خالد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 8174 - 2024 / 11 / 27 - 22:11
المحور:
الادب والفن
في سراديب النفسِ،
يتسللُ النسيانُ كعابرٍ بلا وجه،
يقطفُ زهورَ الذكرى دون أن يلتفت.
ليس عدوًا،
بل ظلٌّ أعمى
يتسكّعُ في أروقة الحلمِ
حيث الصمتُ لغةٌ والوقتُ غبار.
الذاكرةُ،
صندوقٌ يطفو فوق محيطٍ
لا قرار له.
نرمي فيه مفاتيحَنا،
ونغفو.
وحين نبحث عنها،
نجدها أجنحة
تُحلّق في سماءٍ بلا لون،
سماءٍ نسينا أننا خلقناها يومًا.
في قلب اللاوعي،
تتفتحُ أبوابٌ من ضوءٍ أسود،
تتراقص فيها ملامحُنا
كالظلالِ الهاربةِ من مرايا متكسّرة.
من نحن حين نحدّق في فراغٍ
يعرف أسماءنا،
ولا نعرفه؟
وحين نعبر،
هل نحن الذاكرةُ،
أم الغياب؟
النسيانُ،
ليس موتَ الذكرى
بل شجرةٌ خفيّةٌ
تُثمرُ حين لا ننظر.
هو اللاوعي حين يهمسُ
للقلبِ أن يهدأ،
للعقلِ أن يطفئَ مصابيحَه
ويلقي بنفسه في العتمة.
أيُّها المتعالي،
هل النسيانُ خلاصٌ؟
أم لعنةٌ تكتبُ على جدرانِ الوقت
ما لا يُقرأ؟
أيهما نحن؟
ذاكرةٌ نُنقّب عنها،
أم نسيانٌ ينتظرنا
في الزاوية الأخرى من الحلم؟
ربما نحن كائناتٌ من غبار النجوم،
تتفتتُ مع الريحِ
ثم تعودُ لتتشكل
في أصداء اللاوعي،
حيث كلّ شيءٍ
ولا شيءٍ
يصنعان الأبدية.
#خالد_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟