أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مظهر محمد صالح - مصالح البلاد العليا : دقة الذكاء بين الواقعية والأيديولوجية.















المزيد.....

مصالح البلاد العليا : دقة الذكاء بين الواقعية والأيديولوجية.


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 8172 - 2024 / 11 / 25 - 18:00
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


ليست بلادنا جزيرة منعزلة يتقاذفها المحيط الدولي فيما بينه من مصالح وقوى وصراعات سياسية واقتصادية وعسكرية وغيرها لنجد انعكاساتها في منأى على استقرار بلادنا بشكل او بآخر. فالسياسة الخارجية الناجحة التي توفر الامن والاستقرار في التعاطي مع الأزمات التي تعصف في المجتمعين الدولي والاقليمي ،تقتضي على الدوام توافر سياسات واقعية ذكية و مرنة وفعالة ومقتدرة على فك سلاسل القيود المحيطة بنا مهما بلغت مصاعبها وتحدياتها .
اذ تعد المصالح العليا للبلاد خطًا أحمر يتقدم على أي اعتبارات أخرى (أيديولوجية وسياسية أو حتى تحالفات دولية).
فعادةً ما تسعى الدول لتحقيق هذه المصالح بأسلوب واقعي، يوازن بين الضغوط الدولية والاحتياجات الوطنية ،مع اهمية الحفاظ على حرية اتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية بعيدًا عن الضغوط الخارجية أو التبعية لدول أخرى.
وبالرغم من ذلك يبقى الفرق( بين التعاطي الإيديولوجي والتعاطي الواقعي في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية) يكمن في الأساسيات التي توجه صنع القرار والأهداف التي تسعى الدولة لتحقيقها والتي منها على سبيل المثال ، السعي لنشر قيمها وأيديولوجياتها، أو تعزيزها على الصعيد الدولي، دون ان يكون ذلك على حساب المصالح المادية أو التوازنات الواقعية.
اذ ان مرتكز ذلك هو الواقعية السياسية و التي تركز أيضاً على القوة والمصلحة الوطنية كأولوية مطلقة.
فتقديم المصالح الإيديولوجية و التعاطي بها بمفردها ، قد يؤدي إلى صراعات أو عزل دولي إذا كانت القيم التي تسعى الدولة لنشرها تتعارض مع مصالح الآخرين الى درجة الصدام التناحري.
أما تقديم المصالح المجردة بواقعية شديدة ، او مايسمى( التعاطي الواقعي (فقد يؤدي إلى انتقادات داخلية وخارجية بسبب التنازل عن القيم أو التعاون مع أنظمة غير ديمقراطية أو قمعية ).

ففي احدث مقال للمفكر السياسي ابراهيم العبادي بعنوان :نحو تقدير مخاطر جديدة ، يقول العبادي(( اذا شئنا التفريق بين اتجاهي التفكير هذين ،يمكننا ان نصنف مدرستين في القراءة والتحليل ،المدرسة الواقعية والمدرسة المثالية او لنقل المدرسة الايديولوجية ،المدرسة الواقعية تدرس الوقائع وتحاول قراءتها من منظور عملي مادي حسابي ، لاتدخل فيه الامنيات والرغبات والمثل ،انها تسعى لتقدير المخاطر وحساب الكلف وتحصيل المصالح وجني المكاسب وتجنب الخسائر أو تقليلها الى ماأمكن ، المدرسة الواقعية تريد الاستعداد المبكر للطواريء من اجل حساب الامكانات والتكيف مع المتغيرات السياسية والامنية والعوامل الاقتصادية المفاجئة ،ان جمع الادلة والمعلومات واعتماد الارقام وقياس المدخلات والمخرجات ، اصول اساسية في حساب المخاطر ،ولاتدخل الحسابات الشخصية والتصورات والتوقعات ذات الاحتمال القليل في هذه التقديرات ،لاشك ان احدى المشاكل الكبرى في اضعاف تقدير المخاطر هو المراهنة على عوامل غير مرئية، لايمكن حسابها بناء على وثوقية عقائدية أو نبوءات دينية ، او انزال اخبار او مرويات منزلة المصاديق الواقعية )).

ولكن ينبغي ان لا ننسى دور المرجع الديني الاعظم سماحة السيد علي السيستاني عند استقباله ممثل الامين العام للامم المتحدة في تاريخ 4 /تشرين الثاني / نوفمبر 2024 حيث اشار سماحته الى حجم المعاناة التي تعاني منها البلاد على أكثر من صعيد، داعياً العراقيين، وعلى وجه الخصوص “النخب الواعية”، إلى أن يستلهموا العِبر من التجارب الماضية ويتحملوا مسؤولياتهم في تجاوز إخفاقاتها.
اذ يشير المفكر الدكتور عقيل الخزعلي في مقال له بهذا الشان تحت عنوان : النُخَبُ الواعِيّةُ: رهان المستقبل للعراق بين التحديات والطموحات،قائلاً ((انها ليس ذلك مجرد دعوة عابرة، بل هو نداء يحمل بين طياته أبعاداً استراتيجية تستهدف إيقاظ وعي هذه الفئة المؤثرة، وتوجيه بوصلتها نحو تحمل الدور المحوري في قيادة العراق نحو مستقبل ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار والرُّقي.
ولكن، من هم النخب الواعية التي قصدتها المرجعية؟ وما الدور الذي تنتظره منهم في هذه المرحلة الحرجة؟ ولماذا ركزت المرجعية على هذه الفئة تحديداً دون غيرها؟ وما الأدوات التي يجب أن تمتلكها لتتمكن من أداء هذا الدور الجوهري…. ؟؟ إن المهام التي تنتظرها المرجعية من هذه النخب ليست بالهينة؛ فهي تدعوهم إلى استيعاب دروس الماضي بكل مرارتها وفشلها، والعمل الجاد على صياغة خطط علمية وعملية قائمة على مبدأ الكفاءة والنزاهة. كما طالبتهم المرجعية بتحكيم سلطة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة، ومكافحة الفساد بكل أشكاله، ومنع التدخلات الخارجية التي تستهدف سيادة العراق واستقلاله. هذه المهام تمثل ركائز أساسية لأي عملية إصلاح شاملة، ولكنها تتطلب جهداً استثنائياً وإرادة حقيقية من النخب، تتجاوز مجرد التنظير إلى العمل الميداني الفعّال.
ولكن السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه هنا كما يقول الخزعلي : كيف يمكن للنخب أن تؤدي هذه الأدوار الكبيرة؟ الإجابة تكمن في تبني منهجية شاملة تقوم على عدة محاور أساسية. أولها؛ الوعي الكامل بالمشكلات الحقيقية التي يعاني منها العراق، من خلال دراسة معمقة تستند إلى بيانات دقيقة وتحليل علمي موضوعي. ثانيها؛ تطوير المهارات القيادية للنخب من خلال التدريب والتأهيل المستمر، بما يمكنهم من قيادة عمليات الإصلاح بفعالية. ثالثها؛ بناء شبكات تعاون قوية بين مختلف مكونات النخب، سواء كانت أكاديمية أو سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، لضمان تكامل الجهود وتوحيدها نحو تحقيق الأهداف المشتركة. رابعها؛ تعزيز القيم الأخلاقية كالشفافية والنزاهة، لتكون النخب قدوة للمجتمع، وخامسها؛ التخطيط الاستراتيجي بعيد المدى الذي يتعامل مع العراق كدولة ذات إمكانيات هائلة تحتاج إلى توظيفها بشكل عقلاني ومدروس)).
ختاماً ،ما اجده، ان توازن المصالح العليا للبلاد هي الأهداف الأساسية والمبادئ الجوهرية التي تسعى الدولة لتحقيقها والحفاظ عليها لضمان أمنها واستقرارها وازدهارها. فهذه المصالح تكون عادة فوق أي اعتبارات أيديولوجية أو خلافات سياسية وتاخذ الواقعية هنا مساحة كافية في صيانة تلك المصالح و بدرجات من الشفافية و الصدقية والمرونة للحفاظ على حرية اتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية بعيدًا عن الضغوط الخارجية أو التبعية لدول أخرى كما نوهنا، فضلاً عن تعزيز المكانة الدولية لبلادنا وبناء علاقات متوازنة مع القوى الإقليمية والعالمية لجعل التأثير والنفوذ الفاعل ليصب في مصلحة البلاد والشعب في آن واحد .
(انتهى )



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البترودولار الاحمر :الصين و حروب العملة الناعمة
- السياسة الواقعية العراقية و الترامبية الجديدة
- الظاهرة المركزية في المنظومات الطرفية للراسمالية : غزة انموذ ...
- الكيان الأسرائيلي و حروب العولمة الموازية
- حرب اسرائيل وتعاقب الأجيال
- سوق الصرف غير النظامية في العراق: حصان( طروادة ) في الصراعات ...
- الثنائية القطبية (الموازية): اسرائيل وحلفاؤها القدامى والجدد ...
- الوصمة Stigma : بين الفرد و المجتمع والأيديولوجيا
- حوار الذاكرة القصيرة في حياة الشعوب.
- غياب الضمير والذهان السياسي الدكتاتوري.
- الأنتقائية بين الفردانية و المناهج الفكرية المدرسية
- الذكرى الثالثة والخمسين في معتقل شرق المتوسط-قصر النهاية
- نظرية المجال العام في حاضنة الأوليغارشية- القبلية
- المناظرات العامة : بين الحياد والتحيز الفكري
- حوار الاخلاق في الثقافة المشرقية.
- البنوك المركزية تغادر الليبرالية الجديدة .
- معركة ايديولوجية من انماط العالم الثالث
- حروب الشرق الاوسط الكبير
- ريتشارد مورفي ومستقبل الشرق الاوسط.
- نحو صندوق عراقي للثروة السيادية: افكار تاسيسية


المزيد.....




- من زاوية جديدة.. شاهد لحظة تحطم طائرة شحن في ليتوانيا وتحوله ...
- أنجلينا جولي توضح لماذا لا يحب بعض أولادها الأضواء
- مسؤول لبناني لـCNN: إعلان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرا ...
- أحرزت -تقدمًا كبيرًا-.. بيان فرنسي حول وضع محادثات وقف إطلاق ...
- هجوم صاروخي روسي على خاركيف يوقع 23 جريحا على الأقل
- -يقعن ضحايا لأنهن نساء-.. أرقام صادمة للعنف المنزلي بألمانيا ...
- كيف فرض حزب الله معادلة ردع ضد إسرائيل؟
- محام دولي يكشف عن دور الموساد في اضطرابات أمستردام
- -توجه المحلّقة بشكل مباشر نحوها-.. حزب الله يعرض مشاهد من اس ...
- بعد -أوريشنيك-.. نظرة مختلفة إلى بوتين من الولايات المتحدة


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مظهر محمد صالح - مصالح البلاد العليا : دقة الذكاء بين الواقعية والأيديولوجية.