|
علوم العاطلين عن العمل
كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8172 - 2024 / 11 / 25 - 00:54
المحور:
كتابات ساخرة
لا توجد مقررات ولا مناهج ولا معاهد لدراسة علوم العاطلين عن العمل، لكن رواسب هذه (العلوم) مترسخة ومنتشرة ولها جذور تاريخيّة ضاربة في اعماق مجتمعاتنا، وربما توارثتها الاجيال. جيل بعد جيل حتى صارت من موروثنا الشعبي. . مثال على ذلك قولهم: أن الحكة في اليد اليمنى تبشر بقدوم رزق، والحكة في اليد اليسرى تشير إلى فقدان المال. وان تقليم الأظافر يوم السبت من المحرمات من دون ان يبينوا اسباب التحريم، ولم يثبت لدى الاطباء والفقهاء تحديد أيام معينة لقصها والعناية بها. . وقولهم: أن رفة العين اليسرى فأل سيئ، ورفة العين اليمنى فأل حسن، وان الغصة في الأكل أو أثناء شرب الماء تأتي بهدية من قريب. وان اندلاق القهوة على الأرض فيها إشارة لخير قادم، أما إذا انسكبت على الثياب فهي علامة تنذر بخطر داهم، وان غسل الثياب يوم الجمعة يذهب بالرزق ويجلب الهم والغم. وان مشي الطفل على يديه ورجليه من الدلائل على قدوم الضيوف. . معظمهم يتشائمون من القطة السوداء، ومن نعيق الغربان. . وقولهم: ان طنين الأذن اليمنى يعني أن هناك أشخاص يذكرونك بالخير، وإذا كان الطنين بالأذن اليسرى، فهناك من يذكرنك بسوء. . حتى جاء اليوم الذي اختلطت فيه التوجهات السياسية بالخرافات الموروثة، وجاءنا من يحبب الينا تناول البطيخ الأحمر بدعوى ان تناوله بعد غروب الشمس يخصم لنا 70 الف ذنبا من ذنوبنا المتراكمة. . ثم طرح علينا دهاقنة العملية السياسية (المعاقة) فكرة: المجرب لا يُجرب، بدعوى ان المُجرب لا يصلح للعمل بوظيفة حارس في كراج فندق فلسطين مريديان، حتى لو كان هذا (المُجرب) هو الخوارزمي، أو نعوم تشومسكي، أو نيقولا تسلا، أو حتى لو كان فيثاغورس بشحمه ولحمه. . واستكمالا لما تقدم قام العاطلون عن العمل بتشكيل جيوش من الذياب الإلكتروني لدعم أوهام العظمة لدى النخبة السياسية التي دمرت العراق، وأنهكت الشعب في الأعوام الماضية، وبات من المؤكد ان المستقبل سوف يكون أدهى وأمر إذا لم يرتفع صوت العقل والحكمة. فعلى الرغم من أن الغالبية الساحقة تنبذ المحاصصة، وتبغض الفساد، وتتطلع نحو عراق أجمل، ولكن هنالك فئات متنفذة ظلت متمسكة حتى الآن بالخرافات وتسميم عقول الناس بأوهام الطائفية والمناطقية والفئوية. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ترقبوا غزوة لاهاي
-
الصورة من خارج المشهد التخريبي
-
مطار يعمل بنظام استفزازي
-
نواب البصرة والجباية الكهربائية
-
سيناريو اليوم المشؤوم
-
التحول من كلب إلى باشا
-
لا يفكرون ولا يناقشون
-
حتى لا ينقرض سكان الكويت
-
صرخة (حنة) الماورية والبرلمان العراقي
-
بعدما خفتت أنوار المطار
-
(ساغان) ورحلته لتضليل الإنسان
-
قطار عراقي أزرق أزرق
-
زوابع في فنجان وزارة النقل
-
تعرّف على أخطر المقربين إليك
-
القفز من التخطيط الى التخبط
-
التلاعب بعقود الطائرات
-
كذبوا علينا فصدقناهم
-
إلهاء الناس ببديل جاهز
-
مستشار صيني من الفضاء الخارجي
-
النسور لا تقودها جرادة
المزيد.....
-
مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” ..
...
-
مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا
...
-
وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|