أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - هكذا كسب ترامب الأوليغارشية الفاسدة














المزيد.....


هكذا كسب ترامب الأوليغارشية الفاسدة


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 8176 - 2024 / 11 / 29 - 19:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تناولت العديد من التحليلات السريعة بعد سويعات من فوز المرشح الجمهوري الأمريكي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة عوامل شتى آنية لهذا الفوز، معظمها تتعلق بما جرى خلال الحملات الانتخابية لكلا المرشحين المتنافسين، ترامب ومرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، بيد أن ثمة عاملاً رئيسياً لعب دوراً محورياً في إنقاذ ترامب من الفشل الانتخابي لعله غاب عن معظم تلك التحليلات المتسرعة ، ويتمثل هذا العامل بدور فئة واسعة من الأوليغارشية المالية التي دخلت على الخط بكل ثقلها ونفوذها المالي والاقتصادي لترجيح كفته للفوز منذ وقت مبكر قبل الانتخابات، وذلك باعتباره خير من يمثل مصالحها، وعلى رأسهم إيلون ماسك أغنى رجل في العالم، وهو مالك منصة "إكس"، أهم منصة مفترضة لحرية التعبير في الفضاء العالمي التي لم تعد اليوم بعد أن أشتراها تتمتع تفتقر حتى للحد الأدنى الذي كانت تتمتع بها قبل أن يشتريها ويطلق عليها X ، فقد أضحت تمارس حجب الكثير من التغريدات التي تتعارض مع مصالحه أو التي تفضح جرائم الصهيونية بحجة معاداتها للسامية. كما يملك ماسك أيضاً شركة خاصة لإنتاج الصواريخ الفضائية، وهو أيضاً رئيس إدارة شركة "تسلا". وحسب مقال للباحث باتريك مارتن على موقع SW SW فقد قُدرت ثروته أوائل العام الجاري ب 188 مليار دولار، كما تمتع ترامب بدعم الملياردير جيف بيزوس، وقُدّرت ثروته ب 192مليار دولار، وهو مالك شركة أمازون وصحيفة "واشنطن بوست" العريقة التي تُعد من أكثر الصحف تأثيراً في الرأي العام،لكنها عملياً التزمت الصمت المريب المخاتل لصالح ترامب،وقد أبدى ترامب نفسه ارتياحه لهذا الصمت خلال حملته فسره لصالحه، كما حظي بدعم الملياردير باتريك سون شيونغ، قطب الأعمال في مجال التكنولوجيا، الذي قدم دعماً له بشكل خفي غير معلن أيضاً. ويشير الباحث مارتن إلى أن ثمانية من أكبر مالكي الثروات الفاحشة يعملون في مجال تكنولوجيا المعلومات وفروعها، ومن بينهم أغنى أربعة أشخاص في العالم، هم كل من جيف بيزوس، وإيلون ماسك، ومارك زوكربيرغ ( ثروته 169 مليار دولار) ولاري إيلسون ( ثروته 154 مليار دولار). وإذا كان "مصائب قوم عند قوم فوائد"، فهذا ما ينطبق على سنوات الجائحة، ففي الوقت الذي تزعزع فيه اقتصادات العشرات من دول العالم وتدهورت الاحوال المعيشية لشعوبها، بل قُدر عدد ضحايا هذا الوباء في بلد المليارديرية الأميركية بأكثر من مليون، حسب CNN العربية، وأكثرهم ليس لديهم تأمين صحي ولم يجدوا علاجاً أو مكاناً في المستشفيات التي تغص بضحايا الوباء، فإن ثروات أولئك المليارديرية ذاتهم تضاعفت في سني الجائحة بنسبة 600 %. وقد ترجم جوزيف ككشور، زعيم حزب "المساواة والاشتراكية" الأميركي تلك الأرقام ترجمة تعكس انعدام العدالة الاجتماعية انعداماً حاداً في الولايات المتحدة نفسها، سيما في مجال الخدمات الأساسية للمواطنين، فإجمالي ما جمعه أولئك المليارديرية والبالغ أكثر من خمسة تريليون دولار، تعادل ثلاثة أضعاف ديون الطلبة في بلدهم، كما يكفي رقم ما جمعوه 150 ضعفاً للقضاء على الجوع في العالم.وبهذا يتضح أن الفئة التي دعمت ترامب من الأوليغارشية هي الفئة الأكثر أنانية وفساداً في هذه الطبقة، ذلك أنها بحسها الطبقي الأناني أدركت بأن ترامب، مهما كان غير مؤهل لقيادة البلاد، ومهما كان رصيده من الفساد والجرائم المتنوعة تلاحقه، وبعضها على خلفية جرائم جنسية، فإنه خير من يمثل مصالحها في هذه اللحظة التاريخية الفاصلة التي تمر بها الولايات المتحدة والعالم بأسره. وتُعد الولايات المتحدة أكبر الدول الرأسمالية في العالم التي يضخ فيها أساطين المال أموالاً هائلة في الحملات الانتخابية الأميركية المتعاقبة لمصالحهم الخاصة الضيقة،وأغلب هؤلاء كانوا ممن ازداد تهربهم الضريبي بنسبة 38%،ناهيك عن خرقهم لقانون منع الاحتكار. وبعض هذه الاتهامات-كما نعلم- كان المرشح الفائز ترامب نفسه يواجه تُهماً بسببها كالتهرب الضريبي، ولهذا السبب يتهافت الكثير من المليارديرية للحصول على مناصب حكومية بغرض التأثير من خلال النفوذ الذي توفره لهم هذه المناصب للحيلولة دون ملاحقاتهم رقابياً وقضائياً.وهذا ما حدث تماماً فقد أعلن ترامب مؤخراً عن مكافأةإليون ماسك على دعمه بتعيينه مسؤولاً لشؤون تخفيض الضرائب، وهذا ما تهافت من أجله الملياردير ترامب، سواء خلال حملته الانتخابية في عام 2016 التي فاز بها بالرئاسة أم خلال حملته الأخيرة التي توجته بالفوز أيضاً. والحال أن الأوليغارشية المالية تحس بفطرتها ووعيها الطبقي الاستغلالي الاناني بهشاشة وضعها في هذه اللحظات التاريخية التي تمر بها الولايات المتحدة حيث يدور على ساحة خريطتها العريضة بطولها وعرضهاً صراعاً طبقياً ضارياً غير مسبوق تاريخياً في شدته منذ تأسيس الدولة الاتحادية في عام 1776.وهذا الصراع أياً كانت عناوينه هو جوهر الإنقسام الحالي الذي تشهده البلاد.
ولك أن تتخيل شكل هذه "الديمقراطية" التي لا يغيب عنها التكافؤ بين المتنافسين ترامب وهاريس فحسب، بل يتحكم بموجب مخرجات نظامها الديمقراطي والانتخابي المتقادم قلة قليلة من أكبر كبار نجوم الأوليغارشية المالية، حيث حضرت لتفويز ترامب منذ وقت مبكر قبل إنطلاق حملته ، وهذه الفئة من الأوليغارشية هي المتربعة الآن على قمة الهرم الاجتماعي الطبقي لتغليب مصالحها على حساب مصالح الأغلبية الساحقة من الشعب وهم بمئات الملايين، وجلهم من الطبقة الوسطى والعمال وذوي الدخل المحدود والمعدمين في قاع ذلك الهرم!



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا طالعين عالجبل
- فيندلي وبعبع معاداة السامية(1-2)
- غسان كنفاني في عيني نوتو هارا
- ثلاث رسائل وراء التصعيد الإسرائيلي
- القوى الوطنية العربية والخطاب الطائفي
- عبد الناصر ما قبل النكسة.. وما بعدها
- مكاسب سياسية في ذكرى النكبة
- عراقة الحركة الطلابية بجامعة كولومبيا
- طه حسين وحرية الصحافة العربية
- محمود درويش وميلاد الكلمات
- فيلم -إبادة غزة- الحائز على الأوسكار
- غزة والنكبة المستمرة
- ثلاث حالات غضب مُهدرة
- محمود درويش وغسان كنفاني
- الفلسطينيون بين قنبلتين
- المراسلون الفلسطينيون.. رسالة وصمود
- الصهيونية والإرهاب الفكري الأمريكي
- سيناريو اليوم التالي منذ حرب النكبة
- قصة أغنية فلسطينية تحولت إلى عالمية
- البروباغندا الإسرائيلية في عصر السوشيال ميديا


المزيد.....




- طفل بعمر 3 سنوات يطلق النار على أخته بمسدس شبح.. والشرطة تعت ...
- مخلوق غامض.. ما قصة -بيغ فوت- ولِمَ يرتبط اسمه ببلدة أسترالي ...
- -نيويورك تايمز-: إسرائيل اعتمدت أساليب معيبة لتحديد الأهداف ...
- خمسة صحفيين من بين القتلى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة
- كازاخستان: ارتفاع حصيلة ضحايا تحطم الطائرة الأذربيجانية إلى ...
- تسونامي 2004.. عشرون عاماً على الذكرى
- إسرائيل تعلن انتهاء عملية اقتحام مدينة طولكرم بعد مقتل ثماني ...
- الولايات المتحدة.. سحب قطرات عين بعد شكاوى من تلوث فطري في ا ...
- روسيا.. تطوير -مساعد ذكي- للطبيب يكشف أمراض القلب المحتملة
- وفد استخباراتي عراقي يزور دمشق للقاء الشرع


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - هكذا كسب ترامب الأوليغارشية الفاسدة