عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم
(Abdulsattar Noorali)
الحوار المتمدن-العدد: 8175 - 2024 / 11 / 28 - 23:53
المحور:
الادب والفن
هذه الرَّغبةُ
مذْ كانَتْ ليالينا طويلةْ...،
وصغارُ الصُّورةِ يلتفّونَ
حولَ الموقدِ الطِّينيِّ
أنواراً خجولةْ
وانطفَى قنديلُنا الأصغرُ
فوق الرَّفِّ،
والكلُّ تنادوا:
أيُّها الليلُ لماذا
ريحُكَ الصَّفراءُ هبَّتْ
وسَطَ الدَّارِ الجميلةْ!
وانطفيْتُ!
ذا أنا المسنودُ بالسُّورِ (سليمانَ)
فصاحتْ أمّيَ الثَّكلى
بأعلى الصَّوتِ:
يا عليْ!
فأنارَ البيتَ نورٌ
صرخَتْ أمّي:
"أبا الزَّهراءِ،
ما جاوزْتُ حدّي"
قمرٌ يعلو،
وسورُ البيتِ ما جاوزَهُ الرِّيحُ،
رغيفُ القلبِ مِنْ تنورهِ الطِّينيِّ حُرٌّ،
وصغارُ الدَّارِ دفءُ الشَّمسِ
في رابعةِ الضَّوءِ،
كبارُ الكلمةْ
مِنْ كتابِ العشقِ
في مكتبةِ الأيامِ
والأحلامِ
والنارِ الجليلةْ.
كانتِ الأحرفُ
في الصَّدرِ خليلةْ.
أطلقتْ أجنحةَ الطَّيرِ
على الدَّارِ، فطرْنا،
صوبَ آفاقٍ مِنَ الحبِّ
أصيلةْ
وبنيْنا حولَ تلكَ الدَّارِ
والرَّغْباتِ سوراً مِنْ سليمانَ،
لعنّا ذاكَ هاروتَ وماروتَ،
وعُدْنا،
ثمَّ غنَّيْنا:
ألا يا أيُّها الليلُ انجلِ،
فالصُّبحُ دقَّ البابَ حيّاً،
وصغارُ الطَّيرِ فاقتْ
مِنْ لياليها الطَّويلةْ....
#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)
Abdulsattar_Noorali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟