|
ما الذي يلح على الكاتب أن يكتب؟ - العيش على الصراط- رواية للكاتبة -ناهدة جابر جاسم-
هاشم مطر
الحوار المتمدن-العدد: 8172 - 2024 / 11 / 25 - 14:06
المحور:
الادب والفن
ما الذي يلح على الكاتب أن يكتب؟ ربما تفاجأ بعضكم، مثلي، بعدد من الكتب التي صدرت خلال العامين أو الأعوام الثلاثة المنصرمة وُصّفت على أنها رواية أو مذكرات أو سيرة شخصية وما الى ذلك من تسميات. والملفت فيها أن ثيمها ليست جديدة، بل تناولها قبلهم الكثير من الكتاب بعض منهم له صوته المميز وتجربته ومن ثم رواجه. ولنكن أكثر دقة فعلينا أن نحدد اتجاهاتها لكي نتمكن من الإجابة على السؤال الذي بدأنا به هذا المقال: "ما الذي يلح على الكاتب أن يكتب؟"
"العيش على الصراط" واحد من تلك الكتب للكاتبة "ناهدة جابر جاسم" هكذا كتبت اسمها غير معنية بصوت مفخم لاسم يبحث عن رواج، بل ربما وضعته كما تعريف لهوية شخصية باسم ثلاثي تبحث عنه السلطات في اي مشغل امني يصادفه اي مواطن اعزل ويخاف من تبعاته وربما حوار اسقاطي في مسرحية منذ السبعينات لواحد من عمالقة المسرح الكوميدي "عادل امام" يكرر عبارته الأثيرة: (انا اسمي موجود؟). حوار داخلي يشاغلنا جميعا ونحن نقف امام شرطي الأمن في مطار او حدود مع حالة من الرجاء أن يمر الأمر بسلام. فما الذي فعله هذا المواطن الذي توزعت؛ لنقل اسماله، على اكثر من مكان وبلاد، فقد واجه الموت مرارا، وبعد اربعين عاما او اكثر يقف اعزلا كذلك امام نفس الضابط، مع اختلاف الزمن، الذي لولا ثمرة نضال المواطن المحارب لما كان هذا العسكري بهذا المنصب وهذا المكان بشارات ونياشين جديدة توحي الى عهد جديد، يسأله ويسائله عن اسباب قدومه. فمن يسأل من؟
هذا التعريف الموجز وجدته بداية على سبيل المقارنة لما ارادت الكاتبة قوله في كتابها على نحو من الافصاح: هذه انا وهذا اسمي الثلاثي، بل هذا كتابي وهذه تجربتي فافعلوا ما شئتم، حتى وان كنتم رفاق تجربتي وكل من يتندر على صراحتي ويصفها بالمبالغة. واذا ما اضفنا اليها جرأة الكاتبة بالافصاح عن ماضيها وتجربتها المبكرة بالعشق وملاحقة السلطات للمحبين آنذاك واعتقالهم فأن ناهدة تنكرت ورفضت شيء واحد هو الموروث المذل، وهو الداء الذي ستواجهه كفيروس طال حتى نفوس الثوار انفسهم او بعض منهم. وهي الثيمة التي تمددت بمعالجتها على مدار فصول حكايتها في تجربتها مع رفاقها الثوار. ليس في هذا اي نقيصة او انتقاص وانما حالة لكشف مثير يعيدنا الى ثقافة ملتوية لا ينجو منها حتى المتحررين منها شفاهيا. أقول شفاهيا لأن النظرية على ما يبدو لم تستطع تغيير الموروث وما عقدته التراكمات، ولسنا بصددها بقدر ما هو وضع حامل النظرية بين نقيضين، فهل من موازنة بينهما؟ بحيث شكل هذا الأمر مبحث الكاتبة الأساسي فجعلت تكافح وتنافح امرين الأول هو السلطات وهي تعرف ظلاميتها وتحدتها كمؤمنة بالافكار النبيلة بما فيها اختيارها لحريتها في الحب والعشق. وما يجدر الاشارة إليه كاستدراك انها سليلة عائلة متوسطة حتى بتعليمها فهي لم تتعرض منهم لأي كلام جارح او مساومة على امر ما، خصوصا ما يتعلق بالاختيار. وهذا ملفت ايضا ان نجد من بين العوام ومتوسطي الثقافة ما يتفوق على المثقف وحامل النظرية بالتحرر من براثن الانتماء المُعلب للموروث بكافة اشكاله العليلة. وبرغم ان عائلتها تنتمي لذات الموروث غير اننا لم نلمس تعصبا اعمى من قبلهم بقدر ما هو حرصا لمراعاة المجتمع وخوفا على مستقبل وسمعة ابنتهم. وثانيهما هو رفاقها او بعض منهم ممن نظر اليها كسلعة جميلة يسعى الى امتلاكها تحت اية ظروف حتى في حال احلك الظروف واشدها توترا في كفاحهم المشرك تحت وابل القصف والتعرض المشين دوليا للسلاح الكيمياوي. ومع ذلك لم تتخل عنهم الفتاة المقاتلة المؤمنة بكلا الامرين هما وفاءها لحبيبها ووفاءها لمعتقداتها، بل رافقتهم المسير حتى النهاية.
الكتاب الذي جاء بعدد من الصفحات زهاء 300 صفحة لدار ابجد 2024 اعتقدها موجزة لمسيرة كفاح دفعت الكاتبة للتخلي عن شبابها ومستقبلها بل حتى ابنها الوحيد آنذاك لتواصل رحلتها نحو مجهول؛ معلوم فقط بضمان الخسارة ومع ذلك فعلها جيش المنبوذين اليساريين المشبوهين. وحالما تعلق الأمر بتحديد اكثر فهم شيوعيون عرف عنهم العناد والجلد وحب الوطن. اما الجزاء وحتى ما يسمى (بعد التغيير ) فليس بأكثر من توجس أن ينفذ بجلده وهو يدخل وطنه من خلال كوة الضابط المحقق! ليس بالضرورة ضابط رسمي أو مطار أو حدود برية، وانما في كل حقل المرايا العاكسة، فما ان تتخطى واحدة منها حتى تظهر الثانية كمشاغبة اضحت كوابسينا جميعا.
اما العنونة المعقودة على نحو عيش وصراط فلها اكثر من اسقاط فعليها ان تعيش، إن لم يكن لمبادئها، فلوليدها التي تركته واخلاصها المعقود على حالة العشق الذي قالت عنه مخاطبة حبيبها «...أريدك كما انت عاريا وبدون رتوش! ولكن يا حبيبي اريد ان اعيش حياة الطيور...» ولكن كيف يكون ذلك العيش؟وهنا يقفز قول الشاعر ت. س. أليوت: أين هي الحياة التي أضعناها في العيش؟ وهذا نصف المعادلة فالحياة والعيش كفها الأول فلا فائدة ان نضعهما بمساومة بين حياة وعيش. فما كان من شاعرنا الفلسطيني عبد الرحيم محمود الا ان يكمله بصوته «فإمــا حيــاة تســر الصــديق.. وإمــا ممــات يغيــظ العــدى ». وبذلك وضعت ناهدة، الانسان، ما آمنت به نظريا على عتبة الممارسة الفعلية فليس بالحب ما هو مشين ومخزٍ، بل العكس هو حقيقة وجودية لا معنى للحياة من دونها. وهذا ما انجزته بروايتها وهو ما يمكن ان نقول عنه انه مفتاح الرضا عن النفس والحياة معا، وان الحياة فرصة للقاء المحبين قبل كل شيء! من جانب آخر كان عليها ان تتخطى من الحواجز والمخاطر ما يفوق التصور فنراها وكأنما تتبع اثر نحلة عاشقة لمذاق ميسم ورائحة لحرية قصية، وقد جاء هذا السعي في جميع مفاصل روايتها واحداثها المشوبة بالمخاطر. يمكننا ايجازها بثلاثة مفاصل هي: المجتمع والأعراف ثم بطش النظام واخرها المناخ الملغم برفاقها او بعضهم ممن تفوقت عليهم فحولتهم على رجولتهم وشهامتهم. حتى الهمس المخفف لبعضهم كان يشي بأن الأفكار والمبادئ ليست كافية على مواجهة ثقافة موغلة بالعقم وضاربة للمسلمات التي تجعل المرأة كتصنيف تابع وخاضع لتسوية ما، وهذا ما يشل، بل يقمع، صوت المساواة المكرر لحاملي لواء التحرر والثورة على الموروث المتخلف!
واذ تقوم ناهدة بوضع احجار روايتها وما انتوت على بثه كاعتراضات ضمنية في روايتها، فأنها تكون قد استجابت الى صوت المرأة المطفأ منذ ولادتها لتقوم برحلة تحدي للذات قبل كل شيء، بل هي تزيد على الرجل بتحديه، فهو لم يقف يوما امام مساءلة مجمتع او عائلة او دين، ولم تنتفخ بطنه بحمل يكبر، ولم يخضع لعملية اجهاض تقطع مهجته واواصر قلبه، ولم يحس بفراق وليد متروك للاقدار فيما يكون قلب جنينها، قبل ولادته، ينبض بقلبها وهي تودعه. اما العودة له فهي محض مصادفات واقدار لم يثنها الا ايمان امرأة مؤمنة وواثقة من خطواتها وعدالة قضيتها.
قطعة من الأوجاع، من زاوية اخرى، ليس كمعاناة عامة لتجربة الكفاح المسلح، بل لامرأة عزلاء قررت خوض التجربة لتصطدم بما لم يكن بحسابها ابدا! فأهّل ذلك الى ما نطلق عليه عملًا تحركه المواجع النفسية والارتدادات العنيفة، فأنصفت ناهدة التجربة ورفاقها، وربما سامحتهم على اثم الفحولة، لانهم ببساطة بشر. وبرغم الانكسار النفسي لامرأة مقاتلة تعرضت لشقاءين كان النفسي فيها اشد فظاعة من الهزيمة ذاتها وبطش العدو وحتى حلفاء التجربة واهوالها بما فيها تعرضها ورفاقها للأسلحة الكيمياوية، لكنها بقيت ثابتة العزم ولم تخل بموقفها ومازالت تشبك اصابعها باصابعهم في مهاجرهم وليس لهم غير ما يتذكروه عن مآثرهم فهم رفاق طريق اعزاء ومقاتلين اشداء ناهيك عن كونهم اناس نادرين بصفاتهم النبيلة. وهذا نراه بوضوح، على سبيل الانصاف، ان هذا الجيل ما زال يعقد علاقاته على حيز نضال بقي لهم منهلا انسانيا مبهرا، حتى بتواضع حياتهم وبساطة متطلباتهم وطموحاتهم. ولعل في هذا بعض اجحاف فالكثير منهم من واصل تحديه نحو ما كان له أملا او بعضه كتميز، لكنه بقي ابنا بارا لتجربة كبيرة اودع فيها سني شبابه.
انه عمل ليس استذكاري بقدر ما انه تفكيكي للنزعات الانسانية اينما تكون. وبغض النظر عن محمولاتها الاخلاقية التي راهنت عليها ناهدة وهي تتخذ قراراها لتصبح واحدة في جيش الانصار الباسلين الذي يعرف مصيره مسبقا، ولكنه سطر مآثره بالضد من سيول المظالم والاستهتار وجرائم جزاري العصر انذاك، وما رافقه من مؤامرات لقوى صديقة! وما زالت ناهدة تستقبلك بابتسامة تغطي بها على اوجاعها ومعاناتها وعلاجاتها الكيمياوية الرهيبة وكأن رحلتها مع الحياة لن تكتمل الا مع سرورها وبهجتها بإبتسامة رضى تمنح اشراقتها للجميع. يعيدنا هذا الأمر الى سؤالنا الأول عن الكتابة وجدواها بل تصنيفها. فأقول على سبيل الانصاف ان الروايات والكتابات التي كتبها الانصار عن تجربتهم لا تستدعينا الى تصنيفها بل النظر الى محمولها الانساني وكم الفواجع والانكسارات (المستطابة) كقبول وقناعة سيما انهم يعرفون مصيرهم قبل ان يخطو خطوة واحدة على طريق الانتصار للحرية. وهذا ما استطاعت ناهدة ان تلفت النظر اليه في سياق تطور الرواية على نحو أعم ينظم له كتلة الاجساد المصابة بذات العناد والتحدي، بدءا من مراهقتها والتقاءها بحبيبها، ثم مغامراتهم وتنقلاتهم وتحديهم أن يسلكوا معابر وافخاخ خطيرة، وبعدها ما جعلهم غير واثقين بمواجهة جيش مدجج بالسلاح ونظام تدعمه دول بعضها من معسكرهم الاشتراكي الذي تفكك بضربة دراماتيكية لجداره الفولاذي فسقط على ابنائه قبل مناوئيه. والأشد منه وهذا ما جاءت عليه الكاتبة، خصوصا في انسحابهم الأخير ووقوعهم تحت قوة الضرب العنيف وروائح وغازات الكيمياوي المميتة التي لاحقتهم لمنافيهم الجديدة. معلولون اسعدهم حظا من يتنفس بربع رئة او عينين دامعتين جاحظتين او غائرتين. اما من كان حظه عاثرا فقد ترك ذكراه ليدفن في صفحات كتابات رفاقه، فهي اوفى واولى به من أي ارض حتى لو كانت تربة ولي صالح أو إمام مجاهد. هذا النوع من الأدب الذي قدمه من خاض التجربة الى نهايتها اصبح عصي على التصنيف يقرب من اجتراح يختلف عن انواع الكتابة بين رواية وقصة ومذكرات وتسجيل، نوع يمضي الى سبيله كاختراق واضح لجميع التصنيفات. وانا على يقين ان ناهدة ترددت في تصنيفه كرواية، ذلك انه لا يقبل الامتثال الى الخيال والاستزادة، فما حصل هو الأغرب، ونسيجه من حيث تمدده يمكّن كاتبه او غيره ان يخلق الف رواية وحكاية، كما ان لهيبه لن يقبل الهدوء والتريث، فهو لن يستجيب إلا لحقيقة واحدة هي ان تلاحق الاقدار التي امسكت بزمامك وقادتك من ياقة قمصيك المبقع بأكثر من فصيل دم لرفاقك، وان سلمت فذلك محض قدر ايضا! إنه أدب قابض على روحه؛ روح تخرج من جسدك ويعيدها إليه تحديك وجسارتك وحبك لرفاقك قبل نفسك. فكم من رفيق توسل رفاقه ان يتركوه طعما للضواري ونيران ينتظرها بصبر نافد كطلقة رحمة! وكم منهم من ستر بجسده انسحاب رفاقه ولم يعرف له اثرا. والمستحيل هو سؤال ايضا: كيف تقايض الوقت وبأية سلعة نادرة، هي روحك المشرأبة لعبور رفيق قبلك، وانت المتروك في تلك القفار وسفوح الجبال لن تمتلك من الحظ الا ان تكون اصابتك قاتلة حسب.
وعودة على بدء: فما الذي يلح على الكاتب أن يكتب اذن؟ انه نزف الكاتب مقرون بالتجربة حتى تلك التي تفيض رقة كالحب مثالا، وكيف له أن ينمو وتستعر نيرانه وسط حرائق لاهبة وحياة تغيب فيها الآمال. دافع وحيد وضعت شروطه ناهدة منذ بداية قصتها في دفاعها عن حبها كروح ثلمتها الأقدار وتفاجأت بالكثير ايضا، فوضعت لبنة روايتها وكأن كل شيء سيمضي من خلال هذا المرشح الذي قالت عنه «روحي التي لا ترسمها حدود سوى حدود العطاء والمنح المطلق لمن عشقت». ومع هذه العبارة التي انهت بها فصلها الأول جعلت تختبر سيرتها واحداثها كصرة اودعت فيها مصيرها واوجاعها فلا تتسرب منها قطرة واحدة حتى تمر بالمشغل الانساني لفكرة الحب وتمضي لغايتها وان بعدت فتذكرنا ببيت شعر لعنترة (ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني وبيض الهند تقطر من دمي) وهو في عز شقاء الحرب لينتصر للحب ذاته الذي لولاه لما حضر هنا في هذا الوغاء المستعر. اذن في فكرة الدفاع عن الحب تمضي بقية الأشياء الى حلزونيتها كاختفاء وتوجس من شيء يحصل فجأة! فالحب هو ليس هدفا بحد ذاته انه شيء يحصل فليس هناك هدف في الحياة بقدر ما ان هناك شيء يحصل يحمل كل معاني الوجود في يسره وعسره، وهو الذي يمضي وحده الى النهاية وبغض النظر عن جملة الالتباسات التي لا يعرفها الا صاحبها كلوعة ولمام لنوازعه. ومهما امعن المجتمع بتصغيرها، وحتى تتفيهها، تندرا او معتقدا، فأنها فاتكة كاشياق ولهفة؛ ومرة كصبابة وحنين؛ وانعتاق كرغبة ومودة وهوى ووجد.. الى اخر مسميات حضوره. اذن مع وضع الكاتبة ثابت روايتها نستطيع أن نمر معها، وهي تصطحبنا اصلا، الى مفاصلها الملغمة بأفخاخ ووصائب واحزان في تداخل مثير بين من يرنو الى فتق حجب الظلام وبين من يزيده ظلمة في رحلة عذاب ومشقة وسماء تطرزها القذائف لا تعرف من ستختار من الجمع الأعزل حتى وان امتلك بندقية فهي رمزا للتحدي والحرية وليس اداة قتل ودمار كما يفعل الطرف الآخر. ومع رحلتها التي تعقدت بأكثر من حاجز ومانع، وتعثرت بكل ما هو موحٍ بالفشل، وحتى غثيان مُر سببه رفاقها كنزعات طارئة وغريبة فلا يمكننا وصف سلوكهم بالنذالة والاستهتار، فهنا يدخل علم النفس من اوسع ابوابه وهو حالة الحصار كحالة لا شعورية عبّر عنها فرويد بـ « مفهوم الازدواج الوجداني Ambivalence والذي يشير إلى نزعات نفسية متعارضة وغير قابلة للتوافق في آن واحد.1 ثم عن فكرة الصراع النفسي وعن التناقضات العاطفية المتعلقة بالكبت. واذ نبدو وبسبب من قلة اطلاعنا غير معنيين بالتصويب وليس هناك ما يعلو، حسب ظننا، في الحرب ألا ينبغي ان يكون هناك اي مسوغ خارج عن اخلاقية عقيدة الحرب، فأننا نشطب بصوت غاضب على اي ما ننعته بالمراوغة والتمييع، كما ان ليس هناك ما للوقت متسعا ان نتأمل او نستدرك عبارات شاعرية او نفسية لكن واقع الحال ليس له هذا التبسيط فأنه سينتهي ببساطة ايضا الى تسويغ مقيت! غير ان للدلالات النفسية كبير الأثر سيما انها جاءت بسياقات مختلفة، بعضها رهيب، في ادب الحرب في الكثير من الروايات، وهي بحد ذاتها شكلت مرتعا انسانيا ومادة خصبة للمختصين، وتحذير صارخ للانسانية.
والآن وبرغم ما ذكرته عن تصنيف الرواية لكنني ارى في"العيش على الصراط" كتلة احزان تنتظم بأدب السيرة، ولا من ضيرٍ أن نطلق عليه رواية، فالحياة رواية وكل شيء يدور بروايته مثلما يدور كل منا بروايته ايضا، حاضرة او مؤجلة، لكنها تحصل. وفي جانبه الأعم تسيد الحب بحضوره وانطوى على تجليات مختلفة في عمل ناهدة لتقول، كما وصلنا وتفاعلنا معه، أن لا جدران للحب وهو الباقي الوحيد. لانه ببساطة هو المانح الوحيد للتجدد كبرعم ربيع وحياة ظافرة، فيما الاشياء الأخرى حتى من حيث فرادتها، تذهب وتنحل في اسفارٍ الياذية وان قدر لها الابدية فلا بد لها ان تنظم في سياق الحب الأثير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ Refoulement.» https://altanweeri.net/9968 -1/العدوانية-الإنسانية-في-سيكولوجيا-فرو/
#هاشم_مطر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-أموات في متحف الأحياء-.. ضياع -أثيكا- أم ضياع الإنسان
-
- اليوم بالذات لسنا بحاجة لنيرانك- / الأثيري والأرضي في مجمو
...
-
العتابي وتحولات المكان -هل الفُل عراقي-؟ نعم (الحزن) عراقي و
...
-
خليل - خالد * -وأمانه يا دنيا أمانه تاخذينه للفرح أمانه..-
-
عتاق يوم آخر
-
- الهند أم العجائب- في عيد الحب
-
كيف اكتب بعد غياب!
-
بصرة - اورشليم
-
-من ذاكرة الصور- صبا مطر بين حربين
-
اشتقاقات الغياب - قراءة شعرية في نصوص محدثة
-
كوپه-ديناري
-
حبيبا الساحةِ
-
-قافل-
-
-شو بدي بالبلاد الله يخلي لأولاد-
-
لنْ نخذلكَ في الخامسِ والعشرين
-
سنغنيكَ لأنك غيرتَ العالمَ! حبيبي...
-
وشمٌ على خصرِكَ أيلول - الى وليد وإبراهيم وكلِّهم
-
هوية / سبع دقائق قبل الموت
-
بطنها المأوى / دنى غالي: التركيب الخاص والسلوك الظاهر
-
عادل مراد/ موقف انساني باسل «شيء يشبه الحكايات»
المزيد.....
-
قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل
...
-
ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية
...
-
حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
-
عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار
...
-
قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح
...
-
الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه
...
-
تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
-
مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة
...
-
دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
-
وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|