|
فيزياء الحضور الأنثوي في مجموعة (الصمت والصدى) لصلاح زنكنه
صلاح زنكنه
الحوار المتمدن-العدد: 8175 - 2024 / 11 / 28 - 15:40
المحور:
الادب والفن
خالد عبد الرضا السعدي
يشتغل القاص العراقي (صلاح زنكنه) في مساحات سردية مضيئة تحدث ما يشبه الانبهار السردي للمتلقي في متون نصوص مجموعته القصصية (الصمت والصدى) هذا الانبهار الذي لا يحدث عادة بسهولة، فديناميكية الحدث القصصي للسارد تعتمد على قوة إبداعية كامنة في الذات تجعل النص ملتصقا بجدار كريستالي أنيق تندغم فيه بلوراته معا كاللغة والحدث القصصي والرؤيا الإنسانية للقاص المحيطة وبيئته وفق أنساق فنية درامية متصاعدة حيناً ومنخفضة حيناً آخراً بالحدث.
إن عملية التغيير السردي ودخولها مدار الحداثة وهمومها عملية مضنية تقترن بمسارات ابستمولوجبة الذات المبدعة دون اصطناع .. أو فالعمل القصصي منتج عبر أقنية خلق واعية ومشاغل التشييد الحسي والإدراكي المعرفية واضحة وراصدة لكل التناقضات الحياتية والاحتكاكات اليومية السريعة والمهولة في آن واحد. فالمناخ الخارجي للنص القصصي مناخ ضبابي مرتبك بفعل الحياة المرتبكة وضبابية مساراتها الاجتماعية التي لا تتناسب مع الحدود الدنيا للمنطق والمعقول لذلك يلجأ السارد في اتباعه أسلوباً قصصياً مغايرًا للمألوف وهو أسلوب (الفنتازيا) وهذا اللجوء ليس لجوءاً كتابياً تكنيكيا فحسب وإنما هو لجوء قسري هربا من عين الرقيب البوليسي من جهة، ومن الكلاسيكية كسمة تصيب النص بغثيان التقليد والانزواء تحت مأزق التكرار دون مغامرة التغيير ولذة صعوباتها الصادمة بالنص والمتلقي سوية والخوض في التجريب الحداثوي من جهة أخرى وذلك بتماهي العلاقة بين تأثيرات البيئة الخارجية والاستجابات الداخلية للسارد تبعا لسيوسولوجية تلك التأثيرات وتداخل وتقاطع العلاقة آنفة الذكر, لينحرف القاص بالمسار القصصي الى مناطق مليئة بالدهشة والإمتاع وهذا الانحراف يؤشر الديناميكية الصحيحة للنص ظاهرا وباطنا.
إن الفعل الإبداعي لا يستطيع أن يؤدي مفصليته الصادمة بالآخر وبالمحيط البيئي مالم يجترح النص اجتراحا حميما مبتعدا عن التقليدية التراكمية بمنظورها السلفي المتجرد من التقنيات القصصية التي تدفع بالنص صوب منطقة الحداثة وتلبسه ثوب الإنسان المعذب المتمرد بكل مكتنزات ذاته القلقة المعبأة بحمى التغيير الدائم والرغبة الملحة بالانقلاب على الرتابة السلفية والتقليدية الحكاواتية, أن ما يعطي قصص المجموعة الحيوية الإبداعية هو الانتفاض واللا صمت الإنساني إزاء الانتهاكات والظلم بحق الإنسانية المستباحة في العراق، حيث يفند القاص مقولة البير كامو " أن الكتاب هم شهود العالم، لا موظفوه" بقوله في إحدى حواراته "لا يكفي أن نكون شهوداً على عصرنا، بل شهداؤه أيضا" مما يؤكد أن فن القصة القصيرة فن إنساني يرتبط بجوهر الذات ويحايث معاناتها المستمرة ولا يبتعد كثيراً عن جدليات الواقع الاجتماعي وارتجاجاته السياسية والثقافية.
وأقف لأشير بأن ثمة كتاب في الوسط الثقافي العراقي فشلوا في التعبير عن الواقع لضعف الموهبة وحصول ما يسمى بـ "التقوقع السردي" وهناك عدة صفات تجتمع في "القصاص المرتد" أو " السارد المتقوقع "منها: تفكك اللغة وضعفها ونشاز عبارات الدايلوجات، وكلاسيكية السرد المتعلقة بأوهام الحداثة وخيوطها المنفصلة عن الواقع الاجتماعي والإرث الأدبي العربي الثر، والبناء العقيم لشكل النص مما يعطي النص القصصي انحرافا دوغمائيا فضيعا عن مساراته الحيوية المولدة لعناصر الحياة داخل النص وخارجه ويعزى ذلك إلى الحفر بمخلب الأنا المرضي بدل أزميل الإبداع علاوة على ضعف التجربة والأدوات الديناصورية المنقرضة، حيث يوشم (مرتكب) القصة هنا بالتخلف والانعزال الفكري وبالتالي الانفصال عن المتلقي والمجتمع اذ يهيم "الكاتب المرتد حول هالة التفصيلات الباهتة واللغة المطاطة ظانا أنها "حداثة"
فالمبدع أيا كان جنس إبداعه يجب أن يتمتع يوعي تام لما يجري حوله من تحولات وانقلابات فنية كما يجب أن يعي لما ينتج ويكتب في عالم الضوء الجمعي وعدم الدوران حول الانغلاق الفردي. وإلا ماذا نسمي هذا الانتفاخ الطحلبي والغرور اللا مبرر لأشباه القصاصيين وتبجحهم بأوهام رسموها على "الأقصاء إن صح التعبير وهم شاشات الخديعة بسبب عقدة مزمنة هي عقدة الأخصاء الثقافي" في الحقيقة لا يخدعون إلا ذواتهم إلى المريضة والمرتدة إبداعية وأشباههم المنجذبين اليهم حسب القاعدة العربية العريقة "شبيه الشيء منجذب إليه"
تتمحور ثيمات القص المختلفة لصلاح زنكنه بنهاياتها التراجيدية وحركة شخوصها الفنتازية الكوميدية حول المرأة عنواناً لها في معظم قصص المجموعة الـ (٢٦) وهنا يبرز وبشكل جلي للمتلقي بأن السارد الباث لمعاناته العاطفية والإنسانية أراد أن يبث عطشه الروحي والجسدي للمرأة باعتبارها النصف المكمل لشخصية الرجل بل باعتبارها النصف المكمل للحياة منطلقا من واقع دام عاشه القاص وأعلن تمرده عليه وهذا يفسر التمرد الفني والأدبي لقصه وشخصيته ولو أدخلنا قصص السارد مختبر الفيزياء ودرسنا اشتغاله حسب (قانون نيوتن الفيزيائي الأول في الحركة الذي نصه : لكل فعل رد فعل مساو له بالمقدار، معاكس له بالاتجاه، ويقعان على خط فعل واحد فان الفعل الأول هو تجريد القاص - الإنسان من حقوقه الإنسانية وهذا أقرب تعبير عن فضاعة الأحداث الدموية التي شهدها المجتمع العراقي (بيئة السارد) أما ردة الفعل هنا فهي (القص) ولكن لا يساوي رد الفعل الفعل الأول إلا إذا ما وصل الى ذروة التحليق في سماوات الخلق وأحداث زعزعة في المقابل وذلك بمعاكسة وحشيته الغابوية بالإنسانية المسالمة والكراهية بالحب والمرأة والموت بالحياة والخط الواحد الجامع للنقيضين هو الصراع الأزلي صراع قوى الخير والشر.
فصلاح زنكنه يلجأ الى المرأة التي تمثل الحب الكبير للحياة وأملها البهيج المضاد لليأس والوحدة والإحباط والانعزال والضغط النفسي الهائل الواقع على زوايا ذات القاص الحساسة كردة فعل طبيعية حسب تحليلنا الفيزيائي فقصة (فصام سري) قصة تؤكد إلتصاق السارد بالمرأة - الزوجة على الرغم من المشاكسات التي تصاحب الحياة الزوجية اليومية من قبل أحد الطرفين أو كليهما وذلك نتيجة سلوك يبعث على الشك والريبة وهذا السلوك المنعكس على الجو العائلي إن صح التعبير لا ينفصل عن السلوك المجتمعي وطبيعة العلاقة الزوجية على خلفية البيئة المجتمعية المتذبذبة لتأشير عقدة أو رزمة من العقد تتولد بشكل مرضي للأسباب آنفة الذكر.
أما قصة (كبوة) فهي قصة تراجيدية ترسم صورة العوق النفسي والذاتي قبل العوق العضوي لشخصية المرأة العرجاء الجميلة وربما لا يقصد القصاص بالعرج العضوي الفعلي أنما يقصد العرج الآخر العرج النفسي والذاتي للكثير من الفتيات والنساء الذي قد يوصلهن إلى نقطة الصفر الأنثوي المتمثل بانطفاء جذوة أنوثتهن ووصولهن إلى مرحلة العنوسة فسن اليأس لرفضهن فرص كثيرة سنحت أمام أبوابهن الموصدة طمعا برجال الفضاء والجنة العالية.
أما قصة (الحياة حلوة) فهي قصة تجسد المحبة ومفهومها في تعاليم الأب زوسيما في رواية دوستيفيسكي, حيث يجيب الأب زوسيما على سؤال سيدة اقطاعية في الرواية يستطيع الوصول الى اليقين بوجود الحياة الثانية وذلك عن طريق معاناة الحب الحقيقي، وينصحها بمحبة الآخرين حبا فعالا بلا كلل، فكلما ازدادت حب حبا كلما ازدادت اقتناعا بوجود الله وازدادت اقتناعا بخلود الروح ويتابع قوله: "متى وصلت الى نسيان نفسك في حب الآخرين نسيانا تاما، أصبح يقينك كاملا، فلا يساور نفسك بعد ذلك أي شك تلك حقيقة مؤكدة .. تولوستوي ودوستيفيسكي في الأدب العربي الحديث، تأليف د. ممدوح أبو الوي، ط١ ، منشورات إتحاد الكتاب العرب، دمشق، ص ١٨)
فشخصية العجوز الناصح في هذه القصة تقترب كثيرا من شخصية الأب زوسيما ومفاهيمه، وهو يطمئن المرأة الهرمة اليائسة بأن لكل مرحلة من مراحل الحياة نشوتها وإيجابيتها وانه يجب علينا الاستسلام إلى قانون الطبيعة بمحبة "فالحياة" تصبح "حلوة" عندما يستقبل الإنسان ما يحصل له خارج أرادته بطيب قلب حتى وان كانت تلك الأشياء تتحكم بالمرء خارج إرادته البشرية خصوصا إذا كانت تلك المتحكمات متحكمات إلهية تتحكم بالإنسان كما جاء على لسان العجوز في القصة (هراء، هراء، نحن لا نتحكم بأي شيء، كل الأشياء تتحكم فينا - الحياة حلوة ص (٥٥) ويسترسل السارد ببناء صورة جميلة للجنسين الملتصقين ببعضهما حيث أن الحافلة وهي كناية عن القدر التي حملتهما سوية توقفت بمحطة الرجل العجوز إلا إنه رفض النزول لأنه يرغب بالبقاء مع المرأة العجوز وهي كذلك عندما وصلت محطتها الأخيرة وكان جواب كل منهما " حسنا فعلت" كي تنزلهما الحافلة القدر إلى محطتهما الأخيرة سوية. ولو أدخلنا هذه القصة الى مختبر قانون نيوتن الفيزيائي الأول للحركة لوجدنا أن العجوزين فقد كل منهما رفيقه والتقيا في منطقة الأمل والتمتع بفرصة الحياة حتى بثمالة الشيخوخة كردة فعل لكأبتها وتراجيديتها المملة وأنها نهاية المراحل الحياتية, بيد أن الإنسان في حالة صراع مستمر مع الموت ولابد له من أن يمارس شرعية الحياة بالمحبة وأن يتفانى بحب الآخرين حسب مفاهيم الأب زوسيما آنفة الذكر.
وفي قصة "ترقب" فأن شخصية المرأة المترقبة التي فقدت زوجها في الحرب شخصية قلقة ترقبية تنتظر وبكل حواسها أن ترى زوجها عائداً وتحضنه وتقبله وتذوب فيه فالاشتياق الطاغي على عباراتها وصف بدقة ورقة حزنها ومأساتها وقبح وجه الحرب (سألت عنك الكراجات والمحطات، سألت الجند والأصدقاء والآمرين والمأمورين قالوا مفقود ماذا يعني مفقود ؟ ترقب ص ٤١) إن المرأة في هذه القصة تأبى أن تتقبل حقيقة الفراق لأنه بفعل خارجي قهري دون إرادتها وحبيبها الزوج وحدث بعملية قسرية انتزاع نصفها الآخر من حياتها المادية مما جعلها ترفض وبشدة فكرة أن يكون مفقودا لأنه منصهر فيها (سجلوك مفقوداً في أوراقهم وسجلتك موجودا في قلبي وفكري ووجداني، ترقب ص٤١) إن هذه الشخصية الملتاعة تعبر عن شغفها بحبيبها - الزوج - المفقود وراء عدة احتمالات منها : أن يكون أسيرا أو أنه جريح حرب أو أنه قد مات ولم تعثر عليه أي من السلطات المتنازعة في الحرب أو المنظمات الدولية المختصة بنقل جثث قتلى الطرفين التناحرين.
ثم أن مدة غياب الزوج مدة طويلة مما جعلها تستدعي شخصيته بسلبياتها وايجابياتها, عاشقة حتى الأشياء السلبية في شخصيته مثل رائحة التبغ (سبع سنين وأنا أبكي كما أتذكر أني نهرتك ذات يوم بسبب التدخين, أتعرف إني أدمنت رائحة التبغ في فمك وأنت تقبلني, دخن يا حبيبي دخن, لن أنهرك بعد اليوم سأشتري لك السكائر بنفسي - ص٤٢) إن هذا التحول النفسي في سلوك المرأة تقف وراءه رغبتها الجامحة بالرجل الزوج بكل سلبياته وإيجابياته وأن قساوة الحياة والمجتمع وأعرافه أخذتا فعلهما بها لذلك تجهر بتلك الرغبة ولا تخفيها (فقط تعال.. تعال.. وحطم هذه الرتابة وهذا السكون، بدد وحشتي ووحدتي. ص (٤٢) وتنتهي الزوجة بتداعيات الحال الذي سيؤول اليه الزوج فيما لو عاد) (ماذا لو أتيت وأنت بعين واحدة، شظية فقات عينك أو بترت ذراعك وساق ين خشبيتين.. لا .. لا .. إني لا أصدق.. ترقب ص (٤٣) هذا الشدّ التشويقي للقاص النازل بالمتلقي الى الحقيقة الواقعة بأن الزوج لم يعد أصلا وما تصورات الزوجة الا كردة فعل لحالة الترقب والاشتياق الجامح وللحاجة الملحة للرجل جنسياً وروحياً فكل ما حصل من ترقب هو وهم, ولكن وهم مثالي حسب تعبير الفيلسوف الفرنسي فيرديناند الكييه ينشأ الوهم المثالي عن أن الشعور بعد أن يقرر أنه لا شيء مما يتعلق بالعالم الموضوعي والتاريخي لا يمكن أن يكون له معنى الا بالنسبة اليه الى الشعور)، معنى الفلسفة تأليف فيرديناند الكييه ، ترجمة حافظ جمالي طا ، منشورات اتحاد الكتاب العرب ، ص (١٦٥) وهذا ما حصل لشخصية الزوجة الوالهة المنتظرة في قصة ترقب.
أما القصة الأكثر فنطازية وولعاً بالأنثى حسب رأيي الشخصي هي قصة "ناتاليا" حيث تتماهى شخصية نتاليا الايطالية بشخصية مها العراقية ابنة المحنة وأن القاص أراد أن يعبر عن حجم الضرر الذي لحق ويلحق بالمثقف العراقي وهو يعيش تحت وطأة الضغط السياسي والاقتصادي المهولين بسبب التناحر السياسي المعروف الذي يحاول وبكل الوسائل الضغط على المثقف وتهميشه وتهشيم ذاته ودوره واضعاف مقدراته ماديا ومعنويا فالقصة مشحونة بعصف شعري باهر الجمال ناتاليا - مها ( عيناك سحرتاني منذ الوهلة الأولى مثل عيون ميدوزا، قامتك الهيفاء وسمرتك البرونزية وبهاؤك الساطع أيقظ المارد في قمقم قلبي شبيك لبيك، أنا عاشق بين يديك ناتاليا (ص (۸۵) ان صدفة اللقاء في مكتب السفريات لشخصية العاشق خلفية يستطيع عليها بناء أوهامه واكاذيبه البيض لأن الهدف الأساس هو الوصول إلى قلب مها ناتاليا ولكي يصل الى قلبها فعليه أن يؤسس عالما خاصاً فيه من متطلبات الحياة العصرية والثقافية الشيء الكثير والذي يعطيهما التبريرات الكافية والعوامل المساندة للوقوع في شرك غرامه) وغادرت الى روما حيث روما لم تعد روما ، انما تكون كلها حيثما أكون اتذكرين هذا القول للقائد الروماني سرتوريوس الذي انشق عن يوليوس قيصر واسس جمهورية إسبانيا نتاليا ص ٨٦) أن شحن الذاكرة بثقافة الآخر المتحضر لن ينجي الأول من دراما العوز الاقتصادي والتخلف المجتمعي والتأخر الحضاري والمعرفي وأن الإنسان لا يمكن أن هجينا بطبيعته وثقافته وهنا يلفت السارد أنظار المتلقي من حيث يشعر او لا يشعر الى التقليد الببغاوي من قبل دول العالم الثالث للغرب ودول أوربا دون التمسك بالأرث الحضاري المشرق للمجتمع العراقي والعربي أو تدعيم التقليد بما يؤهله من تمدن ومعلومات مستوى اقتصادي راق وانه ثمة من ينسلخ عن أصوله وجذوره الذاكراتية مما يوقعه في فخ الأغتراب والابتعاد عن براءة الذاكرة الأم وحميميتها الحاضنة لتفاصيل الطفولة والوطن ، والحل الذي يقترحه السارد وعلى لسان بطله هو قتل (ناتاليا – مها) وهو أيضا حل غير منطقي لأن مها وإن تماهت في ناتاليا الايطالية تنتمي بدمها وجذورها الى تربة العراق الوطن الأصلي ويقر الحبيب باشتراكه المحوري في جريمة مسخ مها العراقية العربية إلى نتاليا الايطالية الغربية وتطغى الصفة الرجولية الشرقية في نهاية القصة لتؤكد أننا سجينو عادات ومفاهيم وتقاليد وثقافات خاصة بنا ليس من السهولة مغادرتها ماذا بوسعي الآن غير أن أقتل ناتاليا وأنهي الحكاية وابتدأ منك يا ناتا ... أقصد يا مها ... ناتاليا ص۸۷).
لقد حفلت المجموعة بقصص غامرة بالفنطازيا مثل (وحشة والشبيه وعطر امرأة ما وصياد الغيوم والمتوالية ومن لي بعدها ومشهد في كافتريا وصوب سماء الأحلام وحلم مسربل بالدم والماضي والعطب وفي بيتنا روبرت والكرنفال ولا تنسى ذلك رجاءا والواقعة وحوار في حافلة وسلام النايترون وعام الخروف وثمة حلم ثمة حمى والصمت والصدى والخنزير) وتعبر عن جدية الكتابة القصصية وفاعليتها بعوالمها الوالتدزنية, التي لا تضمر الاتصال بالواقع العراقي المأساوي الذي عاشه ويعيشه مجتمع بأسره وشعب بكل مكوناته وأطيافه، إلا إن قصص صلاح زنكنه غير قابلة للتكرار لأنها ووفق البناء السردي الداخلي, قصص جريئة تتعاطى مع البيئة الخارجية للنص بحذر وذكاء فأحدثت تغييرا في جسد القصة القصيرة العراقية, ورممت ملامحها في كتابات ومحاولات لم تستطع الإفصاح عن الأسى الجمعي الساكن في ذواتنا، لقد أنتصر القاص بالمرأة والجمال والحب على الحرب والكراهية. جريدة الاتحاد 16 / 10 / 2006
#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صلاح زنكنه / صياد الدهشة
-
القاص صلاح زنگنه في حوار صريح / الكاتب الحقيقي له موقف
-
القصة الكبيرة لا يكتبها إلا قاص الكبير
-
لا أحفل بالتراث ولست مغرماً بالسلف
-
حالات استثنائية في قصص (صوب سماء الأحلام) لصلاح زنكنه / أحم
...
-
عمق الثيمة وبساطة اللغة في أحلام صلاح زنكنه .. مشتاق عبد اله
...
-
ثلاث إضاءات على مجموعتي القصصية (وجع مر)
-
من أرشيفي الورقي .. حوار أجرته معي الشاعرة كولالة نوري
-
سماحيات 32
-
ثلاث إضاءات لكتابي وجع مر
-
مدن
-
أسماء الشهور ومسمياتها عبر التقاويم الرومانية والسريانية وال
...
-
خالد بن يزيد / بين الكيمياء والنساء
-
لماذا قتل *كعب بن الأشرف* ومن حرض على قتله ؟!
-
أكثر دول العالم امتلاكا للمطارات الدولية
-
وزارة الزندقة
-
أوجه تشابه الشعائر والفرائض الإسلامية مع مثيلتها اليهودية
-
سماحيات 31
-
ثلاث مطربات انطلقن من رحاب بغداد
-
صلاح زنكنه في حوار جديد .. اجراه الصحفي قاسم وداي الربيعي
المزيد.....
-
تقرير حقوقي: أكثر من 55 فنانا قتلوا منذ بدء الحرب في السودان
...
-
-وتر حساس- يثير جدلا في مصر
-
-قصص من غزة-.. إعادة صياغة السردية في ملتقى مكتبة ليوان بالد
...
-
افتتاح مهرجان -أوراسيا- السينمائي الدولي في كازاخستان
-
“مالهون تنقذ بالا ونهاية كونجا“.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة
...
-
دانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم -كوير-.. اختبار لحدود الحب وا
...
-
الأديب المغربي ياسين كني.. مغامرة الانتقال من الدراسات العلم
...
-
“عيش الاثارة والرعب في بيتك” نزل تردد قناة mbc 2 علي القمر ا
...
-
وفاة الفنان المصري خالد جمال الدين بشكل مفاجئ
-
ميليسا باريرا: عروض التمثيل توقفت 10 أشهر بعد دعمي لغزة
المزيد.....
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
المزيد.....
|