خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)
الحوار المتمدن-العدد: 8175 - 2024 / 11 / 28 - 14:02
المحور:
الادب والفن
ركبت الأندرغرواند كعادتها. كان تقريبا فارغا. فكرت في ذلك الصباح أن تغادر مبكرا حتى لا تصطدم بالرجل العريض الذي دائما ما يوقفها خارج المحطة ليرغمها أملا في الإنخراط في الخيرية. كان الطريق لا يزال مظلما و هذا يعني أنها سوف تضمن مكانا تجلس فيه. إذ غالبا ما تزدحم أرصفة القطارات بمئات و آلاف المسافرين و هم يلهثون خوفا من التأخير. فلا أحد يحب التأخير. تذكرت فجأة أن فاتورة ضريبة السكن قد ٱرتفعت مع الحكومة الجديدة و أنها نسيت تجديد التحويل البنكي رغم التنديدات و أنها سوف تدفع غرامة بفعل ذلك التأخير. حاولت التركيز. دخلت العربة. كانت باردة. فلا شك أن العمال قد نسيوا إشعال المدافئ إستعدادا ليوم جديد. فكما أن درجات الحرارة تختلف من فصل لآخر فهي تتغير حسب الأيام. جلست في مكانها المفضل. اعتدلت في جلستها و هي تتصفح جريدة الصباح، فلقد لفت عنوان عريض نظرها يدعو فيه إلى إعادة الإنتخابات التي تمت في الشهر السابع. و الواقع أن الأحداث المتسارعة عكرت مزاج المواطنين، إذ ما أن دخلت الحكومة الجديدة بهو البناية حتى بدأت في سن قوانين غريبة تلو الأخرى. فكرت: " كيف لعريضة فاق الموقعون عليها ما يقارب الثلاث ملايين أن تغير من شؤون الأمة؟"
و قرأت أيضا أن الحزب الذي حكم سابقا و الذي أدى إلى الدمار سعيد الآن بالعريضة و هو يدعو لٱنتخابات جديدة أملا في التسلل إلى الحكم بعد فشل ذريع.
تراءت لها الفئران وهي تتعارك فيما بينها أملا في القضاء على ما تبقى من صفاء الذهن و كرامة الإنسان.
#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)
Khadija_Ait_Ammi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟