أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ضياء المياح - كيف نغير حالنا














المزيد.....

كيف نغير حالنا


ضياء المياح
كاتب وباحث، أكاديمي

(Dhiaa Al Mayah)


الحوار المتمدن-العدد: 8175 - 2024 / 11 / 28 - 18:46
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


أنهى غيبيل دراسته الجامعية منذ خمس سنوات وبحث من غير جدوى عن عمل يناسب اختصاصه أو لا يناسبه ولم يجد. مدينة غيبيل إسلامية تقع في دولة افريقية ويتعامل أهلها فيما بينهم بغير الإسلام. حال غيبيل مشابه لحال زملائه الذين تخرجوا معه وأصدقائه وأبناء مدينته. وصلت أوضاع هذا البلد الأفريقي حدا كره الناس بسببه أنفسهم وعالمهم. كان الضجر باديا في تصرفاتهم وحتى في ضحكاتهم والآلام تنخر موسيقاهم وأغانيهم. جرب أهل البلد وشبابها كل الطرق لتغيير أوضاعهم والتخلص من ظلم من يحكمهم من الأقلية التي تسرقهم وتذلهم وتقتلهم نهارا وجهارا.
كان غيبيل شاهد على ما يجري في البلد من خلال ما يحدث أمامه وما يسمع من الأصدقاء والجيران. رآهم يملئوا صفحات الجرائد بالانتقادات والاقتراحات ثم البكاء والعويل وانهوها بالنحيب. وشهد لجؤهم إلى القضاء الذي لم يسعفهم وطلباتهم إلى الدول الكبيرة (وأولها فرنسا) والصغيرة والجميع خذلهم لمصالح بعضها مع حكومة بلدهم أو هي صديقة لها. شارك غيبيل مع أهل البلد بتظاهرات معترضين فيها على ما آلت إليهم حالهم، ورأى بعض أصدقائه وهم يقُتلون ويشَردُون ويتُهمون بالخيانة والعمالة لدول أجنبية. بعض من هؤلاء المتظاهرين باعوا ضمائرهم وحصلوا على مغانم وكراسي لمساومتهم وتغيير مواقفهم من حكم الأقلية. كان غيبيل واحد من المتظاهرين الأوائل، لكنه أنسحب منها في أيامها الأخيرة لأنها تشوهت بحسب اعتقاده.
رغم حدود البلد المشرعة والمفتوحة لهروب من يشاء من الشباب وحيثما يشاء، لم تكن هناك دولة افريقية مجاورة تستقبلهم، إلا شفطت ما يحملون من أموال وأذلتهم أيما إذلال. وبالرغم من الأجواء المفتوحة، لكن أبناء هذه البلد غير مًرحب بهم في الدول البيضاء والشقراء البعيدة، فهم موسومون بالتخلف أو بالإرهاب. شعر غيبيل وأمثاله بأن أبواب البلد مغلقة ونوافذها موصدة ولا تسمح بمرور الهواء الذي ثلوث فأختنق هو ومن يسكن هذه البلدة الحزينة. كانت أرض الوطن يابسة لا تنبت زرعا بعد أن وزعت عشوائيا لتكون أبنية سكنية، ولتقضي على ما تبقى من زراعة البلد. جفت الأنهر وتناقصت المياه وقُتلت الأسماك والحيوانات وأصبح الضرع خاويا جافا. لم يتبين من المستقبل إلا سواده، ولم يبدو من الأفاق إلا سرابها. الأجيال تاهت والأخلاق انحرفت والقيم سقطت ولا منجى من الانحدار إلى هاوية سحيقة لا يعلم قرارها إلا الله.
تدارك غيبيل الأمر مع بعض الشباب وتناجوا فيما بينهم، تذكروا ماضي بلدهم وأهاليهم وحزنوا على حاضرهم واشرأبت أمانيهم إلى مستقبل زاهر. وصلوا إلى قناعة قرآنية مطلقة تفيد بأن الله لا ولن يُغير ما بقوم حتى يٌغير هؤلاء القوم ما بأنفسهم. أدركوا إن لا منقذ لهم من أنفسهم إلا أنفسهم، ولا مغير لحالهم إلا هم. ومن خلال تجارب هذه البلد، انتبهوا إلى أن العون الخارجي لن يأتي، وإن أتى متأخرا، فسيكون مقابل ثمن كبير قد يغيرهم ليكونوا شبها لمن سبقهم. وأيقنوا إن انتظار المجهول لتغيير الحاضر إلى مجهول، أمر بعيد المنال محفوف المخاطر غير مؤكد النتائج. وعليهم أن يفكروا ويخططوا ويتحركوا ويتقدموا خطوة بدل الجمود في أماكنهم.
كان هؤلاء الفتية؛ غيبيل ومعه ثلة من الشباب وقليل من الشياب، يحمل معظمهم الشهادات في مختلف الاختصاصات. وحينما صرحوا للقريبين منهم عن ضرورة تغيير حال البلد دون أن يعلنوا آلية التغيير، نَفَرَ البعض من جرأتهم وأنكرَ البعض فكرتهم وأستهجن البعض تصرفهم. أيقن غيبيل وصحبه أنه لن يؤمن من أبناء مدينتهم بأفكارهم إلا من آمن منهم فعلا، وعليهم أن لا يبتئسوا ويسيروا في نهجهم وينفذوا خططا جديدة ومختلفة عما آلفوه سابقا؛ وبدأوا ...



#ضياء_المياح (هاشتاغ)       Dhiaa_Al_Mayah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنواجه الحقائق أو ندفن رؤوسنا بالرمال
- وإن تأخرت الدراسة في الجامعات عن موعدها، ما المشكلة؟!
- مَشّي .. ومَشّي
- أكل ونوم وموبايل دووم
- أكمل نومك أيها العراقي .....
- من يبيع أخلاقه الحميدة؟ من يشتري أخلاقا حميدة؟
- شجاعة العراقيين خارج بيوتهم
- الرشوة في المؤسسات الحكومية الأفغانية
- غش الطلاب في جامعات بنغلاديش
- تفسير القانون المختلف هو التطبيق المختلف للقانون
- الاختلاف في وجهات النظر
- مشكلتي أكبر من مشكلتك
- من زوايا القطاع الصحي في العراق
- ماذا لو تحررت عقولنا؟
- قوة إقتصاد الدولة بقوة قطاعها الخاص
- كنا وأصبحنا
- مشاكل العراق القادمة الشهادات (2-5): الجامعة -الأهلية- ليست ...
- مشاكل العراق القادمة السيارات والشهادات (1-2): الشوارع قليلة ...
- استهتار أفراد ام ثقافة مجتمع!!
- متى يمكننا أن نقف بوجه أمريكا وغيرها؟


المزيد.....




- زعيم المعارضة اليسارية في فرنسا يطالب ماكرون بالاستقالة
- اللاجئون الفلسطينيون وصفقة ترامب
- بوتين يصف ترامب بـ-الذكي-.. ويرد بـ-مزحة- سوفييتية حول إمكان ...
- العفو الدولية تتهم شرطة نيجيريا بإطلاق النار المميت على المت ...
- بيان فرع النهج الديمقراطي العمالي بخربكة
- على طريق الشعب: في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. ...
- لماذا انهار الائتلاف الحاكم في ألمانيا؟
- م.م.ن.ص// هل كان ممكناً ألا تسمع اصواتهم؟ ...انتفاضة العاملا ...
- عمر محمد علي يقضي عيد ميلاده العاشر خلف القضبان
- الهدنة تعيد الجنوبيين إلى قراهم اللبنانية


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ضياء المياح - كيف نغير حالنا