثعلب : أيها الأحمق ، أنا ثعلب ، والثعالب لا تأكل النباتات . الببغاء : لكن هذا نبات خاص ، وهو شهيّ ، و .. الثعلب : لقد اشتهيت اليوم ، أن آكل سمكاً ، وليتني لم أشتهِ . الببغاء : سمكة من قمة الجبل الأخضر ! آه الأمر واضح الآن . الثعلب : كلا ، أيها المجنون ، سمكة من النهر .. الببغاء : فذهبت إلى قمة الجبل .. الثعلب : " يصيح بجنون " كفى .. كفى . الببغاء : حسن ، حسن ، لن أتكلم ، تكلم أنت ، ذهبتَ إلى .. الثعلب : ركز مخك معي . الببغاء : ركزت ، مخي كله معك ، تكلم . الثعلب : ذهبتُ إلى النهر ، واختبأت بين حشائش الشاطئ ، لعل سمكة تقترب من حافة النهر ، فأنقض عليها ، وأمسكها . الببغاء : هذا يعني ، إنك لم تصعد إل قمة الجبل الأخضر ، ولم .. الثعلب : " يحدق فيه غاضباً " .... الببغاء : عفواً ، عفواً أكمل . الثعلب : قلتُ لك ، ركز مخك معي . الببغاء : سأركز ، أكمل ، أكمل . الثعلب : فجأة ، وأنا بين الأعشاب ، رأيتُ سمكة غريبة ، تخرج من الماء ، وتسير على الشاطئ .. الببغاء : السمكة ! الثعلب : ثم ابتعدت عن الشاطئ ، وصعدت شجرة عالية .. الببغاء : السمكة ! الثعلب : وأكلت ما وجدته في أعشاش العصافير ، من بيض وفراخ .. الببغاء : السمكة ! الثعلب : ثم نزلت من الشجرة ، وعادت ثانية إلى النهر ، واختفت في الماء . الببغاء : السمك ! الثعلب : طبعاً السمكة ، وليس أمي .. الببغاء : آه .. عفواً .. عفواً .. الثعلب : " يتراجع منفعلاً " سيزداد جنوني ، إذا استمريتُ في الحديث إليك ، أنت ببغاء متخلف " يخرج " . الببغاء : " يهذي " الثعلب لم يذهب إلى الجبل الأخضر ، ولم يصعد إلى قمته ، ولم يأكل من العشب الغريب ، الذي يصيب من يأكله بالجنون المؤقت ، وإنما ذهب إلى الشاطئ ، ورأى سمكة تسير " يصيح منهراً " آآآآ .
تدخل العمة دبة ، وتقترب من الببغاء
العمة : ببغاء ! الببغاء : " بصوت تخنقه الدموع " ماما .. العمة : ماذا ! الببغاء : " ينزل ويعانقها " ماما .. ماما . العمة : ببغاء ، أنا العمة دبة . الببغاء : " يحدق فيها صامتاً " .... العمة : اهدأ يا عزيزي ، وتمالك نفسكَ . الببغاء : " يتهاوى على المنضدة " آه . العمة : " تربت على رأسه " اهدأ ، وحدثني بما جرى ، واطمئن ، يا عزيزي ، كل شيء سيكون على ما يرام . الببغاء : الثعلب كان هنا . العمة : آه .. الببغاء : وقال ، إنه لم يذهب إلى الجبل الأخضر .. العمة : " تحدق فيه " .... الببغاء : ولم يصعد إلى القمة .. العمة : " مازالت تحدق فيه " .... الببغاء : ولم يأكل من الأعشاب ، التي تسبب الجنون المؤقت .. العمة : " تهم بالكلام " .... الببغاء : " يقاطعها " رغم أنه كان مجنون تماماً ، وهو يحدثني . العمة : وصدقته ؟ الببغاء : كنتُ سأصدقه ، لو لم يقل لي ، ما قاله فيما بعد ، آه . العمة : حسن ، قل لي ما قاله ، وأنا سأقول لك ، ما إذا كان قد صعد إلى القمة ، وأكل من العشب ، أم لا . الببغاء : لم أصدقه ، لكن عدوى ما أكله من عشب ، في قمة الجبل ، انتقلت إليّ .. العمة : أخبرني بما قاله . الببغاء : قال إنه ذهب إلى النهر ليصطاد سمكة ، لقد اشتهى أن يأكل السمك .. العمة : نعم ، فالثعلب يحب السمك . الببغاء : اسمعي ، يا عمة ، أثر أعشاب قمة الجبل الأخضر .. العمة : حسن ، إنني أسمع ، تكلم . الببغاء : فرأى سمكة غريبة ، تخرج من النهر .. العمة : نعم . الببغاء : وتسير على الشاطئ .. العمة : نعم . الببغاء : وتصعد شجرة عالية ، وتأكل ما في أعشاشها ، من بيض وصغار .. العمة : نعم . الببغاء : ثم تنزل من الشجرة ، وتعود إلى النهر ، وتختفي في المياه . العمة : هم م م ، الآن تأكدتُ أن الثعلب لم يصعد إلى قمة الجبل الأخضر .. الببغاء : " يحدق فيها " .... العمة : ولم يأكل الأعشاب ، التي تسبب الجنون المؤقت .. الببغاء : " يصيح " ماذا تقولين ! العمة : ببغاء ، اهدأ .. الببغاء : " منفعلاً "والسمكة التي تصعد من النهر ، وتمشي عل الشاطئ .. العمة : واضح أن الثعلب ، لم يرَ من قبل ، مثل هذه السمكة ، فطاش عقله . الببغاء : أيتها العمة ، لا أظنك جادة . العمة : بل جادة كلّ الجد . الببغاء : أتوجد مثل هذه السمكة ! العمة : نعم ، وهي ليست الوحيدة ، التي تخرج من الماء ، وتسير على اليابسة . الببغاء : سأجن .. العمة : وهناك سمكة تعيش فترة من حياتها ، في المياه العذبة ، في الأنهار والبحيرات ،وفي البرك المقفلة ، وتعيش فترة أخرى في البحار ، حيث تضع بيضها . الببغاء : سمعت بمثل هذه الأسماك ، ربما منك ، كأسماك السلمون . العمة : لا ، أنا أتحدث الآن عن سمك آخر ، اسمه الحريث . الببغاء : لا مشكلة ، فهذه الأسماك تنحدر مع الأنهار ، إلى البحر . العمة : حسن ، ولكن ماذا عن الأسماك ، التي تعيش في البرك المقفلة ؟ الببغاء : " ينظر إليها متسائلاً " .... العمة : إنها ، يا عزيزي ، تصعد من البركة ، وتسير على الأعشاب الندية ، حتى تصل نهراً قريباً . الببغاء : " يصعد صامتاً إلى مكانه " .... العمة : ببغاء .. الببغاء : دعيني ، أريد أن أنام . العمة : اسمع ، سأحدثك عن الأسماك العمياء ، والأسماك المضيئة ، والأسماك الطائرة ، والأسماك المنظفة ، والأسماك التي لا تبيض وإنما تلد ، والأسماك .. الببغاء : ماذا لو حدثتكِ عن الأسماك التي ترقص وتغني .. العمة : " تبتسم " .... الببغاء : لم تصدقيني . العمة : إنني أصدق ما ألمسه أو أراه . الببغاء : " يتمدد " سأنام ، وأصعد في الحلم ، إلى قمة الجبل الأخضر ، وأجلب بعض الحشائش ، التي تسبب الجنون . العمة : ستنام ، وتهدأ ، ولن تأكل حتى في الحلم ، هذه الحشائش ، إنني أعرفك ، وأنا أحبك ، وأعتز بك . الببغاء : آه أنت حقاً ماما . العمة : " تربت على رأسه " بنيّ العزيز ، نم ، تصبح على خير . الببغاء : تصبحين على خير .
الببغاء يغمض عينيه ، العمة تعود إلى مكانها
إظلام
14 / 11 / 2016
أسماك
بيت العمة دبة ، الببغاء فوق المائدة
الببغاء : " ينصت قلقاً " أسمع وقع أقدام " يتراجع خائفاً " أخشى أن يكون الثعلب اللعين ، أم إنه دبدوب ؟ " يتوقف متمالكاً نفسه " وقد أكون في الأساس واهماً " يصمت " هذا الثعلب اللعين ، يجعلني في خوف دائم ، والحق معي ، فأنا ببغاء ، وهو ثعلب " ينصت " دبدوب ؟ ربما ، لقد جاء عدة مرات ، منذ الصباح حتى الآن ، يريد أن يرى العمة دبة ، ترى ماذا يريد منها ؟ " ينصت " ها هو قادم ، أم إنه الثعلب ؟ " يعود إلى مكانه " الحذر ضروري مع الثعلب .
يُدفع الباب بهدوء ، ويدخل دبدوب متلفتاً
الببغاء : دبدوب .. دبدوب : يبدو أن العمة دبة ، لم تأتِ بعد . الببغاء : كما ترى . دبدوب : " يبدو نافد الصبر " .... الببغاء : ستأتي ، هذا وقتها . دبدوب : " يجلس إلى المائدة " سأنتظرها . الببغاء : لابدّ أن الأمر هام . دبدوب : " يهز رأسه " .... الببغاء : لا عليكَ ، ستأتي العمة دبة ، وسيكون كلّ شيء على ما يرام . دبدوب : هذا ما أرجوه . الببغاء : آمل أن لا يكون لدبدوبة علاقة بالأمر . دبدوب : كلا . الببغاء : هذا ما خمنته ، لأن دبدوبة ، وإن كانت من الدببة ، إلا أنها .. متميزة " ينصت " ها هي العمة دبة ، لقد جاءت . دبدوب : " يقف " ....
تدخل العمة دبة ، وسلتها في يدها
العمة : أهلاً دبدوب . دبدوب : أهلاً بكِ . العمة : " تضع السلة على المنضدة " .... الببغاء : لقد جاء عدة مرات ، يسأل عنكِ ، في فترة غيابكِ . العمة : " تنظر إلى دبدوب " خيراً . الببغاء : يقول إن الأمر هام . العمة : أرجو أن لا تكون دبدوبة .. ، فهي ظلكَ ، وأنت ظلها . دبدوب : ليس مباشرة ، وإن كانت دبدوبة تخالفني في الرأي . العمة : " تبتسم " الاختلاف في الرأي ، لا يُفسد للود قضية . دبدوب : نعم ، نعم . الببغاء : أنا نفسي ، أختلف أحياناً في الرأي ، مع العمة دبة . العمة : " تبتسم " بل قل ، معظم الأحيان . الببغاء : ومع هذا ، فإن خيط الود ، بيني وبينك ، لم ينقطع . العمة : ولن ينقطع . دبدوب : أيتها العمة .. العمة : نعم . دبدوب : هناك أمر يحيرني . العمة : لا تحتر ، قل لي ما هو ، فقد تجد الجواب عندي . دبدوب : الطيور تهاجر .. الببغاء : ليس كلها . العمة : هذا صحيح ، فبعضها تهاجر ، عند الضرورة . دبدوب : كذلك بعض الحيوانات .. الببغاء : الدببة لا تهاجر . العمة : " ترمق الببغاء بنظرة خاطفة " نعم ، تهاجر بحثاً عن الماء والطعام والجو الملائم . دبدوب : والأسماك ، هل تهاجر ؟ العمة : إنها مثل الطيور والحيوانات الأخرى ، تهاجر بعضها ، من مكان إلى مكان آخر ، عند الضرورة أيضاً . دبدوب : هذا ما اختلفت به مع دبدوبة . العمة : لم أفهم . الببغاء : أنا أيضاً لم أفهم . دبدوب : أنا ودبدوبة ، كما تعرفين ، نصطاد الأسماك من النهر ، في معظم أشهر السنة . العمة : أنا أيضاً أصطاد من النهر ، فسمكه كثير ، ولذيذ . دبدوب : ولكن في الصيف .. العمة : آه . الببغاء : لا سمك في الصيف ، فالنهر يجف في هذا الفصل الحار . دبدوب : أين يذهب السمك في الصيف ؟ هذا موضوع اختلافي مع دبدوبة . الببغاء : السمك لا يتبخر مع الماء . العمة : " تضحك " .... الببغاء : الضحك ليس جواباً ، يا عمة . دبدوب : دبدوبة تقول ، إن جدتها أخبرتها ، بأن السمك يرقد تحت طين القاع .. العمة : " تهمهم " هم م م م .. دبدوب : لكن جدتها مُسنة ، خرفة .. العمة : " محتجة " دبدوب . دبدوب : السمك يعيش في الماء ، وإذا جفّ الماء ، تموت . الببغاء هناك أسماك ، على ما تقول العمة ، تخرج من النهر ، وتسير عى الشاطىء ، أو بين الحشائش الندية . دبدوب : هذه الأسماك تخرج فترة قصيرة ، وليس لأشهر الصيف بطولها . العمة : دبدوب .. دبدوب : ماذا تقولين أنتِ ، أيتها العمة ؟ العمة : أقول ، إن جدة دبدوبة ، رغم تقدمها في السن ، ليست خرفة . دبدوب : تقصدين ، إن سمك هذا النهر ، لا يهاجر ، وإنما .. ؟ العمة : وإنما .. ، ما قالته جدة دبدوبة . دبدوب : لا يمكن . العمة : بدليل أن النهر الآن ، ونحن في فصل الشتاء ، مليء بالماء والأسماك . دبدوب : أوضحي لي أكثر . العمة : عندما يجفّ ماء هذا النهر ، في فصل الصيف ، تدخل الأسماك في طيات طين القاع ، ويصير حولها كالقالب ، وخاصة حين يجفّ بفعل الحرارة ، ويدخل السمك عندئذ في سبات عميق . دبدوب : سبات في فصل الصيف ! العمة : الليمور أيضاً يسبت في فصل الصيف ، وليس في فصل الشتاء . الببغاء : وأنتم الدببة ، أعني بعض الدببة ؟ العمة : "تنظر إليه معاتبة" في المناطق الباردة ، مثل المنطقة القطبية ، تسبت الدببة طوال أشهر الشتاء . دبدوب : الأسماك إذن ، كما تقول جدة دبدوبة ، تسبت طول الصيف ، تحت طين قاع النهر ؟ العمة : هذا هو الواقع .. دبدوب : " يهمهم " هم م م م . العمة : وعندما يحلّ موسم الأمطار ، ويمتلىء حوض النهر بالماء ، يذوب الطين الجاف ، وتخرج الأسماك منه ، و .. وآه لو تعلم ، كم تكون جائعة ، تلك الأسماك . دبدوب : وأنا أيضاً جائع . العمة : الأمر سهل ، يا دبدوب .
تدخل دبدوبة ، وتقترب من العمة دبة مبتسمة
الببغاء : جاءت دبدوبة . دبدوبة : طاب يومكِ ، أيتها العمة . العمة : طاب يومكِ ، يا عزيزتي . الببغاء : أهلاً دبدوبة . دبدوبة : " تلوح له " أهلاً بك ، ببغاء . الببغاء : لم تصبر على فراق دبدوب . العمة : " تضحك " لا عجب ، فهما دبدوب ودبدوبة . دبدوبة : " تنظر إلى دبدوب " تأخر هنا ، وقد تواعدنا للذهاب إلى النهر . دبدوب : لنصطاد السمك . العمة : لا داعي لتصطادا السمك اليوم " تقدم لهما سمكة من السلة " هذه السمكة تكفيكما معاً . دبدوب : " يأخذ السمكة " شكراً ، سمكة كبيرة . الببغاء : أرى أن تجلسا تحت شجرة مزهرة ، جنباً إلى جنب ، على ضفة النهر ، وتأكلا هذه السمكة معاً . العمة : " تضحك مسرورة " .... دبدوبة : " تطرق رأسها خجلاً " .... العمة : هيا يا دبدوب ، خذ دبدوبة ، واذهبا ، هذا وقت جيد لوليمة كهذه . دبدوب : أشكركِ . دبدوبة : أشكركِ أيتها العمة " تلوح للببغاء " ألف شكر ، يا ببغاء .
دبدوب ودبدوبة يخرجان ، العمة والببغاء وحدهما
إظلام
15 / 11 / 20
بين البوم والطاووس
بيت العمة دبة ، الببغاء فوق المائدة
الببغاء : تأخرت العمة دبة ، أرجو أن تأتي ، قبل أن يحضر ضيفنا " يصمت " ستبهرُ العمة به ، كما لم تُبهر بطائر من قبل " تنصت " ها هي قادمة .
تدخل العمة دبة ، وسلتها في يدها
العمة : طاب صباحكَ . الببغاء : وصباحكِ ، يا عمة ، جئتِ في الوقتِ المناسب . العمة : " تضع السلة على المنضدة " خيراً . الببغاء : لدينا اليوم ضيف مميز . العمة : " تنظر إليه متسائلة " .... الببغاء : طائر ، وأي طائر . العمة : " تبتسم " العنقاء ؟ الببغاء : إنه طائر حقيقي ، وهو أهمّ من الطائر الخرافي ، العنقاء . العمة : أخشى أنه .. الببغاء : الطاووس . العمة : " تلوذ بالصمت " .... الببغاء : أيتها العمة ، أنتِ على غير العادة ، لا تبدين متحمسة . العمة : إنني أفضلك على الطاووس . الببغاء : هذا تهرب ، يا عمة . العمة : أنا لا أتهرب . الببغاء : آه . العمة : ليس " تحاكيه " آه . الببغاء : أنتِ ما زلت متأثرة ، من خصومته مع البومة .. العمة : " تحدق فيه " إنها بومة ، يا عمة ، وهو .. الطاووس . العمة : يا عزيزي .. الببغاء : " يقاطعها " مهلاً ، ها هو الطاووس قادم .
يُدفع الباب بهدوء ، ويدخل الطاووس مختالاً
الطاووس : طاب صباحكما . الببغاء : " يسرع إليه " أهلاً ومرحباً بصديقي العزيز ، الطاووس ، ملك الطيور جميعاً في الغابة . العمة : وصباحكَ . الببغاء : أيتها العمة ، أنت تقدرين العظمة والجمال ، انظري إلى ريشه ، وخاصة ريش ذنبه ، إنه أجمل ريش في العالم . الطاووس : " يدور مختالاً " .... العمة : لقد رأيته ، وسمعت صوته . الطاووس : " ينظر متضايقاً إلى الببغاء " .... الببغاء : عظمة الطائر ، وجماله ، ليس في صوته ، بل في شكله ، وجمال ألوان ريشه . العمة : ليت هذا الجمال ، يكون لأنثاه . الببغاء : ذكور الطيور عامة ، أجمل من إناثها ، وأكثر جاذبية منها . العمة : بعض أنواع الجمال ، إن لم يكن متكاملاً ، فارغ ، لا معنى له . الطاووس : أيتها العمة ، لا يبدو أنكِ تحبينني . العمة : لو كنتُ من أثرياء الرومان ، أو ملك بريطاني ، لأحببتك كثيراً . الببغاء : ليس ذنبه ، أن هؤلاء يحبونه كطعام متفرد لذيذ . الطاووس : إنني كنتُ وما زلت أقتنى من قبل الأثرياء ، لتزيين بساتينهم ، وحدائق قصورهم الفارهة . العمة : " تلوذ بالصمت " .... الطاووس : " يهمّ بالذهاب " عزيزي الببغاء .. الببغاء : أرجوكَ ، ابقَ . الطاووس : يبدو أنني أخطأتُ في المجيء إلى هنا " يتجه نحو الباب " وداعاً . الببغاء : " يلحق به عند الباب " تمهل من فضلكَ ، تمهل ، تمهل . الطاووس : " يخرج " .... الببغاء : " للعمة "لو زارتك البومة ، لما عاملتها بما عاملتِ به الطاووس . العمة : أنت تعرف ، إنني لا أحب المختال المتكبر المتشامخ . الببغاء : وأنا لا أحب البوم . العمة : المرء عدو ما جهل . الببغاء : " يجلس على المنضدة صامتاً حزيناً " .... العمة : " تميل عليه " الطاووس جميل ، نعم جميل ، إنني معك .. الببغاء : " يرمقها بنظرة سريعة " .... العمة : لكن البومة أيضاً جميلة . الببغاء : " ساخراً " وخاصة نظرها الحاد ، عيونها الكبيرة المستديرة .. العمة : إن نظرها الحاد ، يعود إلى أن عينيها لا تطرفان ، وتحدق تحديقاً ثابتاً . الببغاء : إنها شبح من أشباح الليل المرعبة ، وهي لا تطير إلا في الظلام ، دون أن يسمع لها صوت . العمة : وذلك لأن ريشها ناعم ، يمكنها من الطيران دون أن تحدث أي حفيف . الببغاء : وأنتِ أشرت إلى صوت الطاووس ، وقلت إنه قبيح ، نعم ، صوته غير جميل ، لكن ماذا عن صوت البومة " تحاكي صوت البومة " هو .. هو .. أووو . العمة : وأنثاه ترد عليه ، حين تسمعه " تحاكي صوت البومة " كيفيت . الببغاء : نعم ، ويا له من ردّ . العمة : " تلوذ بالصمت " .... الببغاء : إن صوتهما في الليل ، وهما يتناديان على البعد ، بشع جداً ، بل إن بعضها تصرخ صرخات مخيفة ، كأن جريمة قد أرتكبت في الحال . العمة : " بصوت هادئ " لو تمعنت في حقيقة البوم ، لغيرت رأيك .. الببغاء : " يلوذ بالصمت " .... العمة : أتعرف أن البوم يعيش في جميع القارات ، عدا القارة المنجمدة الجنوبية ، وأن في العالم يتواجد " 130 " نوعاً من البوم ؟ الببغاء : " يبقى صامتاً " .... العمة : وليس كلّ البوم يطير في الليل ، فهناك بومة تسمى البومة القزمية ، ولا يزيد طولها عن " 20 " سنتمتراً ، تطير وتصطاد العصافير ، وهي طائرة ، في النهار ، أو بعد المغيب ، وهناك بومة أصغر منها ، تصطاد الحشرات ، وهي طائرة . الببغاء : " يبقى صامتاً " .... العمة : البعض يعتبر البوم رمزاً للحكمة . الببغاء : والبعض يعتبرها مصدراً للشؤم ، وأنا واحد منهم . العمة : والبوم طائر مفيد .. الببغاء : إنها تقتل العصافير .. العمة : ببغاء .. العمة : إنها مفيدة للمزارع ، فهي تفتك بعدد كبير من الجرذان والفئران والحشرات المؤذية والبزاق .. الببغاء : أنا لا أحبها . العمة : تحدق فيه مهادنة " .... الببغاء : " يبادلها النظر " .... العمة : ببغاء .. الببغاء : عمة .. العمة : لقد أخطأت .. الببغاء : " يلوذ بالصمت " .... العمة : وأنت ؟ الببغاء : أنا لا أحب البوم . العمة : " تبتسم " .... الببغاء : لا أحبها . العمة : وأنا أحبكَ . الببغاء : وأنا أحبك أيضاً . العمة : " تنظر إليه باسمة " .... الببغاء : أحبكِ .
العمة دبة والببغاء يتعانقان ، ويُقبل أحدهما الآخر إظلام 17 / 11 / 2016
البيضة
بيت العمة دبة ، الببغاء أمام القفص
الببغاء : البارحة مساء ، قبل أن تعود العمة دبة إلى البيت ، جاءني الثعلب ، وقال إنه سيأتيني بهدية نادرة ، لم أصدقه ، فهو أولاً وأخيراً ثعلب ، والببغاء الذي يصدق الثعلب ببغاء أحمق ، هذا ما يقوله جدي دائماً " يصمت " ترى ما تلك الهدية النادرة ، التي وعدني بها الثعلب ؟ " تصمت " فلأنتظر ، إن جدي نفسه قال ، وراء كلّ هدية نية ، ترى ما نية الثعلب ؟ لو سمعني جدي ، لقال لي ، وما يمكن أن تكون نية الثعلب ، يا .. يا ببغاء ؟ الثعلب : " من الخارج " أيها الببغاء . الببغاء : جاء الثعلب ، وربما معه الهدية النادرة التي وعدني بها .. الثعلب :" من الخرج " أيها الببغاء . الببغاء : تعال ، إنني وحدي . الثعلب : " من الخارج " وعدتك ، وها إني أفي بوعدي . الببغاء : " يتمتم " أخشى أن يكون وعد ثعلب ، وآه من وعود الثعالب .
يدخل الثعلب حاملاً بيضة كبيرة بين يديه
الببغاء : " يحدق مذهولاً في البضة " أوه ، هذه تشبه البيضة . الثعلب : إنها بيضة . الببغاء : بيضة بهذا الحجم ! الثعلب : ألم أقل لك ، يا عزيزي الببغاء ، إنني سأقدم لك هدية نادرة ؟ الببغاء : " مازحاً " لابدّ أنها بيضة عصفور .. الثعلب : " يضحك " من العصر الحجري . الببغاء : أم إنها بيضة دجاجة ؟ الثعلب : من نفس العصر .. الببغاء : إذا صدقنا العمة دبة . الثعلب : " يضحك " .... الببغاء : هذه ليست بيضة نعامة . الثعلب : لا بالتأكيد . الببغاء : لو كان الفيل يبيض ، لما كانت بيضته بهذا الحجم . الثعلب : إنها بيضة ديناصور . الببغاء : " بصوت مختنق " ماذا ! الثعلب : كما سمعت . الببغاء : لكن الديناصور انقرض ، على ما تقول العمة دبة ، منذ ملايين السنين . الثعلب : نعم ، انقرض منذ سبعين مليون سنة ، وربما أكثر . الببغاء : إذن من باض هذه البيضة ؟ الثعلب : ليس أمي بالتأكيد ، إن الديناصور هو الذي باضها . الثعلب : لكن الديناصور انقرض منذ .. الثعلب : باضها ، ثم انقرض . الببغاء : " يصمت مفكراً " .... الثعلب : هذا هو الواقع . الببغاء : ما أعرفه ، أن المنقبين والباحثين ، عثروا على أجزاء عديدة من الهيكل العظمي للديناصور .. الثعلب : هذا صحيح . الببغاء : لكن أحداً منهم ، لم يعثر على بيضة من بيوضه . الثعلب : " يريه البيضة " ها أنا أعثر على واحدة من هذه البيوض .. الببغاء : " يحدق في البيضة صامتاً " .... الثعلب : إنها بيضة نادرة " يقدم البيضة للببغاء " وها أنا أقدمها هدية لك . الببغاء : " يتراجع خائفاً " كلا .. كلا .. الثعلب : لا تخف ، إنها مجرد بيضة . الببغاء : لقد حان موعد عودة العمة دبة ، وربما لا تريد أن أقبل ، منك أو من غيرك ، مثل هذه الهدية . الثعلب : بل ستفرح بها ، فهي دبة عالمة ، خذها وأريها لها . الببغاء : كلا ، كلا ، لا أريدها . الثعلب : " يتجه إلى الباب " عليّ أن أذهب الآن ، أبقها عندك ، فربما تفقس قريباً . الببغاء : لا ، تعال خذها ، لا أريدها . الثعلب : " يخرج مسرعاً " .... الببغاء : " يحدق خائفاً في البيضة " ماذا لو فقست فعلاً ؟ إن العمة تقول ، بعض الديناصورات لاحمة ، تأكل اللحوم " يتراجع خائفاً " يا ويلي ، سيكون أول لحم يأكله هذا الديناصور ، بعد خروجه من البيضة ، هو لحمي ، أنا الببغاء . تدخل العمة دبة ، وسلتها في يدها
العمة : " تضع السلة على المائدة " طاب يومكَ ، يا ببغاء . الببغاء : لن يطيب لي يوم بعد الآن ، والثعلب موجود في الغابة . العمة : " تضحك " لابدّ أنه كان هنا ، هذا واضح من صوتك المخنوق . الببغاء : جاء منذ قليل ، وجاء لي معه بهدية ، قال إنها نادرة ، الويل له " يشير إلى البيضة " انظري . العمة : " تحدق في البيضة " هذه البيضة ، لم أرَ واحدة مثلها من قبل . الببغاء : طبعاً لم تري واحدة مثلها قبل الآن ، فهي بيضة ديناصور . العمة : " مذهولة " ديناصور ! الببغاء : لعلّ اللعين يكذب ، لينيمني .. العمة : لا ، إنه لا يكذب . الببغاء : بيضة ديناصور ! العمة : " مازالت تحدق في البيضة " نعم ، إنها بيضة ديناصور على الأغلب . الببغاء : يا ويلي ، سيأكلني الديناصور . العمة : " تضحك " إنها مجرد بيضة . الببغاء : ستفقس مادامت بيضة ، ويخرج منها ديناصور لاحم . العمة : " تنقر البيضة بإصبعها " لا تخف ، إنها بيضة متحجرة ، عمرها على الأقل سبعين مليون سنة . الببغاء : ولن تفقس ؟ العمة : لن تفقس ، اطمئن . الببغاء : ولن يخرج منها ديناصور لاحم ؟ العمة : طبعاً ، لن يخرج منها ديناصور ، لا لاحم ، ولا نباتي . الببغاء : " يتمالك نفسه " آه هذا الثعلب اللعين ، لقد أماتني من الخوف . العمة : الديناصورات .. الببغاء : ترى من أين جاء بهذه البيضة ؟ العمة : من يدري ، إنه ثعلب . الببغاء : أصحيح أن الديناصورات جميعها قد انقرضت ؟ العمة : نعم ، انقرضت قبل سبعين مليون سنة ، بعد أن سادت الأرض ، لأكثر من مليون سنة . الببغاء : ليتك تحدثيني ، عما تعرفينه عن هذه الديناصورات ؟ العمة : الدينصورات كائنات ضخمة جداً ، ظهرت في عصر ، كانت فيه معظم الكائنات الحية ضخمة ، من الثدييات والطيور ، وحتى الحشرات ، وقد انقرضت هذه الكائنات من أزمان بعيدة ، وليست الديناصورات كلها ضخمة ، ففيها الضخم جداً ، وأضخمها يبلغ طوله بين " 40 و 60 " متراً ، ووزنها " 22 " طناً ، وهناك دينصورات صغيرة جداً ، لا يزيد حجمها عن حجم الديك الرومي ، والديناصورات إما لاحمة ، أو نباتية ، أو آكلة للجيف ، والغريب ، وربما كان هذا أحد أسباب انقراضها ، ورغم حجمها الكبير ، فإنها كانت جميعها تبيض ، وهذه إحدى بيضاتها . الببغاء : لو عشتُ في زمن الديناصورات .. العمة : لكنت بحجمي ، إن لم يكن أكبر . الببغاء : أيتها العمة .. العمة : عزيزي .. الببغاء : لا أظن أنني سأنام الليلة ، وبيضة الديناصور هذه داخل البيت . العمة : لو أعرف فقط ، من أين جاء الثعلب بهذه البيضة . الببغاء : مهما يكن ، أيتها العمة ، خلصينا منها ، وإلا جننت . العمة : لا عليك " تأخذ البيضة بين يديها " سآخذها إلى الغابة ، وأضعها في مكان أمين ، ريثما نعرف مصدرها .
يدخل رجلان ، ويقع نظرهما على البيضة
الأول : " فرحاً " ها هي البيضة . الثاني : " فرحاً " نعم ، إنها هي . العمة : " تنظر إلى الببغاء " ببغاء ، الآن عرفنا مصدرها . الأول : " للعمة " عفواً ، فرحُنا بالبيضة ، التي سُرقت منّا ، أنسانا أن نحييكما " ينحني قليلاً " طاب يومكما . العمة : طاب يومكما ، يا سيديّ . الببغاء : أهلاً ومرحباً . الثاني : هذه البيضة ، التي بين يديكِ ، كنز من المعلومات النادرة . الأول : لو ضاعت لخسر العلم الكثير . الثاني : إنها بيضة ديناصور نادر . الببغاء : لقد صدق الثعلب . العمة : إنه شرير حتى في صدقه . الببغاء : أعيدي البيضة لأصحابها . العمة : " تقدم البيضة لهما " تفضلا ، خذا هذه البيضة ـ الكنز . الأول : " يأخذ البيضة " شكراً . الثاني : أخبرنا أرنب طيب ، بأن الثعلب هو من سرقها ، وقدمها لكِ . العمة : مهما يكن ، فالبيضة سالمة ، وقد عادت إليكما . الأول : ألف شكر . الثاني : " للأول " لقد تأخرنا كثيراً ، فلنعد إلى المخيم . الأول : أنت محق " للعمة والببغاء " اسمحا لنا ، لابد أن نذهب . العمة : رافقتكما السلامة . الببغاء : مع السلامة . الأول والثاني يخرجان ، العمة والببغاء وحدهما إظلام
18 / 11 / 2016
الدليل
العمة دبة تتهيأ للنوم ، الببغاء واقف قرب القفص
الببغاء : أيتها العمة .. العمة : نم ، يا عزيزي ، إنني متعبة . الببغاء : أنا أفكر في الطيور . العمة : نم ، وسترى طيور مدغشقر في المنام . الببغاء : لقد كبرت على مدغشقر ، ما يشغلني هو المفترسات ، من الطيور وغير الطيور ، التي تطمع فينا . العمة : إنني لا أطمع فيك . الببغاء : أتمنى لو أن شيئاً ما فينا ، يمنع هذه المفترسات من الاقتراب منّا . العمة : الثعلب ، كما تعرف ، لا يتمنى هذا . الببغاء : آه .. الثعلب ..
الباب يُطرق ، الببغاء يتراجع قليلاّ بخوف
الببغاء : ها هو الثعلب ، اللعين ، إن كذبه ، ومكره ، ورائحته النفاذة تجعل معظم المفترسات تنفر منه . العمة : " تضحك " لا أظنه الثعلب ، هذه رائحة أخرى ، لا تحبها أيضاً الببغاء : دبدوب ! العمة : نعم " ترفع صوتها " دبدوب ، تعال ، يا صغيري .
يدخل دبدوب حزيناً ، وبين يديه هدهد لا حراك فيه
الببغاء : أوه ممثل الدببة . العمة : " تحذره " ببغاء .. الببغاء : أنتِ .. العمة دبة . العمة : أهلاً دبدوب . دبدوب : لا أهلاً ولا مرحباً بي .. الببغاء : أنا لم أقلها .. دبدوب : " يريها الهدهد " إنني قاتل . الببغاء : أنت دب . العمة :" تهزّ رأسها " .... دبدوب : لقد قتلته ، رغم أنه أنقذني ، من موت محقق . الببغاء : لابد أنه قتل البعوضة ، التي أرادت أن تحقنك بوجبة من الجراثيم . العمة : ببغاء ، دبدوب لديه ما يريد أن يقوله لنا ، دعنا نسمع ما لديه . الببغاء : لا بأس ، معك سأسمع ، فليتكلم . دبدوب : تهتُ في الوادي ، والجو حار جداً كما ترين ، كدت أموت من العطش ، وتهاويت على الأرض الجافة ، ألهث طلباً للماء .. الببغاء : " ساخراً " لو ناديتني .. دبدوب : وهبط على مقربة مني هذا الهدهد ، وقال لي ، تبدو عطشاناً .. الببغاء : هذا الهدهد يقرأ الغيب .. دبدوب : ظننتُ أنه يسخر مني ، فقلتُ له ، اذهب عني ، إنني أكاد أموت عطشاً .. الببغاء : ولأنه هدهد لم يبتعد عنك . دبدوب : فمال عليّ ، وقال لي ، خلف شجرة الجوز الضخمة تلك ، يوجد نبع . الببغاء : " يضحك " هاهاها.. دبدوب : طاش مخي .. الببغاء : دبدوب لديه مخ .. دبدوب : فلطمته بقبضتي ، لم ألطمه بقوة ، وإذا هو يسقط على الأرض جثة هامدة . الببغاء : نسي أنه دب . دبدوب : فكرت ، لعل الهدهد صادقاً ، يا لي من أحمق .. الببغاء : لن أخالفك هذه المرة ، أنت على حق . العمة : بل هو صادق على الأغلب ، فهو يرى الماء من بعيد ، ويحس به في باطن الأرض . دبدوب : زحفت ببطء ومشقة إلى شجرة البلوط الضخمة ، يا لحمقي ، لقد كان الهدهد صادقاً ، فقد رأيت نبعاً ، يتدفق منه الماء ، قرب الشجرة .. الببغاء : آه .. دبدوب : وارتميتُ في ماء النبع ورحت أشرب .. وأشرب .. وأشرب .. حتى أطفأتُ عطشي .. وارتويتُ تماماً . الببغاء : والهدهد ؟ دبدوب : وتذكرت الهدهد ، تذكرته بعد أن أعادني ماء النبع إلى الحياة .. الببغاء : مسكين الهدهد .. دبدوب : فأسرعت إليه ، وكلّ ما أتمناه ، أن أجده على قيد الحياة ، لكني للأسف وجدته جثة هامدة ، مرتمية على الأرض الجافة ، فحملته برفق بين يدي " يمد يديه بالهدهد إلى العمة " وجئت به إليك ، أنتِ .. أنت العمة دبة . الببغاء : آه .. العمة : " تفتح يديها ، وتأخذ الهدهد " .... الببغاء : آه .. ليت العمة تُحي ، لكنها .. آه .. دبدوب : لم أسمع إلا القليل عن هذا الطائر .. العمة : الهدهد ، كما ترى ، طائر صغير ، شكله مميز ، له عرف بنيّ اللون ، نادر في الطبيعة ، يحب النظافة ، سريع جداً في الطيران والعدو .. دبدوب : آه ليتني لم أره .. دبدوب : أنا معك ، ليتك لم تره . العمة : " مسترسلة " وهو من أصدقاء الفلاحين ، لأنه ينظف أرضهم مما يضرها ، ويقتات عليها ، مثل الديدان والحشرات واليرقات .. الببغاء : لو عرف فلاح بما اقترفته بحق الهدهد ، لألحقك به على الفور . العمة : " مسترسلة " والهدهد قوي البصر ، حتى ضرب به المثل ، فقيل ، أبصر من الهدهد .. دبدوب : مثل الدببة ؟ العمة : للدببة حدة في البصيرة . الببغاء : همممم .. العمة : وأفضل ما في الهدهد هو الوفاء .. الببغاء : " ينظر إليها صامتاً " .... العمة : إذا غابت عنه زوجته ، ولم يجدها في العش ، يبحث عنها طويلاً ، ويمتنع عن الأكل والشرب حتى تعود . الببغاء : تباً لك ، يا دبدوب ، لقد قتلت الوفاء . العمة : وإذا ماتت أنثاه ، لا ينظر إلى أنثى بعدها ، مهما كانت هذه الأنثى فتية وجميلة . الببغاء : " يلوذ بالصمت " .... العمة : " تنظر إلى الببغاء " هذا هو الوفاء ، ولا أظن أن هناك طائر يماثله في مدغشقر . الببغاء : آه مدغشقر ..
يُسمع صوت صياح طائر من بعيد
الببغاء : " ينصت " أنصتوا .. دبدوب : " ينصت باهتمام " .... العمة : يُخيل إليّ أنه صوت .. الببغاء : " ينصت " الصوت يرتفع ، كأنه نداء .. العمة : هذا صوت هدهد " الهدهد يتحرك بين يديها " انظرا ، الهدهد حيّ ..
هدهد يقف في أعلى الكوة الصغيرة
الهدهد : " يغرد في الكوة " .... العمة : انظرا ، يبدو أنها أنثى .. الهدهد " يثب في يد العمة مغرداً " .... دبدوب : الهدهد حيّ ، يا للفرح ، أنا لم أمته . الببغاء : يا للعجب ، ماذا يجري ؟ الهدهد : " تواصل التغريد في الكوة " .... الهدهد : " يفتح جناحيه ، ويحلق بسرعة نحو الكوة " .... دبدوب : " فرحاً " الهدهد يحلق ، وأجنحته مليئة بالحياة .. الهدهد والهدهدة يحلقان مبتعدين عن الكوة وهما مازالا يغردان العمة : يا للوفاء ، جاءت تبحث عنه ، وهي تناديه مغردة ، فهب من اغماءته ، وطار نحوها ، وانطلقا معاً فرحين . دبدوب : " فرحاً " أنا بريء إذن . العمة : " تربت على كتفه " اذهب ، يا عزيزي ، واخلد إلى النوم مرتاحاً ، وحاول أن لا تتسرع ثانية . دبدوب : " يتجه نحو الباب " تصبحان على خير. العمة : تصبح على خير ، يا عزيزي . دبدوب : " يخرج " .... العمة : " تنظر إلى الببغاء " ببغاء .. الببغاء : " يمسح عينه " .... العمة : " تبتسم " يبدو أنك تذكرت مدغشقر . الببغاء : " ينظر إليها " أنتِ مدغشقر ، التي لا أريد أن أنساها ، ولن أنساها . العمة : " تصمت لحظة متأثرة " ببغاء ، نم يا عزيزي ، نحن معاً ، وسنبقى معاً .
العمة دبة تدخل في فراشها ، الببغاء يدخل القفص ، ويغلق بابه
إظلام
#طلال_حسن_عبد_الرحمن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العمة دبة الجزء السادس
-
العمة دبة الجزء الخامس
-
العمة دبة الجزء الرابع
-
ببغاءة الحلم
-
العمة دبة الجزء الثاني
-
مسرحيات للأطفال العمة دبة الجزء الاول
...
-
سيناريو ربيع دائم
-
ثلاث مسرحيت للأطفال طلال حسن
-
رواية للأطفال الثعلب العجوز طلال حس
...
-
قصص قصيرة شتاء الأيام الآتية
...
-
لمحات من صحافة الأطفال في نينوى
-
طلال حسن في سطور
-
القناع في مسرحيتي الإعصار وكلكامش لطلال حسن -مقاربة في المكو
...
-
الفضاء في مسرح طلال حسن -مسرحية الإعصار- نموذجاً
-
هيلة يارمانه
-
رواية للفتيان الفتاة الغزالة
...
-
حكايات من التراث حكايات موصلية طل
...
-
حكايات من الموصل طلال حسن
-
حكايات من الموصل طلال حسن
-
حكايات شعبية جنجل وجناجل
المزيد.....
-
الكويت.. قرار بسحب الجنسية من الفنان داود حسين والمطربة نوال
...
-
بغداد تحتضن مؤتمر الأدب الشعبي الأول الخاص بالأبوذية
-
-الروبوت البري-.. فيلم يُلهم الآباء ويتحدى ديزني وبيكسار
-
سحب الجنسية الكويتية من الفنان داود حسين والمطربة نوال
-
الكويت تسحب الجنسية من الممثل داود حسين والمطربة نوال
-
ضمن حملة شملت الآلاف.. الكويت تسحب الجنسية من فنانين بارزين
...
-
شاهد.. ضربة قاضية تنهي نزالا بفنون القتال المختلطة بعد 48 ثا
...
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 85 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
الكويت تسحب الجنسية من المطربة نوال والفنان داود حسين
-
موقع: اعتراف بوريس جونسون بتنظيم حرب بالوكالة ضد روسيا أمر م
...
المزيد.....
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
المزيد.....
|