عبد الرضا المادح
قاص وكاتب - ماجستير تكنلوجيا المكائن
الحوار المتمدن-العدد: 8175 - 2024 / 11 / 28 - 22:13
المحور:
الادب والفن
في صباحٍ رتيب قرر أن يغير من حياته المملة، فكر أن يجد شيئا ًيضفي على حياته البهجة، ذهب الى متجر للمرايا، فابتاع اربعا ًكبيرة منها، الأولى مستطيلة الشكل وهي جزء من اسطوانة عمودية مقعرة الى الداخل، الثانية كالأولى ولكنها أفقية التفاصيل، الثالثة مستطيلة ولكنها متموّجة عرضيا ًأمّا الأخيرة فدائرية ومقعرة وكأنها جزء من كرة كبيرة.
سحب سريره الى زاوية اخرى، إعتلى كرسيا ًوازاح كل الاشياء القديمة المثبتة على جدار غرفته، صورته المؤطرة، صورا ًملوّنة مقتطعة من مجلات عالم الفن، أجساد طرية بأوضاع مغرية، برجيت باردو، نانسي عجرم، هيفاء وهبي ........ وسجادة حائط صغيرة طُبع عليها صورة خليفة يمسك بيده كأسا ًوامامه اواني فاخرة مملوءة بانواع الفاكهة وتحيط به الجواري الفاتنات بصدورهن شبه العارية. ثبّـت المرايا بشكل متواز ٍ بمسافات فاصلة مناسبة‘ علّـق فوقها مصباح نيوني طويل لكي يوفر إضاءة أكبر.
وقف أمام المرآة الاولى فأنفجر ضاحكاً، جسم نحيف طويل كعمود كهرباء، انف طويل كموزة بنية اللون، اذنان استطالتا كأذني ثعلب، تعالى الضحك أكثر في فضاء الغرفة عند انتقاله للمرآة الثانية، جسد مضغوط بكرش كبير متهدل الى قدمين قصيرتين، انف مفلطح عرضه اكثر من طوله وأذنان أشبه بأذني فيل.
عند المرآة الثالثة يزداد الضحك هستيريةً، الجسد متموج، الرأس مضغوط، الصدر ممطوط، البطن قصيرة، منطقة العجز طويلة والقدمان قصيرتان. المشهد الرابع، جسد مكوّر ككرة برأس دبّـوس، سقط على الارض مغشيا ًعليه من شدّة الضحك. استهوته اللعبة حتى انه انقطع عن العالم ليغرق في أمواج ضحكه كل يوم، بل أنه في اكثر من مرة تبوّل في سرواله.
في المرة الاخيرة افاق من غيبوبته بقميص ابيض بلا اذرع، يضايقه ويمنعه من الحركة، حدّق بعينين مرعوبتين، غرباء بملابس بيضاء، أراد أن يضحك فلم يجد ألمرايا.
......................
2010.01.27
#عبد_الرضا_المادح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟